كتَّاب إيلاف

اللكلكة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اللقلق Stork طائر جميل من الطيور المهاجرة كبيرة الحجم ذات الأرجل الطويلة، يبني أعشاشه فوق المآذن والكنائس وأبراج الخطوط الكهربائية وقمم الأشجار العالية، القريبة دوما من سكن الإنسان، وأجمل ما في صغاره هو تصفيقهم بأجنحتهم حينما يأتي إليهم بالطعام، فتراهم يتراقصون أمامه ويصفقون له حتى يدفع إليهم ما خزنه عبر منقاره الطويل من كنوز الصيد؟

أردت بمقدمتي هذه عن طائر اللقلق أن اذهب إلى مفردة متداولة بكثرة في أوساط الأهالي في العراق وهم يصفون التدليس والتمليق بهذه المفردة التي تختزل في حروفها الخفيفة توصيفا رائعا ودقيقا لحالات معينة من السلوك الاجتماعي والسياسي والوظيفي ايضا بين الما دون والما فوق، أي بين الرئيس والمرؤوسين في غياب العدالة الاجتماعية ومفهوم المواطنة الصالحة!؟

والمفردة هي ( لكلكة ) بتخفيف الكاف وتستخدم في الدارجة من اللهجات لتوصيف الحالات التي ذكرتها أعلاه، وقد بحثت طويلا عن أصلها وتصريفها فلم أجد لها تصريفا أو مصدرا، رغم شكوكي بان لها علاقة قوية جدا بالطائر الجميل ( اللقلق ) البريء مما يوصف به الإنسان، حيث يحتمل أن تكون لحركة أجنحة صغار هذا الطائر وتصفيقهم ورقصهم الغريزي والبريء، علاقة بمعنى تلك المفردة قياسا مع سلوك البعض مع المسؤولين الأكبر، وليس تلك العلاقة بين الأب والأم وأولادهم؟

فقد أنتجت النظم الطاغية عموما دكتاتورية كانت أم مستبدة، بأي شكل من الأشكال بما فيها حتى كثير من النظم الديمقراطية بغياب العدالة الاجتماعية وسيادة الفساد المالي والإداري وانتشار المحسوبية والمنسوبية على خلفية التكوين العشائري لمعظم بلدان الشرق الأوسط عموما، أنماطا من السلوكيات المنحرفة التي تبدأ بالانتهازية وبطانات المسؤولين وشللهم في الوزارات والمؤسسات، ولا تنتهي طبعا باللكلكة فقط، أي بظاهرة التدليس والتمليق الذي يشوه الحقائق ويدمر العلاقات الإنسانية والاجتماعية، ويحيلها إلى نمط سطحي استعبادي يلغي فيها الطرف القوي الذي يستحوذ على المال والسلطة الطرف الآخر المحكوم بعلاقة القوتين ( المال والسلطة ) لذلك الطرف الأقوى!؟

ونتيجة لتلك السياسات الاجتماعية والسلطوية في غياب العدالة الاجتماعية وفقدان الثقة بالمؤسسات العامة، شاع هذا النمط من السلوك بين الأعلى والأدنى لكي يأخذ مكان الاحترام المتبادل القائم على أساس الخدمة المشتركة للمجتمع والدولة، مما يؤهل الجميع فوقا كانوا أم تحتا، ان يتبادلوا الآراء بحرية تامة في التعبير عنها سواء أرضت الفوق أم اختلفت معه، بعيدا عن أي لغة استعلائية أو استعبادية تلغي أو تهمش أو تقصي الآخر تحت أي عنوان كان، وعلى أساس ذلك فليس هناك أي مسؤول محترم يشغل مكانه بجدارة واستحقاق يقبل أي نوع من ( اللكلكة ) أي من التمليق والتدليس، ويميز بين الاحترام الحقيقي وبين التدليس والمديح التملقي.

إن اقصر طريق للتخلص من هذه المظاهر السلوكية المدمرة هي شيوع العدالة الاجتماعية وتقليل الفروقات الحادة بين الطبقات، وبلورة مفهوم متحضر للمواطنة يحترم الانسان على أساس ما يقدمه للوطن والمصلحة العامة، ويعرف العمل العام وظيفيا كان أو خاصا ذو منفعة عامة، وبصرف النظر عن شكله أو نوعه أو موقعه، بأنه خدمة وطنية عالية لا ينتقص من درجة منفذها أو يقلل من شأنه إزاء مرتبة أخرى لمنفذ آخر، بمعنى ان أي كناس أو منظف في الشوارع والساحات العامة، أو المستشفيات وبقية المؤسسات ذات النفع العام لا يقل شأنا في مبدأ العمل والخدمة العامة عن أي وزير أو مدير عام أو أي مهنة أخرى إلا بالابداع في ذلك العمل والتميز فيه من اجل العام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ممنوع التصفيق
Shex Birimce -

المقالة تسلط الضوء على ظاهرة تساعد الديكتاتور في الوصول الى منصبه الديكتاتوري عن طريق لك و لك أي اللكلكة فهو بحاجة لمصفقين عندما يأتيهم المغانم والمناصب من ظاهرة التصفيق فالمصفق الكبير يحتل المنصب الرفيع والهام ونحن تعودنا أن نصفق بعد توزيع المناصب تملقا أو طمعا بفتات حتى أصبحنا لا شعوريا مصفقين عندما نرى صورة القائد الضرورة ترتفع أيدنا وتصفق حتى إن لم نود التصفيق فالذي بجانبك سينبهك إلى وجوب التصفيق فأصبحنا كلنا تحت راية هذه السياسة مصفقين أربعين سنة عودتنا على التصفيق نحن اليوم بحاجة إلى كل من يقف ضد التصفيق حتى في الأفراح لنسيان هذه الظاهرة اللعينة التي استعمرتنا بنظام يسمى وطني أقسى ألف مرة من استعمار حقيقي .

الحل بشي واحد
احمد ماهر -

الاستاذ كفاح شنكالي سلمت يداك العيب هوة دائماً من رأس الهرم في كل مكان سواء العمل او المؤسسات الحكومية الذي غالباً مانجد الرئيس يستمتع بعملية التكبير بشخصه وقيادته الحكيمة والتي غالباً ماتكون اكاذيب يصدقها الفاشلون في عملهم مما يؤدي الى ابتعاد الكفؤوين في العمل عن الرئيس والتمام الناس غير الكفؤوين لكي لايحس سيادة المدير بالنقص لكونه فاشل وزمرته تشببه بالفشل ...

لا شيء يقتل الحق كالتصفيق
هيثم حجازى -

كاتب رائع من كوكب العطر والحبر، وأما الفكر فهذا شيء آخر شيء يحتاج لفكر آخر نفكر به كيف تفكر، عذب في معانيك وعذب في ضميركصدقني أيها النبيل، لا شيء يقتل الحق مثل رصاصه التصفيق ! " هيثم حجازى "Haithamhijazi1@

نعم هو كذلك
سنان أحمد حقّي -

إتباع العدل والإنصاف ومحاربة الجور والظلم كل هذا هو السبيل للتطهّر من ظاهرة اللكلكة أو التملّق وهي في الحقيقة أسوأ أشكال النفاق الذي أفسد المواطن والمسؤول على حدٍّ سواء ونأمل أن يتصدّى فنانونا ولا سيما الكوميديون لهذه الظواهر البالية والمتخلفة لكي يهزأوا منها ومن أصحابها حتّى يبتعد من كان ما يزال محتفظا ببعض تلك الطباع التي كلّفت شعبنا كثيرا من فرص التقدّم. تحيّة لأستاذنا العزيز وأؤيّد بكل قوّة عدم التمييز بين أنواع العمل فالمدير العام والمنظف كل يقدّم ما يملك من طاقة في خدمة المجموع .

لا شيء يقتل الحق كالتصفيق
هيثم حجازى -

كاتب رائع من كوكب العطر والحبر، وأما الفكر فهذا شيء آخر شيء يحتاج لفكر آخر نفكر به كيف تفكر، عذب في معانيك وعذب في ضميركصدقني أيها النبيل، لا شيء يقتل الحق مثل رصاصه التصفيق ! " هيثم حجازى "Haithamhijazi1@

دوافعها السايكولوجية
علي البصري -

قبل كل شيء لابد ان نسال عن الدوافع السايكولوجية لهذا الامر ،عانت الشخصية العراقية من القهر والاستلاب وسطوة الطغاة والاقطاع وقمع الانسان حتى ان تسمية الانسان يالتصفير اسمه علي يسموه عليوي ،فاضل فويضل استعدادا لتقبل القمع وكان لزاما على الانسان الخضوع للسلطان والتسبيح بحمده او واجه الموت الزؤام فازدوجت شخصية الانسان العراقي (اقرأ مؤلفات علي الوردي) فهو يمييز الصحيح لكنه يتبع الخطا قهرا (قلوبنا معك وسيوفنا عليك) وكان في زمن صدام ان تسب الله (استغفر الله)خيرا لك من سب صدام ! لان الاخيرة تذهبك في داهية فتصبح نسيا منسيا بعد السقوط عام 2003 اصبحت حرية نسبية تستطيع الصراخ لكن لااحد يسمعك !!!!!

.........
محبي القائد مقتدى -

جلال الطالباني والبرزاني كانوا ياتون للقائد صدام حسين ويبوسون الايادي والان يبوسون ايادي قائدنا مقتدى !!

دوافعها السايكولوجية
علي البصري -

قبل كل شيء لابد ان نسال عن الدوافع السايكولوجية لهذا الامر ،عانت الشخصية العراقية من القهر والاستلاب وسطوة الطغاة والاقطاع وقمع الانسان حتى ان تسمية الانسان يالتصفير اسمه علي يسموه عليوي ،فاضل فويضل استعدادا لتقبل القمع وكان لزاما على الانسان الخضوع للسلطان والتسبيح بحمده او واجه الموت الزؤام فازدوجت شخصية الانسان العراقي (اقرأ مؤلفات علي الوردي) فهو يمييز الصحيح لكنه يتبع الخطا قهرا (قلوبنا معك وسيوفنا عليك) وكان في زمن صدام ان تسب الله (استغفر الله)خيرا لك من سب صدام ! لان الاخيرة تذهبك في داهية فتصبح نسيا منسيا بعد السقوط عام 2003 اصبحت حرية نسبية تستطيع الصراخ لكن لااحد يسمعك !!!!!

لاتنهى عن ........!!!
عبد الامير -

نرجو ان يتحفنا الكاتب بالترجمة الكردية لكلمة ( اللكلكة ) ..وهنا تذكرت المثل العربي الشائع ...لاتنهى عن خلق وتاْتي مثله ......!!

لاتنهى عن ........!!!
عبد الامير -

نرجو ان يتحفنا الكاتب بالترجمة الكردية لكلمة ( اللكلكة ) ..وهنا تذكرت المثل العربي الشائع ...لاتنهى عن خلق وتاْتي مثله ......!!

ديموقراطية اللقالق ..
samir yousif alfaylee -

استاذنا العزيز اضيف الى صفات الانسان اللقلقي هو الشبه الكبير بينه وبين اللقلق بسبب كما قال العراقيون القدماء (هذا مثل اللقلق منعرفه على يادين يوم على الكنيسه يوم على الجامع ويوم على التوراة .وهؤلاء هم الرديف الحقيقي لماسحي احذية السلاطين قديما واحذية الدكتاتورين حديثا لاحظ انتشرت الكلكه حتي بين النواب في كل فتره تراهم يقفزون من قائمه الى قائمه واخرى وهلم جرى..فكيف الذين بعيدون عن الثقافه السياسيه وروح الوطنيه كأنهم اصيبوا بالعمى لا يتبعون الا الاصوات والشعارات الرنانه والتي ديدنها الاكاذيب ونشر الفساد المالي والاداري والاخلاقي وهؤلاء لايهمهم اذا ماوصلت الامور بهم الى ان يجعلوا من أنفسهم عملاء الى دول الاقليم البعيده والقريبه كما نلمس اليوم على ارض الواقع هكذا هو وضعنا اليوم تدمير خراب سرقات اغتيالات تصفيات سياسيه بيع الوطن باخبس الاثمان وفتح الابواب العربضه لعودة دكتاتورية الاصنام من جديد بسبب هيمنة ديموقراطية اللقالق ..

التحلیق المنخفض
محمد -

استغرب من الکاتب تناول ‌‌‌‌هذا ‌‌الموضوع و هو الذی کرس العدید من مقالاتە السابقة لمدح البرزانی و عائلتە. فما الذی حصل؟

ربما,,,,,,,
Hamid shanon -

ظاهرة ...............المتملقين والمتزلفين الذين لاتكاد تخلو منها مجتمعاتنا ,بل هي تمتد الى المفاصل الصغيرة في بنية المجتمع وصولا الى مراكز صنع القرار,, فهؤلاء يعتمدون الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق مأربهم ولايتوارون عن ارتكاب الموبقات وان اقتضى الامر التخلي عن رجولتهم فسوف لن يتأخروا في ذلك,,والمصيبة ان الاحداث والتقلبات الاخيرة التي شهدها بلدنا اتبتت قدرتهم العجيبة على ادارة دفة الامور بما يخدم مصالحهم بصرف النظر عن توجهات المرحلة ,وهنا لابد من تحذير ولاة الامور ................ لأنهم سيكونون اول ضحايا مؤامراتهم الخبيثة,,

التحلیق المنخفض
محمد -

استغرب من الکاتب تناول ‌‌‌‌هذا ‌‌الموضوع و هو الذی کرس العدید من مقالاتە السابقة لمدح البرزانی و عائلتە. فما الذی حصل؟

التحلیق المنخفض
محمد -

اتفق تماما مع المعلق رقم 7 الاخ عبدالامیر و اضم صوتی الی صوتە عندما یقول ...لاتنهى عن خلق وتاْتي مثله ......!!

مطبخ صناعة الطغاة
العراقي الابي -

هؤلاء الذين تكلم عنهم ليس باسهاب الاخ ابو نبيل هم من صنعوا ولم يزلوا الطغاة والمستبدين صعودا لصناعة الدكتاتوريا ت -- انه موضوع شيق ولا يكفي مناقشته بعجالة فانه يحتاج الى ورشات عمل لمكافحته يا اخ كفاح --احيي قلمك فكم من النخب ركنوا جانبا او اودعوا السجون او حوربوا لانهم ببساطة لايفعلوا ما يفعله النكرات

مطبخ صناعة الطغاة
العراقي الابي -

هؤلاء الذين تكلم عنهم ليس باسهاب الاخ ابو نبيل هم من صنعوا ولم يزلوا الطغاة والمستبدين صعودا لصناعة الدكتاتوريا ت -- انه موضوع شيق ولا يكفي مناقشته بعجالة فانه يحتاج الى ورشات عمل لمكافحته يا اخ كفاح --احيي قلمك فكم من النخب ركنوا جانبا او اودعوا السجون او حوربوا لانهم ببساطة لايفعلوا ما يفعله النكرات

ا
سعد من كركوك -

تتجه السلطة في الاقليم الكوردستان باتجاه الدكتاتورية القمعية لاجل الحفاظ سلطتهم ومكانتهم كل هذا لاجل سيطرة العائلة البارزانية وحاشيتهم ومرتزقتهم ابار النفط والواردات الكمركية والظرائب ,فعلى الشعوب الشريفة بمساعدة الاكراد لتخلص من هذه الوباء (البارزانية ) .

ا
سعد من كركوك -

تتجه السلطة في الاقليم الكوردستان باتجاه الدكتاتورية القمعية لاجل الحفاظ سلطتهم ومكانتهم كل هذا لاجل سيطرة العائلة البارزانية وحاشيتهم ومرتزقتهم ابار النفط والواردات الكمركية والظرائب ,فعلى الشعوب الشريفة بمساعدة الاكراد لتخلص من هذه الوباء (البارزانية ) .

الكتاب لهم باع طوبل
عربي بائس -

مخالف لشروط النشر

الكتاب لهم باع طوبل
عربي بائس -

مخالف لشروط النشر