إنهم يشمون نسائم الربيع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الاصلاحات، الحرکة الخضراء، التطبيع و إعادة التأهيل، مصطلحات کانت متداولة بصورة غير مألوفة طوال الاعوام الماضية، وکان لکل واحدة منها مدلولاتها و معانيها و مخارجها الخاصة، وقد احتلت کل واحدة منها مساحة و بعدا متميزا في الاعلام الاقليمي و الدولي، إذ کان يعول على إحداها او إثنتين منها او کلها في إحداث التغيير المناسب و المرجو في بنية النظام الايراني.
المصطلحات الثلاثة آنفة الذکر، لم يعد لها أي حضور يذکر في الاعلام بعد أن کانت"حديث الدنيا و شاغلة الناس"، وبدلا منها بدأت وسائل الاعلام المختلفة تردد مصطلحات جديدة من قبيل"التغيير في إيران"، "الربيع الايراني"، "تطبيق العقوبات الدولية"، "المقاومة الايرانية"، ولم يکن حدوث هذا"الانقلاب"الملفت للنظر في المصطلحات المتعلقة بالقاموس السياسي الخاص بالملف الايراني مجرد مسألة إعتباطية او طارئة وانما هي في حقيقة الامر حاصل تحصيل مسار و نهج سياسي للنظام الايراني و التأثيرات و التداخلات و التنافرات المستخلصة و المستجدة من جراء ذلك.
الاصلاحات في ظل نظام ولاية الفقيه، ذلك المصطلح الذي حمل مشعله علي أکبر هاشمي رفسنجاني بداية الامر ثم أدلى بها الى محمد خاتمي و بهرت العالم لأعوام عديدة من دون أن يکون لها أي إنعکاس او تأثير على أرض الواقع، أما الحرکة الخضراء التي هي في الاساس إتجاه سياسي نابع من رحم النظام نفسه و يهدف الى إجراء عملية جراحية في بعض مفاصل النظام"من دون التأثير على بنيته الاساسية"، فهي قد استنفذت أغراضها الاساسية بعد أن أثبتت فشلها في الکامل في قيادة و توجيه الانتفاضة الشعبية الايرانية عام 2009، وإنطوت و إنکفئت على نفسها و لم تعد سوى شئ من الماضي ان صح التعبير، وفيما يخص تطبيع العلاقات الدولية مع النظام و إعادة تأهيله، فهو أمر أدرك المجتمع الدولي إستحالته على الرغم من أن المجتمع الدولي قد قدم عروضا سخية و مغرية جدا للنظام من أجل ذلك کان أبرزها وضع منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ضمن قائمة المنظمات الارهابية، و قبل ذلك غض الطرف عن جرائم الاغتيال السياسي الذي قام به النظام ضد معارضين إيرانيين کورد في فينا و برلين، في سبيل أن يتجاوب النظام مع القواعد الدولية و يقبل بدوره المناط به على ذلك الاساس، غير ان نظاما تعود على منطق"تصدير الارهاب"و"إثارة المشاکل و الازمات"، لا و لم و لن يکون في إمکانه أبدا التعايش و البقاء في أجواء يهيمن عليها الامن و الاستقرار وانما يريد أن يقبل به کعضو في المجتمع الدولي بقوانينه و شروطه الخاصة وهو بطبيعة الحال مالايمکن القبول به أبدا، ولذلك فإن هذا المصطلح قد بات في نهاية المطاف مصطلحا غير عملي و لايمکن الاستفادة منه بأي وجه من الوجوه.
النظام الايراني و أنصاره و مؤيديه، يسعون بکل مافي وسعهم من أجل عدم القبول بالامر الواقع و يصرون على السباحة ضد التيار، لقد إنتهت المرحلة الذهبية من عمر النظام و هو يعيش الان مرحلة الصدأ و الزنجار لأن تآکله و تصدعه قد بدأ فعلا، وليس بإمکان مبتدئ بالسياسة أن يقول بأن قوة و مکانة النظام الايراني عام 1995 مثلا هي نفس قوته و مکانته عام 2012، حيث أن قوة الاعوام الماضية قد ذهبت الى غير رجعة وليس أمام النظام"کأي کهل يتصابى"، سوى الاستعانة إجراء الرتوشات و الفذلکات المناسبة على هيکله العام"وليس على بنيته فقد قضي أمرها"، لکن(لايصلح العطار ماأفسده الدهر)، ومن هنا، فإن النظام على مشارف دخوله بوابة مفترق يؤدي الى طرق أهونها ترکه السلطة طواعية و خروجه بکرامته من الساحة السياسية لإيران، لکنه قطعا لن يفعل ذلك أبدا لأنه لايحمل ذرة حب و عطف و انسانية تجاه شعبه بل وحتى ليس بإمکانه أن يتحلى بشئ من أخلاق الشاه الراحل عندما إستسلم للأمر الواقع و ترك البلاد نزولا عند رغبة الشعب، وهو بذلك يقف بوجه سنن التأريخ و منطق التغيير، وأن النار الهادئة تحت الصفيح الايراني الساخن أساسا ستحرق في النتيجة أقدام النظام و تجبره على الانصياع ذليلا لذلك الربيع الايراني القادم قريبا و الذي بات ملالي إيران يشمون نسائمه منذ بدأت قوائم نظام بشار الاسد تترنح!
التعليقات
سيسقطوا قريباٌ
محمد فاضل الشاوي -تسلم يدك يا استاذ نزار علي هذا المقال الثمين و الذي وضعت من خلاله النقاط علي الحروف. نعم حقاٌ لقد اوشكت الفاشية الدينية الحاكمة في ايران علي السقوط لترسي في مزبلة التاريخ حتي لو بذلت اعوان النظام و علي رأسهم الادارة الامريكية المجرمة كال ما بوسعهم لانقاذ سفينة نظام ولاية الفقية لاطالة عمر هذه الفاشية الدينية وحتي يحققوا ما تتربصون به لشعوبنا في المنطقة من خبث و مكر و حيل.فالملالي سنوا دستور ايران على اساس ( ولاية الفقيه )، لينتزعوا السلطة المطلقة ويتصرفوا بايران كما يشاؤون، وليس من حق احد ان يعارضهم في اي امر سواء كان فقهيا او سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا.وبالمقابل تعارض منظمة مجاهدي خلق هذا التوجه التسلطي الدكتاتوري. هذا الاختلاف يؤكد انتفاء الديمقراطية في ايران. و اما في العراق النظام الذي يتحكم به نوري المالكي هو نسخة مشوهة لنسخة الملالي في ايران. فهو نظام طائفي بامتياز، ونظام متسلط يحول دون وصول اي طرف اخر الى السلطة،وها هو اليوم يخطو خطوة باتجاه تصفية كل الاطراف المشاركة معه في الحكم الطائفيلقد تركت الادارة الامريكية و بعمدالمالكي ساندتة بكل و ما بوسعها لكي يتفرد المالكي بالسلطة في العراق، و اصبح من ابشع الديتكتاتوريات في المنطقة و القيام به مساندة الفاشية الدينية في ايران و ديكيتاتورية بشار الاسد بكل و قاحه متحدياٌ كل القيم الانسانية و الاسلامية و الدولية و لاننسا كل ما يقوم به المالكي المجرم هي بمباركة الادارة الامريكية. ومن الملالي و المالكي الاكاذيب : 1. نظام الملالي يدعي ان المجاهدين حفنة من الارهابيين وقطاع الطرق، في حين تدل الحقائق ان المنظمة تعد بالملاين داخل ايران وخارجها، وقادرة على تسير المظاهرات في المدن الايرانية. ولو كان ادعاء الملالي صحيحا لنفذ رصيدهم الشعبي، كما ان الذين تم اعدامهم من المجاهدين يعد بعشرات الالاف، فهل يعقل ان حفنة من المنافقين يصمدون طيلة هذه المدة ويقدمون كل هذا العدد من الشهداء والمعتقلين ؟ 2.المالكي يقول ان المجاهدين منافقين، وانهم خرقوا سيادة العراق، السؤال : لماذا لم يحتزم هذه السيادة قبل هذا الوقت ؟ وهل حقا ان السيادة متحققة في العراق ؟. الم تخرقها الدول المجاورة وبالذات ايران الملالي، الم تعبث المليشيات المدعومة من الملالي بالعراق شعبا واقتصادا وثقافة ؟اليوم وفي خضم الازمات التي يشهدها العراق، وتزامنا مع استفحال ا