انتحار الاسلام السياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل الانتخابات المصرية بقليل اصدرت محكمة الدستور قرارها المتعلق بالغاء مجلس الشعب وقام بتنفيذ القرار المجلس العسكري. السيد محمد مرسي اصبح الرئيس المصري المدني الاول في تاريخ مصر الحديث وفي نفس الوقت اول رئيس من الاخوان المسلمين في مصر والعالم العربي.
اول قرار سياسي هام اتخذه الرئيس مرسي كان الغاء قرار محكمة الدستور وامر بعودة مجلس الشعب المنحل الى ممارسة اعماله. الصراع لا يزال محتدما بين الرئيس ومعه تنظيم الاخوان وبين محكمة الدستور ومعه المجلس العسكري وقد يقود هذا الصراع مصر الى المجهول والارجح هو عودة العسكر الى تسلم السلطة كاملة مرة اخرى.
السؤال هنا هل كان تصرف الرئيس يليق بمقام رئيس جمهورية او زعيم سياسي؟ لا اعتقد ذلك، بل ان ذلك التصرف قد يكون بمثابة الضربة القاضية على مصداقية الاسلام السياسي ليس في مصر وحدها وانما في كل المنطقة. ليس من المستبعد ان تكون خسارة الاخوان في ليبيا سببه ذلك الخطأ القاتل الذي ارتكبه الرئيس والاخوان في مصر حيث انهم لم يعلنوا قبل الانتخابات عن نيتهم المبيتة في الغاء قرار محكمة الدستور وبذلك فقدوا المصداقية من جراء ذلك الموقف.
كان على الرئيس قبل الانتخابات ان يصرح علنا: ايها الشعب المصري اعدكم بانني لن اقبل بقرار محكمة الدستور الذي الغى مجلس الشعب وانني بحاجة الى دعمكم للحصول على اكبر عدد من الاصوات والذي يعني موافقتكم لازالة هذا الغبن. الا ان الذي حصل هو ان الرئيس لم يأت على ذكر قرار المحكمة موضوع البحث قبل الانتخابات بتاتا وكأنه بذلك يخدع الملايين من الناخبين من ابناء الشعب المصري.
الانتخابات الديمقراطية تعني في نفس الوقت الاستفتاء على وعود المرشح وبرامجه وخططه التي يعلن عنها اثناء فترة ما قبل الانتخاب. ثم ان الديمقراطية تعني الشفافية وكشف الحقائق ومصارحة الشعب. اين هذا من كل ما حصل؟؟
الرئيس مرسي لم يصارح الشعب ولم يشاركه في احد اهم القرارات التي كان كما يبدو قد اعتزم على اتخاذه بمجرد وصوله الى الرئاسة كما حصل لاحقا.
لو ان السيد مرسي اطلع الشعب على نيته تلك ونجح في الانتخاب لكان في موقع اقوى وبالتالي لكنا وجدنا ان محكمة الدستور ومعه المجلس العسكري وقعا في مأزق صعب للغاية امام ارادة الشعب العلنية في الانتخابات.
الاخوان متهمون بالانتهازية واستغلال الدين للوصول الى اهدافهم وهذه الخطوة من الرئيس الاخواني جاءت كاقوى دليل على صحة تلك الادعاءات. لماذا تم اتخاذ ذلك القرار الجمهوري ولم يكد يمضي على مرسي بضعة ايام في سدة الرئاسة؟
هل يعلم اخوان مصر ان زملاءهم في تركيا انتظروا عشرة اعوام كاملة وثلاثة انتخابات تشريعية مارسوا فيها سياسة ليبرالية كاملة قبل ان يقدموا على الافصاح عن هويتهم الحقيقية و تطبيق سياساتهم الاخوانية منذ سنة واحدة فقط، بينما في مصر لم ينتظروا عشرة ايام. هل هذا جهل ام تطرف؟ لا فرق لان النتيجة ستنتهي بالمصائب.
المصريون يتساءلون وبقلق " اذا كانت هذه هي سياسة الاخوان في غضون عدة ايام، اذن كيف سيكون المستقبل على مدى سنة او سنوات؟
الذي يبعث على الدهشة والتعجب هو ان الذي اقدم على هذا التصرف هو الرئيس مرسي، اي الشخص الذي تشرب الثقافة الغربية في امريكا ويعرف جيدا معنى الانتخابات ووعود المرشحين واشراك الشعب في القرارات اثناء الدعاية الانتخابية.
الناخبون المصريون يشعرون بخيبة امل كبيرة من ذلك التصرف الذي يعتبر بمثابة انقلاب كان قد خطط له وباصرار ولكن من وراء ظهر الشعب.
في اول استفتاء او انتخابات مبكرة سيخسر الاخوان النتائج وبفارق كبير، وهذه فرصة ثمينة امام القوى العلمانية والديمقراطية والليبرالية استغلالها لصالح المصريين جميعا قبل ان يستغل العسكر ذلك ليحكم لعدة عقود اخرى.
الا يعني خداع الناخبين انتحارا سياسيا؟
هذا الانتحار السياسي ليس محصورا باخوان مصر فقط، بل سيشمل منطقة الشرق الاوسط بالكامل.
طبيب كردي سوري
bengi.hajo48@gmail.com
التعليقات
ليس مقياسا
أبو رامي -ليس صحيحا أن يكون من سكن في الغرب قد تشرّب ثقافتهم أو أكتسب خبرتهم كما تفضل السيد الكاتب, الذي يتابع شرائح من هؤلاء سيرى العجب ! تصور أن شابا معتدلا يؤدي الفرائض طلب يد فتاة من أبيها المقيم في بريطانيا منذ أكثر من عشرين عاما فكان أول سؤال من الاب الطبيب للشاب المهندس: أنت من تقلّد؟ وكم مرة ذهبت الى الحج؟!! طبعا النتيجة واضحة, فحول وجهه نحو شريحة أخرى لعلّه يجد طلبه فتقدّم لخطبة فتاة سوريا مقيمة في بريطانيا منذ سنين ولكن من المذهب الآخر فكان السؤال الاول من أخ العروسة للعريس هو ما رأيه بفكر مذهبه وما رأيه بالمذاهب الاخرى؟ النتيجة كسابقتها..فحول وجهه نحو المغرب فتقدم لفتاة مغربية درست وتعمل ومقيمة في الغرب لكنه وجدها مغرمة بأبن لادن! هذه نماذج من شريحة مسلمة تقيم بل بعضها مولود في الغرب تعلمت وتدربت وتعمل الآن في الغرب ولكنهم في واقعهم ما زالوا يعيشون كهوف تورا بورا!!
ليس مقياسا
أبو رامي -ليس صحيحا أن يكون من سكن في الغرب قد تشرّب ثقافتهم أو أكتسب خبرتهم كما تفضل السيد الكاتب, الذي يتابع شرائح من هؤلاء سيرى العجب ! تصور أن شابا معتدلا يؤدي الفرائض طلب يد فتاة من أبيها المقيم في بريطانيا منذ أكثر من عشرين عاما فكان أول سؤال من الاب الطبيب للشاب المهندس: أنت من تقلّد؟ وكم مرة ذهبت الى الحج؟!! طبعا النتيجة واضحة, فحول وجهه نحو شريحة أخرى لعلّه يجد طلبه فتقدّم لخطبة فتاة سوريا مقيمة في بريطانيا منذ سنين ولكن من المذهب الآخر فكان السؤال الاول من أخ العروسة للعريس هو ما رأيه بفكر مذهبه وما رأيه بالمذاهب الاخرى؟ النتيجة كسابقتها..فحول وجهه نحو المغرب فتقدم لفتاة مغربية درست وتعمل ومقيمة في الغرب لكنه وجدها مغرمة بأبن لادن! هذه نماذج من شريحة مسلمة تقيم بل بعضها مولود في الغرب تعلمت وتدربت وتعمل الآن في الغرب ولكنهم في واقعهم ما زالوا يعيشون كهوف تورا بورا!!
الكاتب لا يدري
قاريء -يبدو ان الكاتب غير مدرك ان المحكمة الدستورية اختراعها الطواغيت من عبدالناصر الى المخلوع مرورا بالسادات وهي محكمة. كما يقولون شاهدة زور فيها تطبخ وتفصل القوانين حسب رغبة الديكتاتور وبها قضاة باعوا ضمائرهم للفرعون ان الدستورية والإعلام والمجلس العسكري من صنائع المخلوع مبارك وهي ساقطة والقيمة لها بعد الثورة والانتخابات.
الكاتب لا يدري
قاريء -يبدو ان الكاتب غير مدرك ان المحكمة الدستورية اختراعها الطواغيت من عبدالناصر الى المخلوع مرورا بالسادات وهي محكمة. كما يقولون شاهدة زور فيها تطبخ وتفصل القوانين حسب رغبة الديكتاتور وبها قضاة باعوا ضمائرهم للفرعون ان الدستورية والإعلام والمجلس العسكري من صنائع المخلوع مبارك وهي ساقطة والقيمة لها بعد الثورة والانتخابات.