أصداء

رأسا الأفعى التي تنهش الجسد الفلسطيني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أليس مِنْ حق المواطن الفلسطينيّ البسيط المُهمَّش، والمهشّم المُغيَّب، أن يصرخ بأعلى صوته في وجه القوى السياسيّة الفلسطينية المتناحرة، بلا جدوى، على بقايا تمرة: من أين تحصلون على المال الذي تستأجرون به الطائرات وتقيمون بواسطته في أفخم النزل؟؟ مَنْ يدفع لكم كلّ هذا المال؟ ولصالح من؟؟ هل يعاني منزل السيّد "عباس" من انقطاع التيار الكهربائيّ!؟ وهل شُوهِد السيّد " إسماعيل هنيّة" أو "خالد مشعل" واقفيْن في طابور ينتظران نصيبهما من خبز فلسطينيّ اسودّ من القهر، ويبس من النقمة على هذه الزعامات المزيفة التي تبيع الوهم لمشتر لا يأتي!؟.. هل بقي للفلسطينيّ وطن حتّى يتخاصم الفرقاء على كرسيّ قيادته؟ هل يمكن لأيّ قائد فلسطينيّ من حماس أو من حكومة عبّاس أن يغادر جُحرَه، أو قصره دون أن تتكرّم عليه إسرائيل بضوء أخضر؟ هل اتفق الفرقاء في النضال على اسم الدولة بعد نيل الاستقلال!؟ هل ستكون "الأشلاء الفلسطينيّة المتّحدة" أم "الجمهوريّة الإسلاميّة بغزّة ورام الله"...؟ ألا يكفي أن رقعة الشطرنج التي تكرّمت بها "إسرائيل" على مضض، قد تحوّلت إلى سجن ضيّق؟

ماذا فعلت هذه الزعامات الموهومة غير تركيز السجون في رام الله وفي غزّة؟
من المفارقات العجيبة، أنّ كلّ فريق يفتخر بالسجون التي أقامها وفق المواصفات الدولية... جماعة "عباس" تفتخر بأنّ السجن في "رام الله" أرحم لأنّه يوفّر الطعام! فعوض الوقوف لساعات في الطابور من أجل الفوز بما خفّ وزنه ورخص ثمنه، توفر السلطة في "رام الله" سجنا يجنّب الفلسطينيّ حرّ الشمس، ويضمن له الأكل ثلاث مرات في اليوم! أمّا "حماس" فتؤكّد أنّ السجن في "غزّة" أرحم لأنّه يمكّن زائره "المحظوظ" من تعلّم القرآن وملاقاة ربّه وهو طاهر!

أما آن للفلسطينيّين المساكين المكتومي الأنين أن يصيحوا في وجه كلّ المجتمعين على نحرههم من زعامات مزيفة تغيّر تحالفاتها حسب ما يمليه الدولار: ارحلوا عنا...مللنا خطبكم الكاذبة ونضاليتكم المزيفة... أنتم والعدو سيّان: هو يحرق بناره.وأنتم الرماد الذي يعمي العيون ويقتل الإرادة.. عودوا إلى فنادقكم الفاخرة في المنافي التي حولتموها إلى مزارات وإمبراطوريات ماليّة مشبوهة.. وارحلوا عن الخنادق التي حفرناها من أجل أن نعيش ولا نريدها أن تحمل روائح الحقد الطائفي والمذهبيّ.. لا نريد "حماس" ولا "عباس". اتركونا نواجه مصيرنا بعيدا عن انتخاباتكم المزيفة وانقلاباتكم التي تحرّكها العمامة الطائفيّة.اخرجوا، الآن من قمحنا ومن زرعنا.

العدوّ معروف يعرفنا ونعرفه يُشهر سيفه في وجوهنا ويُمضيها في نحورنا كلّ يوم تحت أشعّة كاميرا الشاشات.. أما أنتم فتخفون خناجركم في قلوبكم وبين ثيابكم ولا نفطن إلى طعناتكم القاتلة إلا بعد أن تتحوّل إلى كارثة جديدة تنصبّ على رؤوسنا نحن وتهرعون إلى قصوركم وجحوركم تاركين العزّل يواجهون مصيرهم.. تنتظرونهم إلى أن يقضوا نحبهم كي ترفعوا أصواتكم بالنحيب والبكاء مستجدين العطف.. تنظرون إلى دموعنا وهي تتحوّل إلى "دولارات" تتساقط على خزائنكم وتنعش استثماراتكم المبثوثة في كلّ مكان... مزّقتم الوطن وتركتم الفلسطينيّ المسكين يئنّ بلا مأوى تحرقه شمس الأنانيّة. فلا فتحَ أصبتم ولا الحماسُ ظلّ قائما.

ومازالت حماس تواصل خطابها الزئبقيّ تريد من خلاله أن تقنع بأنّها لا تريد السلطة ولا تبغي الكرسيّ، وبأنّها مجرّد حركة نضاليّة وجمعيّة خيريّة لا يبحث مسؤولوها عن منصب أو جاه... تكفر بأوسلو وتتمسّك بشرعيّة سلطتها التي استمدتها من هذه التفاهمات!

نعم يجب أن نقول الحقيقة: أهل القضيّة غدروا بها وسفكوا دمها على إسفلت الجشع والوهم.. وخرّبوا بيوتهم بأيديهم مستنجدين بمعاول وفؤوس قُدَّت من أنياب ذئاب متربصة للإجهاز على فريسة مزعجة منذ ما يزيد عن نصف قرن، ومستأنسين بأسود ضارية تريد الثأر لتاريخ قديم حاقد فالتحفت جبّة المشاعر والدين.. الجمل الفلسطينيّ يسمّن، الآن، ليُذبح في المستقبل القريب.. وها هي ألسنة أهل القضيّة تتحوّل إلى ألسنة متوثبة.

سيصبح الفلسطينيّ يهوديّ التاريخ وسيعوي في الصحراء بلا مأوى.. يقتل الأخ أخاه ليزداد مكانة عند أسياده وتُنحر الرجولة والكرامة والحكمة بسكاكين التآمر والنفاق..
سلطة الفنادق! في رام الله من جهة ومعارضة الخنادق بلا بنادق! من الجهة الأخرى والجسد الفلسطينيّ ممزّق يئنّ ولا سامع لأحزانه وآلامه..

لو كان للفلسطينيّ المسكين أن يختار، ولو سمح له، وهو المقموع بأجهزة السلطة في رام اللّه، والمراقب بأجهزة حماس التنفيذيّة في غزّة، أن يقول كلمته دون أن يخاف الموت المتربّص به من كلّ جانب لأعلن رفضه لحكومة النفاق التي أقامها عبّاس وعصابته، ولحكومة الأنفاق في غزّة.

لقد جعلت السلطة وحماس- على حدّ السواء- الفلسطيني البريء بين كماشة نهم كلّ طرف وتعطشه للسلطة، فكانا عليه نارا أعظم هولا من المحتلّ، وحكما عليه، بصراعهما، أن يلعنهما في سرّه وعلنه صارخا تحت الآلام "لا لعبّاس ولا لحماس".
salah_mjaied@yahoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم تذكر الرأس الثالث
عدنان كناني -

مخالف لشروط النشر

ليس للنضال مقابل!!
موسى نجاجرة -

تشظي ما لم يتمكن الصهاينة من تحقيقه في حقب حققته القيادات في سنوات قلائل من خلال الانقسام والتناحر السلطوي والتهميش والتجييش ما جعل المواطن فيما تبقى من غزة والضفة بين فكي كماشة من الاصطفافات والولائات الموهومة والكاذبة تارة اخرى والمرتبطة بلقمة عيش جعلت زقوما على الفلسطينيين الشرفاء والمناضلين بحق وهنا يتبادر لذهني تساؤل هل للنضال لتحرير الاوطان ثمن ؟ وان كان فهل يحدده تنظيم معين ؟ وهل جعلت لعنة الاختلاف سيف مسلط على رقاب الشعب الفلسطيني؟وبالتالي عصا محركة بيد الصهاينة ضد التوافق وبالتالي الشعب البسيط المقهور على امره وارادته وهل قرات حكومتا الظل الخفي تحت الاحتلال في غزة والضفة ما يجب وما لا يجب ؟!ام ان وهم النفوذ الموهوم والمشروع التحرري الفلسطيني الذي يتشدقون به ليل نهار اصبح كعصا موسى كشماعة ايدلوجية سلطوية واين هو المشروع التحرري الفلسطيني سواء على مستوى القيادة ام على مستوى الارض والانسان كما يقال او كما يقولون للاسف الشديد لا وضوح رؤية الا سراب قاتم قاتل على عتبات الدول الكبرى نستجدي ونشكو المسغبة ونتريث ونسوف والنتيجة vip للتجول في طول البلاد وعرضها ومن وصل الاحتلال لمجرد الشك 10% انه وطني ومخلص وشريف اما ان يصفى واما ان يعتقل والله اسال ان يخرج شعبنا الفلسطيني وكافة الشعوب المظلومة والمقهورة من براثن الظلم الى نور الحق وقوته والله لا سواه من وراء القصد