فضاء الرأي

مثقَّفون كالمثقّفين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يرغب الكاتب احيانا ان يقول كثيرا من الافكار في وقت قصير، ويرغب حتى ان يقولها مرة واحدة، ولكنه قد ينجح، بدلا من ذلك، في ان يلخِّص فكرة واحدة تلخيصا رائعا في جملة تصلح للتداول العام. هذا نعرفه نحن العرب على انه من "جوامع الكلم" الذي يحتل مكانه في شواهد البلاغة، ومن نافل القول ان نذكر ان غير العرب يعرفونه ذلك قبل العرب وبعدهم.
وهناك اوضاع تلخصها تراكيب مختصرة، ليست جملا كاملة، وتكون تلك التراكيب اللغوية مدخلا ناجحا الى تحليل، او دليلا ذا تأثير على نتائج التحليل.
لن اجد صعوبة في حشد عدد من نماذج هذه التراكيب في ظروف مختلفة، ولكن في بالي قضية واحدة، كثيرة التشعب، مع كونها فاقعة اللون الى حد الازعاج، لمن يريد ان ينزعج، هذه القضية هي "سهولة الانقياد*" التي وجدنا عليها كثيرا من المثقفين العراقيين بعد 9/4/2003 ويلحق بذلك "الثقة المزيَّفة" بمظاهر السياسة لأولئك بعد ذلك التاريخ، و"الطاعة العدوانية" التي يمارسونها ايضا، وتعبيرهم الغامض عن "الراي العام المجهول" بواسطة "الموافقة المضطربة" ساتوقف عند هذه التراكيب ولا اضيف اليها سيلا من اشباهها، فهناك مزيد لمستزيد. ولا احتاج الى تنبيه القارئ اللبيب مرة ثانية ان هذه التراكيب التي ذكرتها ليست تعابير طائشة بل هي تاتي في سياقات اغلبها فلسفي عن جدارة ثم ان منتجيها هم فلاسفة اوربيون ليس هناك من خلافات جوهرية حول اخلاقياتهم او معاناتهم المعرفية، وقد تقيدوا بطابعها الاوربي، لكنها (اي التراكيب) تفلت من ظرفها لتصيب اهدافها في الفضاء النثري الذي يتعايش فيه ابناء ادم، حيث لابد ان نرى تشابه الاخلاقيات النفسية في الظروف المختلفة، فآدم نفسه لم يمر بمرحلة الطفولة لتتشكل له سيكولوجية ما على حد تعبير احد الباحثين الاميركان.
يشير تركيب "سهولة الانقياد" ضمنيا الى صعوبة عدم الانقياد(الممانعة او الحياد السلبي)، كما ان الانقياد لايعني التفاعل، ففوكو، الذي بنى هذا التركيب، يعرف انّ "فن الوجود" كما هو عند اليونانيين القدماء يختلف عن المعيشة وافانين المتعيشين، ولاشك في انه يتوقف مطولا عند البناء البطئ للفرد، مع تحفظه الضمني على تسارع الحداثة.
وفي الحقيقة تضم هذه التراكيب نوعا من الدراسة التحذيرية من الفاشية والنازية والديكتاتوريات الاخرى المتبقية وامكانات تعايشها مع الديموقراطيات التي تهمل الفرد واستقلاله في ظروف معينة وتسمح بتجزئة ذلك الفرد في الحياة الشخصية او الاجتماعية، في النظرية والممارسة، في الدنيا والدين.. وفي الايديولوجيات وكل مشتقاتها المحتملة.
ان مايلفت النظر، عند الكثير من مثقفي العراق، وهم الذين يعنوننا هنا، منذ الحرب العراقية الايرانية، ان اولئك الكثيرين، تساهلوا في قبول علاقة النظام بهم بالتالي علاقتهم به، ثم اعتادوا على الانقياد، اقصد تعلموا انه لا باس بالانقياد لاي مناسبة انقيادا مفيدا للانتفاع الشخصي ليس من اجل تجنب شر النظام، وانما لمماشاته باعتباره قدرا من الاقدار التي لافكاك منها الا بالتماشي معها ! ثم استمر التماشي (الانقياد) في زمن الحصار الاقتصادي..ثم صار الانقياد اسلوبا.."نظاما في منظومة " حتى بعد 2003. بل ان الابتداع في الانقياد ظهر على شكل بطولي.. فمن اجل الديموقراطية تهون الطاعة التي كانت في السابق عدوانية ثم تتحول الثقة الزائفة، التي تبادلوها مع حكم البعث الثاني، الى موافقة غير مضطربة، لانهم دفنوها في الراي العام المجهول، حيث يمكن للفرد ان يتجزأ عدة مرات ويجد ذلك الفرد الثقافي نفاقه يسرح ويمرح بين الهويات الأهوائية، فلكل شئ أوانه..، وليس الانسان الا "ابنا لوقته "، اذا انتزعنا هذه العبارة من سياقها الصوفي الاسلامي، ومااسهل الكولاج في التاريخ المدهون للانقياد.
تبدو هذه الاليات مفهومة من الناحية الموضوعية - اذا اخذنا بحقيقة ثقل الحاجات وتوالدها العذري والهستيري - وهي مقبولة من طرف اولئك المثقفين الذين كنزوا في دخائلهم بلادة الدوافع التي صارت "كبيرة " بعد ان ابعدوها الى زمن مضى ويمضي، ولكنها تهبّ مثل تهديد لضمير يتململ بين اونة واخرى.. بَيْدَ انه يتعرض الى التانيبات التي تواجهها العروق الغامضة، المتخمة بالتقريع المزعج الذي يصدر عن مبادئ تم انفصالها عن الواقع ودلالاته المتحركة.
انّ اقرب الاشياء التي يمكن ان نعزوا اليها سهولة انقياد المثقفين هي الحاجات المعنوية او المادية، وكانت السلالم التي تتناولها الاقدام من قرب او من دون بحث متعب، هو الطائفية (وفيها احزاب والخ..) والقومية (وفيها ايضا احزاب والخ..)، وفي كثير من الاحيان تتبادل الطائفية والقومية الانخاب فيما بينهما، وتقومان بالعبور معا، ومن غير اي حرج الى العبارات التي تتقافز فيها الديموقراطية الدستورية على غير هدى.
في هذه الحفلة التنكرية التي تجري بشكل علني يتكوّن الضغط الطائفي على ديانة المتدينين (فضلا عن وطنيتهم) وكذلك الضغط القومي على وطنية القوميين (فضلا عن دينهم).وهنا يستمر السباق بين " الوجدان الكاذب " والهوية وينقاد المثقفون المقصودون الى نسيان دور المثقف في المنعطفات: حيث تغذية المجتمع باخلاق التسامح وواجبات المساواة (النسبية)اي : لما يمكن تسميته من الناحية الدستورية النظامية بثقافة المواطنة، وهي التي يتشبع بها الفرد ليعود بها الى مجتمعه، هذه الثقافة التي بدونها لا يمكن ان يتسمى اي نظام بانه ديموقراطي.
ان المثقفين العراقيين الآن والذين وصفناهم بالكثرة، في حالتهم من الانقياد السهل، فقدوا ذلك الدور القياسي الذي كان للاكثرية المثقفة المؤثرة (منتجة الثقافة) في ثلاثينيات القرن الماضي وحتى الهجرة التي اختاروها او اضطروا اليها ابان الحكم الثاني للبعث، فبدل ان يعملوا على تخليص الدين من الطائفية الانانية، اولا، ثم تحويل الفرد الى موضوع دستوري ديموقراطي بعد تفريده وتجريده من دون اي قيود او تفاصيل خادعة لكي يتبناه الدستور، اذا كان دستورا عن حق وحقيق ،(اي ليس موضوع طائفة او قومية او دين او جنس او تراتب اقتصادي واجتماعي..الخ)، لايكون فيه اي موضوع آخر مزاحما للفرد، بمعنى ان يكون هذا الاخير محظيا بكرامة المرء one's dignity وبالكياسة السلوكية delicacy of conduct كما يقول الاميركان حول دستورهم وكثيرا ما يعنون بالكياسة الدلالة على الانصاف.
لكن سهولة الانقياد "حررت "هؤلاء من مواطنيتهم، ومن ديموقراطيتهم التي من المفروض ان تكون من الناحية النظرية سابقة على الدستور.. ولا يبقى للدستور الا ان يكون تذكيرا.. بالحقوق "الكثيرة " مع الحذر غير القليل حين ياتي ذكر الواجبات.
ان السرد الطائفي والقومي للحياة، في الظروف العراقية المدخولة الآن، جعلت من السرد الذي يقوم ويتساجل به مثقفون، اكثر المشاغل خطورة على شعب باكمله، فالحرية لا تستحق هذا الاسم مالم تكن عامة متكافئة وهي بالضبط محيط الفرد، ومالم تكن علنية غير خاضعة لاي اسلوب من شانه ان يجعل منها ذات درجات ملتوية بالامراض وعدم الوضوح، يسهر على ادامة التوائها اولئك الذين احترفوا الاعتياش على عثرات المنعطفات.


*التراكيب المذكورة عدا "الموافقة المضطربة " مستلة من فصل"حول الشر السياسي "في كتاب جورج كاتب " المحيط الداخلي - النظرية الفردية والثقافة الديموقراطية" ترجمة علي حسين حجاج. كما ان عددا من الملاحظات التكميلية هي من آثار الكتاب نفسه ولا بد من لفت نظر القارئ الى ان تلك الاثار قد دخلت في لحمة هذه المقالة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعادة تشكيل الثقافة
جبار ياسين -

الكاتب مصيب تماما ولو استمر في سرده التحليلي لوصل الى النتيجة الكارثية وهي ان لاوجود لمثقف عراقي بالمعنى الذي يذهب اليه لفظ وفعل المثقف . الشرط الاساسي للمثقف هو الحرية . والحرية معدومة في تفكير الاغلبية المطلقة من المثقفين العراقيين . بدل ذلك هناك غريزية قومية او طائفية اخذت مكان منطلقات التفكير والكتابة . الثقافة العراقية منذ عقود ثقافة انشائية بالمعنى المدرسي لكلمة انشاء . منطلق الواقع والخيال ايضا يبدأ من النقطة الخطأ ، نقطة الشعور بالذنب والدونية . وامام هذا لاحرية في الكتابة .

ملاحظة !
عبداللطيف السعدون -

كنت أطمح ان أقرأ للكاتب الصديق طهمازي المزيد من التحليل لواقع المثقفين العراقيين المريض ، وعدم الاكتفاء بتشخيص أولي لظاهرة ما أسماه ب ( الانقياد السهل ) ، وعلى أية حال آمل أن يستدرك ذلك في مقالات قادمة .. تحياتب له عن بعد وتمنياتي له بالخير .

مسلسل عمر.2012
ع/عطاالله -

خارج عن الموضوع

الثقافة اصبحت مهنة
عبد المنعم نعيم -

اذكروا محاسن موتاكم.. الثقافة والمثقفين، ليس العراقيين فقط، بل المثقفين العرب بشكل عام، قد ماتوا وانتهوا، وما نراه منهم بضاعة معروضة لمن يشترى. لقد اصبحت الثقافة مهنة، صاحبها الذي يتعب ويشقى في جمعها يسعى الى بيعها، فلم يعد هناك شيء لوجه الله الكريم، وان لم يفعل سيموت جوعا او حسرة، سيرى الاخرين وهم يركبون السيارات الفخمة ويسكنون البيوت الضخمة وكل يوم في بلد او في وفد، بينما هو يشقى بالنعيم بعقله.. لقد قاوم المثقف العراقي وسكن المنافي والمهاجر ومات غريبا لا يملك شيء، لم يذكره احد من المثقفين الكبار، شعراء كانوا ام رسامين ام فنانين، فكان الطرفان مثلا، في الموت بؤسا، او في النغنغة والدعة. لقد تعلموا الدرس، وكفوا ان يكونوا حطبا في مواقد النضال وفضلوا ورضخوا للامر الواقع، واستثمروا بضاعتهم فمن نجح فهو محسود ومن لم ينجح قد يحاول ثانيا او يشحذ قلمه ويكتب عن ضرورة ما يلزم ويعيب على الاخرين فلسفتهم الجديدة

الثقافة اصبحت مهنة
عبد المنعم نعيم -

اذكروا محاسن موتاكم.. الثقافة والمثقفين، ليس العراقيين فقط، بل المثقفين العرب بشكل عام، قد ماتوا وانتهوا، وما نراه منهم بضاعة معروضة لمن يشترى. لقد اصبحت الثقافة مهنة، صاحبها الذي يتعب ويشقى في جمعها يسعى الى بيعها، فلم يعد هناك شيء لوجه الله الكريم، وان لم يفعل سيموت جوعا او حسرة، سيرى الاخرين وهم يركبون السيارات الفخمة ويسكنون البيوت الضخمة وكل يوم في بلد او في وفد، بينما هو يشقى بالنعيم بعقله.. لقد قاوم المثقف العراقي وسكن المنافي والمهاجر ومات غريبا لا يملك شيء، لم يذكره احد من المثقفين الكبار، شعراء كانوا ام رسامين ام فنانين، فكان الطرفان مثلا، في الموت بؤسا، او في النغنغة والدعة. لقد تعلموا الدرس، وكفوا ان يكونوا حطبا في مواقد النضال وفضلوا ورضخوا للامر الواقع، واستثمروا بضاعتهم فمن نجح فهو محسود ومن لم ينجح قد يحاول ثانيا او يشحذ قلمه ويكتب عن ضرورة ما يلزم ويعيب على الاخرين فلسفتهم الجديدة

نخبة مؤدلجة
منتظر -

مقال رائع كعادة الكبير عبد الرحمن طهمازي.. وتشخيص دقيق للنخبة المثقفة في العراق، غير أن حالة الانقياد كانت قد سبقت الحرب العراقية الايرانية بكثير ومنذ أن خضع المثقف والاديب للمنظومات الحزبية والايديولوجية ابان اربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم.

نخبة مؤدلجة
منتظر -

مقال رائع كعادة الكبير عبد الرحمن طهمازي.. وتشخيص دقيق للنخبة المثقفة في العراق، غير أن حالة الانقياد كانت قد سبقت الحرب العراقية الايرانية بكثير ومنذ أن خضع المثقف والاديب للمنظومات الحزبية والايديولوجية ابان اربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم.

تبرءة المثقف اليوم
عمر مير علي -

عبد الرحمن طهمازي يكتب بلغة النخبة للنخبة . رقي لغته واصطلاحاته تبدو كأنها تنطوي مراوغة كبيرة. ومع اني لااظن ان في رأس ابي سلاف طهمازي مخاوف من قانون المعلوماتية الذي عرضته حكومة دولة القانون على البرلمان والذي يعدنا بالويل والثبور. الا ان المقاله لم توضح بعمق - عدا الدلالات - الواقع الحالي للتبعية المذهبية والولاء لمثقف المرحلة ومنهم مثقفون يساريون وماركسيون يدافعون اليوم عن سياسي موغل في الأنحراف الطائفي في ظل توجه دكتاتوري . التعليقات بكل اسف تفننت في احالة جوهر المقال الى حقب اخرى . وقد دأب المثقفون العراقيون الموالون لديموقراطية المحاصصة بأبعاد شبح المقالة عن ظلالهم .. وعن ادوارهم واسقاطها على مراحل اخرى .. ترى لو اقتربت لغة طهمازي من الواقعية .. لرأينا مايصل بدور المثقف الحالي الى مستوى المحو والتطهير والأنحياز الأعمى دفاعا عن فرصة يجب ان لاتضيع بحسب الفتوى ..... منذ عام 2003 .

تبرءة المثقف اليوم
عمر مير علي -

عبد الرحمن طهمازي يكتب بلغة النخبة للنخبة . رقي لغته واصطلاحاته تبدو كأنها تنطوي مراوغة كبيرة. ومع اني لااظن ان في رأس ابي سلاف طهمازي مخاوف من قانون المعلوماتية الذي عرضته حكومة دولة القانون على البرلمان والذي يعدنا بالويل والثبور. الا ان المقاله لم توضح بعمق - عدا الدلالات - الواقع الحالي للتبعية المذهبية والولاء لمثقف المرحلة ومنهم مثقفون يساريون وماركسيون يدافعون اليوم عن سياسي موغل في الأنحراف الطائفي في ظل توجه دكتاتوري . التعليقات بكل اسف تفننت في احالة جوهر المقال الى حقب اخرى . وقد دأب المثقفون العراقيون الموالون لديموقراطية المحاصصة بأبعاد شبح المقالة عن ظلالهم .. وعن ادوارهم واسقاطها على مراحل اخرى .. ترى لو اقتربت لغة طهمازي من الواقعية .. لرأينا مايصل بدور المثقف الحالي الى مستوى المحو والتطهير والأنحياز الأعمى دفاعا عن فرصة يجب ان لاتضيع بحسب الفتوى ..... منذ عام 2003 .

اين هي الثقافة المنتجة؟
اوروك علي -

اين هي هذه الثقافة المنتج و والمثقف المنتج ايها الاستاذ المحترم عبد الرحمن طهمازي.. هل انت منتج وماهو المنتوج الذي نضاهي به الامم والحضارات.. لنبدأ من موقفك خلال عشرين سنة داخل العراق.. ماذا كان حراك الثقافة ياسيدي المبجل.. على يديك.. هل يبنطبق عليك المصطلح الذي تتحاور به.. لنأخذ مثلا ( سهولة الانقياد).. هل كنت صاحب قوة شكيمة الممانعة .. هل شاركت انت وجيلك في بناء روح المواطنة ام كنت ايضا من الجالسين على التل والحياد السلبي.. ماهو موقفك حيت اعدم كل من الروائي حسن مطبلك والصحفي ضرغام هاشم والمفكر عزيز السيد جاسم.. ماهو موقفك من حرب 8 سنوات مع ايران قتلت وابادت ورملت وعوقت شعب باكمله.. وبعدها غزو الكويت.. ماذا قلت .. دعك في موضعة الشعر .. من نصك اسألك وانت تقول ( يستطيع العشب أن ينبت في صحراء لحظةْ). وينقصها( هل.). هل يستطيع في صحراء مقالك ان ينبت العشب..وانت تقول بنصك ( أريد ملوكاً يحتفلون بخلع التيجان).. فلتكن انت اول الملوك الذي يحتفلون بخلع التاج.. تاج الكلام .. تاج التنظير .. ان من نعم المحاصصة ونظام المحاصصة انك ياابو سلاف يعبر عن رأيك ولايأتيك زوار الفجر.. فهل اطلقت العنان سابقا وذقت ليل الزنازين والسجون.. تنعم ياابو سلاف وشم الهواء وسافر واكتب الشعر ولاتخلع اي تاج وماتحت التاج..القضية اكبر من ثقافة ومثقف.. صراعات دولية واقليمية وحتميات ابادة وانقراض وتوزع الرايات .. وياصديقي الاستاذ جبار ياسين.. الحياة كلها انشائية .. وليست الثقافة فقط.. الاستهلاكية صيغة من صيغ اللغو الانشائي.. ذلك ملفوظ وهذا استعمالي مادي.. ثق حتى المجتمعات الاوربية هي مجتمعات انشائية ..تحكمها قوانين الاستهلاك وتعشعش فيها الانشائية... اما الديمقراطية حتى في فرنسا فهي كذبة فادحة.. هذا ليس تجني.. ويمكن ان نناقش بموضوعية وعبر قراءات..ونفتح ملف حواري

اين هي الثقافة المنتجة؟
اوروك علي -

اين هي هذه الثقافة المنتج و والمثقف المنتج ايها الاستاذ المحترم عبد الرحمن طهمازي.. هل انت منتج وماهو المنتوج الذي نضاهي به الامم والحضارات.. لنبدأ من موقفك خلال عشرين سنة داخل العراق.. ماذا كان حراك الثقافة ياسيدي المبجل.. على يديك.. هل يبنطبق عليك المصطلح الذي تتحاور به.. لنأخذ مثلا ( سهولة الانقياد).. هل كنت صاحب قوة شكيمة الممانعة .. هل شاركت انت وجيلك في بناء روح المواطنة ام كنت ايضا من الجالسين على التل والحياد السلبي.. ماهو موقفك حيت اعدم كل من الروائي حسن مطبلك والصحفي ضرغام هاشم والمفكر عزيز السيد جاسم.. ماهو موقفك من حرب 8 سنوات مع ايران قتلت وابادت ورملت وعوقت شعب باكمله.. وبعدها غزو الكويت.. ماذا قلت .. دعك في موضعة الشعر .. من نصك اسألك وانت تقول ( يستطيع العشب أن ينبت في صحراء لحظةْ). وينقصها( هل.). هل يستطيع في صحراء مقالك ان ينبت العشب..وانت تقول بنصك ( أريد ملوكاً يحتفلون بخلع التيجان).. فلتكن انت اول الملوك الذي يحتفلون بخلع التاج.. تاج الكلام .. تاج التنظير .. ان من نعم المحاصصة ونظام المحاصصة انك ياابو سلاف يعبر عن رأيك ولايأتيك زوار الفجر.. فهل اطلقت العنان سابقا وذقت ليل الزنازين والسجون.. تنعم ياابو سلاف وشم الهواء وسافر واكتب الشعر ولاتخلع اي تاج وماتحت التاج..القضية اكبر من ثقافة ومثقف.. صراعات دولية واقليمية وحتميات ابادة وانقراض وتوزع الرايات .. وياصديقي الاستاذ جبار ياسين.. الحياة كلها انشائية .. وليست الثقافة فقط.. الاستهلاكية صيغة من صيغ اللغو الانشائي.. ذلك ملفوظ وهذا استعمالي مادي.. ثق حتى المجتمعات الاوربية هي مجتمعات انشائية ..تحكمها قوانين الاستهلاك وتعشعش فيها الانشائية... اما الديمقراطية حتى في فرنسا فهي كذبة فادحة.. هذا ليس تجني.. ويمكن ان نناقش بموضوعية وعبر قراءات..ونفتح ملف حواري

أين المعلومات و الأفكار؟
طلال الوائلى -

مقال يغلب عليه الأسلوب الأنشائى و كأن الكاتب ينقد قصة أو قصيدة . المقال الصحفى عبارة عن أفكار و معلومات تدور حول موضوع واحد ، و منظم على نحو تدريجى لتطوير الفكرة الأساسية .هذا أولا و ثانيا : ألم يكن معظم مثقفى العراق و منهم الكتاب و الشعراء المعروفين مع نظام صدام . ما الفرق بين الأنقياد لصدام و بين الأنقياد للأحتلال ؟

أين المعلومات و الأفكار؟
طلال الوائلى -

مقال يغلب عليه الأسلوب الأنشائى و كأن الكاتب ينقد قصة أو قصيدة . المقال الصحفى عبارة عن أفكار و معلومات تدور حول موضوع واحد ، و منظم على نحو تدريجى لتطوير الفكرة الأساسية .هذا أولا و ثانيا : ألم يكن معظم مثقفى العراق و منهم الكتاب و الشعراء المعروفين مع نظام صدام . ما الفرق بين الأنقياد لصدام و بين الأنقياد للأحتلال ؟

أليس من تناقض في الرؤية؟!
سلام عادل -

أن مايميز كتاب العراق خلال هذه الفترة العصيبة، بعد أن سقطت دكتاتورية البعث، بواسطة إحتلال أمريكي مبجل بآيات كريمة عبر العمائم السود والبيض جاهلية العشيرة العراقية، مايميزهم هو إدعائهم البطولة الثورية، بلغة الفلاسفة، ويناسون اننا القراء نقرأ الماضي والمستقبل، نقرأ مقال الأمس واليوم. ومن هنا اسجل إمتعاضي الكبير من تناقضات الكتاب العراقيين، وكأنهم يسيرون على خطى أحزاب العراق التي تصفق جماهيرها لكل من مدحهم. وهاهو الكاتب العراقي عبدالرحمن طهمازي يقع في تناقض ثقافي كبير، فهو في مقال سابق يمتدح الى حد الثورية الفنية" هكذا فهمتها" لدى علاء بشير الذي له دور ما يمكن استخلاصه من خلال مذكراته عن صداقته ودوره فنياً مع " قائد الضرورة". إن المقال أعلاه ألا يشمل بمصطلحه الكبير والشامل"سهولة الإنقياد" للكثير من مثقفين صنعوا ثقافة دكتاتورية البعث بما فيهم علاء بشير., ويبقى تساؤلي للجميع بمافيهم الكاتب الطهمازي ، متى نتخلص من ثقافة الرؤية الضيقة التي لاتتسع ، في ضوءها لكشف الجميع وكل المراحل بما فيها ذات الأنا العالية. ومن هنا أدعو كاتب المقال أما حذف الرؤية أعلاه أو رؤيته عن علاء بشير. لكي يتسنى لنا رسم رؤيا واضحة غير متناقضة في تصوراته الثقافية.