يوم القدس العالمي.. ما الذي تبقى من رمزية الزمان والمكان؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا تمرّ ذكرى يوم القدس العالمي لهذا العام، كما هو معتاد، في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، فالقضية الفلسطينية تشهد أشرس محاولات تصفيتها وإلغائها من ضمير ووجدان أهلها ومناصريها من العرب والمسلمين وشرفاء العالم.
المخططات والضغوط الغربية لا تزال تتناسل بغية إيجاد "حلّ" لواحدة من أقدم الصراعات التاريخية الحديثة وأعقدها على الإطلاق، بالتساوق مع المحاولات الغربية، والأمريكية بالذات، لتأمين وضع ربيبتها "إسرائيل" وضمان أمنها وسلامتها ومستقبلها، بل وإجبار جيرانها من الدول العربية على التطبيع المجاني معها، رغم تعنتها في تنفيذ أبسط المطالب الفلسطينية (الاستيطان)، فيما تغذّ "إسرائيل" خطاها لتهويد مدينة القدس والسيطرة على ما تبقى في أيدي أهلها المقدسيين العرب من أراض وممتلكات، وتحويلها إلى منتجعات ومنتزهات وحدائق، بشتى الطرق والذرائع الملتوية.
يوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الراحل (الخامنئي) لتذكير العرب والمسلمين وشرفاء العالم بأهمية القدس كعاصمة للسماء على الأرض، ومهوى للديانات والرسل والأنبياء عبر التاريخ، اختار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لتعزيز الجانب الروحي والديني في المطالبة بحق الفلسطينيين والعرب ومسلمي العالم ومسيحييه بأرض لم تخرج من أيديهم إلا لتعود إليها في كل مرة، رغم ويلات الاحتلال والاغتصاب، لتكون القدس أكثر مدينة تحتل عبر التاريخ.
ولكن.. ما الذي تبقى من هذه الذكرى الهامة بعد عشرات السنين على إعلانها؟
ما من شك أن الانقسام المذهبي الداخلي بين المسلمين، سنة وشيعة، على خلفية المواقف السياسية التقليدية من بعض الملفات، مضافاً إليها الأزمة الخطيرة في سوريا، التي تعد لبّ بلاد الشام وإحدى البلاد التي تهوي إليها أفئدة العرب والعالم بأسره، قد جعل من ذكرى يوم القدس لنصرة أهلها من المظلومين محط شك أو تشكك لجهة الدافع والغاية من الدعوة لنصرة المدينة المقدسة وأهلها المقدسيين ومسجدها الأقصى وكنائسها التاريخية، فيما يظلم أهل سورية، الأكثر التصاقاً بأخوتهم الفلسطينيين عبر التاريخ، والذين خرجت كل جيوش تحرير المدينة المقدسة من أرضهم وعاصمتهم دمشق، والتي كان فتح دمشق من قبل جيوش المسلمين مقدمة لفتح بيت المقدس، وتسلم مفاتيح المدينة من قبل الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والسبب.. الاختلاف على تقييم الوضع والموقف مما يجري، فيما دماء السوريين، ومعهم فلسطينيو سوريا، وهو يعدون بمئات الآلاف، تنزف يومياً في مشهد تراجيدي أزعم أن العالم لم يشهد مثله حتى الآن في حدته وقسوته.
إحياء يوم القدس العالمي لهذا العام يتم ودماء المسلمين في أكثر من بلد عربي ومسلم تنزف بلا أسف أو محاسبة أو رقيب، وفي الحديث: "لئن تهدم الكعبة، حجراً حجراً، أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم"، وفي رواية أجمل وقعاً وتأثيراً "امرئ" دون تحديد نسبته إلى دين، في تأكيد نبوي على حرمة الدماء أياً كان صاحبها، وهل دماء المسلمين في بورما أرخص أو أقل قيمة من نظيرتها في سوريا على سبيل المثال؟!
المشكلة في إحياء هذا اليوم، وهذا كلام أقوله من واقع عايشته في أكثر من احتفال أو تجمع لإحيائه، أنه تحول في كثير من الأحيان، ما لم نقل معظمها، إلى مناسبات احتفالية اجتماعية يتم فيها استثمار دلالات الحدث من قبل بعض القوى السياسية والمراكز البحثية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية لتأمين موازناتها السنوية من خلال إقامة ولائم لإطعام بعض مرتزقة الإعلام أو الوجوه الاجتماعية والسياسية والحزبية التي لا تعني لها مدينة القدس أكثر من حفنة من المال لتدعيم بقائها ووجودها!؟ فيما من المفترض أن يتم استثمار هذه الأموال في دعم صمود المقدسيين في مواجهة محاولات تهويدهم وتهويد مدينتهم، وإنفاقها على المشاريع الحيوية والبنى التحتية لمدينة القدس وسكانها الأصليين.
يوم القدس العالمي.. مناسبة سياسية أممية مهمة لتذكير من تاه في خضم ملاحقة المسلسلات التلفزيونية الرمضانية، أو ضاعت بوصلته السياسية، بمدينة القدس وفلسطين، قضية العرب والمسلمين وشرفاء العالم الأولى، لكن ما لحق بهذه الذكرى من ممارسات نفعية واستغلالية من قبل البعض، وتصاعد حدة الاحتقان المذهبي بين المسلمين في عدة قضايا أساسية، قد أخفّت من وهج الحدث المفترض تفعيله سنوياً ونشره على أوسع نطاق، والأمل أن تنجح قمة مكة لدول مجلس التعاون الإسلامي، الاستثنائية في توقيتها وملفاتها، في تبديد كثير من الاحتقان القائم، وإيجاد الحلول الكفيلة بتوحيد المسلمين والعرب حول قضيتهم المركزية، مرة أخرى..
... كاتب وباحث
hichammunawar@gmail.com
التعليقات
الحائر
الطلاسم -لا اعرف وحائر ما هو السر الالهي في تسمية القدس وما جاورها بالارض المباركة - في كل الاديان والكتب السماويه اسمها الارض المباركه - يتبادر الى الذهن فورا من هذه التسمية انها فعلا ارض مباركة / على الاقل يمكن ان تراق الدماء في ااي رض اخرى عدا الارض المباركة , ولكن على ارض الواقع لم تسيل دماء في اي بقعة في كوكب الارض اكثر من الارض المباركة ... من 4 الاف سنه والله يسميها ارض مقدسة ومباركة , وهذه التسمية هي سبب محيطات الدماء التي سالت وتسيل وستسيل ؟؟؟؟؟ كم مليار من البشر قتلو اعلى هذه الارض المباركة وكم مليارات من النساء ترملن وكم مليارات من الاطفال تيتموا بسبب هذه الارض المباركة . الاسم الحقيقي يجب ان يكون ارض الدماء ارض الارهاب ارض الموت . ممكن احد يصحح لي الموضوع بطريقه عقلية لا غيبيه ولا خيالية
الحائر
الطلاسم -لا اعرف وحائر ما هو السر الالهي في تسمية القدس وما جاورها بالارض المباركة - في كل الاديان والكتب السماويه اسمها الارض المباركه - يتبادر الى الذهن فورا من هذه التسمية انها فعلا ارض مباركة / على الاقل يمكن ان تراق الدماء في ااي رض اخرى عدا الارض المباركة , ولكن على ارض الواقع لم تسيل دماء في اي بقعة في كوكب الارض اكثر من الارض المباركة ... من 4 الاف سنه والله يسميها ارض مقدسة ومباركة , وهذه التسمية هي سبب محيطات الدماء التي سالت وتسيل وستسيل ؟؟؟؟؟ كم مليار من البشر قتلو اعلى هذه الارض المباركة وكم مليارات من النساء ترملن وكم مليارات من الاطفال تيتموا بسبب هذه الارض المباركة . الاسم الحقيقي يجب ان يكون ارض الدماء ارض الارهاب ارض الموت . ممكن احد يصحح لي الموضوع بطريقه عقلية لا غيبيه ولا خيالية
السلام
منيرو972524754859 -الاجيد والاحلى او الاجمل مصر او مصر العربيه او العربيه او دولة مصر او دولة مصر العربيه او دولة العربيه
القدس
علي البصري -اعتقد ان المسلمون والعرب منهم قد تنازلوا من غير رجعة عنها منذا عام 1967 وقد شتمهم واخزاهم ووصفهم باشنع الكلمات الشاعر العراقي مظفر النواب والان وبعد كل هذه السنوات ماذا تغيير لقد تقهقر المسلمون والعرب على وجه الخصوص الى الحضبض المسلمون هم من يقتل الان من غير تمييز الم تسمعوا البارحة في حي من احياء بغداد تم تفجيير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في مقهى شعبي فقتل وجرح اكثر من 100 انسان الا ترون اليوتيوبات من سورية الثورة وليبيا وكل الوطن العربي لم اسمع ان احدا يتكلم عن قبلة اسمها القدس غير ايران تطبل وتزمر واعتقد ان جلدها يحكها كما يقول العراقيين (لمن يريد ان يركله او يضربه الاخرين) لتلقى ضربة موجعة سيضحك العرب والمسلمون ملىء اشداقهم ويشمتوا منها ..............................
000
كامل -بعد ناقص ان يطلب حسن نصر الله من الفلسطينين ان يعطوه القضية وهو يتوكلها بالنيابة عنهم, وعليهم رفع اياديهم عنها لتبقى الدجاجة البياضة له التي يتاجر وينمحن في التكلم والتفلسف عليها,يعني هو الوكيل الحصري الناطق باسم فلسطين ويبقى الفلسطيني مجرد ساكن بدون حق ملكية بالتصرف بقضيته ,يريد ان يكون ملكي اكثر من الملك نفسه,لكن من يضمن انه لن يجير هذه الوكالة الحصرية المفترضة الى كلام ودفاع عن المفاعل النووي الايراني وتحميل رسائل للغرب على حساب اهل فلسطين الشرفاء
الكذب والدجل المكشوف
سوري -هل اصبحت القدس والاقصى صابونة ينظف بها الايرانيون وحزب الله قاذوراتهم بحيث يوسخون وينشرون سمومهم وبعدها يقولون الاقصى الاقصى اجمل ماسمعت عن الثورة السورية ما قاله الشيخ الفلسطيني رائد صلاح من انه اذا كان النظام السوري يظن ان شعار المانعه تعني ان نسكت عن حق الشعب السوري والمجازر فهو واهم ... هذا الموقف الفلسطيني الشريف تكرر مع حركة حماس الشريفة والممانعه بحق... اما سمير القنطار فاتحدى ان يكون تعرض خلال ال30 عاما بالسجن الصهيوني ل 1% من جرائم وتعذيب عصابة الاسد تجاه العزل .. ومع هذا جاء ليقول سنقطع السن من يطالب بالاطاحة بالاسد .. هذه والله هي العبودية .. وشكرا للشعب التونسي على تقديم الرد اللائق به