أصداء

سوريا و محاور الحلفاء.. الحرب النائمة استفاقت "2"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في الجزء الاول من المقالة ناقشنا، المحور الاول من التحالفات القائمة، بين قوى ودول موجودة في المنطقة، لها ابعادها الاستراتيجية، الاقتصادية، والعسكرية في الشرق الأوسط، ودول وأنظمة تحاول الحفاظ على وجودها، وبقائها البيو استراتيجي، وتظن نفسها مستهدفة من قوى اقليمية ودولية، للسيطرة على مواردها، ومواقعها الاستراتيجية، في منطقة تُعد قلب العالم، ومفتاحها، سنتطرق اليوم للمحور الثاني، المحور الذي يعتبر نفسه، المدافع عن حقوق الشعب السوري، المطالب بالحرية والديمقراطية، القوى الإقليمية والدولية التي تتحكم بالأمور المفصلية في المنطقة، قوة المال والسلاح، المحور القطري، السعودي، التركي، الغربي، الأمريكي.

قطر
قطر الدولة العربية الصاعدة، سياسياً، والتي تلعب دوراً مركزياً في هذه الأزمة وما سبقتها من ازمات على الساحة العربية، والتي عرفت " بالربيع العربي "، بدئاً من تونس، وليبيا، لتصل إلى مصر وسوريا. قطر التي سمت نفسها حليفة الشعوب العربية في قمع الظلم والاستبداد الجاري ضدها، والتي عملت جاهداً لخلق ممرات انسانية، ومناطق عازلة، على حد قولها، لتأمين الغذاء والدواء، ومساعدة اللاجئين والهاربين، من قمع أنظمة هذه الدول، كما أكد حمد بن جاسم ثاني رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية لدولة قطر، ان هناك لعبة سياسية دولية، تلعبها الدول الكبرى، وان هذا سيضر بمصلحة الشعب السوري، وأنهم سيعملون مع الدول العربية، ودول أخرى حرة، على اخراج الشعب السوري، من هذا المأزق، على حد زعمه. (موقف عروبي)!

قطر هذه الدولة الصغيرة، صاحبة الاقتصاد الكبير، حاولت التدخل وبشكل واضح، على الصعيد الإعلامي عن طريق قناتها الإخبارية" الجزيرة "، وعلى الصعيد السياسي والعسكري، عندما دعمت المعارضة والحراك في تونس وليبيا، للإطاحة بمعمر القذافي، وبن علي، من خلال دعمها لهم، سياسياً، وبالمال والسلاح،، باعتراف جميع الأطراف، وتُتهم قطر اليوم، بالاستمرار بالتدخل في الشؤون الداخلية، حتى بعد الاطاحة بهذه الانظمة، مما شكل حرجاً كبيراً لها، ففي تصريحات كثيرة ادلى بها مسؤولون ليبيون، وتونسيون، اشاروا فيها... ان على قطر، الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وإلا، فإن ذلك، سيلغي كل ما قدمته الدولة القطرية لهم (للمعارضة)... وخرجت مظاهرات تحتج، وتطالب قطر، بالرحيل، وترك بلادها وشأنها، في كل من هذه الدول... اما فيما يتعلق بتدخلها في مصر، فوضع مصر العربي، الاقليمي، الدولي والاستراتيجي، جعلت قطر، تنظر للأمور، بنظرة مختلفة، فلم تدعم كل اطراف المعارضة، إنما تبنت طرفاً واحداً، ودعمت طرفاً دون آخر، طرف الإخوان المسلمين، دعم القطريين الإخوان، من بداية الحراك... واصبحت الأمور اكثر وضوحاً، بعد تسلم الجماعة الحكم... سارعت مرة أخرة، بدعم "الإخوان"؟ وهناك من يقول كان الدعم لمصر... إذاً، هذا غير واضح للكثير من الاطراف السياسية حالياً، كما يقولون في مصر...

ضخ الأموال والاستثمارات القطرية في مصر، سيجعل الاقتصاد المصري، مرتبطا بقطر، هذا يعني السيطرة الفعلية عليها... والسيطرة على أشخاص، او دولة اقتصادياً، يعني السيطرة على كيانهم، عقلهم، قرارتهم، وإن صح التعبير، السيطرة على جسدهم، أما فيما يخص سوريا، فالأمور تختلف تماماً، فكانت قطر من الدول التي دعمت وبشدة، المعارضة، وطالبت بتسليح المعارضة، بشكل علني، وهددت النظام السوري، أكثر من مرة، فالدعم القطري للمعارضة السورية، كان أكثر بكثير من دعمها لجميع الدول التي شهدت الحراك، مجتمعين معاً، سياسياً، عسكرياً، مادياً، وإعلامياً، و كان الإعلام الطرف الاقوى في الازمة السورية...كانت " الجزيرة "، طرفاً، مع الحراك، والمعارضة السورية، حتى يومنا هذا، أن الدور القطري، في السياسة العربية غير واضح، وابعاده غامضة، ولم يعرف ما هو المشروع القطري، وإلى ما تسعى إليه هذه الدولة، وعما إذا كانت قطر تخدم الاجندات الغربية والأمريكية، في المنطقة، ودعمها لمجموعات، أو قوى سياسية دون غيرها، تترك السؤال معلقاً عن " ولاء قطر، لمن؟ ".

السعودية
تعد المملكة العربية السعودية من اكبر الدول العربية والإقليمية في حجمها السياسي والاقتصادي، فكان لها ايضاً دوراً بارزاً، في ما يسمى" الربيع العربي "، في بداية الامر، كان الدور السعودي أقل بروزاً من الدور القطري الذي احتل المساحة الأكبر، على حساب المملكة، وهذا الشيء لم يرض الطرف السعودي، بأن دولة مثل قطر، والتي تعد أصغر من أصغر قرية في السعودية، تستلم زمام الأمور، وتأخذ دورها منها...

الحسابات السياسية السعودية، تختلف تماماً عن الحسابات القطرية، فالوضع السعودي، وثقلها في المنطقة، موقعها الاستراتيجي، وعلاقاتها السياسية، تفرض عليها، استلام دفة القيادة العربية، على الأقل في الوقت الراهن، وأكد على ذلك زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسعودية، بغض النظر، إن كان من جماعة الإخوان المسلمين أم لا، فهذا دليل على إعطاء المملكة الدور الاهم في المنطقة من قبلهم، برز الدور السعودي خاصة، على الصعيد السوري، كانت الرياض اول من اعترفت، بالمعارضة السورية، وبالمجلس الوطني المشكل، التي كانت السعودية اللاعب الأساسي في تشكيلها، وعملت على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بدون أخذ بعين الاعتبار، ان " سوريا من الدول المؤسسة للجامعة العربية "، ومن أقترح المبادرة العربية، ومن ثم عملت على سحب المراقبين من سوريا، كما اعدت المملكة، مشروع قرار، فيما يخص سوريا، تحت البند 34، بعنوان "منع نشوب نزاعات مسلحة"، قدمته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان هذا المشروع غير ملزم، والذي كان يعبر عن القلق، لتصاعد اعمال العنف في سوريا، على حد تعبير المندوب السعودي، والذي أدى إلى نشوب، مشادات كلامية، بين المندوبين السوري، والسعودي في الأمم المتحدة...

ومن طرف آخر دعت المملكة العربية السعودية، إلى قمة استثنائية للتضامن الإسلامي، في مدينة مكة المكرمة، لمناقشة ما يجري في سوريا، وللضغط على النظام السوري، ودعا المؤتمر النظام السوري الى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف ضد المدنيين العُزل، والكف عن انتهاك حقوق الإنسان، والوفاء بكافة التزاماتها الإقليمية والدولية، والافراج عن كافة المعتقلين، والسماح للهيئات الإغاثية والإنسانية بالدخول إلى سوريا لتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين جراء ما يجري فيها، بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي، وقامت بتعليق عضويتها، كان هذا نوعاً آخر من الضغوط التي تمارسه المملكة العربية السعودية، ضد النظام السوري، لإجبار الرئيس السوري، بشار الأسد، على التنحي.

هل سيكون هذا الاجتماع، نقطة تحول مفصلية، ومصيرية للازمة السورية... هل سيقدم الموقف الاسلامي الشرعية للمعارضة؟ وسيكون مشيراً جديد للغرب في اتخاذ القرار؟ أم ستكون بداية حرب طائفية، مذهبية؟ الموقف السعودي اصبح واضحاً، ولكن هل الدبلوماسية السعودية، ستنجح في إسقاط النظام السوري، أم ستكون بداية لفتح الابواب على مصاريعها ليس في سورية فقط مع تشابه الانظمة العربية جميعا؟

تركيا
منذ البداية تورطت تركيا في دخولها في هذه اللعبة السياسية، بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية، جعلوا الحياة وردية امام أنقرة، وفرشوا لها البساط الاحمر، التي ستمشي عليها للوصول إلى الحلم التركي، " عودة الامبراطورية العثمانية "، للتحكم وفرض السيطرة على الشرق الأوسط، ولكن بطرق مختلفة عن الطرق القديمة... مثل عادتها، ولحبها في فرض السيطرة والتسلط، اشتركت في هذه اللعبة، للحصول على المفتاح، لإدارة المنطقة، ومن منطقها السلطوي، لم تأخذ بعين الاعتبار، أن من الممكن أن يجر هذا، البلاء عليها، فالوضع التركي لا يختلف كثيراً عن الوضع السوري، التقسيمة التركية معقدة أكثر من تقسيمة جارتها، والاقليات الموجودة في سوريا، منهم من يُعتبر اكثرية في تركيا، أوفي مناطق معينة، من مناطقها، والظن بأن النظام السوري، سوف يسقط في ايام او اشهر قليلة، ادخلت تركيا في متاهة من الصعب ان تخرج منها...

بعد العمل الدبلوماسي والسياسي التركي الكبير، للدخول إلى النادي الاوروبي، والذي استقبل برفض من اغلب الاطراف الاوروبية، قررت تركيا بتوصية من الشريك الامريكي، تغيير اتجاهها من اوروبا، إلى الشرق الاوسط والعالم العربي، حيث تستطيع العمل بحرية اكثر، وتتوسع بشكل أكبر، لأن هناك قواسم مشتركة من الممكن استعمالها، لخداع شعوب المنطقة ومنهم العرب، وهو قاسم الدين، الدين الإسلامي، " فتركيا بعيدة عنه كل البعد "، قامت تركيا بدعم المعارضة السورية، و (الجيش الحر)، دعماً سياسياً، عسكرياً، مادياً، واحتضنت، أغلب المعارضين السوريين، وهيأتهم، كما دربت عناصر( الجيش الحر) للقتال في سوريا، ولأضعاف النظام... أخطأت هذه المرة تركيا بحساباتها، مع انها معروفة بالحنكة السياسية، ولكن هذه المرة أظهرت الغباء السياسي...و أخطأ اردوغان بحساباته، عندما أراد ان يحكم المنطقة، وظن أنه سوف يصبح قائداً للمنطقة، وسوف يسجل هذا له في التاريخ، مما حرض عليه الرأي العام التركي، وقامت عليه المعارضة التركية، التي وعدها أنه سوف ينهي الامور خلال فترة قصيرة، وستكون لتركيا كلمتها وحجمها، في المنطقة والعالم، اليوم الوضع الداخلي التركي متضعضع جداً، لقد أُيقظت الخلايا النائمة في حزب العمال الكردستاني من طرف، والعلويين من طرف آخر، والمعارضة التركية التي تطالب بعدم تدخل اردوغان في الوضع السوري، ولكن، أصبح الوقت متأخرا...

بعد إسقاط الطائرة التركية في الأجواء السورية، أقاموا الدنيا واقعدوها، ولكنها بقيت ضمن الخطابات، والتهديدات الكلامية، التي لا تؤخر ولا تقدم، لقد تراجع الدور التركي كثيراً في الآونة الأخيرة، بعدما كانت في ذروتها في بداية الازمة السورية... وكما نعرف أن الجيش التركي، قد حشد وحداته القتالية، والعسكرية، ومنصات للصواريخ على الحدود السورية، وهددت في الدخول إلى سوريا في حال تسليح الكورد في سوريا، ومنذ فترة قصيرة أجرت مناورات عسكرية، في منطقة غازي عينتاب القريبة من الحدود السورية التركية، وتعمل على اقامة منطقة حظر جوي... فهل سيتورط الاتراك في التدخل العسكري الى سوريا؟... كما قلت سابقاً في مقالات أخرى، ان تركيا ستكون الخاسر الأكبر، إن بقي النظام، أم ذهب، وهي تخاف اليوم، من ذهابه أكثر من بقاءه...

الغرب
لا يمكن إغفال دور الدول الغربية، في معظم ما حصل من حراك، في العالم العربي، أو ما سمي بـ" الربيع العربي "، خصوصاً فرنسا، فكان دورها بارزاً، وكان رئيسها السابق "نيكولا ساركوزي" يعمل جاهداً لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، بفرض حظر جوي والسماح بضرب ليبيا، إذ أن صرخاته وخطاباته الإنسانية، لحماية المدنيين الليبيين العزل، اعتمدت على شعار" محاربة القمع والاستبداد"، وعلى أن القذافي يقتل، الشعب الليبي، وأن نظامه، فاسد ومستبد، ويجب على المجتمع الدولي، عدم السكوت، والتحرك حيال ما يجري في ليبيا، واستطاع بالاشتراك مع بريطانيا، والولايات المتحدة الامريكية، والدول الغربية الاخرى، أن يحصل على قرار من مجلس الأمن، باستخدام كافة الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين في ليبيا، إذاً... حصلوا على كافة الشرعية المطلوبة لإسقاط النظام الليبي، وضرب ليبيا، ليصل عدد الضحايا أكثر من مئة وثلاثون الف مدني، ناهيك، عن الضحايا في الجيش الليبي...وبالتالي تمرير مشاريعهم في ليبيا، والاستيلاء على مصادر النفط والغاز... لم تكن الحملة التي شنها حلف شمال الأطلسي على ليبيا من أجل" الحرية والديمقراطية "، لنقل البلاد من حالة الفساد، القمع، والظلم إلى حالة الأمان والسلم، بل من أجل مصالحها المتمثلة بالسيطرة على مصادر الطاقة، وفي تونس و مصر كان التدخل مختلفاً، " الطرق تختلف ولكن الغاية واحدة "، واليوم في سوريا، لا تجرأ، باتخاذ قرار مماثل، فهناك دول واقفة ضد التدخل العسكري، ولم تنخدع مثلما حصل معها في السيناريو الليبي... ولا تخفي الدول الغربية عجزها، امام الفيتو الروسي الصيني ثلاث مرات متتالية، وعدم القدرة على تنفيذ، ما خططت له، اكتفت الدول الغربية، بإنزال العقوبات، المتتالية، على النظام السوري، حتى وصلت العقوبات لتتضمن، عدم تصدير الكافيار، من المضحك أن يصل الاتحاد الأوربي لهذا المستوى... من دون الاخذ بعين الاعتبار، أن الشعب السوري، هو المتضرر الوحيد، من هذه العقوبات، وقدمت الدعم اللامحدود للمعارضة السورية، على جميع الاصعدة، حتى التكنولوجية منها.. إذاً... هل سيستطيع الغرب بإنجاح مشروعه، تحت شعار" الحرية والديمقراطية "، ووضع آليات وبرامج، تعمل على ضرب الدول العربية، والمنطقة؟ وهل الخليج العربي، ضمن هذه الخارطة المرسومة؟ وهل ستكتفي الدول الغربية، بدورها الحالي، أم ستلعب دوراً أكبر، تشعل فيها المنطقة؟

الولايات المتحدة الأميركية
تأخذ الولايات المتحدة نهجاً حذراً حيال كل ما يحدث في سوريا، لإيجاد الحلول الممكنة، لأسقاط النظام السوري، أو كما يدعون، لحل الأزمة السورية، وخاصة أنهم مقبلين على الانتخابات الرئاسية قريباً، على عكس السيناريو الليبي، على الأقل في وقتنا الحالي لا تفكر الولايات المتحدة، بتدخل عسكري، فهذا مستبعد، وقد صرح هذا، الكثير من المسؤولون، في البيت الابيض، ووزارة الدفاع، وعلى لسان وزير دفاعها " ليون بانيتا "، أن وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" لا تفكر جديا في فرض حظر جوي على سوريا، وليست هذه أولوية، بالنسبة لهم، واوضح ان بلاده تعمل مع حلفائها لتأمين انتقال سلس بقدر الامكان في حالة سقوط الاسد، وهذا حتمي على حد قولهم... وهناك عوائق اخرى ايضاً، تقف أمام الولايات المتحدة الأمريكية، فعودة روسيا الاتحادية، والصين الشعبية، إلى حلبة الصراع، وبهذه القوة، والعزم على الدخول في اللعبة السياسية، وخلق مناخات تموضع سياسي معين... تضع امريكا، في حالة الانتظار، لعدم الدخول في صراع، تعرف انها ستخرج منها خاسرة... اليوم، وكما قلت سابقاً عملت الولايات المتحدة لتجنيد بعض الدول العربية، وتركيا للعمل عنها بالنيابة، فوضعها الاقتصادي، السياسي، والعسكري، بعد خروجها من العراق، وقريباً من افغانستان، لا يسمح لها بارتكاب الاخطاء، وإلا ستفقد السيطرة على العالم، وفي نظر بعض المحللين والخبراء، بان الحقبة الامريكية، قد ولت، حقبة الأحادية انتهت، بعودة روسيا والصين، سيكون هناك توازن قوى في المنطقة والعالم، ولكنها مجبرة على ايجاد حل بأقل الخسائر، على الاقل لحماية اسرائيل، من حزب الله، وايران، وسوريا في حال أي هجوم محتمل...

إن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم، بنيت على اهداف محددة، ومعروفة، لم تتغير، بتغيير رؤسائها وحكوماتها، إن كانوا من الجمهوريين أو من الديمقراطيين، ولم يتغير نظامها الدولي، المحور الاساسي للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط، باتت واضحة لجميع شعوب المنطقة، وللقوى السياسية المهيمنة، التي تتعامل معها، يدور هذا المحور حول فرض سيطرتها على موارد الطاقة، وايضاً السيطرة عليها اقتصادياً، واستراتيجياً، وخلق أزمات في هذه المنطقة، سياسية، اقتصادية، دينية، ومذهبية، مما يشغل هذه الشعوب في حل ازماتها ومشاكلها، وفي النهاية اللجوء لها، بطريقة مباشرة ام غير مباشرة، لحل هذه الازمات عن طريقة " شرعنتها "... تحت مسميات متعددة، فكل حقبة، لها مسمى ولها شعار خاص بها، والانتقال من مسمى إلى آخر،... من مسمى، " الحفاظ على الامن القومي الامريكي "، إلى مسمى " الارهاب " ومن ثم إلى مسمى " الحرية والديمقراطية "، وهكذا...

مصير الشعوب، آخر ما تفكر فيه الولايات المتحدة الاميركية، فهم بارعون في استعمال الشعارات الخلابة، وسياستها، كانت وستبقى، حكم القوي على الضعيف.

إسرائيل
محور معقد، اسرائيل في كل مكان
إن هذه المحاور في حالة هلع، لا يستوعب اي طرف خطورة ما يحصل في المنطقة، وإلى أين هم متجهين، أو أنهم مستوعبون، ويعملون على توجيه الأزمة، الى ما خططوا له، هناك مرجعية سياسية خارجية تدير الامور في سوريا، استخبارات دولية واقليمية نشطة، تعمل على ضرب الاستقرار في المنطقة، وقنوات اعلامية، تعمل على خلق حرب اهلية... تأزم الامور في سوريا، جرتها إلى حرب شوارع، الارادة الدولية، لا تريد حل الازمة، جميع الاطراف يملكون قوة عسكرية، من سيستطيع الفوز في هذه الحرب؟... اصبحت الامور تحت سيطرة اطراف الازمة، من كلا المحورين، لم تعد الأمور في أيدي الاطراف السورية، والشعب السوري هو الذي من يدفع الفاتورة، المعطيات لا تدل على أن هناك حل سلمي، والوصول لحوار وطني، حوار سياسي، لمصالحة وطنية، اصبح صعباً... الأزمة سورية داخلية وبامتياز، ومصير الانظمة تقررها الشعوب، ولكن أصبحت المعادلة معقدة، الاطراف السياسية السورية، لا تمتلك قرارها، لان مصادر تمويلها من الخارج، ولا يقرأون الواقع السياسي، شرعنة التسليح في سوريا، أخذت الأمور إلى أبعد ما يكون، وهناك حديث عن صفقة تجري لإقناع إيران بالتخلي عن سوريا، وما هو الثمن الذي يجعل ايران، تتخلى عن سوريا؟ الرهان على بقاء النظام، قرار مفصلي بالنسبة لإيران، بقاء النظام، يعني بقاءه... هل هذا يعني عملية محتملة بضرب البرنامج النووي الإيراني؟... وهل الدول العربية مع تركيا، ستصعد الأمور أكثر من هذا... ستكون هناك مغامرة... من سيبدأها...

هناك من يقول، أن الحل روسي، ايراني، امريكي...... من الاجدر ان يكون الحل سورياً سورياً، قرار وطني مستقل للخروج من هذه الأزمة...
النفاق السياسي اصبح خبز المجتمعات، والدول.

من الولايات المتحدة واوروبا وصولا لقطر والسعودية، ومن إيران مروراً بالعراق لسوريا ووصولاً إلى لبنان، و" حزب الله "، واسرائيل... هذه المحاور الثلاثة، متشابكة بشكل معقد جداً....من سيبدأ... ومن سيبقى... ومن سيرحل؟


p.petrossian@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاجندة ارمنية
عبدالله حمدي -

بالرغم من ضعف امكاناتاتها الاقتصادية ، وتواضع حضورها على الساحتين الاقليمية والدولية ، الا ان جمهورية ارميتيا تقوم بدور غاية في الخطورة والسلبية تجاه حركة تحرر الشعوب من ربقة انظمة الاستبداد . تشكل ارمينيا ثالثة الاثافي في تحالف ايران - سوريا . وهي /ارمينيا منخرطة بعلاقة عضوية مع محور الممانعة ومنسجمة بصورة اساسية مع سياسات ايران القائمة على تمزيق اواصر العلاقة بين المجتمعات العربية على اساس عرقي ومذهبي وطائفي . وليس صدفة او تحالف موسمي ان تؤازر ايران ارمينيا ضد اذربيجان الدولة الممسلمة الشيعية . كما تعتبر ارمينيا من اكثر دول المنطقة تاثيرا في ملف حزب العمال الكوردستاني . بل ان ارمينيا هي الدولة الراعية والمنسقة الحقيقية لانشطة الحزب واعماله التخريبية في الوسط الكردي وفي حدود الدولة التركية . هدف الارمن المركزي يتلخص في الانتقام من الاتراك والاكراد عبر تسعير الحرب بين الطرفين لتدمير المناطق الشرقية من تركيا على راس الشعب الكوري .

الاجندة ارمنية
عبدالله حمدي -

بالرغم من ضعف امكاناتاتها الاقتصادية ، وتواضع حضورها على الساحتين الاقليمية والدولية ، الا ان جمهورية ارميتيا تقوم بدور غاية في الخطورة والسلبية تجاه حركة تحرر الشعوب من ربقة انظمة الاستبداد . تشكل ارمينيا ثالثة الاثافي في تحالف ايران - سوريا . وهي /ارمينيا منخرطة بعلاقة عضوية مع محور الممانعة ومنسجمة بصورة اساسية مع سياسات ايران القائمة على تمزيق اواصر العلاقة بين المجتمعات العربية على اساس عرقي ومذهبي وطائفي . وليس صدفة او تحالف موسمي ان تؤازر ايران ارمينيا ضد اذربيجان الدولة الممسلمة الشيعية . كما تعتبر ارمينيا من اكثر دول المنطقة تاثيرا في ملف حزب العمال الكوردستاني . بل ان ارمينيا هي الدولة الراعية والمنسقة الحقيقية لانشطة الحزب واعماله التخريبية في الوسط الكردي وفي حدود الدولة التركية . هدف الارمن المركزي يتلخص في الانتقام من الاتراك والاكراد عبر تسعير الحرب بين الطرفين لتدمير المناطق الشرقية من تركيا على راس الشعب الكوري .