أصداء

روسيا والمطحنة البشرية في سوريا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الكلام الذي صرح به الممثل الاممي ابراهيم الاخضيري امام الجمعية العامة للامم المتحدة رسم صورة قاتمة ومأساوية جدا عن الوضع الانساني في سوريا الثائرة بوجه نظامها ورئيسها بشار الاسد، مبينا ان "حصيلة الخسائر البشرية (في سوريا) هائلة والدمار وصل الى نسب كارثية والالام كبيرة جدا" مضيفا ان "دعم الاسرة الدولية امر لا بد منه وملح جدا" ومحذرا من ان الوضع "لم يكف عن التدهور".

ويبدو ان ما تشهده الساحة السورية من قتل يومي بمعدل اكثر من مائة شخص بين شهيد وقتيل من قبل طرفي الصراع المعارضة والنظام، هو حمام دموي بكل معاني العنف والمؤلم انه متواصل في كل يوم منذ اكثر من سنة ونصف، ويبدو ان هذا القتل اليومي الجماعي تحول الى مطحنة بشرية لا يسلم منها ثوار الشعب الناهض لنيل الحرية المفقودة منذ اكثر من اربعين سنة.

وفي ظل هذه المطحنة البشرية القاتلة الشبيهة بجرائم القتل الجماعي للنازية، فان البصمة الروسية والايرانية ظاهرة عليها من خلال أساليب القتل التي ترتكب بها الجرائم الجماعية يوميا، ومن خلال الخبرة والادوات والمجاميع القاتلة للنفوس السورية البريئة لذبح ابناء سوريا نساءا ورجالا واطفالا وشيوخا وامام اعين العالم، وكأن هذا الكيان الجامد الذي نعاصره تحول الى عالم بلا حياة ولا نطق ولا نبض انساني، فالكل صامت من عرب وعجم وفرس وترك وافرنج وغيرهم، والجميع من الدول الغنية والفقيرة صامتة، والمشهد المأساوي للاحداث السورية يبين وكأن تلك الدول قد منحت الرخصة الاقليمية والدولية لبشار الاسد ونظامه المستبد الطاغي بقتل افراد الشعب صغارا وكبارا واطفالا وشيوخا ونساءا ورجالا، والمؤلم اكثر أن المجتمع الدولي بات في سبات عميق يرقد في دهاليز القطب الشمالي لا يعرف بما يجري على ارض المعمورة وبالاخص مما يجري من مذابح وجرائم على ارض الشام، وهذا المجتمع بات يتهرب من المسؤولية والالتزام الاخلاقي والانساني لوقف هذا النزيف المتواصل لحصد الارواح الانسانية البريئة.

والموقف الروسي المتسم بعدائية شديدة ضد الشعب السوري الثائر بالتوازي مع ايران والصين ليس بغريب في واقع الحال، وهو امتداد للمواقف الاستعدائية لروسيا السابقة ضد الشعوب وخاصة منهم العراقييون حيث قدمت موسكو كل اشكال الدعم لنظام الاستبداد والطغيان صدام حسين، وكذلك ضد الليبين الذين فجروا بركان الغضب على رئيسهم العقيد القذافي، وهذا ليس بجديد من روسيا لانها هي أول دولة اعترفت باسرائيل في الاربعينيات من القرن الماضي على حساب ارض وحقوق الشعب الفلسطيني، وكما هي السبب في الحاق الهزيمة والانتكاسة بعموم العرب في حرب خمسة حزيران، وهي كذلك السبب المباشر في اطالة حروب لا مبرر لها منها الحرب الايرانية العراقية التي استمرت ثمان سنوات والتي راحت ضحيتها اكثر من مليون انسان.

والمشكلة وبالرغم من مناشدات الجامعة العربية واصدارها قرار بتخويل مجلس الامن الدولي فان الضغط الدولي لم يحصل مثلما حصل في ليبيا، وخاصة دخول الولايات المتحدة في معادلة المجابهة لحماية حياة المدنيين، وبحكم القوة المؤثرة الفعالة عالميا لامريكا وبفعل التدخل الدولي تحقق للشعب الليبي حلمه بالحرية وبنجاح الثورة ضد استبداد وطغيان الدكتاتور القذافي، ولكن تجاه الحالة السورية فان أقل ما يمكن قوله بخصوص الحكومة الامريكية انها تمر بسبات عميق تجاه الشعب الشامي الثائر الذي يجابه بالحديد والنار من قبل منظومة اقليمية ودولية طاغية متكونة من نظام بشار وايران وحزب الله وروسيا والصين وتحالف المالكي في العراق وعلى مرأى عيون المجتمع الدولي، وعلى قربى من الاتحاد الاوربي، منظومة اجرامية حولت العنف الموجه ضد السوريين الثائرين الى مطحنة بشرية هائلة تطحن الصغير والكبير من المعارضين المدنيين والمسلحين دفاعا عن حياتهم وبالمئات يوميا.

في ظل هذا الواقع المؤلم، لا يعقل ومن غير المقبول ان يستمر هذا الموقف المتسم بالسبات والبرود والخذلان للمجتمع الدولي، وابداء حالة من عدم الاهتمام بالوضع الانساني البائس الذي يمر به الشعب الثائر في المدن السورية، لا سيما وان النظام أخذ بالعناد يوما بعد يوم في ظل الحماية الروسية والايرانية والصينية، واخذ باللجوء الى استخدام وسائل اكثر عنفا وبطشا للقضاء على المدنيين المحتجين والمدافعين المسلحين في كثير من المدن السورية خاصة في حلب ودرعا وحمص وحماه.

لهذا نعيد من جديد، كما قلناه في وقت اخر من خلال هذا المنبر الحر، قد حان الوقت لرد شعبي مدني وسلمي عارم من قبل العرب والشعوب الاسلامية للوقوف بحزم شديد ضد الدولة المارقة روسيا وجارتها الصين وبكل الاساليب المدنية لكي تلقن دولة موسكو المتاجرة بمصير الشعوب درسا قاسيا تعيدها الى رشدها لكي تكف عن التلاعب السياسي الباطل باوراق المصير الانساني لشعوب دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفي مناطق اخرى مع الغرب.

ولكي يكون الرد المدني العام فعالا ومؤثرا بحق دولة روسيا المخادعة وجمهورية الصين الناكرة لحقوق الانسان وايران الحاضنة للارهاب المذهبي، نعيد طرح حزمة مباردة "اليقظة الانسانية" لخلق راي عام في العالمين الاسلامي والعربي ضد روسيا وايران والصين، والحزمة المقترحة تتضمن ما يلي:

1.توجيه رسائل الادانة بكل الوسائل المتاحة من قبل الافراد والجماعات والحركات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني الى موسكو وبكين وطهران، والى كل الجهات المعنية محليا واقليميا ودوليا.
2.اقامة التجمعات وتسيير التظاهرات الاحتجاجية امام سفارات روسيا والصين وايران في الدول العربية والاسلامية وفي دول اوربا واسيا والامريكتين الشمالية والجنوبية من قبل الجاليات المقيمة في الخارج.

وفي الختام، لابد من القول ان الحزمة المقترحة تشكل خطوة متواضعة لوقف المطحنة البشرية في سوريا، ولكنها في حالة تحقيقها ستدفع الى تشكيل ضغط شعبي مدني عربي واسلامي على روسيا المارقة لتخفيف الضغط على الشعب السوري وتحقيق النصر في القريب العاجل، ولغرض تشكيل رأي عام فعال ضد الأنظمة المستبدة في المنطقة.

كاتب صحفي - كردستان العراق
Office.baghdad@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فليحيا الاعلام الوطني
محمد العربي -

أعلن تضامني ,,, الوطني ,,, والانسانس ,,, والأخلاقي ,,, والصحفي ,,, والسياسي ,,, مع كافة محطات التلفزة والاذاعة في الجمهورية العربية السورية ,,,, اذا كان مجرمي وقتلة العالم بأسره يحاربونهم ,,, فهذا يعني أنهم صوت الحق الذي يريدون وأده بالحياةشكرا للديمقراطية الامريكية والاوروبية والعربية وخصوصا الديمقراطية السعودية ,,, فقد كشفت كل المحظور ,,, المحظور الذي كشفه عنهم ,,,, مرسي ابن أم مرسي وجامعته ,,,,,,,,, فليحيا الاعلام الوطني ,,, تحية وطنية لكل شرفا الاعلام السوري

وباء كان لابد من تدميره
اليمني احمد -

الجهاديون الاسلاميون اصبحوا وباء اشد فتكا من الطاعون في القروت الوسطى، وقد ضرب هذا الوباء اقطارا كثيرة في المعمورة، الوحشية التي لم يسبق اليها احد هي طابعهم وعلامتهم المميزة ، والا اي عقل شيطاني ذلك الذي يزرع متفجرة في حافلة يستقلها حجاج او زوار مدنيون مسالمون الى معلم ديني ثم يزرع متفجرة اخرى امام مدخل اقرب مستشفى لمكان انفجار الحافلة ليقتل جرحى المتفجرة الاولى حال اسعافهم الى المشفى. ان الجيش السوري سيحد كثيرا من هذا الوباء وسيكسر شوكته بعد ان يقضي على الآلاف المؤلفة من هن هذه .... كما فعل في دمشق وكما يفعل في حلب وغيرها بينما العالم كله يشيعهم الى الموت بدموع التماسيح.

....
عراقي من بغداد -

يبدو بنظرك ( الكاتب ) ان امريكا وبريطانيا والناتو والسعودية وقطر واردوغان هم اصدقاء الشعب السوري والبقية مثل الصين وروسيا وايران فهي عدوة شعوب الارض . ,الاكراد يريدون تدمير وتشتيت سوريا لكي يشكلون دولة كردستان كما شكلوها في شمال العراق . هذا حلم وسيبفى حلم وحتى في العراق .عمر الدول لايقاس بعشرات السنين ولايصح إلا الصحيح .

SYRIA
HAMID MOHAMAD -

نعيد من جديد، كما قلناه في وقت اخر من خلال هذا المنبر الحر، قد حان الوقت لرد شعبي مدني وسلمي عارم من قبل العرب والشعوب الاسلامية للوقوف بحزم شديد ضد الدولة المارقة روسيا وجارتها الصين وبكل الاساليب المدنية لكي تلقن دولة موسكو المتاجرة بمصير الشعوب درسا قاسيا تعيدها الى رشدها لكي تكف عن التلاعب السياسي الباطل باوراق المصير الانساني لشعوب دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفي مناطق اخرى مع الغرب.

الى رقم 3
عبدالله العراقي -

لماذ تدافع عن نظام مجرم ودكتاتور اباح قتل شعبه بكل انواع الاسلحة والدبابات والمدافع والطائرات، ان كنت عراقيا ولم تكن بعثيا اكيد عانيت من ظلم وقمع نظام البعث البائد، قف الى جانب الحق ودافع عن المظلومين، والسورييون شعب مظلوم.

النظام الروسي
Baghdad Freinds -

متى نقف بوجه النظام الروسي الحامي للحكام والطغاة، حانت الساعة للعرب ان يقول كلمته بوجه هذه الدولة الفاجرة التي تتعامل بأنانية وطريقة اجرامية لضرب ثورات الشعوب، والله لا نستحق الحياة ان لم نرد على هذه الدولة المحكومة من الشيطان الاحمر.

ماتت الحقيقة
عدنان حبنكة -

الحقيقة هي أول ضحايا الحرب، وهو مثل أمريكي صحيح. لكن هذه الحقيقة هي أصح عندما نقرأ لكاتب إسمه جرجيس مقال يرى فيه المشكلة من وجهة نظر الإخوان المسلمين وأبناء القاعدة الصهيونية التي إستعملوها في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا وشيشنيا تحت إسم الجهاد والإسلام. يا حضرة الكاتب: هل يوجد جيش في العالم ثقافته الذبح؟ أم أن هذه الثقافة هي ثقافة الذبح الحلال على الطريقة الإسلامية التي رأينا فيديوهات عنها في سوريا والعراق وأفغانستان من قبل هذه المجموعات التي تدافع عنها في مقالك، وهي لا تؤمن بأي ديموقراطية ولا بحق الشعب ولا بحق الإنسان، بل بحق إلهي في الذبح واللوط والإغتصاب وسرقة الأموال وتدمير البنى التحتية، فهم يمثلون الله على الأرض، وهذه هي ثقافتهم يأخذونها من تراثهم من كتب واضحة في تشريعاتها، تشريعات سيفرضونها على جرجس قبل أن يفرضوها هلى عدنان أو أحمد.

روسيا دولة بلا حياء
soran mizory -

روسيا دولة بلا قيم ولا اخلاق ولا حياء وهي لا تستحي بما تفعل وعورتها مكشوفة ومن لا يستحي يفعل ما يشاء، ورئيس روسيا بوتين يقول للعالم نحن دولة عارية لا نلبس ثوب الحياء، والعرب اوطأ من روسيا والا منذ اندلاع الثورة في سوريا لما بقيت سفارة روسية في بلد عربي.