أصداء

ماذا بعد مؤتمر عدم الانحياز؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


لاغرو من أن الجدل الکبير الذي أثير على خلفية إنعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران و الاحتمالات و التداعيات الناجمة و المترتبة عليها، کان له ما يبرره مع ملاحظة أنه قد کان هناك ثمة مبالغة و غلو فيه.

الظروف و الاوضاع الصعبة و المعقدة للنظام الايراني، على مختلف الاصعدة ولاسيما على الصعيد الداخلي، حاول النظام من خلال هذا المؤتمر التخفيف من ثقل الضغوط الکبيرة التي ينوء تحتها، وبديهي أن المجتمع الدولي قد أدرك و فهم تماما هدف النظام"الرئيسي"هذا، ولذلك فقد تمت مداولات و مشاورات بين مختلف الاوساط السياسية للحيلولة دون ذلك، ولاريب من ان تلك المداولات و المشاورات قد وصلت أحيانا الى حد ممارسة"الضغط الناعم" على بعض الزعماء لکي لايحضروا او إذا حضروا لا يجروا خلف البالونات التي ينفخ فيها النظام.

النظام الايراني قطعا لم يحقق الاهداف التي إبتغاها من وراء عقد هذا المؤتمر في طهران، لکنه تمکن مرة أخرى کعادته من إختراق جدار الرفض الدولي له و اللعب على إختلاف و تضارب المصالح و الاهداف السياسية و الاقتصادية و حتى الدينية للدول، والذي ساعد و يساعد النظام الايراني على المضي قدما في سياسة اللعب على الاختلافات الدولية عاملان رئيسيان هما:
العامل الاول: رخاوة و ضبابية الموقف الامريکي من النظام الايراني و حتى انه يميل أحيانا الى طابع من المجاملة و المسايرة غير المبررة، وان عدم وضوح موقفه و رخاوته قد دفعت و تدفع بالعديد من الدول"ولاسيما دول المنطقة"، لکي لاتأخذ التشدد الدولي من النظام الايراني على محمل الجد، والانکى من ذلك أن النظام الايراني يحاول في کثير من الاحايين أن يبعث برسالات خاصة لمن يهمه الامر على"خصوصية"العلاقة القائمة بينه و بين الولايات المتحدة الامريکية.

العامل الثاني: الموقفين"النفعيين"و"الانتهازيين" لکل من الصين و روسيا ازاء السياسة الدولية المتبعة ضد النظام الايراني، و هما يريدان أن يمارسا هذه السياسة الى أقصى حد ممکن وان"يحلبا"الطرفين، أي الغرب و النظام الايراني، وبديهي أن ملالي طهران لايهمهم من يحلبهم بشرط أن لايقصيهم عن السلطة، ومن دون شك أن واشنطن تدرك و تعي هذه النقطة الحساسة ولذلك فهي تسعى للإستفادة من عامل الزمن و لاتترك الحبل على غاربه لهاتين الدولتين"الجشعتين"، وهنا تحديدا يکمن مربط الفرس و کيف أن الملالي يستغلون هذه السياسة الامريکية لصالحهم.

الموقف الدولي من النظام الايراني بعد إنفضاض مؤتمر دول عدم الانحياز، لايزال دون الطموح و لاتزال تتجاذبه نفس العوامل و الظروف السابقة، ويبدو أن المجتمع الدولي"خصوصا الغرب"، لايزال يحبذ حصول"معجزة"التغيير الداخلي و إسقاط النظام بدون تحريك الاساطيل و هدير المدافع، لکن المشکلة الکبرى تکمن في أن المجتمع الدولي يسعى لتحريك الموقف بالصورة التي تخدم النظام الايراني نفسه و ليس الشعب الايراني، ذلك أن فرض مجموعة عقوبات و ممارسة مجموعة من الضغوطات على النظام الايراني لايکفيان مالم يشفعا بدعم و اسناد دوليين للشعب الايراني و مقاومته الوطنية ضد الاستبداد الديني، والاهم من ذلك أن يسعى المجتمع الدولي لتسمية الاشياء باسمائها، وان يترك سياسة الايماءات و الغمز و اللمز، خصوصا الولايات المتحدة الامريکية التي مازالت تماطل و تراوغ في مسألة إخراج منظمة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الارهابية بعد أن تجاوزت دول الاتحاد الاوربي هذه العقبة و تقدمت خطوة ملموسة للأمام، ولو حسم الامريکان ترددهم غير المبرر بهذا الخصوص و قاموا بإخراج المنظمة من القائمة، فإن هذا الامر سيکون بمثابة الخطوة الاولى"الاصح"على الطريق القويم الذي سيقود في النهاية الى تغيير النظام في إيران، وان الايام القادمة او بالاحرى الاسابيع الثلاثة القادمة ستکون مهمة و حاسمة جدا لأنها ستبين الخيط الابيض من الاسود!

asraa.zamli@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نفاق الادارة الاميريكية
محمد فاضل الشاوي -

تسلم يدك يا استاذتنا الكريمة لقد كشفتي عن مخادعة الادارة الاميريكية و وجهها القبيح و التي تكن كل العداء للشعوب المضطهدة في العالم و خاصة لشعوبنا في المنطقة و ها هي تشد علي يد الفاشية الدينية الحكمة في ايران و علي يد كل ديكتاتور و طاغي و تسانده في سفك دماء شعبة كما رأينا حقيقة سياستها بحق الشعب السوري و الشعب العراقي و الشعب ايراني . و كما اتضح بان الادارة الاميريكية هي السبب الرئيس في هدر ثلاثة عقود من عمر الشعوب الايرانية المكافحة للتخلص من نظامها الاستبدادي الحاكم ، يوم انتهجت سياسة الاسترضاء بنية الاحتواء ، ووضعت اسماء المجاهدين حقا في سبيل الخلاص الوطني في قائمة المجاميع الارهابية المحظوره ، واستمرت تماطل في رفع اسم منظمة مجاهدي خلق من تلك القائمة على رغم توفر القضاء الاميركي ، على قناعات قانونية ببطلان ذلك الوضع ومخالفته القوانين الاميركية ذاتها ، ثم انها تخلت عن وعدها بحماية عناصر المنظمة في مخيم اشرف بالعراق ، حين احتلته ، ونزعت اسلحتهم تحت وعد بالحماية واعتراف بالمركز القانوني كلاجئين محميين على وفق معاهدة جنيف الرابعه ، فسلمت مخيمهم للقوات الحكومية العراقية ، وباتت تتفرج على عمليات ذبحهم في مجزرتين خلال عامي 2009 و2011 دون ان تحرك ساكنا ، حتى انها لم تكلف نفسها نقل الجرحى للمعالجة وكانوا على مرمى بصرها ، وخلال الايام القليلة المنصرمة راحت تبتز المجاهدين ، بانها سوف لن تعيد النظر في رفع اسم المنظمة من قائمة الارهاب ، ما لم تتم عملية نقل من تبقى من الاشرفيين الى مخيم ليبرتي ؟ وهاهي في اخر المطاف وبعد ان اعلن العراق في مؤتمر صحفي عقده مستشار الامن القومي العراقي فالح الفياض ، واعلن فيه ان حكومته ستستخدم القوة لاخراج الاشرفيين من مخيم اشرف ، تجهز على ما تبقى لها من سمعة انسانية ، لتنضم الى الفياض في تهديداته فقد نقلت وكالات الانباء عن الخارجية الاميركية اعرابها و لقد طلبت الادارة الاميريكية بكل وقاحة من مسؤولي معسكر أشرف باستئناف التعاون لنقل عناصر المنظمة إلى معسكر الحرية، واعتبرت ادعاءاتهم بافتقار المخيم الجديد إلى الاحتياجات الإنسانية عارية عن الصحة ؟؟ و اصرت علي ان معسكر ما يسمي بالحرية مطابق للمعايير الإنسانية . وحذرت قادة معسكر أشرف من أن تعنتهم غير المقبول بعدم الانتقال إلى المعسكر الجديد سيعرض عناصر المنظمة للخطر في تأمين الحماية لهم بموج

نفاق الادارة الاميريكية
محمد فاضل الشاوي -

تسلم يدك يا استاذتنا الكريمة لقد كشفتي عن مخادعة الادارة الاميريكية و وجهها القبيح و التي تكن كل العداء للشعوب المضطهدة في العالم و خاصة لشعوبنا في المنطقة و ها هي تشد علي يد الفاشية الدينية الحكمة في ايران و علي يد كل ديكتاتور و طاغي و تسانده في سفك دماء شعبة كما رأينا حقيقة سياستها بحق الشعب السوري و الشعب العراقي و الشعب ايراني . و كما اتضح بان الادارة الاميريكية هي السبب الرئيس في هدر ثلاثة عقود من عمر الشعوب الايرانية المكافحة للتخلص من نظامها الاستبدادي الحاكم ، يوم انتهجت سياسة الاسترضاء بنية الاحتواء ، ووضعت اسماء المجاهدين حقا في سبيل الخلاص الوطني في قائمة المجاميع الارهابية المحظوره ، واستمرت تماطل في رفع اسم منظمة مجاهدي خلق من تلك القائمة على رغم توفر القضاء الاميركي ، على قناعات قانونية ببطلان ذلك الوضع ومخالفته القوانين الاميركية ذاتها ، ثم انها تخلت عن وعدها بحماية عناصر المنظمة في مخيم اشرف بالعراق ، حين احتلته ، ونزعت اسلحتهم تحت وعد بالحماية واعتراف بالمركز القانوني كلاجئين محميين على وفق معاهدة جنيف الرابعه ، فسلمت مخيمهم للقوات الحكومية العراقية ، وباتت تتفرج على عمليات ذبحهم في مجزرتين خلال عامي 2009 و2011 دون ان تحرك ساكنا ، حتى انها لم تكلف نفسها نقل الجرحى للمعالجة وكانوا على مرمى بصرها ، وخلال الايام القليلة المنصرمة راحت تبتز المجاهدين ، بانها سوف لن تعيد النظر في رفع اسم المنظمة من قائمة الارهاب ، ما لم تتم عملية نقل من تبقى من الاشرفيين الى مخيم ليبرتي ؟ وهاهي في اخر المطاف وبعد ان اعلن العراق في مؤتمر صحفي عقده مستشار الامن القومي العراقي فالح الفياض ، واعلن فيه ان حكومته ستستخدم القوة لاخراج الاشرفيين من مخيم اشرف ، تجهز على ما تبقى لها من سمعة انسانية ، لتنضم الى الفياض في تهديداته فقد نقلت وكالات الانباء عن الخارجية الاميركية اعرابها و لقد طلبت الادارة الاميريكية بكل وقاحة من مسؤولي معسكر أشرف باستئناف التعاون لنقل عناصر المنظمة إلى معسكر الحرية، واعتبرت ادعاءاتهم بافتقار المخيم الجديد إلى الاحتياجات الإنسانية عارية عن الصحة ؟؟ و اصرت علي ان معسكر ما يسمي بالحرية مطابق للمعايير الإنسانية . وحذرت قادة معسكر أشرف من أن تعنتهم غير المقبول بعدم الانتقال إلى المعسكر الجديد سيعرض عناصر المنظمة للخطر في تأمين الحماية لهم بموج