فضاء الرأي

العراق: حتى الاصوات تسرق!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

العنوان الرئيس لقانون انتخابات المحافظات المعدل هو ان نتائج الدورة المقبلة تشابه ما سبق.

خلال الدورتين الماضيتين لم يجر مجلس النواب تعديلا مهما على القوانين الانتخابية سوى تغيير القائمة من مغلقة صرفة الى مغلقة تدنو من المفتوحة. بينما يحتاج القانون الى مجموعة تعديلات احدها ذلك المتصل بقصة المقاعد الشاغرة.

عند عملية العد والفرز عادة ما يبقى بعض المقاعد الشاغرة، هي تمثل قيمة الاصوات المشتتة التي حصلت عليها قوى لم تتجاوز العتبة الانتخابية. وفق القانون الحالي هذه الاصوات توزع على من تجاوز العتبة حصريا، اي ان عشرات او مئات الاف الاوراق الانتخابية تذهب لغير من صوتت لهم. ولذلك رفعت منظمات مدنية الصوت عاليا رافضة الاستمرار بهذه الصيغة تحت شعار "لا تسرق صوتي".

وكشفت رئيسة منظمة تموز للتنمية الاجتماعية، ان اربعة نواب او خمسة فقط دعموا مواقف "المجتمع المدني" الداعية لتعديل القانون، ما يعني ان ما لا يقل عن 98% من المجلس اتفق على عدم القيام بذلك. ما يتيح لنا القول ان البرلمان العراقي يحاصر اي فرصة للآخرين للمشاركة، حتى على مستوى المجالس المحلية.

ترتبط الطبقة السياسية الحاكمة ببعضها في مصير واحد، مهما اختلفت، تدرك انها تركب سفينة واحدة تحملها، لن تسمح لاحد ان يشاركها، ولا تعطي الفرصة لجهة كي تهدد مكاسبها. وما جرى من تواطئ الجميع في سبيل عدم تعديل القانون الانتخابي بعدالة مطلوبة، يكشف عن حجم التوافق حول عشرات القضايا في سبيل تقاسم الغنائم والنفوذ والمصالح الفئوية.

لا يتوقع من هكذا طبقة ان تؤسس معارضة تعمل على فضح الفساد والانتهاكات، ولا يمكن لها ان تخرج عن اجماع القطيع الذي يدعوها كي تحمي مصالحها بالصمت عن بعضها البعض. وما يجري بين الفينة والاخرى من عمليات فضح ومحاسبة، هي مساع فردية، او استخدامات سياسية يراد منها الابتزاز.

حدود الخلاف بين المتناحرين النيابيين يظل في دائرتهم، لا يدخل اليه غريب، البيت شيدوه لهم، ممنوع ان يفد عليهم "طارئ"، ولن يتيحوا لقانون ان يخدم سواهم. وهذا ما جعلهم يندفعون جميعا لاتخاذ مواقف متشابه من تعديل قانون الانتخابات.

بعض النواب يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن ان القانون ظالم، لكنهم لا يتحدثون سوى سرا بذلك. قيادات الكتل قررت شيئا اخر، ان يبقى الامر هكذا، ان لا تلمسه يد القوى الاخرى، ولا يعطي فرصة لغيرهم بالمضي بعيدا او حتى قليلا داخل الحياة السياسية. النواب الصغار يحملون المسؤولية لقيادات الكتل، حسنا انها القيادات، لكنهم ايضا متورطون.

قانون الانتخابات احد مؤشرات النوايا السيئة المتحكمة بنبض المشرع، اي بنبض من يحدد مسار الحياة السياسية وحدود ما للآخرين من فرصة. لن يحمي احدهم حقوق الانسان ولن يشيد ديمقراطية، لا يمكن التعويل عليهم كثيرا..

ستحكم النخبة الحالية وتتشبث، لن تزاح الا بوعي شعبي ونخبوي مختلف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شيلني و شيلك
ابو العز -

مجموعه من الأنتهازيين تتحكم بهم رؤساء كتلهم لتمرير قوانين لا تخدم الشعب بل تخدم كتلهم ليس الا,,,الله لا يرحمك أبن صبحه خليت مصير العراق بيد شعيط ومعيط

شيلني و شيلك
ابو العز -

مجموعه من الأنتهازيين تتحكم بهم رؤساء كتلهم لتمرير قوانين لا تخدم الشعب بل تخدم كتلهم ليس الا,,,الله لا يرحمك أبن صبحه خليت مصير العراق بيد شعيط ومعيط

متى يصحو الشعب النائم
عراقي مقهور -

بما ان الشعب انقسم طائفيا الى شيعة وسنة وكرد وهذا بفضل العصابات الحاكمة حاليا باستخدام سياسة عمهم الانكليزي ( فرق تسد ),واصبح كل واحد منهم يدافع عن ابن طائفته الظالم والسارق والفاسد والقاتل ممن هم في السلطة ,عليه لن تقوم قائمة لهذا الشعب الى أن يصحو من نومه ويثور ويقلب العراق على رؤوس الحاكمين الحاليين . اتمنى أن لاتطول النومة أكثر مماطالت .

متى يصحو الشعب النائم
عراقي مقهور -

بما ان الشعب انقسم طائفيا الى شيعة وسنة وكرد وهذا بفضل العصابات الحاكمة حاليا باستخدام سياسة عمهم الانكليزي ( فرق تسد ),واصبح كل واحد منهم يدافع عن ابن طائفته الظالم والسارق والفاسد والقاتل ممن هم في السلطة ,عليه لن تقوم قائمة لهذا الشعب الى أن يصحو من نومه ويثور ويقلب العراق على رؤوس الحاكمين الحاليين . اتمنى أن لاتطول النومة أكثر مماطالت .

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

قرأت مقالة الكاتب الرائع عمّار واستوقفتني جملتين رفعتا ضغطي للحد الذي أشعر الآن بالدوار. الجملة الاولى هي: ترتبط الطبقة السياسية الحاكمة ببعضها في مصير واحد، مهما اختلفت، تدرك انها تركب سفينة واحدة تحملها، لن تسمح لاحد أن يشاركها، ولا تعطي الفرصة لجهة كي تهدد مكاسبها. انتهى الاقتباس. أما الجملة الثانية فهي، وهنا أقتبس: قانون الانتخابات احد مؤشرات النوايا السيئة المتحكمة بنبض المشرع، اي بنبض من يحدد مسار الحياة السياسية وحدود ما للآخرين من فرصة. لن يحمي احدهم حقوق الانسان ولن يشيد ديمقراطية، لا يمكن التعويل عليهم كثيرا .. انتهى الاقتباس. أقول: أحرق الله جسدي أكلُّ هذا يحصل في بلدي؟! إذن، ما معنى التضحيات التي قدّمناها لهذا البلد؟ ولماذا استشهد اخوتي وأولاد عمومتي؟ لماذا استشهد مئآت الآلاف من شبابنا؟ لماذا اُحرقت مُدننا وقرانا؟ ولماذا ترمّلت امهاتنا وأخواتنا؟ ومن أجل مَنْ؟ السؤآل الذي أطرحه على الشرفاء من أبناء بلدي هو: بعد كل ما جرى ويجري في العراق، هل يستحق بلدنا تضحية من أي نوع؟ ختم الكاتب مقالته بجملة جعلتني أزداد تشاؤماً إذ قال: .. ستحكم النخبة الحالية وتتشبث، لن تزاح الا بوعي شعبي ونخبوي مختلف. أقول وأنا العارف بـ سيكولوجية وسوسيولوجية شعبي أفضل من غيري إنّ مثل هذا لن يحصل أبداً ذلك لأننا لا نملك وعياً أصلاً فكيف بنا نملك وعياً مختلفاً.

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

قرأت مقالة الكاتب الرائع عمّار واستوقفتني جملتين رفعتا ضغطي للحد الذي أشعر الآن بالدوار. الجملة الاولى هي: ترتبط الطبقة السياسية الحاكمة ببعضها في مصير واحد، مهما اختلفت، تدرك انها تركب سفينة واحدة تحملها، لن تسمح لاحد أن يشاركها، ولا تعطي الفرصة لجهة كي تهدد مكاسبها. انتهى الاقتباس. أما الجملة الثانية فهي، وهنا أقتبس: قانون الانتخابات احد مؤشرات النوايا السيئة المتحكمة بنبض المشرع، اي بنبض من يحدد مسار الحياة السياسية وحدود ما للآخرين من فرصة. لن يحمي احدهم حقوق الانسان ولن يشيد ديمقراطية، لا يمكن التعويل عليهم كثيرا .. انتهى الاقتباس. أقول: أحرق الله جسدي أكلُّ هذا يحصل في بلدي؟! إذن، ما معنى التضحيات التي قدّمناها لهذا البلد؟ ولماذا استشهد اخوتي وأولاد عمومتي؟ لماذا استشهد مئآت الآلاف من شبابنا؟ لماذا اُحرقت مُدننا وقرانا؟ ولماذا ترمّلت امهاتنا وأخواتنا؟ ومن أجل مَنْ؟ السؤآل الذي أطرحه على الشرفاء من أبناء بلدي هو: بعد كل ما جرى ويجري في العراق، هل يستحق بلدنا تضحية من أي نوع؟ ختم الكاتب مقالته بجملة جعلتني أزداد تشاؤماً إذ قال: .. ستحكم النخبة الحالية وتتشبث، لن تزاح الا بوعي شعبي ونخبوي مختلف. أقول وأنا العارف بـ سيكولوجية وسوسيولوجية شعبي أفضل من غيري إنّ مثل هذا لن يحصل أبداً ذلك لأننا لا نملك وعياً أصلاً فكيف بنا نملك وعياً مختلفاً.

شورى بينكم
خوليو -

هذا هو التطبيق العملي لأمركم شورى بينكم، أي بينهم ، ولادخل للآخرين بالاعتراض أو المشاورة ، في العراق تشمل هذه البينكم اللطامين البكائيين(من بكاء) الكثيري الجلد للظهر الفاقدين لخلايا العقل المنتظرين لشخص قابع في السرداب ولا يجرؤ على الظهور لإحلال العدل ، ولحين ظهوره سيظلون يتشاورون فالأمر مربح والجماهير مصدقة ومقتنعة، سيظلون يتشاورون فيما بينهم ويسرقون الكعكة ويتشاورون على قسمتها ، فهل رأيتم الترجمة العملية للشورى فيما بينهم ؟ المقالة أظهرتها لمن يريد أن يرى.

هم المستفيدون
ابو نور البصري -

ان من وضع قانون الانتخابات بشكله الحالي هي الكتل المتنفذه في السلطه والمستفيده منه بما يخدمها ويخدم توجهاتها المواظن لادخل له بتشريع القانون لامن بعيد ولا من قريب هم استغلو غباء المواطن وسذاجته واستعانو ببعض الرموز الدينه لاعطائه مشروعيه ولاكن سوف لن يجني الشعب من هكذا قانون شيء لانه لايخدم سوى من كانت له السلطه والامره

دولة تاسست من السرقة
Rizgar -

الدولة العراقية تأسست ضد مجتمعها وهنا جوهر المشكلة الشيعة دفعوا غالياً ثمن رفضهم الانتداب الإنجليزي ومن سوء حظ الأكراد اكتشاف البترول في كركوك.. فالمسالة برمتها عبارة عن كيانات فاشلة لقيطة اسست من اجل المصالح البريطانية ...اما بالنسبة للانتخابات والديمقراطية,بين الديمقراطية والشورى هو ما بين المكوك الفضائي والبعير، وما بين الاعلان العالمي لحقوق الانسان وبينه وبين الشريعة.