"تمثال" ياسين الحاج صالح... ومطارق النظام السوري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بسبب طبيعة الموقع الذي شغله الصديق ياسين الحاج صالح في الثورة السورية، اختلفت طبيعة الهجوم الذي تعرّض له من إعلام النظام ومرتزقته.
فالحاج صالح ليس منشقاً عن النظام كي يُتهم بالفساد، وليس من معارضة الفنادق كي يُتهم بالعمالة، وليس من معارضة ما بعد الثورة كي يُتهم بالانتهازية، ولم يغادر سوريا بعد اندلاع الثورة كي يُتهم بالجبن، ولم يحتل شاشات الفضائيات كي يُتهم بحبّ الأضواء، ناهيك عن أنه علماني حقيقي لا يمكن اتهامه بالـ"عرعورية"؛ الصفة التي ألصقها النظام السوري بجميع خصومه.
ياسين الحاج صالح على العكس من الصورة التي يتمناها له كل أعداء الثورة كي ينالوا منه: هو سجين سياسي لسنوات طويلة، وشبه فقير على الصعيد المادي حيث لا يملك بيتاً ولا حتى سيارة، وكاتب رأي رصين بعيد عن الشعبوية، ومثقف عضوي لامسَ تخوم البطولة في بقائه داخل سوريا التي رصد نظامها مبلغاً مالياً لمن يدلّ إلى مكانه... وباختصار هو تمثيل حيّ لوجه الثورة البهيّ والمشرِّف.
طبيعة هذا الموقع الذي شغله ياسين أربكت شبيحة النظام من المثقفين الذين شعروا بأن التصدّي له هو أحد مهماتهم، حيث لا يمكن إيكال هذه المهمة لأشخاص سطحيين مثل شريف شحادة وطالب إبراهيم. لذلك تبرّع منذ اليوم الأول مثقفون أعمتهم طائفيتهم لمحاولة النيل منه فكرياً (ثائر ديب)، ثم ما لبثوا أن اكتشفوا عقم ذلك فراحوا يحاولون تصويره كممثّل للعنف فسمّوا المقاومة المسلحة باسم "عصابات ياسين الحاج صالح" (أُبي حسن)، وحاولوا تقديمه كممثل عن الجناح المتشدّد في المعارضة (إبراهيم الأمين)، وحين اكتشفوا تهافت مثل هذه الاتهامات لم يبقَ أمامهم سوى تلويث سمعته بأن يجعلوه "عميلاً" فيُحدِّدوا مكان إقامته في "منزل السفير الفرنسي بدمشق"!!
نوعية هذه الاتهامات الركيكة تُثبت المأزق الذي وقع فيه أعداء الثورة السورية مع نموذج الحاج صالح. فقد كانت مهمة هؤلاء سهلة مع مثقفين آخرين: بسمة قضماني بعد فيديو مقابلتها الشهيرة، وعبد الرزاق عيد بعد انحداره إلى خطاب طائفي تحريضي، وبرهان غليون بعدما باتَ أسيرَ تناقضات الممارسة السياسية...
لكنهم اليوم وقعوا على ما اعتبروه "سقطة" فكرية ذات دلالة "إرهابية" و"بعثية" لهذا المثقف، وتحديداً قوله في مقال له حمل عنوان "في خصوص الثورة السورية والأخلاق" (الحياة، 19 آب 2012): "إن من لا يُدين النظام ويطالب بإسقاطه فوراً فاقد الأهلية الأخلاقية لنقد الثورة أو التحفظ على أشد أفعالها سوءاً". (استغل عبد الأمير الركابي هذه الجملة ليقول: "لم أفهم حتى الآن ما هي الثورة السورية"!! جريدة "الحياة"، 17 أيلول 2012).
والحقيقة أن أفضل دفاع عن هذه الجملة الأخلاقية جداً هو تبسيطها، وتمثيلها بمثال جريمة جنائية، كالآتي:
اعتدى رجل على امرأة واغتصبها، فحملت عليه هذه المرأة سكين المطبخ وطعنته.
فإذا أخذنا مقولة الحاج صالح السابقة وطبّقناها على هذا المثال فستكون النتيجة كالآتي: لا يحق لك إدانة حمل المرأة للسكين قبل إدانة اغتصاب الرجل لها.
أين الخطأ في ذلك؟ وأين الإرهاب والبعثية؟
ما فعله عبد الأمير الركابي وسواه من منتقدي هذه المقولة للحاج صالح، أنهم تركوا مقدّمة اغتصاب المرأة وراحوا يحاكمون النتيجة: حمل السكين! وهذا لعَمْري من أغرب وأوقح ما يمكن أن يمرّ علينا كسوريين لم يبقَ لنا بيت لم تندب فيه ثكلى وينهار فيه أبٌ أمام جثة ابن مقتول على يد نظام بشار الأسد.
اليوم، ياسين الحاج صالح دليلٌ ضدِّيٌّ لكل نظريات النظام عن الثورة، لذلك تحوّل إلى رمز، ولذلك ازدادت حدّة الهجمات عليه. وقد ظنّ صبية النظام بأنهم يستطيعون تحطيمه بالمطارق، كما فعل شباب الثورة مع تماثيل الأسد الأب، لكنهم خابوا لأن ياسين ليس تمثالاً معروضاً في الساحات العامة، بل فكر حي ومُشمس في عقول الثوار الأنقياء.
التعليقات
ياسين ضمير الثورة
محمد جميل أحمد -صدقت ياصديقي ماهر ، ياسين الحاج صالح هو ضمير الثورة السورية ، وهو مثال للإنسان النبيل والمتواضع ، مثقف نقدي من طراز رصين ، رجل ذو معدن نقي . نتمنى له أن يكون بخير دائما ، وأن يظل مفكرا مضيئا للثورة بمعرفته ورؤيته وأفكاره . بعيدا عن شبيحة الأسد ومجرمي العصابة الحاكمة في سوريا . ياسين كما قلت لا يمكن أن يطعن فيه أحد ، مستثمرا تناقضات المثقفين السوريين ؛ من أدونيس إلى نبيل فياض . لهذا نتمنى له مرة أخرى ان يكون بخير دائما .
أين طائفية عبد الرزاق عيد
وائل سعد الدين -أين الطائفية في خطاب عبد الرزاق عيد ؟هل يمكن أن تظهر لنا عبارة واحدة لعبد الرزاق عيد يشتم منها رائحة التحريض الطائفي ؟لكي لا نتهمك بأنك تشارك بالحملة الطائفية ضد د.عيد الذي أصدرت الأجهزة الأمنية استفتاء تظهر فيه أن عبد الرزاق يقف على رأس الطائفية في سوريا ،وقد قدموه على عرعور وعلى 12 شخصية سياسية وفكرية متهمة بالطائفية ..حيث لا يبقى مثقف من الداخل (سني ) غير طائفي سوى بشار الأسد وطائفته وشبيحته..نحن نحمل لك احتراما واعجابا بمواقفك الأخلاقية والشجاعة..فلا تدعنا نشك أنه هناك حملة (أقليات ) ضد عبد الرزاق عيد ..وحاشا أن نتهمك بذلك إلا إذا كنت من جماعة رياض الترك وجورج صبرا الذين هم أول من أطلقوا هذه الشائعة متزامنة مع هزيمة مرشحهم على رئاسة إعلان دمشق أمام عيد فقدموا زادا للأجهزة ورطت مثقفا نبيها مثلك بتهمة الرجل..لأن الرجل منذ سنوات يرد على متهميه، يا أخي اذكروا لي عبارة طائفية في كتاباتي ، حتى أفهم ..نرجوا أن تحقق رغبة الرجل ..بذكر هذه الجملة الطائفية حتى نصكه بها .
.....
احمد عياش -الاخ وائل ..انا لا اقر الاستاذ ماهر على التعبير الذي استخدمه..ولكن للاسف الدكتور عبدالرزاق بات منذ فترة لا يكتب شيء دون مهاجمة العلويين كطائفه والامثلة كثيره..واصلا صفحته على فيسبوك تعج بها
المباخر
فاتن -مقال مرصوص بلغة المباخر. هكذا يكتب أيضا حواريو النظام عن بعضهم البعض. كل قوم بما لديهم فرحون..
لا یحتاج الی دفاع
ئازاد -شکرا للسید ماهر شرف الدین علی مقالته، ولکن یاسین الحاج صالح لا یحتاج لمن یدافع عنه فهو بحق منظر للثورة السوریة المجیدة. عمل السید یاسین الحاج صالح الحقیقي سیبدأ بعد زوال النظام، فهذا النظام زائل لا محال، ولکننا سنحتاج الی الأفکار النیرة للحاج صالح خلال عملیة بناء سوریة الجدیدة. کسوري لي ثقة بفکر قلة قلیلة من الکتاب والمفکرین السوریین، والحاج صالح هو محل ثقتي الکبیرة. نحتاج الی مفکرین مناضلین یستندون علی الموروث الثقافي العالمي في تشخیص مشاکل مجتمعنا وفي تحدید علاقتنا بالعالم، والحاج صالح هو مفکر من هذا النوع. تشخیصه السلیم للأوضاع وتقدیمه لأفکاره بلغة عربیة سلسة وسهلة الفهم والمستندة الی وطنیة سوریة خالصة تعجبني الی حد کبیر وقد تعلمت منه الکثیر حول بلدي سوریة، لیس خلال الثورة فحسب بل منذ ما یقرب من خمسة سنوات. أملي أن لا تصل الیه أیادي جلادي الأسد وأن یعیش لیخدم سوریة ما بعد الثورة.
الأخ أحمد عياش
وائل سعد الدين -الأخ أحمد عياش .. نحن طلبنا عبارة واحدة من كتابات الدكتور عيد تهاجم العلويين كطائفة من الأمثلة الكثيرة التي عندك .يجب أن نميز بين حديثه وتنديده وشجبه بطائفية النظام وليس لطائفة النظام ..لكي لا تقع في مطب الحملة ضد الرجل . نرجوا أن تتفضل بارسال جمل واحدة حتى لا نشخصك أنك جزء من الحملة .
ياسين ليس مفكرا!
يحيى بري -الأخ محمد جميل أحمد ..الأخ نازاد ياسين الحاج صالح كاتب مقال سياسي جيد ،رغم أننا عانينا كثيرا من قراءة ما يكتبه قبل الثورة ،بسبب الغموض الذي تستدعيه " التقية "،مع ذلك فالرجل له نتاج صحفي غزير وأظنه نشر بعض الكتب من هذا النوع من الكتابات السياسية ذات المنزع الفكري،ولكن ليس للرجل انتاج فكري بالمعنى المعرفي والثقافي غير السياسوي .فهل يمكن مقارنة انتاجه ذو النكهة الصحفية ،والمكتوب لصحيفة بالأصل ،بالانتاح الفكري لمفكرين بحجم الأستاذ جورج طرابيشي والدكتور عبد الرزاق عيد اللذان هما زملاء الدكتور صادق جلال العظم اللذان يعرف العظم جيدا القيمة المضافة لانتاجهما كونهما من مؤسسي رابطة العقلانيين العرب معه ،في مجال النقد الأدبي، والفكري التراثي ، والفكر السياسي بالمعنى النظري الرفيع ..لكن يبدو أن الدكتور صادق لايرغب بترشيح منافسين كطرابيشي وعيد فاختار أن يرشح مريدا مثل الأستاذ ياسين الحاج صالح .
الى رقم 7
kurd -الى يحيى بري.. وأيضا خرج علينا من يكتب بأن عبد الباسط سيدا هو مفكر، مع ان كل نتاجه " الفكري " عبارة عن اطروحيتين جامعتين حصل من خلالهما على الماجستير والدكتوراه؛ ومن أين:؟.. من جامعة دمشق ههههه.. ولكن لا يمكن بحال مقارنة سيدا مع الكاتب المتميز ياسين الحاج صالح، فالأول ليس في مقالاته أي عمق أو تحليل بل عبارة عن اجترار للمكتوب في الأخبار اليومية. أما صالح، فإن مقالاته رائعة من جهة اللغة والاسلوب والأفكار والتحليل؛ لذلك اعتبره النظام عدوه الأول، فيما أن سيدا لم يحظ أبدا بهذه المكرمة ولم يهتم أحد من شبيحة الثقافة به أو بمقالاته السطحية. ولكن، بفضل الأخوان المسلمين، وأموال قطر وسطوة تركيا، انتخب الانتهازي سيدا كرئيس للمجلس الوطني المعارض، بينما صالح ما زال في الداخل متخفيا ومحجوبا عن الإعلام.. فيا لها من مهزلة
تهافت الأيقونات
Sami -من هو ياسين الحاج صالح? . لا يعرفه السويون