الفساد المالي فى العراق قديما وحديثا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فى بداية الأربعينات من القرن الماضي كانت عائلتنا تسكن دارا قريبة من ساحة الوصي (النهضة حاليا) فى بغداد الشرقية، ويومها كنت مع أطفال الجيران نراقب خط الباصات الجديد والركاب الذين يتزاحمون للصعود الى الباص، فلاحظت ان من بين المتدافعين صبيا عمره حوالى 16 سنة يمد يده الى جيوب بعض من كانوا من حوله وشاهدته وهو يخرج شيئا من جيب أحدهم ويضعه فى جيبه، فأسرعت الى شرطي كان يقف قريبا وخبرته بما رأيت، فانتهرنى بشدة وهدد بضربى، فابتعدت ولكنى وقفت أرقب ما يحصل من حيث لايرانى، فرأيت الصبي يخرج من الازدحام ويتجه الى زقاق قريب وتبعه الشرطي ورأيتهما يتكلمان ثم وضع الصبي شيئا فى يد الشرطي، وافترقا، وتركانى متحيرا لم أفهم حقيقة ما جرى. وفى المساء أخبرت والدى بالأمر فقال لى ان الشرطي والنشال شركاء، وعلي أن لا أخاطر بالاقتراب منهما ثانية.
فى ذلك الزمن كانت رشوة الشرطي بحدود واشر واحد (درهم) حينما كانت واردات العراق من النفط لا تزيد على 30 مليون دولار سنويا، وبعد ان ارتفعت الواردات وصلت الرشوة الى (ابو البايمباغ ) الذى هو الدينار الذى عليه صورة الملك فيصل الثانى وهو يرتدى ربطة العنق.
لم نسمع بالفساد المالي إلا فى عام 1948 وبداية الحرب بين العرب والصهانية فى فلسطين عندما ألقي القبض على التاجر العراقي اليهودي (عدس) بتهمة تزويد الجيش العراقي بالأسلحة الفاسدة، والغريب أن ذلك تزامن مع فضيحة الأسلحة الفاسدة فى مصر ايضا حينما كان يحكمها الملك فاروق وأدت بالتالى الى انكسار الجيش المصري أمام الصهاينة. حضرت إحدى جلسات محكمة (عدس) وانا فى سن الصبى ورأيت بعيني إستماتة المحامين العراقيين المكلفين بالدفاع عنه لإثبات براءته. ولم يكتفوا بذلك فقد راجعوا السفارتين البريطانية والأمريكية ببغداد متهمين الحكومة العراقية بتسييس محاكمة عدس. وفشلت جهودهم وتم إعدام عدس شنقا بعد أن أمضى بضعة أشهر فى السجن فى غرفة خاصة مبردة توفرت فيها كل وسائل الراحة بعد أن دفعت عائلته رشاوى كبيرة للمسؤولين.
ومع إزدياد مدخولات العراق من النفط، دخل العراق فى ازدهار إقتصادي نسبي، وتأسس مجلس الإعمار وتعددت المشاريع العامة الكبيرة، منها مشروع سد الثرثار، وفتحت شوارع جديدة عريضة فى بغداد والمدن الكبرى، وأسس القطاع الخاص مشاريع صناعية وزراعية كبيرة أيضا، وصاحب ذلك الازدهار الفساد المالي، فقد كان يفوز بالمناقصات من يدفع أكثر. وأشيع فى وقته أن إحدى الشركات البريطانية أنشأت دارا فى منطقة الصالحية من بغداد الغربية منحته الى نورى السعيد الذى كان رئيسا للوزراء.
ثم قامت ثورة الرابع عشر من تموز بقيادة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، الذى يعتبره العراقيون انظف من حكم العراق بشهادة أعدائه. ومع ذلك لم يخل عهده من فساد مالي، فقد كان أحد أصدقائي مهندسا فى أمانة العاصمة وحدثنى عن رشاوى يدفعها المتعهدون للمهندسين لقاء تفضيلهم على غيرهم لإنجاز بعض الأعمال التى تقوم الأمانة. ولكن لم يُسمع عن أحد من الوزراء أو المدراء العامين فر من العراق ومعه الملايين من الدولارات كما يفعلون الآن. ثم جاء العهد العارفي الذى دام خمسة أعوام تقريبا، واشتد فيه الفساد المالي مع زيادة مدخولات النفط، واستمر الوضع على ما كان عليه حتى عودة حزب البعث الى الحكم، فاستولى على كل المرافق المالية والاقتصادية فى البلد. وخشية من حصول إنقلاب جديد ضدهم فقد قررالحزب رسميا الاحتفاظ بنسبة معينة من واردات النفط فى حسابات خارج العراق. وكان صدام حسين يتصرف بأموال الدولة كما يشاء دون أن يجرأ أحد على معارضته، فكان يعطى من يشاء ويمنع عمن يشاء دون حسيب أو رقيب. وحتى على عهد أحمد حسن البكر كان لصدام الكلمة الأولى فى كل ما يخص أمور البلد ومنها المالية، فصرف مبالغ هائلة على تسليح الجيش الذى كان يعول عليه فى إنشاء امبراطورية كبيرة له فى الشرق الأوسط. واصابه الغرور فارتكب خطأً جسيما بالهجوم على ايران ونشبت الحرب التى استمرت ثمانى سنوات، أضطر فى خلالها الى الاقتراض من دول الخليج التى شجعته على شن تلك الحرب. وبعد سنتين من انتهاء الحرب التى أنهكت العراق وأفلسته ارتكب خطأ افضع من سابقه عندما قام بغزو الكويت، مما ادى الى تدهور العراق الى الحضيض، ففقد الدينار العراقي قيمته، فبعد أن كان يعادل 3 دولارات أمريكية أصبح الدولار الأمريكي الواحد يعادل أكثر من 3 آلاف دينار عراقي، بسبب الحصار الاقتصادي الذى فُرض على العراق، فلم يعد بامكان الدولة أن تدفع الرواتب لموظفيها، فابتدعوا ما سموه بـ(التمويل الذاتي) وهو فى حقيقته ابتزاز المواطنين الذين يراجعون الدوائرالحكومية لتمشية معاملاتهم، فأصبح الرشاوى علنية بعد أن كان سرية، واصبح الشرطة لصوصا وتفوقوا على اللصوص المحترفين.
ودام الحال على هذا المنوال حتى سقوط البعث فى نيسان 2003 وتشكل الحكم الجديد، وصرنا نسمع من وقت لآخر عن هروب وزير أو موظف كبير معظمهم ممن يحملون جنسيتين الى خارج العراق مع ملايين الدولارات. وخُصصت رواتب باهضة للرؤساء الجدد وللوزراء وأعضاء مجلس النواب لم تُعرف حتى فى أغنى دول العالم، وأصبح العراق واحدا من أكبر دول العالم فسادا وشعبه من أفقر شعوب الأرض. وحصل سباق (ماراثوني) لتهريب الأموال واستثمارها فى الدول القريبة والبعيدة. وكان أكبر حدث هو هروب حازم الشعلان الوزير فى حكومة اياد علاوي الانتقالية ومعه ملايين الدولارات التى حصل عليها من استيراد مدرعات للجيش من بولونيا لم يستلم العراق بعضها والبعض الآخر غير صالح. وكذلك الوزير الهارب أيهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق فى حكومة اياد علاوي، الذى حكم عليه بتهمة الفساد المالي والاداري، ويعيش الآن فى أمريكا التى يحمل جنسيتها.
وقبل أيام قلائل رفع وزير الاتصالات محمد علاوي -قريب الدكتور اياد علاوي- استقالته من لندن التى تسكنها عائلته الى رئيس الوزراء الذى قبلها فورا، فكانت صدمة للسيد محمد علاوي الذى كان يأمل برفض استقالته، فبدأ بكيل تهم الفساد لأشخاص فى مكتب رئيس الوزراء لم يفصح عن هويتهم. لا أستبعد وجود فاسدين فى مكتب رئيس الوزراء، ولكن كان عليه تسميتهم ليطلع عليها الشعب المبتلى بالفاسدين.
لا يمكن القضاء على الفساد كليا، ولكن الأمور لا تشير الى أي تحسن ملحوظ بعد سقوط حكم البعث فى 2003، ومعظم ذلك يعود الى عدم استعمال الشدة مع الفاسدين المفسدين، وبدلا من تشديد العقوبات يناقش النواب فى هذه الأيام ما يطلق عليه اسم: قانون العفو العام، والمرجو أن لا يشمل سراق الشعب الذين لا يجوز التساهل معهم بأي حال من الأحوال. إن تدخل بعض الجهات الدولية بالشؤون القضائية فى العراق ومحاولاتها المستمرة فى إلغاء عقوبة الإعدام يجب رفضه بشدة، فالعراق ليس سويسرا أو السويد، فليمنعوا، ان استطاعوا، بعض الولايات الأمريكية التى مازالت تطبق فيها أحكام الاعدام. ويجب أن لا نسمح لأحد بالوصاية علينا فنحن أعرف بشؤون بلدنا من الغرباء.
المصيبة الكبرى أن بعض سياسيينا يذهب الى أمريكا ليقول لهم ان العراق تحت وصاية ايران، ويذهب الى السعودية ليقول ان القضاء فى العراق مسيس، ويذهب الى تركيا ويقول لهم ان العراق يسمح بدخول القوات والأسلحة الايرانية الى سورية عبر العراق. فهل هذه تصرفات عراقي يحب بلده حقا؟ هل يمكن ان تكون الخيانة ثمنا مقبولا لكرسي الحكم؟
التعليقات
المالكي والاربعين حرامي
محمد الصكر -بشرفك بس اللي سرقوا حازم الشعلان وايهم السامرائي ومحمد علاوي ...والله عيب تكتب بهذا الشكل ...لعد بياع السبح اللي اصبح يمتلك المليارات ماذا تقول عنه وماذا عن عبد الفلاح السوداني الذي سرق 18 مليار وماذا عن سرقة مصرف الزوية بقيادة عادل عبد المهدي .وماذا عن عمارات بيان جبر في الخليج .اذا هم كانوا حفاة عراة وتسلطوا على خزينة العراق الذي اصبح مثل الفرهود في زمن صاحبك بياع السبح ..وماذا عن 40 مليار المفقودة في زمن حزب اللغوة ..ومبدئهم المثل العراقي (يا خماس اخذ خمسك وافلت ) والقراء يسوف يردون عليك كفاية ما احتاج اكتب بعد
To No. 1
Ali Hamid -I fully agree with you, you put it just right and well done. I think the author is the mouthpiece of Al Maliki .
الفاسدون يحكمون الان
عراقي اشتغل بنزاهة -اصحاب القرار الان في العراق هم الفاسدون في قمة السلطة والبرلمان ومجالس المحافظات ,وتريد منهم ان يحاربوا الفساد ؟ لاحظ ان النصاب الكامل للبرلمان لايتم إلا عندما يكون القرار لمصالحهم الشخصية , وكنت اقترحت سابقا أن يتم تمرير قرار لصالح الشعب مع اي قرار يخدم النواب حتى يصدر وبدون عرقلة ومزايدات . وأويد ماقاله المعلق رقم 1 واضيف لماذا لم تذكر الفساد في الاقليم الكردي من قبل الحزبين المسيطرين على كل شيء هناك . كما لم تتطرق الى انواع الفساد الاخرى لدى الحاكمين الحاليين من التزوير والتهديد والفساد السياسي والاخلاقي والطائفي وبفضلهم اصبح العراق الاول عالميا في كل انواع الفساد
عيب على !!!!
خالد حمزة -والله من شفت صورتك يااستاذ العزي توقعت اقرأ موضوع متوازن ومنصف بحكم عمرك المديد انشألله وتجاربك ولكن للاسف كان عبارة عن مقال انتهازي للدفاع عن من موحودين بالسلطة الان فاين ال 12 مليار دولار التي اختلست من وزارة التجارة ( الوزير سوداني)من حزب الدعوة (المالكي) واختلاس 15 مليار دولار من وزارة المالية (الوزير صولاغ ) من المجلس الاعلى (الحكيم) وال 8 مليار دولار من وزارة الكهرباء (الوزير شلاش) من حزب الدعوة (الجعفري) واختلاس 10 مليار دولار من مصرف التجارة العراقي(الازري) بن خالة سئ الصيت في سرقة البنوك (احمد الجلبي) وووو......الخ الخ الخ ياسيدي العزي فوالله لم يأتي في تاريخ العراق فاسدين وحرامية مثل الموجودين الان فلله دركم يالعراقيين.
قناعتي ,
Rizgar -لست مقتنعا بمحاكمة عادلة في مسالة القبض على التاجر العراقي اليهودي (عدس) بتهمة تزويد الجيش العراقي بالأسلحة الفاسدة، وإعدامه .قناعتي الشخصية كان اعداما سياسيا بجدارة. الدولة ا لعراقية كانت بحاجة الى هذه المسرحية لتغطية الفشل واقناع الراءي العام , اي اختزال الهزيمة الى مجرد اجرام تاجر يهودي ! لولا التاجر المغلوب على امره لكانت القوات العراقية اليوم في القدس!!!! لا يمكن القبول بالشعار الرنان الذي يقول بأن العراقيين جميعاً (( متساوون في الحقوق والواجبات )) أنها كذبة كبيرة سطرت في الدساتير والقوانين العراقية لأن لا الكورد ولا التركمان ولا اليهود ولا المسيحيين ولاالصابئة متساوون في الحقوق مع العرب في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولا في أي بلد عربي يتكون من أطياف وشرائح غير عربية وغير اسلا مية. بل أن الواجبات هي التي تثـقل كاهل تلك الأقوام والأطياف غير العربية والحقوق غائبة ....هذه هي الحقيقة الساطعة.
السجون التر كية
Rizgar -شنق عدس بعد أن أمضى بضعة أشهر فى السجن فى غرفة خاصة مبردة توفرت فيها كل وسائل الراحة بعد أن دفعت عائلته رشاوى كبيرة للمسؤولين. في السجون التر كية اذا لديك الا موال بامكانك حتى ضرب حراس السجن ولكن هذا لا يعني ان المحاكمات في تركيا وبلدان الرشاوي محاكمات عادلة .
نموذج من العدالة في
Rizgar -نموذج من العدالة في العراق :ذكرى 43 لمذبحة صوريا العراقيةفي 16 سبتمبر 1969 حدثت مذبحه صوريا . انفجر لغم في سيارة عسكريه بالقرب من قريه صوريا. وبالطريقه النازية التي كان يمارسها الالمان في البلاد المحتله اتجه الجيش لاقرب قريه وجمعوا كل الناس وطلبوا منهم ان يأتوا بمن وضع اللغم. ولم يشفع لهم قولهم بانهم فلاحون ليس لهم درايه باستعمال السلاح. وتصادف ان كان القس في زياره من الموصل التي تبعد حوالى 100 كيلو متر فحاول أن يتوسط ويناشد الضابط عبد المجيد الجحيش فقال الضابط لرجاله (هذا الكلب الاسود ارموه اولاً). اشاره إلى الرداء الاسود الذي يرتديه القس ويكمل الاستاذ شوقي قائلا... وما عرف منهم ان ابنه المختار ليلى اندفعت تستجدى الضابط عبد الكريم لكى لا يقتل والدها المختار، إلا أن الضابط اطلق النار على والدها وصرعه فهجمت ليلى عليه وانتزعت رشاشته فقام أحد الجنود بقتلها وعقاباً لها أُلقيت في النار بعد أن احرقوا القريه.شهاداتما يقوله البرزانى في مذكرته إلى هيئه الأمم المتحده. ((في التاسع عشر من شهر آب تم احراق 29 امرأه و37 طفلاً وطفله ورجل عجوز في قريه دكان التي تقع في الشمال الشرقى من الموصل عندما هاجم الجيش قريه هؤلاء المساكين هربوا ملتجئين إلى كهف مجاور فادركهم رجال الجيش هناك وسيطروا على المدخل ثم جمعوا حطباً وكدسوه داخل الكهف ثم صبوا عليه البترول وارتكبوا افظع جريمه وهى احراقهم احياء. من بين الضحايا طفلاً يدعى ابشار رمضان يقل عمره عن الشهر الواحد وتجدون هويرى عيسى الذي تربو سنه عن الثمانين. وابيد في يوم 16 ايلول 97 مواطناً قتلاً وجرحاً هم كل سكان قريه صوريا غرب زاخو على نهر الخابور. وقذف الجنود بالاطفال منهم وهم في مهودهم إلى الماء فغرقوا في النهر. وكان القس الكلدانى حنا قاشا بين القتلى .. ان الذين راحوا ضحية هذه المجزرة هم من المسيحيين الكلدان وبعض المسلمين الذين كانوا يعيشون في القرية،
لا وجه للمقارنة !
ديار -الكاتب اتعب نفسه كثيرا في البحث عن ظاهرة الفساد المالي والاداري في العراق سابقا وحاليا ..واقول له انه لا وجه ولا مجال للمقارنة بين الفساد في ظل الانظمة المتعاقبة في العراق وبين النظام الحالي , ففي السابق كان الفساد حالة محدودة ولم تكن ظاهرة ولا واقعا واكثر الضالعين فيها كانوا من السعاة وصغار الموظفين اما الان فهي حالة مخيفة وان الصغار يقلدون الكبار كل على قدر موقعه الوظيفي وظهره المسنود !! ولا داع لان نذكر مسؤولين معروفين في النظام الصدامي البائد ( قبل الحصار ) من الذين تجراْوا وقبضوا عمولات من سركات اجنبية في صفقات سلاد وتجارة حيث تم اعدامهم على الرغم من حصول عدد لاباْس منهم على انواط شجاعة واوسمة تقديرية خلال الحرب مع ايران !!!
إلى الكاتب مع المودة
ن ف -قديماً كان أصحاب الدكاكين يكتبون يافطة ويعلقونها في مكان ما داخل دكاكينهم لتنبيه الزبائن حول اسلوبهم في التعامل التجاري. تقول اليافطة: الدَين ممنوع والعتب مرفوع. وتعني: نحن لا نبيع بالدَين وعليه لا تعاتبوننا! لا غبار على هذا الموضوع، إذ الناس أحرار في طبيعة تعاملهم التجاري. عود على السيد عاطف العزي والعودُ أحمدُ وأقول: لِمَ لا تذيّل مقالاتك بالعبارة التالية: ((أنا، عاطف العزي، أنحاز إلى النظام الثيوقراطي الاستبدادي في بغداد بقيادة أبو وجه الطويل، ولهذا أتزلّف إليه وأدافع عنه مادام فيّ رمق)). حينها توفّر علينا عناء قراءة مقالاتك المجيدة وكفى المؤمنين شرّ القتال. دعني أكون منصفاً معك: مقالتك هذه من (في بداية الأربعينات) وحتى (فنحن أعرف بشؤون بلدنا من الغرباء) سليمة.. بل أكثر من سليمة. ولكن المصيبة الكبرى تكمن فيما بين السطور وفي المقطع الأخير. إذ توحي مقالتك العصماء أن الفساد المالي ((حديثاً)) يقتصر على جميع خلق الله إلا الشيعة. بعبارة اخرى، إن الفساد المالي ((حديثاً)) يقتصر على جميع أحزاب الله إلا حزب الدعوة! وإذا كان كذلك فبماذا تختلف يا عاطف العزي عن اؤلئك الذين كتيوا دفاعاً عن النظام البعثي الفاشي لثلاثة عقود ونيّف؟! دعني اعيد كتابة المقطع الأخير كيما تستقيم مقالتك وكيما نحبّك ونحترمك لحياديتك في الكتابة والبحث والتحليل السياسي. أيها السيدات والسادة، قرّاء جريدة إيلاف الموقّرة إليكم المقطع الأخير من مقالة الاستاذ الفاضل السيد عاطف العزي (ملاحظة: لا حاجة لعناء السفر لا لأمريكا ولا إلى جزر القمر): العراق أصبح عراقستان. أي أصبح واحداً من أقاليم بني فارس. العراق أيها الأخوة والأخوات مسيساً. العراق يسمح بدخول القوات والأسلحة الايرانية الى سورية. العراق يرسل إلى سوريا مرتزقة تدافع عن النظام البعثي الفاشي. إذا أعدت كتابة المقطع الأخير على هذه الشاكلة فستُبنى لك قبّة وتصبح واحداً من أولياء الكتابة وسنحلف برأسك. ملاحظة للكاتب فقط: أنا لا ديني... أنا عراقي.
الكاتب أعمى البصيره
عدنان العراقي -واصابه الغرور فارتكب خطأً جسيما بالهجوم على ايران ‘ هذا ما قاله الكاتب فقط اقول لك المقبور الخميني ومعمميه يقصفون مدن العراق الحدودية بعد مجيئهم للحكم عام 1979 ويرسلون المتفجرات ويقومون عن طريق اتباعهم بالتفجيرات ويهددون نظام الحكم في العراق وتقول هجم على ايران طيب هل العراق ضرب المدن الامريكية كي تقوم امريكا باحتلاله وتدميره وارجو ان تفهم ان كلامي ليس دفاعآ عن سياسات صدام حسين ولكن كلامك يدل على فقدانك البصيرة في مقالك هذا
فلوسنا وين!!
احمد الواسطي -عفية عليك عاطف العزي بمقالة بسيطة خليت الجماعة واحد يرفس الثاني!! بس اني عندي سؤال أموال بيع النفط قبل ال ٢٠٠٣ وين!؟ اشو من فضل الله راتب الموظف ٣ دولارات امريكي!! وداعتك يا عاطف فد مرة مطرت ببغداد المي وصل للقمارة مال السيارة!! وقسما بالله كانوا ولد أخوية يأخذون اكياس طحين فارغة لسد شبابيك المدرسة لانها بدون زجاج!! لا وفوق أموال النفط العراق مطلوب ٤٠٠ مليار!! رحمة لوالديك بوش لان ضغطت على الدول لإسقاط ديون العراق لو ما الله دازك إلنا لجان بعد خمسين سنة بيع نفط من سد هذه الديون!! !!