أصداء

وأخيراً أخلي معسکر أشرف..ماذا بعد ذلك؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حزيران عام 1986، شهد تأسيس معسکر أشرف في العراق، وهو أمر وجد فيه النظام الايراني وقتئذ بمثابة"إنتحار سياسي"لمنظمة مجاهدي خلق و إعتبرته اوساط عديدة مجازفة غير محمودة العواقب تقوم بها تلك المنظمة، خصوصا وان الحرب کانت على أشدها بين العراق و إيران في تلك الفترة، ولذلك فمن الطبيعي أن لايمکن فهم و إستيعاب هکذا قرار سياسي ملفت للإنتباه للمنظمة بل و من البديهي أن تثار حوله الکثير من علامات الاستفهام و الالغاز.

معسکر أشرف الذي کان في ظاهره عبارة عن مکان لإيواء أفراد معارضين للنظام السياسي القائم في بلادهم، أثبتت الايام و الوقائع ان الدور الذي قام به خلال مرحلة الحرب العراقية الايرانية و ماتلتها من مراحل أخرى، کان أکبر من دور جهة سياسية عادية بل وأن الاحداث و المجريات أثبتت بأن سکان هذا المعسکر قد أثبتوا فعلا بأنهم يمتلکون الاطروحة البديلة لنظام ولاية الفقيه، ومن هنا، يمکن تفهم و إسستيعاب القسوة و العنف البالغين اللذين إتبعهما النظام الايراني في تصديه لهذا المعسکر و إصراره الملفت للنظر على إغلاقه، خصوصا وان أنظار الشعب الايراني بات ترنو الى هذا المعسکر و ترى فيه أملا و طموحا للتغيير، وقد قادت الاحداث الدراماتيکية التي تلت ذلك الى مواجهة غريبة من نوعها بين طرفين غير متکافئين، غير ان الايمان العميق و الراسخ بالقضية و المبادئ جعلت الکفة ترجح لصالح سکان أشرف، خصوصا بعدما تمکنت المقاومة الايرانية من إيصال صوت سکان أشرف و الشعب الايراني الى المحافل الدولية و نجحت في منح القضية بعدا دوليا أحرج النظام الايراني و من يلف لفهم.

سعاد عزيز

النظام الايراني الذي کان يعتقد بأن إغلاق معسکر أشرف سيکون کفيلا بإنهاء المقاومة و المواجهة و الرفض الشعبي القائم ضده، لکنه تأکد الان من أن قضية معسکر أشرف أعمق و أبعد من إعتقاده الساذج هذا بکثير، ذلك أن قضية معسکر أشرف تمثل و تجسد قضية معاناة و کفاح و مقاومة شعب ضد الاستبداد و الدکتاتورية و نضال مشروع من أجل نيل الحرية، ولأجل ذلك فقد سعى النظام الايراني للدخول الى القضية من زاوية أخرى عندما وجد أن الضغوطات و المخططات العسکرية و الارهابية لم تعد تجدي نفعا و باتت مسألة مکشوفة أمام الرأي العام العالمي، ولذلك فقد إستغل النظام الايراني نفوذه و قدراته المختلفة سياسيا و دبلوماسيا لکي يکون له دور و تأثير في أي تطورات او مستجدات محتملة تتعلق بقضية سکان أشرف، ومنذ أن تم التوقيع على مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية معسکر أشرف، والنظام الايراني يحاول و بمختلف الطرق و الوسائل الالتفاف على بنود المذکرة و الاخلال بها و دفعها بإتجاه طرق مسدودة، ولعل شهادة السيد طاهر بومدرا کبير مسؤولي الامم المتحدة السابق في العراق في جلسة استماع الکونغرس الامريکي بتأريخ 13/9/2012، حول قضية نقل سکان معسکر أشرف الى مخيم ليبرتي و کشف دور مارتن کوبلر و تعاونه مع الحکومة العراقية و النظام الايراني، حيث طرح کلاما خطيرا و غير عاديا ولاسيما عندما قال بالحرف الواحد أن اليونامي يتعامل مع قضية مخيم أشرف خلافا للقيم الاساسية للأمم المتحدة وذهب أبعد من ذلك حينما أکد بأن کلما يتعلق بقضية أشرف يتم حسمه في مکتب رئاسة الوزارة العراقية و أحيانا السفارة الايرانية في بغداد.

إفادة بومدرا هذه التي ذکر فيها أيضا بأنهم"کمسؤولين في الامم المتحدة"عندما کانوا يسألون المسؤولين العراقيين لماذا لاتهتمون بالمعايير فيما يتعلق بسکان أشرف، فإنهم کانوا يردون علينا لأنهم لايستحقون أية حقوق أو تعامل إنساني لأنهم إرهابيون، هي في حقيقتها و واقع أمرها، واحدة من مخططات و دسائس النظام الايراني، لأن الطرف الوحيد الذي بإمکانه أن يدفع الامور بهذا الشکل و يستفاد منها و تصب في صالحه، هو النظام الايراني بعينه، ويقينا بأنه لن يقف ساکتا و مکتوف الايدي أمام ماستؤول إليه قضية سکان أشرف برمتها و سيحاول جاهدا اللعب على حبال أخرى و إيجاد مواطئ أقدام جديدة له من أجل إبقاء قضية سکان أشرف بعد أن صاروا کلهم في مخيم ليبرتي في دائرة مغلقة او مؤطرة لکي لاتکتسب أبعادا استثنائية قد تؤثر على الاوضاع الداخلية في إيران.

لقد کانت عملية نقل سکان أشرف الى مخيم ليبرتي و طوال الاشهر المنصرمة بمثابة رحلة عذاب و سفر غير مأمون العواقب الى سجن جماعي تم تدشينه تحت علم و إشراف منظمة الامم المتحدة ذاتها، ولاريب من أن النظام الايراني سوف لن يدع سکان ليبرتي أيضا وشأنهم و سيسعى لإثارة الکثير من المشاکل و الازمات وصولا الى الالتفاف على أصل القضية و جوهرها، ومن هنا، فمن الضروري جدا الانتباه لهذه الامور و أن على الامم المتحدة أن تحدد موقفها بوضوح و شفافية أکبر خصوصا بعد إفادات السيد بومدرا و التي هي في الحقيقة تطعن بمصداقية الدور الاممي، ويقينا أن الامم المتحدة سوف تراعي هذه المسألة جيدا و تسد کل الثغرات و المنافذ التي قد يدخل من خلالها النظام الايراني و يستغلها لصالحه.

suaadaziz@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مؤامرة امريكية ايرانية
محمد فاضل الشاوي -

مؤامرة امريكية ايرانية بامتيازبكل وضوح كشف الغطاء عن الوجه القبيح للادارة الامريكية بحق الشعب الايراني و خاصة بحق المقاومة الايرانية الباسلة الادارة التي اصبح همها الوحيد هو اقصاء منظمة مجاهدي خلق و القضاء عليها كاملاٌ حتي يخلو وجه الفاشية الدينية الحاكمة في ايران. و تكريس ديكتاتورية فاشية دينية في العراق ايضاٌ.الكل يعلم بان النظام الجديد في العراق و الذي تدعمة الادارة الاميريكية و سفارتها في بغداد و الذي يتحكم به نوري المالكي هو نسخة مشوهة لنسخة الملالي في ايران. فهو نظام طائفي بامتياز، ونظام متسلط يحول دون وصول اي طرف اخر الى السلطة،وها هو اليوم يخطو خطوة باتجاه تصفية كل الاطراف المشاركة معه في الحكم الطائفي.مع العلم ان المالكي يمسك بيديه كل القوات الامنية والعسكرية ؟ لقد خرجت القوات الامريكية، وحلت محلها الميليشيات. وفي ظل هذه الاوضاع صارت الفرصة مؤاتية لكي يتفرد المالكي بالسلطة في العراق، وعليه صار في ايران ديكتاتورية،وديكتاتورية هنا في العراق.. نظام الملالي و زمرة في العراق امثال المالكي يدعون ان المجاهدين حفنة من الارهابيين وقطاع الطرق، في حين تدل الحقائق ان المنظمة تعد بالملاين داخل ايران وخارجها، وقادرة على تسير المظاهرات في المدن الايرانية. ولو كان ادعاء الملالي و المالكي صحيحا لنفذ رصيدهم الشعبي، كما ان الذين تم اعدامهم من المجاهدين يعد بعشرات الالاف، فهل يعقل ان حفنة من المنافقين يصمدون طيلة هذه المدة ويقدمون كل هذا العدد من الشهداء والمعتقلين ؟ المالكي يقول ان المجاهدين منافقين، وانهم خرقوا سيادة العراق، السؤال : لماذا لم يحترم هذه السيادة قبل هذا الوقت ؟ وهل حقا ان السيادة متحققة في العراق ؟. الم تخرقها الدول المجاورة وبالذات ايران الملالي، الم تعبث المليشيات المدعومة من الملالي بالعراق شعبا واقتصادا وثقافة ؟اليوم وفي خضم الازمات التي يشهدها العراق، وتزامنا مع استفحال التفرد في السلطة واحتكارها والاستهتار بالقانون والرضوخ والانصياع لضغوط الملالي. فان موضوع مخيم ما يسمي به ليبرتي يأتي مثلا بارزا على تعامل المالكي مع الملفات السياسية وحقوق الشعب. ان تصرفات المالكي و ازلامة بحق ساكني ليبرتي اليوم تتضمن كل المؤشرات التي تنبئ بنيته اراقة الدماء في هذا السجن الجديد الذي اعد لهم بمباركة الادارة الاميريكيه والسيد كوبلر الممثل الخاصل للامين العام لل

و هزه جواهر القضية
ابومصطفي جلالي -

سيدتي الكريمة، لقد اصبت جواهر قضية اشرف بحيث تداعت لي الاية الكريمه: يكيدون كيداً و اكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويداً. صدق الله تعالي. فما علي الاشرف و الاشرفيين الا الاستقامة علي رسالتهم و الاصرار علي شتي اساليب المقاومة، و هذا ليس للنصر الآتي فحسب، بل لتلقين درس من تجربتهم المطولة القيمة للاجيال المطالبون بالحرية و الكرامة التي تنمو لامحالة في بلداننا و منطقتنا. فطوبي لمن دعي الي كلمة حق فاستقام صابراً و محتسباً غير خائف للومة اي لائمشكرا للكاتبة الكريمة و لايلاف ايضا

سكان اشرف منتصرون
حسين التميمي -

ان سكان اشرف منتصرون في قضيتهم مهما طال الزمن يعرف اشرف بسكانها الابطال اينما كانوا فاليوم اصبح سجن ليبرتي رمزا لنضال الشعب الايراني ومحط الامل لجميع الاحرار

الكاتبة الاهوازية
محمد البدري -

هناك مجموعة كبيرة من الأهوازيين تخصصت فى الكتابة لمحاربة الحكم القائم فى العراق . ان سكان اشرف هم معارضون لحكام ايران وهذا شأنهم ويخصهم وحدهم ، أما أن يتخذوا من العراق منطلقا لأعمالهم ضد جارة للعراق مهما كان الحكم فيها لا يمكن قبوله أبدا . قبل بهم سابقا صدام حسين لأنه كان معاديا لايران ، ولكن الوضع قد تغير الآن والعراق يريد السلام مع كل جيرانه ومن ضمنهم ايران ، فعلى هؤلاء الايرانيين من سكان اشرف الخروج من العراق الى اي مكان يشاؤون ويقبلهم او يعودوا الى بلدهم ، فاننا فى العراق لايمكن ان نسمح لهم بعد بالبقاء . اما الذين يكتبون بأسماء: الحسني او الحسيني لايهام القراء بأنهم عرب فقد انكشف امرهم ولم تعود غاياتهم سرا من الأسرار.

مرتزقة
حسين الورد -

سكان اشرف مرتزقة قتلوا الشعب العراقي في انتفاضة اذار عام 91، كان على الحكومة العراقية محاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها ضد المدنيين العزل في كفري وكلار وطور حيث قاموا بقتل المدنيين وقصف المدن وكانوا ادلاء لازلام النظام المقبور. على الحكومة العراقية عدم التساهل معهم بل يجب ايداعهم السجن والحكم عليهم وبعد انتهاء الحكم تسليمهم لايران لتفعل بهم ما تشاء.

الى حيث
ازاد قارمان -

ذيول البعث المباد لا زالوا يمنون النفس ببقايا المجرمين القتلة الذين استعملهم النظام المباد في محاربة الشعب العراقي فهاهم يندفعون للدفاع عن القتلة الذين شاركوا في قمع ابناء شعبنا في كركوك وديالى وصلاح الدين، متخذين الدين والايات القرانية وسيلة كما عهدنا بهم عندما يواجهون بالدليل الدامغ، لقد رأينا رئيسهم المعدوم وكيف ان القران كان لايفارقه اثناء مواجهته بالادلة والقبور الجماعية في محاكمات الانفال الشهيرة، فبينما كان الشهود يروون قصص التعذيب والاغتصاب والتعليق والحرق والتجويع ، كان المجرم المعدوم يتلو ايات القران الكريم، انها الازدواجية البعثية المقيتة من اتخاذ الدين وسيلة لذر الرماد في العيون كما يفعل المعلق رقم 2، البعثي بامتياز. مجرمو اشرف يستحقون محاكمة عادلة ثم تسليمهم الى ايران لينالوا ما يستحقون على ايدي ملالي ايران الذين امقتهم كما امقت البعث المجرم.