كتَّاب إيلاف

مرسي وايران...أمّ النظام السوري وابوه!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل يمكن لايران ان تكون جزءا من الحلّ في سوريا؟ الجواب في طبيعة الحال لا والف لا. لا لشيء سوى لانّ ايران جزء اساسي من المشكلة، بل لبّ المشكلة نظرا الى انها تعتبر نفسها جزءا لا يتجزّأ من النظام السوري. انها أمّ النظام وابوه، خصوصا في مرحلة ما بعد تولي الرئيس بشّار الاسد السلطة خلفا لوالده في العام 2000.
من يبحث عن حلّ في سوريا عن طريق ايران، انّما يبحث عن سراب لا اكثر. هذا كلّ ما في الامر. الباقي دوران في حلقة مفرغة وتوفير مزيد للوقت للنظام السوري كي يتابع الحرب على شعبه ويهدّم مزيدا من المنازل ويدمّر مزيدا من القرى والبلدات والمدن ويهجّر مزيدا من السوريين الى مناطق داخل سوريا او الى خارجها.
ربّما كان حسن النية الدافع وراء كلام الرئيس المصري الدكتور محمّد مرسي عن ضرورة اشراك ايران في البحث عن حلّ في سوريا، خصوصا ان الرجل يتحسّس عذابات الشعب السوري والمخاطر الناجمة عن اطالة الازمة في هذا البلد العربي المهمّ. ولكن من الواضح ان الرئيس المصري يناقض نفسه. فعندما يلقي مرسي خطابا، اكثر من ايجابي تجاه الشعب السوري وثورته، في قمة دول عدم الانحياز التي انعقدت اواخر الشهر الماضي في طهران ثم يتحدّث اليوم عن حلّ يشارك فيه نظام يعتبر الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري حربه، فانّ اقلّ ما يمكن قوله ان هناك خطأ ما في مكان ما في المنطق الرئاسي المصري. في اساس هذا الخطأ الاعتقاد ان ايران تريد حلّا في سوريا من جهة وانه يمكن التمييز بينها وبين النظام السوري من جهة اخرى.
ان الموقف الذي اتخّذته المملكة العربية السعودية من اجتماع القاهرة مبرر وسليم في الوقت ذاته. قاطعت المملكة الاجتماع الرباعي الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية وضم ممثلين لمصر وتركيا وايران. قاطعت الاجتماع نظرا الى ان لديها موقفا واضحا من الحلّ في سوريا. يقوم هذا الحلّ على ان لا مجال لبقاء نظام يشنّ حربا على شعبه بمشاركة ايرانية واضحة. ولذلك لا حاجة لا الى لجنة رباعية تشارك فيها ايران ولا الى اي لجان من هذا النوع. الحاجة قبل كلّ شيء الى بلورة مشروع واضح يؤدي الى انتقال سلمي للسلطة في سوريا. كلّ ما عدا ذلك اضاعة للوقت وتوفير مجال لمزيد من المجازر لا يمكن ان تؤدي سوى الى تهديد لوحدة الاراضي السورية في المدى الطويل. هل هذا ما تبحث عنه طهران التي تصرّ على ان لا بديل من النظام القائم في سوريا وان سقوطه يشكّل ضربة قوية لها ولاستراتيجيتها الاقليمية، او على الاصح لوهم الدور الاقليمي الذي تعتبر نفسها مؤهلة للعبه؟
لا يمكن للرئيس المصري ان يتخذ موقفا واضحا من ثورة الشعب السوري وان يذهب الى اعتبار النظام السوري "غير شرعي" وان يتبع خطابه باعلان ايران "جزءا من الحل". ايران جزء من المشكلة. بل المشكلة كلّها. لولا الدعم الايراني المباشر للنظام ولولا الفيتو الروسي والصيني والموقف المتذبذب لموسكو وبيجينغ، لكان النظام السوري في خبر كان ولكان الشعب السوري استعاد حريته وكرامته منذ اشهر عدة.
ولكن يظلّ السؤال المحيّر ذلك المتعلّق بالاخوان المسلمين الذين وصلوا الى السلطة في مصر واحتلوا موقع الرئاسة ويريدون حاليا فرض اجندتهم في المنطقة. حسنا، ان تركيا التي تريد تفادي مواجهة مباشرة مع ايران كما تريد مسايرة اخوان مصر، وحتى الدخول في صفقات معهم، لم تكن قادرة على رفض المشاركة في اجتماع القاهرة. اما السعودية التي تدرك تماما ما يدور في سوريا والتي سعت الى اعادة تأهيل النظام، حتى بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في العام 2005، فهي تدرك، بالملموس، ان لا مجال لاضاعة مزيد من الوقت وانه يستحيل الرهان على الفصل بين النظامين السوري والايراني في اي شكل من الاشكال.
كانت السعودية على حقّ في مقاطعة اجتماع القاهرة. الامل الآن في ان يدرك الرئيس مرسي ان التتمة المنطقية للخطاب الذي القاه في قمة دول عدم الانحياز تتمثّل في اتخاذ موقف لا غبار عليه من المحور الايراني- السوري الذي لم يكن لديه اي همّ في ايّ يوم من الايام غير استعباد السوريين واذلالهم والمتاجرة بفلسطين والفلسطينيين ولبنان واللبنانيين فضلا عن اثارة الغرائز المذهبية في العراق والتدخل بشكل مباشر في البحرين.
في غياب الموقف المصري الواضح من المحور الايراني- السوري، يسهل على القاهرة ارتكاب مزيد من الاخطاء في التعاطي مع غزة ومع الارهاب الذي ينتشر في سيناء والذي في اساسه "الامارة الاسلامية" التي اقامتها "حماس" في القطاع بدعم واضح من النظامين الايراني والسوري وادواتهما.
مرّة اخرى، يبدو ان على الاخوان المسلمين في مصر الاختيار بين منطق الثورة ومنطق الدولة. لقد حققوا نجاحا منقطع النظير في الاستيلاء على الثورة التي اطاحت نظام الرئيس حسني مبارك، بل لنقل نظام العسكر القائم منذ العام 1952. عرفوا كيف يستخدمون العسكر وكيف لعب ورقتهم في مواجهة مبارك وعائلته مستغلّين عداءهم للتوريث. الآن، صار الاخوان في السلطة. اصبح لديهم رئيس للجمهورية في اكبر دولة عربية. لا يمكن لمصر ان تكون مع الشعب السوري ومع قتلة هذا الشعب في الوقت ذاته. لا يمكن ان تكون مع "الامارة الاسلامية" التي اقامتها "حماس" في غزة وان تكون في الوقت ذاته مع المصالحة الوطنية الفلسطينية وضدّ الارهاب في سيناء.
بات على مصر ان تختار. هل سلوك الاخوان المسلمين القائم على الشبق الى السلطة، من منطلق ان كلّ الوسائل التي تؤدي الى تحقيق هذا الهدف مبررة، يمنعها من الاختيار؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الانقضاض على الثورة
شهاب -

نظام مرسي يريد حل الازمة السورية باعطاء مزيدا من الوقت للنظام للبطش بالشعب السوري خصوصا مكوناته المتضادة مع ذراع الاخوان المسلمين في سوريا من اجل تهيئتهم لإختطاف الثورة والانقضاض على الحكم كما فعلوا في مصر.

رأي
محمود حمدان -

الفرق بين محمد مرسي والإرهابي الدولي محمود أحمدي نجاد هو كالفرق بين السرطان والموت الأسود، فلافرق بين الإثنين، كلاهما يريد إقامة الدولة الفاشية الإسلامية العفنة، كلاهما مسلم وكلاهما مجرم، الإختلاف هو على نوعية الدولة الدموية التي يجب إقامتها أو بالأحرى أي سكين تريد ذبح الحريات وقطع أعناق البشر ، السكين الشيعية أم الخنجر السني. يمكن لك أن تأمن للتماسيح والضباع ولكن لاتأمن لمسلم يريد إقامة دولة دينية. .

الحذر من ايران
كاميليا -

احتلت فارس مصر سنة 525 BC و على حسب رواية Herodotus كان احتلالا قبيحا لم تتخلص منه مصر الا بتدخل اجنبي Alexander the Great.

والله لقد مللنا
وسام -

صدقني اني اصاب بالغثيان كلما قرأت عنواناً لاي موضوع تكتبه، اقسم على ذلك ثلاثاً، فانت وغيرك اصابوا الناس بالضجر من سفسطاتهم المتكررة التي لم تتغير نبرتها منذ سنين طوال، ولا اعتقد انك ستتوقف عن ذلك فقد بلغت من العمر عتياً ومن شب على شيء شاب عليه، ولكن ادعوك فقط لتغير نمط عناوين ما تكتبه حتى نقرأ ايلاف بانسجام لاننا فعلاً لن نقرأ مضمون ما كتبته

معك حق
RAHAF -

معك كل الحق لا يمكن ان تكون ايران جزءا من الحل . ايران هي التي تقتل الشعب السوري وهي التي تذبح وتنكل وتشرد وتهجر السوريين بمشاركة عميلها واداتها بشار الاسد وعصابته . لن نغفر لهم ابدا . لن نغفر لهم . سيرى الظالمون اي منقل ينقلبون ومهما طال الانتظار فالنصر للشعوب

مصر فى مقاعد المتفرجين.
Ali, Alex -

بخطاب مرسى فى طهران, تخلت مصر عن دورها الريادى بصفتها أكبر الدول العربية والدولة المضيفة للجامعة العربية فى الوصول إلى حل عربى للأزمة السورية وأنضمت الى قائمة عشرات الدول التى تؤيد الثورة السورية بالكلام فقط وألتحقت بالسعودية وقطر ومعظم الدول العربية فى مقاعد المتفرجين... المتفرجون لا يحددون نتيجة المباراة, مصير سوريا الأن فى يد روسيا والناتو الذين فقدو الأهتمام بالموضوع ويفضلو تجميد الوضع الراهن وبلاش وجع دماغ, المؤتمر الرباعى فى القاهرة لن يقدم أو يؤخر شئ... تسرع العرب فى الرهان على سقوط الأسد وأغلقو الباب فى وجهة حل عربى سلمى وجعلو من نظام الأسد قاتل أو مقتول فأزداد تشبث بالحكم وشراسة ووحشية, بدلاً من السعى للتوصل لأنتقال سلمى للسلطة وخروج آمن للنظام...

وسام والبلادة
زائر -

أتساءل عن وسام الذي لايقرأ المضمون ويكتفي بالعناوين ..هل تملك مخا طبيعيا أم مخا بيريمي فالإختلاف في الرؤى يجب أن يكون مبنيا على مدى قدرتك ياوسام على الإقناع ..الحجة بالحجة ..أما وأنت تكتفي بقراءة العناوين وتُسقط أحكامك الجاهزة على الكاتب لأسباب شخصية فهذا هو مايسمى في شمال إفريقيا : الكلاخ المبين ...أي البلادة الواضحة باللغة العربية الفصحى

أضربوه بالحصى
abualhuda -

احسنت أيها ألكاتب وأقول هناك قول أو عبرة لأحد ألحكماء والبلغاء يقول فيه اذا رأيت ألرجل ألكبير ذات ألشيب ينافق ويكذب فاضربوه بالحصى على رأسه حتى يعود عن كذبه ونفاقه ,شكرا لأيلاف

الفرق بين البلدان
عمر -

لا يجتاج المرء لقراءة مقالات الكاتب خيرالله خيرالله لكي يتبين من مضمونها. إنها كلها تدور حول فكرة واحدة، ألا وهي إدانة بعض الأنظمة العربية والتصفيق والتهليل لأخرى. لا أتصور أن خيرالله سييكتب مقالا ينتقد فيه انعدام الحرية وغياب الديمقراطية وانتشار الفساد في معظم الدول الخليجية، ولا أتصور أنه سيتغرب في يوم من الأيام لكون الأنظمة التي تحكم هذه الدول تقبل أن تجعل منها محميات أمريكية وأن تظل عاجزة عن الدفاع عن وجودها الفيزيائي أمام أي خطر يتهددها كباقي دول العالم. العراقيون هزموا في ظرف لايتجاوز 8 سنوات أعتى قوة عسكرية موجودة في العالم ألا وهي القوة الأمريكية بعد أن غزتهم بلدهم سنة 2003 واضطروها للانسحاب منه جارة ذيول فشلها في تطبيق مشروعها عليهم، والسوريون يواجهون منذ سنة ونصف حربا كونية مشنونة عليهم، فلقد فشلت أمريكا وأوروبا وتركيا ومعهم المال القاروني الخليجي في تغيير النظام السوري، لو أن هذه الحرب شنت على بلد من مشيخات النفط ليوم واحد لكان قد سقط وفر حكامه كعادتهم إلى خارج الديار وانهمكوا في البكاء و(( النضال)) من فنادق خمسة نجوم. الفرق كبير بين البلدان العريقة في الثقافة والحضارة والنضال والبلدان المصنوعة من الشمع والزيت الأسود، وهذا ما يرفض الاعتراف به خيرالله خيرالله، بل يروج لخلافه تماما، هل يقوم بذلك لله في سبيل الله ودفاعا عن قناعات صادقة؟؟ شخصيا أشك في ذلك.

المعلق زائر رقم 7
وليد -

قرأت كل التعليقات ووجدت جميعها توافق وتعارض بشيء من المنطق خلافك انت فانت دخلت كالثور الهائج دون تبصر تسيء الى غيرك من المشاركين بدفاع غبي غير منطقي يبعث على السخرية

فكروا فيها
ابو حلب -

سألناهن ببداية الأزمة: لك يا عمي لشو مخزنين كل هالسلاح؟ قالوا: من باب الإحتياط, لأنو نحنا عرفانين انو النظام راح يرد بالعنف. طيب ومادام بتعرفوا انو النظام رح يرد بالعنف, ليش دفعتوا الناس للتظاهر؟؟ بس مشان يموتوا؟ ---. أنتو خزنتوا السلاح مشان يكون عندكن المبرر لاستخدامو بعد ما تضحوا بكام ألف واحد من هالشعب.

اديها ميه تديك طراوه
alawee -

السياسه المصريه طول عمرها للي يدفع روحهم ومبدأهم الفلوس لذلك تغازل السعويه بأيران