أصداء

رحيل ابن سبارتكوس، ابن حميدو، ابن ايامنا الحلوة.. أحمد رمزي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد رمزي، عمرو الشريف، المخرج شادي عبد السلام، المخرج يوسف شاهين، سمير صبري، من عمالقة السينما و الفن تخرجوا معا من كلية فيكتوريا، جمعتهم السينما و الدراسة و الايام التى لا تعوض و قدموا مجتمعين و منفردين افلاما و اعمالا خالدة.

يوسف شاهين كان المفتاح و المحرك التى جمعت و صقلت تلك المواهب و هو صاحب مدرسة و فكر و اسلوب ادي الى تكريمه من قبل خريجي كلية فيكتوريا في احتفاليتها المئوية، و لقد اصطحبته في سيارتي الى مكتبة الاسكندرية حيث كانت احد محطات الاحتفال انذاك وللحديث عن تلك الرحلة التى كانت من القاهرة الى الاسكندرية بمفردنا و المليئة بالفلسفة و الفكر و النكات، اتركها "غير اليوم " الذي نتحدث فيه عن فقيد السينما احمد رمزي النجم و الاسطورة.

احببت افلام فؤاد المهندس، برنامج كلميتن و بس، و عمو فؤاد و لم اتمالك نفسي و انا طفل صغير في سيارة صبحي طوقان مرافق الملك طلال، و كانت دودج امريكية الصنع في زمن كل شيء امريكي مقطوع او ممنوع في مصر، و بجانبه رجل الاعمال انور فريد "ابو مازن " اجلس بجانب الفنانة شويكار و"اخطر رجل في العالم " الفنان فؤاد المهندس الى ان وصلنا الى منزلنا في الاسكندرية حيث كان المرحوم رجل الاعمال و عائلته محمود خير الشهير بلقب "ابو العاص من اعمام مدير المخابرات الاردنية الفريق سعد خير.

المرحوم انور فريد الكلوب الذي تزوج ابنائة من الاميرات بنات الملك الحسين عالية و زين كان يجلس على طاولة الطعام و معه الفريق رئيس هيئة الاركان الاردنية على الحياري و عائلته وبجانبه عبد الفتاح ابو الفضل نائب مدير المخابرات المصرية، و اخرين في حفل غذاء كبير اتسم بالخرفان المحشية، و لكن عمتي يسرى طوقان مؤسسة الاتحاد النسائي و الهلال الاحمر الاردني اصرت ان تقدم طبق الفلافل المصري الى جانب الخراف، و سئلت فؤاد المهندس بابتسامه "طعميايه " اسوة بجملته الشهيرة في مسرحية انا و هو و هي.

د.عبد الفتاح طوقان

كانت تلك اول مرة اشاهد فيها الاستاذ فؤاد المهندس في بيتنا، و المفاجأة كانت في تواجد احمد رمزي، بطل فيلم "عائلة زيزي" و هو من الافلام التى لها طابع كوميدي اخلاقي بحبكة جميلة و ايضا الفنان محمد عوض رحمه الله عليهم جميعا. سلم على بحرارة بعد انتهاء الغذاء ملمحا الى صورة لي بلباس كلية فيكتوريا و على رأسي "الكاب" طاقية المدرسة، و قال لي :انا كمان درست في كلية فيكتوريا، هل قمت بالصعود الى حيث الجرس، ان ذلك ممنوع و لكنها مغامرة لا تنسى و عقابها الفصل من المدرسة لمدة يومين !!!. عرفت من تلك اللحظة ان احمد رمزى هو الولد الشقي الحقيقي، المغامر الظريف.

فؤاد المهندس كان صامتا، جامدا، جادا بغير صورته المسرحية، و كان حديثه في السياسة و الادب يشدك الى الاستماع بشغف، بينما شعلة الحركة و الضحك و اليقظة العالية كانت الفنانة العظمية شويكار بينما كان احمد رمزي "دنجوان " الشاشة محور اهتمام الجميع لخفة دمه و سرعة البديهه.

و لمن عرف احمد رمزي فهو ملك التمثيل التلقائي، العفوي، و الذي يقنعك بأن هذا الدور لا يصلح الا لاحمد رمزي الذي جعل كل ايامنا "ايامنا الحلوة "..تألق مع عبد الفتاح القصري في نورماندي تو، و عبد السلام النابلسي و عبد الحليم حافظ في اول ظهور لعبد الحليم مع عمرو الشريف، ومن ثم مع استفان رستي في القلب له احكام، ومع رائعات السينما المصرية من امثال زينات صدقي، مديحة يسري، لبنى عبد العزيز، و حسين رياض في دور لا ينسى في فيلم صراع في الميناء، و مع اسماعيل ياسين، و اكثر من مائة فيلم مع كل ابطال و عمالقة السينما، و كان الفاكهة المحببة في كل الافلام مع نجمات من امثال اليسدة فاتن حمامة و هند رستم.

و بعد سنوات، و في عهد بدايات تأسيس جميعة خريجين كلية فيكتوريا، كان دوري كمؤسس ان ابحث عن كل الخريجين و التقي بهم و اجمعهم في لقاء اولي بكلية فيكتوريا بالاسكندرية، و من هنا سافرت الى القاهرة و تقابلت مع العديد منهم و بحثت عن احمد رمزي و اخبرني في حينها مدير الهيلتون، منير دوس ابن عائلة دوس القبطية و التى قامت بتأجير قصرها في الهرم لسفير المملكة السعودية في الستينيات، بأن احمد رمزي يتواجد في "هيلتون النيل " كل يوم الساعة الثانية عشر و بعد الظهر يذهب احيانا الى محلات جروبي في شارع طلعت حرب، و محل جروبي هو اول مكان قابل به عمرو الشريف و يوسف شاهين للاتفاق على العمل في السينما.

و كان الموعد و اللقاء، و بادر احمد بقلب فرح يتحدث عن كلية فكيتوريا و ذكريات المدرسة، و قال لي كيف ان صديقا طبيبا له، درس معه، كان يجلس معه قام بحمله من سنوات بعد ان شعر بالم في الزائدة الدودية الى المستشفي و قام باجراء عملية جراحية فتح فيه بطن زميله احمد رمزي من اليسار الى اليمين ليجد الزائدة، و هي عمليه على حساب كلام احمد رمزي "بهدله "، علما بأن الزائدة الدودية في اليمين و لا داعي لفتح البطن من اليسار، و لكن زميله قال له يا احمد انا " لست اخوانجي " لا بداء من اليمين!
احمد امضى ثلاثة سنوات في كلية الطب قبل ان يتجه الى التجارة و من ثم السينما،و هو بالمناسبة ليس الوحيد من كلية فيكتوريا الذي ترك الطب و توجه الى السينما و الاعلام، فهناك الدكتور و الفنان السينمائي و الموسيقي عزت ابو عوف، و مقدم برنامج "صباح الخير يا مصر " الدكتور ابراهيم الكرداني.

كانت روحه مليئة بالمرح و الحب و الاهتمام بالاخر و الابناء، و لقد حدثني في موقع اخر عن ابنته التى كانت قد انهت دراستها و التحقت بالعمل في احد شركات او فنادق السياحة في شرم الشيخ، و كان في غاية الاهتمام و الفخر بها، و لم يخلو اللقاء عن سر العلاقة المتميزة مع الفنان حسن يوسف، و هل ما اذا كان يشكلا دويتو "دونجان " متقاطع او متماثل او متوازي خارج السينما مثلما كنا معا في الافلام، فقال، كل واحد في "تراك "، اي مسار، و خلاص حسن دلوقتي "الشيخ حسن " وضحكنا معا.

اما الحديث الاخطر فكان كيف ان يوسف شاهين لعب دورا في حياته لدخول السينما، و كيف علاقته بعمرو الشريف و الملك حسين و الامير زيد بن شاكر رئيس وزراء الاردن و الصادق المهدي رئيس وزراء السودان و عبد العزيز المطوع من الكويت من ايام الدراسة، وكيف تم دخوله السينما الايطالية في فيلم " ابن سبارتكوس " و كيف احب فاتن حمامة و تزوجها زميل الدراسة في فكتوريا عمرو الشريف و ساعات اللقاء و الحب الذي لم ينته رغم الطلاق، حب بمنتهى الروعة و الاحترام و التقدير من الطرفين. لقد كان عمرو الشريف و فاتن حمامة حبا رائعا بكل مقاييسس الحب حسب كلام احمد رمزي.

ثم التقيت به في الساحل الشمالي مصادفة، بعد مسلسل وجه القمر من بطولة سيدة الشاشة العربية، و هنئته على المسلسل الرائع و الاداء غير الطبيعي، السلس الذي يدخل في القلب و يجعلك مشدودا الى لحظات ظهوره على الشاشة و الاستماع اليه، و كيف ان مشهد اللقاء من خلف الستار في حفل زفاف ابنته بالمسلسل، كان من اروع المشاهد و اكثرها تاثيرا، فقال لي، لقد احببت فاتن حمامة، و لا زلت احبها، و مثلت معها بكل مشاعري التى حملتها في قلبي سنوات لسيدة لن تتكرر في الشاشة العربية، التلقائية في هذا العمل نتاج تراكم سنوات، و لقد عشت حياتي في هذا المسلسل بكل جوارحي و افتخر به.

احمد رمزي، قمة في الاخلاص و التفاني و العمل، تصادقه من اول لحظة، تحبة على الشاشة من اول مشهد، تفتقده و تبكيه لانه رحل، و تبقى افلامه ذكري جميلة لشاب رائع، و رجل سينمائي بالمفهوم العالمي.

شكرا لصفا ء ابو السعود التى استضافته في برنامجها المتالق على شاشة الاي ارت تي من سنوات حيث انه مقل في الظهور، و لكن قبل كل هذا و ذاك، عندما كانت صفاء في بداية دراستها و دخولها برنامج " ماما صفاء " للاطفال على الشاشة المصرية، كان احمد رمزي و لا زال النجم التى احبته كل البنات و السيدات.

رحمه الله عليك و على الايام الحلوة، رحل من احيا في قلوبنا "عيش ايامك، عيش لياليك "، مع العندليب الاسمر، من راجعنا معه و نادية لظفي مذكرات نلميذة،و من جعلنا نحيا "بجد و ضحك و لعب ".

اليوم "الوسادة " خالية الا من ذكرى طيبة و دموع الفراق.

aftoukan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Human before any thing el
Ahlam Akram -

was a real Human before an actor .. bless his soul...

نعى
أحمد محمد الدياسطى -

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورزق أهله الصبر والسلوان للفقيد الرحمة وللأسرة خالص العزاء ( اللهم اغفر له وارحمه وثبته عند السؤال )

تساؤلات
مراقب لندن -

شكرا يا استاذ على هذا المقال الشيق الممتع والمليء بالنوستالجيا. في اوائل الستينات وحتى اواسط الستينات كنت صبيا دون العشرين من العمر وكان احمد رمزي شابا مع زملاءه في الثلاثينات من اعمارهم. لا شك ان فرق السن بينك وبين احمد رمزي لا يقل عن 25 عام فكيف يكون صديقا معاصرا لك. كم عمرك بالزبط الآن. لا اشكك بقصتك ولكن تتكلم كشخص في اواخر السبعينات من عمره ولكن في الحقيقة اتخيل انك في اواخر الخمسينات او اوائل الستينات. لم تضع في المقال في اي سنة حدث هذا وذاك والتقيت بهذا الشخص او ذاك. رغم هذه التساؤلات فقد استمتعت في القراءة وتذكرت تلك الأيام الجميلة لا سيما 1959 - 1966 اي قبل حرب 1967 لأنه بعد ذلك فقدت السينما المصرية براءتها وذهب الفليم الابيض والاسود الى ارشيفات التاريخ. كنت احب ماري منيب وزوزو شكيب وسراج منير وفريد شوقي وشكري سرحان وشادية وكمال الشناوي ورشدي اباظة وعبد المنعم ابراهيم وطبعا فؤاد المهندس الخ ال الخ الخ الخ.

ابن ذوات؟؟؟
مالك حسن علي -

لا ادري مجال اختصاصك يا دكتور ولكنه قطعا ليس في اللغة العربية ... الموضوع ركيك لغويا ومفكك .... فيه الكثير من الاشياء الشخصية ( والاسماء) التي يريد الكاتب من خلال ايرادها انه ( ابن ذوات). كان من الممكن ان يكون الموضوع اكثر نفعا لو اورد مسائل غير معروفة عن المرحوم احمذ رمزي

شكرا على التعليق
عبد الفتاح طوقان -

ورد بالمقال انني "كنت طفلا " ، اليوم 54 عاما . كلية فيكتوريا لها رونق ونهج خاص و نكهة تختلف عن مدارس العالم ، اجتماعات وحفلات سنوية و دورية في العالم . كنت العضو المؤسس و سكرتير مجلس الادارة ( الملك الحسين الرئيس ) و د. ادهم النقيب الرئيس التنفيذي ، الغيت الفوارق العمرية و الطبقية ، شعارها "كلنا ننتمي الى اسرة واحدة " . احمد رمزي شخصية ودودة ، صديق للجميع ، نجم متواضع ، قريب من القلب و الاهم لم يظهر لمن حوله اي الم او صعاب تعرض لها بالاضافة الن ابن بلد "جدع "

3 و 4 مقال جميل
ابو سمير -

كنت معجبا بتوفيق الدقن ومحمود المليجي واسماعين ياسين ورياض القصبجي. ولاحظت تعليق رقم 3 وبعد قراة جوابك فأذا كنت طفلا فأنت تتحدث عن اواخر الستينات وربما فترة السبعينات لأن غالبية الفنانين المعنيين فهم اما في الثمانينات من اعمارهم او انقرضوا في التسعينات من القرن الماضي.

اين حرية النشر؟؟؟
مالك حسن علي -

موقف غير مفهرم من المحرر المسؤول .. انا لم اكتب ما يستحق حجب النشر كي تمنع كما سطرا كتبته عن اسلوب المقال ... انا انتقدت فقط ركاكة المقالة واستخدام المؤلف لاسماء بعض الشخصيات لاثبات انه (ابن ذوات) وهو امر لا علاقة له بنعي المرحوم؟؟؟ يبدو ان كاتب المقالة له منزلة كبيرة عند صاحب الموقع .... ياسيادة المحرر المسؤول النبي محمد صار الان موضوعا للنقد وانت خايف واحد ينتقد كاتب المقال؟؟؟؟

3 و 4 مقال جميل
ابو سمير -

كنت معجبا بتوفيق الدقن ومحمود المليجي واسماعين ياسين ورياض القصبجي. ولاحظت تعليق رقم 3 وبعد قراة جوابك فأذا كنت طفلا فأنت تتحدث عن اواخر الستينات وربما فترة السبعينات لأن غالبية الفنانين المعنيين فهم اما في الثمانينات من اعمارهم او انقرضوا في التسعينات من القرن الماضي.