أصداء

سياسة الأمر الواقع.. إرضخ!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لفتتني صورة نشرت على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك يظهر فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حاملا لوحة عليها أربع خرائط لفلسطين تتقلص فيها تدريجيا مساحتها مذيلة بعنوان "خسارة أرض فلسطين 1946- 2007"، مع تعليق "انظروا سرقنا دولتهم كلها، بهذه الطريقة". استوقفتني هذه الصورة بما تحمل من أبعاد تتخطى فلسطين وقضيتها، أبعاد نعيشها كل يوم كل منا في بلده، تتعلق بسياسات تخطيطية لتحقيق أغراض ما وان لم يصل من يمارسها في العالم العربي الى دهاء الاحتلال الاسرائيلي.

عما أتحدث؟ أتحدث عن سياسة الأمر الواقع التي يعتمدونها لتيئيس أصحاب الحق حتى يتوقفوا عن المطالبة بحقوقهم. كيف؟ مثلا يكون لك حق ما، حق طبيعي لا لبس فيه، يمنعونه عنك، اذا كنت من النوع الذي يستسلم بسهولة توفر عليهم الشقاء، أما اذا كنت مشاكساً فلك اسلوب آخر، يعطوك أقل من حقك بكثير لتصبح معركتك في تحسين الشروط وبعد مماطلات قد تصل في النهاية الى تسوية يكون فيها الوضع أفضل مما كان عليه ولكنه منتقص، علما أن الوقت يكون قد سبقك وما كنت تراه جيدا قبل المعركة يصبح أدنى من الشروط على مر الوقت. وقد يعترفون لك بحقك، ولكن يقولون لك انه غير متوفر حاليا وكل ما تطلبه يكون غير متوفر حتى تيأس من ذات بالك ولا تعود تطالب به. سياسة التيئيس لمنعك من الحصول على حقوقك.

نسرين عجب

هذه السياسية تراها كثيرا في لبنان، في الغذاء والكهرباء والهاتف والانترنت وغيرها وغيرها من القطاعات التي تتعدى اطار الحقوق الاساسية لأي مواطن، ويصبح همه كيف يحصّل حقوقه فيها، ويخوض فيها معارك لا ينال منها الحد الأدنى. وهذه السياسة يعتمدها السياسيون وغير السياسيين، تراها في كل مكان وكأن هذه العدوى انتقلت الى كل البشر وأصبحوا يعتمدونها كل في نطاق عمله.. وان يختلف حجم القضية ونسبة دهاء الممسكين بزمام أمرها.

قال أمين معلوف: "كم من بشر يحلمون بزيارة الشرق وأنا أحلم بالرحيل".. هذه العبارة تختصر موقف الكثيرين من أبناء هذا الشرق، خصوصا الذين خبروا العيش في الغرب وأخذوا قرار الاستقرار فيه؟ قد لا تكون السياسيات الغربية منصفة بحق العرب ولكنها منصفة بحق أبنائها في ما يخص شؤونهم الحياتية وبالتالي بحقهم متى أصبحوا من أبنائها. يأخذون قرار الرحيل لأسباب عديدة تبدأ من الاستقرار الذي يعيشونه ولا يمكن أن يشعروا به في بلادهم ولا تنتهي عند الحقوق التي تعطى لهم وتكون مقدسة، ومن دون أن يطلبوها!! وكما قال د. أحمد زويل "الغرب ليسوا عباقره ونحن أغبياء! هم فقط يدعمون الفاشل: حتى ينجح! ونحن نحارب الناجح: حتى يفشل!"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف