نتنياهو وجسد اسرائيل المريض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
السياسة كالدين تماما: كذبة،فنزاع،فخرافة،فتبعية،فسيطرة على العقول والقلوب والجيوب!
على مدار سنوات مضت وقفتُ على جدار الحياديين عن الائتلاف الحزبي والحياة السياسية الاسرائيلية،لا لشيء الا لإيماني بأن من يريد خدمة القضية يستطيع ان يخدمها من خارج البرلمان الاسرائيلي ايضاً:بفكرهِ،بفنهِ،بموسيقاه،بقلمه وحتى بتأثيره على المحيط القريب وحسب، ودوماً انتقدتُ اعضاء الاحزاب العربية لدينا في الداخل الفلسطيني والذين ما ان يدخلوا "القفص الذهبي"في الكنيست ويتزوجون الكرسي حتى ينسون آلام شعبنا او طموحاته،وأعترف بأني خائبة الامل بعد ان توقعت ائتلاف الاحزاب العربية في قائمة واحدة وموحدة ويرتقون عن خلافاتهم وأطماعهم في الكراسي الخرقاء،رغم ان ذلك يخالف مبدأ التعددية في الديمقراطية اذ كيف لمبادئ الشيوعية مثلاً وحرية المرأة المتمثلة بحركة الجبهة ان تجتمع مع افكار الشيوخ في الحركة الاسلامية،الا ان وضعنا كأقلية فلسطينية في الداخل يفرض علينا قواعد جديدة للعبة السياسية وهي وجوب الاتحاد في قائمة واحدة نصرةً للوطن المسلوب وجرائم العنصرية المرتكبة بحقنا للحصول على اكبر عدد من المقاعد في البرلمان،لا لشيء ولا انتظر من اعضاء البرلمان العرب فعل شيء اكثر من "تبروزهم" في صفحات الصحف وعلى شاشات التلفزة كما فعل معظمهم حتى اليوم،الا ان وجودهم هو بمثابة اثبات وجود وصفعة ضد ادعاء الدولة العبرية بأنها دولة يهودية،وبأن هنالك شعب فلسطيني عربي عريق يعيش على هذه الارض قبل قيام هذه الدولة المحتلة اصلاً!
أعترف انني من دعاة العصيان والمكافحة السلمية،واتخذ من "نيلسون مانديلا" مثالاً لا يستهان به، الا ان الوضع السياسي الخطر داخل الدولة العبرية يحتم على مواطنيها العرب التصويت للأحزاب العربية حتى ولو لم تفعل شيئاً لقضايانا،على الاقل للتخفيف من حدة المد اليميني العنصري المتنقل كحمى النيل الغربي من حكومة اسرائيلية الى اخرى.
لم تشهد الدولة العبرية مشهداً سياسياً خطراً كهذا قبل اليوم، من "فيجيلين"الداعي الى ضم الضفة الى اسرائيل ومنح كل عائلة فلسطينية هناك نصف مليون دولار لترحيلها من بيتها وارضها ووطنها، وضم غزة لمصرالى "بينيت"مرشح حركة "البيت اليهودي" والذي وصلت به الوقاحة الى حد انكار حق العودة حتى الى مناطق"أ" و"ب".
وإذاً ما الذي قدمته حكومة نتنياهو على مدار السنوات الماضي،وما الذي تنادي به اليوم؟
1.رفعت نسبة الضرائب وأسعار الغاز والكهرباء والماء والمواد الغذائية،وهنالك بوادر الى انها اذا ما تولت الحكم من جديد سترفع ايضاً اسعار المواد التموينية ومشتقات الحليب والألبان.
2.دمرت وشردت وقتلت الاطفال في غزة.
3.اومأت للحكومة الامريكية بالمؤامرة على شعب كامل في سوريا.
4.دعمت ازياد الحفريات تحت المسجد الاقصى وحوله.
5.ضمت بين ذراعيها وعلى طبق من ورود ذاك القادم على جناح العنصرية من بلاد الصقيع مباشرة "ليبرمان" المتهم في اكثر من قضية فساد والذي يدعو الى ترانسفير عرب الداخل الفلسطينيين والذين ولدوا هنا قبله وقبل جد جده اصلاً.
6.تغاضت عن العنصرية المتفاقمة ضد العرب في كل انحاء الدولة وخصوصاً في صفد والذين دعوا بها الى عدم تأجير او بيع الشقق للعرب.
7.بعض مرشحي"الليكود بيتنا" ينادون بحذف لجنة دعم مكانة المرأة في الكنيست الاسرائيلي.
8.ازدياد نسبة البطالة وعدد الفقراء و"الهوميلس"-عديمي البيوت.
9.ارتفاع نسبة البطالة في يهودا والسامرة.
10.ينادي بعض مرشحي"الليكود بيتنا"و"البيت اليهودي" و"شاس" باعادة سيطرة الدين التوراتي على الحكم ويتجلى ذلك بكل تفصيل من تفاصيل الحياة العامة،فالذي يصدق كذبة دولة اسرائيل بأنها دولة "ديموقراطية" فهو يعيش في وهم كبير كبير،هذه الدولة المبنية من قشورها الى صميم صميمها على احكام حاخامات اليهود وتشريعاتهم،وممن لا يعلم فلا زواج مدني في اسرائيل مثلاً،والمرأة التي تضطر لعمل عملية اجهاض مثلاً تمر بمراحل ولجنات حتى يوافق على طلبها وقد يكون لها ذلك وقد لا يكون!
والقائمة تطول وتطول..
وإذا ما انتخب الشعب الاسرائيلي حكومة نتنياهو مرة اخرى،حكومة كهذه والدم على يديها،حكومة تجوّع شعبها وتضرب الحياة الكريمة بعرض الحائط، فعلى الدنيا السلام وسيثبت ذلك تأثير الاعلام الموجه على الشعب اليهودي وعلى مدى تطرفه، وستكون سابقة خطيرة في تاريخ الدولة العبرية كونها ستتبنى في سياساتها مشاريع القرارات والقوانين من اكثر الاحزاب يمينية وعنصرية،وستكون لذلك كله تبعيات خطيرة على المنطقة برمتها اخطر بكثير مما يظن البعض مثل الحرب على ايران وحسب.
احذروا من الحرباء حينما تغير لونها وتخرج لسانها!