أصداء

حل سياسي بأمر عسكري وأي حل؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

غسان المفلح

لم يعد هنالك ادنى شك أن أحد أهم أسباب دمار سورية غير اجرام العصابة الأسدية هو الموقف الدولي الذي لم يكن عاجزا كما يحلو لبعضنا توصيفه، وكما هو واضح الآن ظاهريا، الموقف الدولي بخلاف روسيا والصين، كان يريد دمار البلد أو بقاء النظام، ولايزال على هذه الحال. روسيا والصين منذ بدء الثورة اتخذت موقفا واحدا، هو دعم العصابة الأسدية مهما كان الثمن، وتجسد ذلك في الدعم اللامحدود بالسلاح والسياسة والاعلام، هذا الموقف الذي تقاطع مع الموقف الاسرائيلي في الدفاع عن بقاء العصابة الأسدية. أما الموقف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والموحد في نقطتين: الأولى عدم التدخل الدولي لدعم الثورة السورية، التي بقيت ثمانية أشهر ثورة سلمية رغم اجرام العصابة الأسدية بحق المدنيين والقتل اليومي. والنقطة الأخرى هي بقاء النظام ضمن خيارين مفتوحين: إما بالعصابة الأسدية أو بدونها شريطة ألا يرحل النظام، ويكون جزء من العملية السياسية. التعامل مع الخيارين كان منوط بالمعطيات اليومية للثورة على الارض. تارة يتم الحديث عن الاول وتارة يتم الحديث عن الثاني وتارة يتم دمج الخيارين كما يحدث الآن، في الحديث عن حل سياسي يجرد العصابة الأسدية من صلاحياتها وتشكيل حكومة مؤقتة بصلاحيات كاملة، وهذا ما رفضته العصابة الأسدية. وما يحاول المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي تسويقه وفقا لمقررات مؤتمر جنيف ومجموعة الاتصال حول سورية، والتي لاتحمل قوة القرار الدولي، رغم رفض العصابة الأسدية له. هنالك الآن ضوضاء سورنة تغطي صوملة البلد بالحديث الصاخب عن حل سياسي. ويهدد الاخضر الابراهيمي المعارضة والشعب السوري، بأنه في حال رفضه لحل سياسي فإننا سنصل إلى الجحيم ومئة ألف قتيل. كذلك الحال بدأت الدول الغربية تعد العدة لممارسة مزيد من الضغوط على المعارضة من أجل القبول بحل سياسي وفقا لجنيف.الغرب ليس لديه مانع ببقاء النظام دون العصابة الأسدية. على الطريقة اليمنية او التونسية او المصرية،دون أن يوضحوا لنا وجه الشبه بين نظام العصابة الأسدية وبين تلك الانظمة التي اسقطت بفعل الربيع العربي. أعتقد أن الغرب يعرف جيدا أن لا شبه على الاطلاق بين تلك الانظمة وبين العصابة الأسدية. النظام الوحيد الذي كان يحمل وجه شبه بوصفه نظاما عائليا وشخصانيا مغلقا هو النظام الليبي، الذي تم اسقاطه بفعل الثورة والتدخل الدولي العسكري، ولولا النفط لما تدخلوا. أي أن الغرب يدرك أن الحديث السخيف عن وجود نظام في سورية خارج عائلة الأسد هو محض هراء..ويتم تسويق هذا الأمر عبر الحديث عن الحل مع قسم من النظام والذي لم تتلوث يديه بدم شعبنا. هذا نفاق وهراء والجميع يعرف أن اسقاط آل الأسد هو اسقاط للنظام بالكامل، لذلك لايزال خيار الحل السياسي المراد رفضه لا يستثني العصابة الأسدية. مع ذلك اي حل سياسي هذا يقول التالي" مهما تقتل من الشعب السوري طالما أنك مدعوم دوليا يمكن أن تبقى جزء من مستقبل سورية، فكيف بحل سياسي يجمع الجلاد مع الضحية؟ مع ذلك هل الحل السياسي المطروح على سبيل المثال يقيل ماهر الأسد من موقعه؟ هذا إذا قبلنا بحل سياسي يبقي بشار الأسد بدون صلاحيات لفترة مؤقتة؟ هل الحل السياسي يغير من طبيعة الجيش المتبقي مع العصابة الأسدية بكونه من طبيعة طائفية وكيف؟ هل الحل السياسي يحاسب من قتل واجرم بحق الشعب السوري؟ إذا كان لايريد أن يحاسب قضائيا، فما نفعه؟ وهنا تجدر الملاحظة أن الغرب حتى اللحظة يحاول الابتعاد عن الملف القضائي الجنائي!! الحل السياسي المطروح بالمحصلة هو إما القبول بالعصابة الأسدية كجزء من الحل أو الاستمرار بالصوملة الجارية على الارض فمن يستطيع القبول بهكذا حل؟ إنه حل اللاحل.لكن على ضوضاء نفاق المجتمع الدولي الاستمرار. أنه تحليل الدم السوري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدمار والخراب
أنس -

الذي لحق بسوريا سببه ليس فقط النظام الدكتاتوري في دمشق وإنما المرتزقة و الجماعات الإرهابية الراديكالية وقطاع الطرق التي تسمي نفسها بالجيش الحر والتي تتبع للخارج وتتحرك بأوامره. محاولات المجلس الإستنبولي والإئتلاف القطري وكتّابهم بتسويق هؤلاء المرتزقة كثوار يكافحون من أجل الشعب السوري بائت بالفشل لأن أعمال هؤلاء المجرمين وقطاع الطرق في خطف وقتل السوريين أصبحت معروفة للجميع. على اليوتيوب ممكن مشاهدة كيف يُقتل السوريين وتقطع رؤؤسهم بشكل وحشي وغير إنساني من هؤلاء المجرمين الذين يسمون أنفسهم بالثوار. معظم الأحياء والمصانع والمعامل التي سيطر عليها هؤلاء المجرمون في حلب إن لم تُقصف من قبل النظام نُهبت وسُرقت من قبل المرتزقة "الجيش الحر"و نُقلت أجهزة هذه المصانع إلى تركيا راعية "الثورة" و "الجيش الحر".

اللعنة
عالي -

لم أشاهد في حياتي ثوارا يدمرون بلدهم ويقتلون مواطنيهم على الهوية وينسفون البنية التحية لمؤسسات بلدهم بتمويل من الخارج إلا في سورية. إذا كان هؤلاء ثوارا فعلا، فلعنة الله على الثورة وما يأتي منها..