نقمتهم ألعن من ثورة الطبيعة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الذي يتابع نشرات الأخبار على الشاشات اللبنانية ينتابه الاحباط من المشاهد الدراماتيكية التي يراها، مرة من اهمال الدولة العتيدة ومرة من اهمال الشعب وتعدياته على الاملاك العامة. يتفاجىء المسؤولون بالعاصفة، ككل مرة وكأنها أتت على بغتة، ويستغرب ويحتج من اعتدى على الاملاك النهرية أن تفيض عليه المياه وتغمر ما بناه؟ لما يتفاجئون؟ غريب الا يجب بالمسوؤلين أن يكونوا على استعداد لعاصفة في كانون الثاني، ومن يعتدي على الأنهار ويرمي فيها قاذوراته لما يستغرب اذا ثارت عليه الطبيعة وانتفضت؟ والمضحك المبكي في هذا البلد أن الكل يجعل من المصيبة لعبة للتسلية والنكات؟ وهل أسخف من هكذا شعب غير قادر على محاسبة المسؤولين الذين أصبحوا يعتبرون وصولهم الى حكمه تحصيل حاصل، وبدل أن يأخذ موقفاً منهم كل ما يفعله يخترع النكات! حقا يستحق التهنئة!
الهذا الحد أصبح شعب سطحي كل أولوياته تلقف آخر النكات وتناقلها؟ يفبرك النكات على المسؤولين يضحك يتسلى وفي الحقيقة هو لا يضحك الا على نفسه، فهؤلاء الذين يضحك عليهم يحرموه من أبسط حقوقه، يجرون بلده الصغير الى الخراب حتى أصبح هذا الخراب أمرا واقعا اعتاد عليه. وهل هناك اسوأ من هذا الواقع؟ بلد تسوده العتمة في القرن الواحد والعشرين. بلد بات المريض فيه يخشى أن يذهب الى الطبيب لان مهنة الطب باتت تجارة ويخشى أن يأخذ دواء لان قلة الضمير وصلت ببعضهم الى اغراق الاسواق بالأدوية الفاسدة، ويخشى أن يأكل اللحوم لانها فاسدة ايضا... بلد الأكثر تسويقاً فيه الترويج لمشروبات الطاقة التي لا يدرك من تُسوّق لهم حجم الضرر الذي تخلفه عليهم. بلد ينزل أبناؤه بكل قدراتهم الى الشارع لمحاربة قانون أتى ليحميهم من آثار سم التدخين القاتلة. ووسط كل هذه الفوضى المعيشية يصفّق شعبه للرئيس والزعيم ويتقاتل مع أبناء بلده لان أحدهم يدافع عن النظام السوري والآخر يشتمه، وكأن كل مشاكلنا في لبنان حلّت ولم يعد هناك هم غير الموقف من النظام السوري! وفي النهاية يفاخر ويقول لبناني وبفتخر. عجباً! بماذا يفتخر؟ بأن يصنف بلده ضمن قائمة البلدان الأكثر فساداً؟ بأن يصبح هم بيروت، التي كانت تُعرف بسويسرا الشرق، أن تقي نفسها من المطر، النعمة التي تفتقدها الكثير من البلدان!
الطبيعة اذا ثارت فلأنها تعمل وفق نظام الكارما وتثور على من يعتدي عليها، لا تعتدي على أحد، ولا تميّز بين دين وآخر وبين جنسية وأخرى، أما من يتأفف منها فيجدر به أن يعيد حساباته ويفكّر بمسؤولياته ويحدّد على من يجب أن يثور!
التعليقات
غير صالح للاستخدام الادمي
الف ميم -ما تفضلت به سيدتي وصف دراماتيكي لواقع معظم بلداننا العربية والغريب اننا اعتدنا هذه الاوضاع اللاانسانية التي نعيشها ربما لتقوية المناعة عندنا على راي عادل الامام نكته اليس كذلك يا سيدتي اقول اعطي لشعوبنا ايضا الفرصة في ان تروح عن نفسها بالنكتة عندما يخرج من ايديها تغيير واقعها المؤلم دعيها تنفس قليلا عن كربتها ولو من باب لاتحسبوا ان رقصي في الهوى طربا - الطير يرقص مذبوحا من الالم
غير صالح للاستخدام الادمي
الف ميم -ما تفضلت به سيدتي وصف دراماتيكي لواقع معظم بلداننا العربية والغريب اننا اعتدنا هذه الاوضاع اللاانسانية التي نعيشها ربما لتقوية المناعة عندنا على راي عادل الامام نكته اليس كذلك يا سيدتي اقول اعطي لشعوبنا ايضا الفرصة في ان تروح عن نفسها بالنكتة عندما يخرج من ايديها تغيير واقعها المؤلم دعيها تنفس قليلا عن كربتها ولو من باب لاتحسبوا ان رقصي في الهوى طربا - الطير يرقص مذبوحا من الالم