في مديح الهاشميين في هذا الأوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ مدّة طويلة
يلاحظ القرّاء، في غير مكان من وسائل الإعلام، وفي هذا الموقع بالذّات، بروز هجمة إعلامية يقودها هنا شاكر النابلسي على الهاشميين في الأردن بالذات. لا أريد الدخول في التفاصيل الأردنية الدقيقة لسببين اثنين. أوّلاً، لأنّي لست على علم بها بما يكفي لإبداء رأي قاطع في مسيرة الأحداث. وثانيًا، لأنّ الأمر الأكثر أهميّة في هذا السياق، بنظري، يقع في مكان خارج هذه الأحداث، سأتطرّق إليه لاحقًا.
هنالك من يدّعي أنّ الكيان الأردني هو كيان مصطنع، وقد برز على السطح جرّاء التقسيمات الاستعمارية لهذه المنطقة العربية على خلفية انهيار الدولة العثمانية، وأنّه كيان قد أُنشئ ليخدم أهدافًا استعمارية في هذه المنطقة العربية. بالطّبع، هذه حقيقة تاريخية لا ينتطح فيها عنزان. غير أنّ هذه الحقيقة هي جزء بسيط من الحقيقة الكبرى وهي أنّ كلّ هذه الكيانات السياسية هي كيانات مصطنعة في نهاية المطاف. كما إنّ الكيانات المصطنعة ليست حكرًا على المنطقة العربية دون غيرها، فالكيانات الأوروبية والكيانات الآسيوية، والأفريقية وغيرها، كلّها كيانات مصطنعة خارجة من أفول وتراجع الإمبراطوريات وصعود القوميّات الإقليمية.
إذن، الأردن كيان مصطنع كغيره في هذه المنطقة. إنّه مصطنع مثل إسرائيل، مثل لبنان، مثل سورية والعراق والكويت وسائر الأقطار التي وضع حدودها الاستعمار في نهاية المطاف. لقد قطّع الاستعمار أوصال مناطق شاسعة ورسم حدودًا لا تأخذ بالحسبان أواصر الإثنيات والطوائف. هكذا، على سبيل المثال تقطّعت أوصال ملايين الأكراد بين عدّة دول إقليمية هي تركياو إيران، العراق وسورية، ولا يزالون يعانون جرّاء هذا التقسيم.
الدكتاتوريات هي التي تُفتّت الدّول:
هنالك من يدّعي بوجود مؤامرة لتفتيت هذه المنطقة ورسم حدودها من جديد. غير أنّ كلّ هؤلاء المُدّعين من حاملي نظريّة المؤامرة هذه لا يكلّفون أنفسهم بالنّظر إلى ما يدور في دواخلهم. بالطبع، قد تكون هنالك دول عظمى ذات مصالح ظاهرة أو خفيّة في هذه البقعة من الأرض، ولكنّ هذه النّظرة هي نظرة ضيّقة، إذ لولا وجود أرضيّة خصبة لهذا التفتّت لما استطاعت الدول االعظمى، مهما بلغت قوّتها، أن تنال من وحدة البلاد.
والأرضيّة الخصبة لحدوث التفتُّت هي من صنع أهل هذه البلاد بأنفسهم، أو هي من صنع الأنظمة التي نشأت في هذه البلدان. إنّ الأنظمة الديكتاتورية التي ربخت على صدور البشر في هذه الأصقاع هي المسؤول الأوّل عن هذا التفتُّت إلى إثنيّات وطوائف وملل ونحل. فطوال عقود طويلة لم تُفلح هذه الأنظمة في خلق هويّة مدنيّة جامعة لأطراف المواطنين على اختلاف مشاربهم، بل كان كلّ همّها منصبًّا على الحفاظ على زعاماتها الطائفيّة والقبليّة غير متورّعة في ارتكاب الجرائم والاستبداد واستعباد العباد. وما حصل ويحصل في العراق، وما يجري الآن في سورية هو خير مثال على هذه الأنظمة الفاسدة والمفسدة في الأرض.
هل الأردن يسير على هذه الطريق؟
كما نوّهت سابقًا، الأردن كغيره من الكيانات في هذه المنطقة. غير أنّه والحقّ يُقال، لا يمكن أن يُقارن من ناحية الاستبداد والظّلم بأنظمة البعث القبلي، وبسائر الأنظمة العروبية الثورجية التي أغرقت شعوبها في بحار من الدم من المسفوك بغية البقاء في كرسي الرئاسة على جثث العباد للاستحواذ بموارد البلاد.
غير أنّه، وبخصوص الأردن، سيكون لسقوط النّظام الأردني إسقاطات بعيدة المدى على القضية الفلسطينية بعامّة. من هذا المنطلق يجب النّظر إلى الحملة المُوجّهة ضدّ الأردن بمنظار آخر. إنّ حملة كهذه تصبّ في مصالح اليمين الأميركي المرتبط ارتباطًا سياسيًّا مع اليمين الإسرائيلي الّذي يرى في الأردن وطنًا بديلاً للفلسطينيّين. فإذا أخذنا بنظر الاعتبار التركيبة الديموغرافية للأردن، حيث أنّ الغالبية السكّانية أو ما يقارب ذلك من أصول فلسطينية، فإنّ سقوط النّظام وقيام نظام آخر، فهذا يعني أنّ الأردن سيتحوّل دولة بغالبية سكّانية فلسطينية.
وفي حال كهذه،
فإنّ العالم سيتوقّف عن المطالبة بقيام دولة فلسطينية ثانية في الضفة والقطاع، حيث لا يمكن الدعوة لقيام دولتين فلسطينيّتين. وهكذا، ستصبح الطريق سالكة أمام اليمين الإسرائيلي - بدعم من اليمين الأميركي وسكوت العالم الآخر - ليمضي في ابتلاع ما يستطيع ابتلاعه من أراضي الضفّة الغربية. من هنا فإنّ الهجمة على الهاشميين في هذه اللحظة يخدمون أجندات اليمين الأميركي والإسرائيلي.
إذن، حتّى وإن كان الكيان الأردني مصطنعًا، فهو مصطنع كغيره من هذه الأقطار في هذه البقعة. غير أنّه ورغم هذه المفارقة التاريخية في هذا الأوان بالذّات، فإنّه يشكّل في هذه اللحظة التاريخية حاميًا لما تبقّى من القضيّة الفلسطينية أمام الهجمة الصهيونية على الأرض الفلسطينية.
ولهذا، اقتضى التنويه!
*
موقع الكاتب: من جهة أخرى
التعليقات
مع الأسف
المسعودي -الكاتب يكيل بمكيالين ...ا.
Its about time
Humble Citizen -Its about time we start calling the spade a spade. The writer is absolutely correct in stating that most Arab countries are geographically generated by the major powers at the time; and that the Hashemites are the ONLY barrier agianst the alternative homeland scenario. All the Moslem Brotherhood wants is to eradicate the Jordanian national identity and install a religious identity inorder to make the transfer of Palistinians into Jordan a possible evnt. Its about time we stop mincing words and CALL THE SPADE A SPADE.
Its about time
Humble Citizen -Its about time we start calling the spade a spade. The writer is absolutely correct in stating that most Arab countries are geographically generated by the major powers at the time; and that the Hashemites are the ONLY barrier agianst the alternative homeland scenario. All the Moslem Brotherhood wants is to eradicate the Jordanian national identity and install a religious identity inorder to make the transfer of Palistinians into Jordan a possible evnt. Its about time we stop mincing words and CALL THE SPADE A SPADE.
الحائر
الطلاسم -لقد اصبت كبد الحقيقه ولاول مره اراك موضوعيا ومنطقيا ومحايدا ,, وارجو ان يكون ما كتبته نابع من قناعه راسخه بحقيقة ما تقول ,, لا ان تكون مجرد مناكفات كتاب وغيره تحفل بها العديد من صفحات المواقع العربيه الالكترونيه .. وهي مناكفات بين كتاب تدفعها الغيره التي الناتجه عن ارتفاع اسهم بعض الكتاب عن الاخرين مما يدفع بعض الكتاب الى معارضة هذا الكاتب او ذاك من اجل تهميشه . دون الالتفات الى الحقيقه التي غالبا ما تختفي في ثنايا الاختلافات ,, الهاشميون صمام امان الاردن بتريكبته الديمغرافيه .. والبديل سيكون صدام او بشار جديد .. وهذا لا يعني موافقتنا على الفساد الذي قادة ملك الاردن الحالي سواءا كان بعلمه او بدون قصد ووجد نفسة متورطا فيه .. اؤيدك ان شاكر ليس بريء من تهمة الترويج لليمين المتطرف .. اذ من غير المعقول ان يسهب شاكر في سلسلة مقالات متتاليه عن الاردن .دونما هدف . ولكن اطمئن الجميع- كاردني- ان اسلوب شاكر لا يحرك قيد انملة في توجه اي اردني نحو نوايا شاكر الخبيثة والمعروفه للجميع ,,, شاكر مكشوف الينا بكل سهولة ويسر ومن ابسط الاسئله التي يمكن ان يوجهها اي اردني له " اين انت قبل خريف العمر من الاردن وهمومه .. ولماذا التركيز الان ,, اسئله برسم الاجابه
سلبت ترابنا ووزعت
إبــKurdistanـن -على سبيل المثال تقطّعت أوصال ملايين الأكراد بين عدّة دول إقليمية هي تركياو إيران، العراق وسورية، ولا يزالون يعانون جرّاء هذا التقسيم.كلام صحيح100% سلبت ترابنا ووزعت بين ألعراق وتركيا وإيران وسوريا .
سلبت ترابنا ووزعت
إبــKurdistanـن -على سبيل المثال تقطّعت أوصال ملايين الأكراد بين عدّة دول إقليمية هي تركياو إيران، العراق وسورية، ولا يزالون يعانون جرّاء هذا التقسيم.كلام صحيح100% سلبت ترابنا ووزعت بين ألعراق وتركيا وإيران وسوريا .
الأردن وايلاف
ماجد -وأيضا يا سيدي هناك من يكتب في ايلاف ويدافع عن الأردن وينصف الأردن ويؤيد الهاشميين.
تحية لكاتب المقال
george -شكراً للكاتب العزيز الدكتور سلمان مصالحة على ما تفضل به وهو يعد ملخص بما حصل فعلاً فيقول في مقاله ... (إذن، الأردن كيان مصطنع كغيره في هذه المنطقة. إنّه مصطنع مثل إسرائيل، مثل لبنان، مثل سورية والعراق والكويت وسائر الأقطار التي وضع حدودها الاستعمار في نهاية المطاف. لقد قطّع الاستعمار أوصال مناطق شاسعة ورسم حدودًا لا تأخذ بالحسبان أواصر الإثنيات والطوائف. هكذا، على سبيل المثال تقطّعت أوصال ملايين الأكراد بين عدّة دول إقليمية هي تركياو إيران، العراق وسورية، ولا يزالون يعانون جرّاء هذا التقسيم).... ولكن علينا أن نذكر من هم الذين كانوا من وراء هذا الأستعمار الذي بعدما حقق أهدافه بتمكين اليهود من صنع دولتهم المصطنعة على انقاض دولة تم التخلي عنها عربياً قبل أن يتخلى عنها دول الغرب المحكومة صهيونياً وهم يهود العالم ...وشكراً
The best rulers
Man -The King is making sure that the country is going the right direction and protected from Terror, intruders and parties who pretend that they the real Muslims and try to overthrow the regime by any means! That will not happen ever as long as the real Jordanian people from Palestine and local Jordanians who are so happy with their monarch and his reforms. Jordan has seen a big change the last few years in all aspects of life in economy, social tolerance and education, besides the medical enhancements in the medicine field with the highest quality of care and treatments, also the technical and the industrial facts are ones of the best in advancement of the whole Middle East. The Hashimites proved and is still proving that they are the best rulers of the region, regards to protecting the minorities, socially and religiously, abiding by the human right issues and above all, They are always extending their hands to all the neighbors who fled their countries because of wars, conflicts and economical misfortunes, Egyptians, Iraqis, Syrians, Libyans and others are the witnesses to this fact. We wish for Jordan to keep going ahead with its reforms and changes to a full democratic nation by its genuine Kings who served Jordan for decades and help people to live better overall.
تحية لكاتب المقال
george -شكراً للكاتب العزيز الدكتور سلمان مصالحة على ما تفضل به وهو يعد ملخص بما حصل فعلاً فيقول في مقاله ... (إذن، الأردن كيان مصطنع كغيره في هذه المنطقة. إنّه مصطنع مثل إسرائيل، مثل لبنان، مثل سورية والعراق والكويت وسائر الأقطار التي وضع حدودها الاستعمار في نهاية المطاف. لقد قطّع الاستعمار أوصال مناطق شاسعة ورسم حدودًا لا تأخذ بالحسبان أواصر الإثنيات والطوائف. هكذا، على سبيل المثال تقطّعت أوصال ملايين الأكراد بين عدّة دول إقليمية هي تركياو إيران، العراق وسورية، ولا يزالون يعانون جرّاء هذا التقسيم).... ولكن علينا أن نذكر من هم الذين كانوا من وراء هذا الأستعمار الذي بعدما حقق أهدافه بتمكين اليهود من صنع دولتهم المصطنعة على انقاض دولة تم التخلي عنها عربياً قبل أن يتخلى عنها دول الغرب المحكومة صهيونياً وهم يهود العالم ...وشكراً
كراهية النابلسي للاردن
عزام -معروف عن الكاتب شاكر النابلسي حقدة الشديد للاردن وشعب الاردني من القبائل والعشائر وللهاشمين عموما الى درجة لا تصدق مع انه من تيار التخلي عن فلسطين العربية والقدس الشريف مقابل الاردن وعاصمتها عمان .
الى السيد كردستان
سعد الشكرجي -دوختونا اصل الاكراد من افغانستان ارجعوا الى بلدكم ليس لكم مكان في الشرق الاوسط
كراهية النابلسي للاردن
عزام -معروف عن الكاتب شاكر النابلسي حقدة الشديد للاردن وشعب الاردني من القبائل والعشائر وللهاشمين عموما الى درجة لا تصدق مع انه من تيار التخلي عن فلسطين العربية والقدس الشريف مقابل الاردن وعاصمتها عمان .
القصاص من ايتام زئيفي
محمود المقدسي -ثم تكون خلافة على نهج النبوة ـ ما من شك ان الاردن وغيره من البلاد صنيعة الاستعمار الغربي بعد الحرب العامة الثانية وهو كيان وظيفي مهمته ا لاساسية حماية حدود الكيان الصهيوني خاصة وان له اطول جبهة مع فلسطين التاريخية هذا الكيان مصيره الى الزوال كسنة كونية وحتمية تاريخية وهو ارض الرباط للمعركة النهائية مع اليهود المتدينين بعد هروب اليهود الصهاينة العلمانيين من فلسطين بسبب اختلال موازين القوى الدولية حيث سيتم ابادة اليهود الصهاينة المتدينين ثم القصاص من الخونة من ايتام رحبعام زئيفي من الدروز من الذين خدموا الكيان الصهيوني كجلادين وجنود ومفكرين ؟
القصاص من ايتام زئيفي
محمود المقدسي -ثم تكون خلافة على نهج النبوة ـ ما من شك ان الاردن وغيره من البلاد صنيعة الاستعمار الغربي بعد الحرب العامة الثانية وهو كيان وظيفي مهمته ا لاساسية حماية حدود الكيان الصهيوني خاصة وان له اطول جبهة مع فلسطين التاريخية هذا الكيان مصيره الى الزوال كسنة كونية وحتمية تاريخية وهو ارض الرباط للمعركة النهائية مع اليهود المتدينين بعد هروب اليهود الصهاينة العلمانيين من فلسطين بسبب اختلال موازين القوى الدولية حيث سيتم ابادة اليهود الصهاينة المتدينين ثم القصاص من الخونة من ايتام رحبعام زئيفي من الدروز من الذين خدموا الكيان الصهيوني كجلادين وجنود ومفكرين ؟
يا رقم 10
نادر -يا رقم 10 تفكيرك الاخونجي يجعلك تدخل في متاهات عبادة الماضي وتقديس التخلف والعيش في الخرافة ونبذ التغيير . الخوف كل الخوف ان يتم ازالة الدكتاتوريات العلمانية الى دكتاتوريات دينية ترفض الديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة والطفل والرأي والرأي الاخر .
ردي على المدعو نادر
المقدسي -هههههه !!
ردي على المدعو نادر
المقدسي -هههههه !!