هل تزدهر «القاعدة» بعد «الربيع العربي»؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سورية والانعطافة الحادة:ولكن بداية التحول الحقيقية كانت مع تطورات الأزمة السورية، حين لم تستطع القوى المعارضة للنظام الاستمرار في النهج السلمي، فتولد "الجيش الحر" ثم برزت "جبهة النصرة "القريبة من القاعدة فكريا، وعمليا، إن لم تكن فرعا منه تنظيميا. لا تختلف سورية، جوهريا، في طبيعة الإسلام الذي تعتنقه غالبيتُها، والسمة الغالبة عليه هي السمة التقليدية التَّعبُّدية، الشعائرية، مع التزامات بأساسياتٍ أخلاقية.وتاريخيا وجدت جماعةُ الإخوان المسلمين تربةً خصبة، وحاضنةً اجتماعية، لكنها سرعان ما أُجهضت بالمعالجة الأمنية التي دفعت نظام حافظ الأسد، إلى ارتكاب مجازر راح ضحيتها عشرات الآلاف.ولكن شراسة النظام الأسدي، وطائفيته، ساعدت على إذكاء الروح الجهادية في البيئة السورية، في الأرياف، وفي المدن، وزاد من الالتفاف الشعبي حول "جبهة النصرة" تخاذلُ الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، عن دعم الذين صاروا في مواجهةٍ لا رجعة عنها مع نظام لم يتعود معارضا، عنيدا، فضلا، عن معارض، مسلح، يصر، ويعلن أنه لا عودة حتى إسقاط رأس النظام، بشار، وكل طاقمه السياسي والأمني.وكان إعلانُ واشنطن " جبهةَ النصرة" منظمةً إرهابية الفتيلَ الذي ألهب مشاعر السوريين، المتعاطفين معها، أصلا، ولم يجد المعارضون المتوجسون من تناميها، غير إعلان تعاطفهم معها؛ فكانت جمعة " لا إرهاب إلا إرهاب الأسد" ردا معانِدا لواشنطن، رحبت به الجبهة، ورأت في موقف أمريكا غير الموثوق بها، والمتآكلة الصُّدْقيَّة، حتى في صفوف العلمانيين الثوار، والمدنيين، مُغذِّيا لها، اجتماعيا، بعد أن حققت إنجازاتٍ ميدانية، وشُهِد لأفرادها بالشجاعة الفائقة والعمليات النوعية، والتصدي للمواجهة في أخطر الحالات، وأكثر المواقع تقدما. وتتحدث الأخبار عن اعتمادها على ما تغنمه من أسلحة الجيش النظامي، وذخائره؛ فلا حاجة لها ماسةً للسلاح من الخارج، عبر تركيا، أو غيرها، فلا فرص كبيرة لابتزازها. واشنطن والوضع الحرج:وهنا تشكلت الدائرة الشريرة، أمريكيا؛ فهي من الناحية الاستراتيجية، لا يمكن أن تدعم تنحِّي الأسد، وتفكيك نظامه، إذا كان البديل، هو الجماعات الإسلامية الراديكالية والجهادية.والمشكلة التي تعاني منها، سورية، أكثر من بلدان الربيع الأخرى، هي غياب الجسم السياسي المُعارِض، والأفكار المَدَنيَّة المُبَلْوَرة، خارج نطاق "البعث" في مقابل حيوية الشعب السوري، ووعيه، وطاقته العالية، قياسا، بالشعب الليبي الذي، وإنْ اشترك مع السوريين في حرمانه من الهياكل الحزبية المعارضة، والبيئة الاجتماعية المتحررة من القذافي، إلا أن بناءه القبلي، وطبيعته الديمغرافية الموزعة على مِساحاتٍ واسعة، والفترة غير الطويلة، نسبيا، التي أُسقط فيها القذافي، سمحت بالحدِّ من توسع الجماعات الجهادية، في ليبيا، وإمكان حصرها، وحتى تثوير قسم من الليبيين، ضدها...وكانت تلك الحماسة والإجماع الدولي، والغربي نابعةً من السهولة النسبية في إطاحة القذافي؛ بسبب انعزال نظامه، وتطرفه، سياسيا، وجغرافيا، إذا ما قيس، بالدولة السورية المتشابكة العلاقات، والمركزية الموضع والموقع في المنطقة العربية، وما يعنيه ذلك، من ارتدادات، على كل الدول المجاورة، وعلى التوازنات الإقليمية.ولكن التردد الغربي، في دعم المعارضة السورية، بالسلاح، والامتناع حتى عن التلويح بالتدخل العسكري، وحتى الضغط على الدول العربية المتعاطفة مع الثوار، للحد من دعمها لهم، كلُّ ذلك أطال أمدَ المواجهات الفظيعة على المستوى الإنساني، والمثيرة للنزعات الدينية، وكما أفادت الجماعاتُ الدينية، و"جبهةُ النصرة" من وصمها بالإرهاب، فإنها تستفيد من إطالة أمد المواجهة؛ لأنها تساعد في إيقاظ الشعور الديني، والعودة إلى المكوِّنات الأولى. مقابلة مع مصر:ولو قابلنا بين هذه الحالة السورية الصراعية، والحالة المصرية، مثلا، فإن فروقا تظهر؛ إذ طبيعة الخصم السياسي المتمثل في القوى المدنية والليبرالية، لا تستثير في الشعب المصري تلك الروحَ الجهادية؛ لأنَّ قوى المعارضة، سلميةُ الطابع، فضلا عن كونها تنتبه إلى ضرورة منع تكريس التخندق الديني، وتحاول حرمان "الإخوان المسلمين" ومن يساندهم من القوى السلفية، من سلاح الدين؛ تمهيدا لجرِّ (الإسلاميين) إلى حلبة الصراع الاجتماعي المعيشي، والهموم التنموية، والتحديات الاقتصادية والتعليمية. وثمة عن فرق مهم، بين مصر وسورية يتمثل في عراقة القوى المدنية، وتواصُل عملها ونضالاتها، في فترة ما بعد الاستقلال، وظلت أصوات تلك الأحزاب والشخصيات مسموعة، ولم يتمكن مبارك من منعها؛ فَسمَح بهامشٍ من الحرية، في الصحافة، وفي المجتمع. أما نظامُ الأسد فأكثرُ ما يجسد النُّظمَ الشمولية التي تحاول الاستحواذ على فكر المجتمع وشعوره؛ فإذا تهددها خطر، أسفرت عن وجه عَقَديٍّ، وطائفي، قبيح، يستدعي بالضرورة، نقيضَه، دماً بِدَم، وهَدْماً بِهَدْم.ولا بد من التفريق بين خطاب فكري، أو ديني، يستمدُّ وجاهتَه من أدواته الفكرية والعلاجية، وبين خطابٍ يترعرع لأسباب خارجة عنه، تُغذّيه، كلما اشتدت.صحيح، أنّ هذه العوامل تسمح، وتُهيِّء لتقبُّل هذا الخطاب، ولا سيما أنه يحاول البناءَ على المعتقد الروحي، ولكن هذه الفرصة لا تتوفر خارج نطاق عواملها.هذا مع عدم إغفال عوامل أخرى غير الحالة الصراعية الدينية، أو الطائفية، تساعد على ازدهار خطاب "القاعدة" كالشعور بالحرمان والفقر، والتهميش، كما هو شعور قسم ملحوظ من شبه جزيرة سيناء في مصر، حيث تتطرف هذه المنطقة، عن المركز، فكريا، واقتصاديا، وسياسيا، وحتى أمنيا؛ ما يسمح ببيئة مساعدةٍ للجماعات القريبة من " القاعدة" وكذلك، في كلِّ منطقة تشهد فراغا، أو تَظَلُّماتٍ متأزمة، كما في شمال مالي، وكما في بعض مناطق اليمن.o_osaamah@hotmail.com.
التعليقات
إلى من يهمه الأمر
ن ف -لم أفرأ المفالة بعد.. ولكن رداً على العنوان، أقول: لا وجود للقاعدة. القاعدة ماتت وشبعت موتاً. يبنغي أن يُصاغ السؤآل على هذه الشاكلة: هل يزدهر ((الاسلام السياسي)) بعد ((الربيع العربي))؟ والجواب نعم ولكن! إنها بداية نهاية الاسلام السياسي. ولا بدّ من القول هنا إن الاسلام لا يزدهر إلا في ظل دولة علمانية. اكرّر: لا يزدهر الاسلام إلا في ظلّ دولة ليبرالية علمانية. أقول قولي هذا واستغفر الله لقوم لا يفقهون.
لعبة أمريكية
محلل اجتماعي -الناس في الدول العربية خصوصا و الإسلامية عموما هي مبرمجة دينيا ضد أمريكا و الغرب و الطفل منذ ولادته يتم إرضاعه الكراهية لكل ما هو غربي و الناس تنحازاوتوماتيكيا و تقف مع الجهة إلتي تعتبرها امريكا منظمة أرهابية و العكس هو الصحيح أيضاً أي الناس تقف بالضد مع اي جهة تدعمها أمريكا و أمريكا تعرف نفسية هذه الشعوب و هي عندما أعلنت أن جبهة النصرة هي منظمة إرهابية كانت تعرف أن هذا سيزيد من شعبية هذه المنظمة و لهذا لعبت لعبتها تلك و أعلنت أن جبهة النصرة هي منظمة إرهابية حتى تزيد من شعبية تلك المنظمة و حتى يبدوا كأن أمريكا تفضل نظام بشار الأسد مما سيزيد من عزلة نظام الأسد بين السوريين لاعتقادهم أن أمريكا تدعمه بينما الواقع أن أمريكا هي التي تدعم جبهة النصرة من خلال أدواتها مثل تركيا و قطر التي تمد النصرة بالسلاح بتوجيه خفي من أمريكا و إسرائيل حتى يتفاقم أوضع أكثر في سوريا و تتدحرج بالكامل و هذا هو ما تسعى له إسرائيل
إلى من يهمه الأمر
ن ف -لم أفرأ المفالة بعد.. ولكن رداً على العنوان، أقول: لا وجود للقاعدة. القاعدة ماتت وشبعت موتاً. يبنغي أن يُصاغ السؤآل على هذه الشاكلة: هل يزدهر ((الاسلام السياسي)) بعد ((الربيع العربي))؟ والجواب نعم ولكن! إنها بداية نهاية الاسلام السياسي. ولا بدّ من القول هنا إن الاسلام لا يزدهر إلا في ظل دولة علمانية. اكرّر: لا يزدهر الاسلام إلا في ظلّ دولة ليبرالية علمانية. أقول قولي هذا واستغفر الله لقوم لا يفقهون.