أصداء

الزعتري مخيم الموت والعار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اطلاق صفة " المخيم " يدخل في خانة المجاز حيث انه لايستوفي الشروط الادنى اللازمة لتلك الصفة، اذ لا توجد فيه دورات المياه التي تليق بالبشر والخيم لا تقي من حرارة جهنم الصيف ولا من برودة الشتاء القارس وامطاره ورياحه وفيضاناته.

من الناحية الاعاشية لا املك معلومات كافية ولكن تجارة وبيع الفتيات القاصرات تحت اسم الزواج وبفتاوى مخزية الى الغرباء الذين يأتون من " كل فج عربي عميق " هو دليل كاف لمعرفة ظروف الحياة التي يعانيها المهاجرون السوريون.

سوف نترك الاردن جانبا لان الجميع يعرفون الامكانيات المحدودة لهذه الدولة وشعبها.
المشاهد المريعة للمهاجرين التي شاهدناها على الشاشات والتي كانت تدمي القلوب جعلت كل انسان يحمل بين جوانحه ذرة من الوجدان والضمير ان يشعر بالحزن و بالغثيان والاحباط.
على من تقع المسؤولية لما حدث للمهاجرين السوريين ؟ ثم لماذا عدم اتخاذ التدابير قبل قدوم الشتاء وبكل قساوته ؟

المسؤولية بالدرجة الاولى تقع على المعارضات من الائتلاف وهيئة التنسيق والمؤتمر الوطني السوري وصولا الى كل الشذرات والمذرات الاخرى تحت الاسماء المختلفة والتي تدعي المعارضة.
سؤال بسيط : لماذا لم نجد ولا اي معارض بين تلك الخيم في تلك الظروف القاهرة ؟ ليس القصد هنا زيارة المخيم لساعة او ساعتين مع صور تذكارية هزلية، بل القصد هو الاقامة هناك لمدة اسبوع على الاقل لمعرفة الحقيقة والواقع ونقلها الى العالم اجمع. لماذا لا يوجد مقيمون دائميين من المعارضين وقياداتهم في كل المخيمات في دول الجوار ؟ امر غريب فعلا!
الم يكن من الواجب على معاذ الخطيب وجورج صبرا وهيثم مناع وآخرين ان يكونوا الى جانب هؤلاء المهاجرين منذ الساعات الاولى والاقامة هناك حتى ايجاد حل لتلك المحنة؟
الخطيب وصبرا ومعهم مجالسهم منشغلون بتوزيع المناصب في حكومة المنفى واجراء المناقشات في الفنادق ووجباتها الدسمة التي تعودوا عليها.

اما السيد هيثم مناع فهو منهمك في الاعداد لعقد مؤتمر آخر في جنيف قريبا. لو كنت مكان السيد مناع لقمت بتبديل مكان المؤتمر من جنيف الى الزعتري وسلمت المخصصات النقدية الى المهاجرين بدلا من هدرها على الفنادق السويسرية.

الاكثرية الساحقة من المعارضين وصلوا الى الصين ولكن لم يصل احد الى الزعتري. هل هؤلاء يخافون من التعرض الى نقمة المهاجرين اصحاب القضية الحقيقيين وهم في الواقع افراد ينتمون الى أسر وعائلات واقارب الشهداء والجرحى والمعاقين ؟ المعارضة فقدت المصداقية وظهر ان كل " نضالاتهم " لا تتعدى كونها صراعا على المناصب. الزعتري اكبر برهان.

المسؤولية بالدرجة الثانية تقع على عاتق السوريين في المهاجر لتقديم العون. ولكن الانسان السوري العادي فقد الثقة بالسياسيين وجمعيات وهيئات جمع التبرعات بعد نصف قرن من العيش في ظلال اللصوصية والسرقات والنهب والاكاذيب والتفسخ الاخلاقي في ظل النظام الحالي وكل ذلك ترك ندبات مرضية عميقة في سيكولوجية الانسان السوري والتي تظهر الى السطح بردود افعال متباينة واخطرها فقدان الثقة.

المسؤولية بالدرجة الثالثة هي مسؤولية الدول العربية وشعوبها ولكن كالعادة نشاهد ان الدعم كبير بالصوت والصورة تلفزيونيا وزهيد جدا في الواقع. يعني جعجعة من دون طحن. ما يدعو الى السخرية هو ان المنطقة العربية تعتبر من اغنى مناطق العالم وفيها اصحاب اكبر الرساميل المالية في المصارف العالمية. هل الخليج وحده صاحب الموارد النفطية؟ العراق وليبيا والجزائر لا تقل عن دول الخليج والسعودية. الكل في الهوى سوى.

من اين كانت تأتي مليارات بن علي ومبارك والقذافي وابنائهم وبطاناتهم ؟. اليس من المنطقة العربية بالذات ؟ كل الحكام العرب واسرهم وصولا الى الاحفاد لديهم ملايين من المليارات في كل انحاء العالم.....
بعد معرفة هذا الثراء الفاحش في المنطقة، أليس من العار ان تمتد ايادي التسول و " الشحادة " على ابوب الغرباء في الغرب والشرق وفي كل مكان ؟. الصورة كاريكاتورية وهي انك تجد شحاذا يملك الوفا مؤلفة من الدولارت وهو يمد يده ويشحذ : دولار لوجه الله..

ألا ترون ان معظم المعارضين وكذلك كل الحكومات العربية واجهزة الاعلام المعروفة توجه اللوم صباح مساء الى العالم وتتهمهم بالتقاعس عن تقديم العون والمساعدة الى الشعب السوري. ألا يعلم هؤلاء ان العالم يعرف عين اليقين كم دولارا لا بل حتى سنتا تملكه كل دولة وحكامها واثريائها.ألا يعلم الجميع ان امريكا والغرب يعانون من ازمة مالية خانقة ومنذ عدة سنوات ؟ اذن لماذا هذا التسول على ابواب المفلسين؟
السيد معاذ الخطيب يتحفنا دوما بخطاباته الرنانة قائلا : الشعب السوري العظيم.....امر يدعو الى الشفقة وكأن كل الشرشحة الشحاذية اعلاه لم تكف صرنا عظماء ايضا.

لست ادري ما هي مقومات او معايير العظمة للشعوب. لا ياسيدي نحن شعب بائس والدليل:
ــ كيف قبلنا ونحن عظماء ان تتحكم بنا طغمة فاسدة خمسون عاما ؟
ــ أليس جيش النظام والموالين له وعددهم كبير سوريون ؟ يعني عظماء !!
ــ اللصوص وبالعي الرشاوي وناشري الفساد واللاخلاقية وهم بالملايين في الاربعين السنة الماضية من عمر النظام أليسوا سوريين ؟ طبعا عظماء.
ــ كل الذين كانوا يعملون في اجهزة المخابرات والذين ارتكبوا الفظائع والجرائم وصولا الى اغتصاب الحرائر في الزنازين....أليسوا سوريين ؟ يا لعظمتهم!
قائمة العظماء طويلة لا نهاية لها.
هل عرفتم الآن لماذا نحن اكثر تخلفا حتى عن المتخلفين بين شعوب العالم ؟ هذه ذهنيتنا التي عبر عنها الخطيب.

هل العرب السوريين وحدهم عظماء ؟ لا هذا مرفوض.... نحن الطيف الكردي ايضا عظماء والبرهان هو اننا ايضا سوريون. أتريدون البرهان؟
نحن لدينا 36 حزبا سياسيا.... انها ليست نكتة هو رقم حقيقي فعلا. نحن ايضا نهرول مثلكم من مؤتمر الى مؤتمر ومن اجتماع الى آخر ولكن لدينا صفة معينة وهي صفة " القيادي ". صفة تطلق على 360 حزبي وذلك اذا افترضنا ان كل حزب فيه على الاقل عشرة اشخاص في لجانه السياسية والادارية. احذر العرب والآخرين من استعمال هذه الصفة " القيادي " لان براءة الاختراع كردية تماما.
الرقم مرشح الى 72 حزبا نظرا لسرعة انشطار كل حزب الى اثنين بين الفترة والاخرى. اذا حدثت معجزة وهبط الرقم الى عشرة معنى ذلك ان " قياديا " في الاحزاب الكردية قد اكتشف دواء ضد الانشطار وعندها يمكن نقل الاختراع الى مجال معالجة السرطان.

ثم نصدق انفسنا نحن الكرد اننا اكثر تنظيما من الاطياف السورية الاخرى حيث نسمع ذلك من بقية السوريين !. "عين الحسود فيها عود ". الحسد جاء من خلال المؤامرات، اذ ان " المؤامرة العربية " منعتنا من الدخول الى كتاب غينيز للارقام القياسية بناء على عدد الاحزاب.

قريبا سنفتح دورات تعليمية في " كيف تشكل حزبا في عشرة دقائق " ولكن ليس بدون معلم او بالاحرى دون " قيادي " ذو خبرة عالية مع ضمانة كاملة.
معارض آخر في المجلس الوطني السوري يردد في كل خطاب وبصوته الجهوري : الشعب السوري العظيم اعطى العالم اول ابجدية في التاريخ.....
مالفائدة من تلك الابجدية بعد ان اصبحنا اميين ومتخلفين..

الجامعة العربية عقدت اجتماعا طارئا اليوم لدراسة اوضاع المهاجرين في الزعتري.....ايها الاعزاء في الزعتري ابشروا و اطمئنوا فالبطانيات والمدافئ والوقود ستصلكم بالتأكيد في الصيف المقبل..

طبيب كردي سوري
bengi.hajo48@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الزعتري فرع من غوانتنامو
المتعجب -

السوريون وعلى مر العقود استقبلوا الكثير من نازحين ولاجئين الدول العربية التي تعرضت لحروب والشعب السوري لم يضع اي واحد منهم في خيّم او مخيمات بل في بيوت عادية كما يعيش السوريين انفسهم ولم يقدم السوريين على استغلال حالة من نزح او لجىء اليهم وذهبوا للبحث عن زوجة او شريكة حياة وايضا لم يتاجر السوريين بالمواد القادمة كمساعدة للنازحين واللاجئين وايضا لم يعتمد السوريين ارجاع النازحين واللاجئين بـ الإكراه الى بلادهم او من حيث اتو ولكن العرب قابلوا شهامة السوريين وقلة الناموس والمكر والخداع لدرجة ان اي واحد اصبح يسأل نفسه من اي جنس من البشر نحن العرب؟؟؟ او من اي طينة مصنوعون نحن المسلمون؟؟؟ ولو ان زلزال حدث في دولة غربية مـــا لرأينا النخوة العربية الزائفة كيف تقدم المساعدات للمتضررين فقط كونهم غربيين وقادرين على ضرب العرب في اي وقت يريدون ويختارون .الحكام العرب هم احفاد سايكس وبيكو ويجب التخلّص منهم كلهم مهما كلّف الامر كي تستعيد الشعوب العربية بلادها من وكلاء سايكس وبيكو الذين زوّروا حقيقة الانسان العربي وجعلوا منه مسخرة في هذا العالم وملطشة للي رايح وملطشة للي جاي ..والامل كل الامل بالشعوب العربية الفتية باستلام زمام المبادرة للقضاء على كل الحكام السفاحين احفاد سايكس وبيكو لأنهم هم الخطر الحقيقي على الشعوب العربية وعلى الوجود العربي قاطبة