أصداء

إزدهار سوق الخرافة في العراق؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن حكم الفئة الطائفية الباغية الفاشلة في العراق وبعد أن هزت صروحه، وزعزعت اساساته واعمدته صرخات الجماهير العراقية الحرة المطالبة بحمل عصاهم والرحيل بعيدا، هي اليوم بصدد تنفيذ سيناريو قمعي وإرهابي جديد مع صدور تحذيرات أمنية تتهم بعض جماعات الغلو و الخرافة و التطرف بالإستعداد لحملة إغتيالات ناشطة ستتم في العشر الأواخر من شهر رمضان القادم ضد مسؤولين أمنيين في محافظة الناصرية جنوب العراق!! و المقصود جماعة المدعو ( محمد بن الحسن اليماني )!، وهي جماعة مهدوية يدعي صاحبها بأنه رسول من رسل الإمام المهدي المنتظر!! و إنه يمهد الساحة و يعبد الطريق لعودة الإمام الغائب!، وهي الفكرة الرئيسية و الجوهرية التي تمثل الأولوية في فكر أحزاب السلطة العراقية الراهنة!، وقضية المهدي و عودته و توقيتها أخذت حيزا كبيرا من الزمن و الجهد العراقي وتشعبت في خلايا و تلافيف الطبقات الشعبية الفقيرة و الأمية التي تبحث عن الخلاص باي وسيلة ممكنة، فكيف إذا تم توظيف الدين و المذهب لخدمة ذلك الهدف في ظل الروايات المتعددة و أغلبها خرافي وعبر التاريخ و ليس في المرحلة الراهنة وفي مختلف دول العالم الإسلامي، ففي اليمن و مصر ظهر مهدويون وفي المغرب ظهر في شرق البلاد ( وجدة ) من يدعي إنه المهدي المنتظر وهو يقيم اليوم سعيدا في السجن! وغيرهم العديد من الحالات كان إبرزها ما حصل في الحرم المكي أواخر عام 1979 في قضية ( جهيمان العتيبي ) ومهديه المنتظر ( محمد عبد الله القحطاني ) وغير ذلك الكثير، ولكن في العراق البلد الذي كان منذ الربع الأول من القرن العشرين المنصرم مصنعا للكفاءات و العلماء و الأدباء و الباحثين و الرواد في مختلف العلوم تحول اليوم وبعد الإحتلال الأمريكي المبين لسوق رائجة لمختلف سلع و بضاعات التخلف و العدمية، ومركزا متقدما للروايات الخرافية المشتقة من الإسرائيليات التي غزت الفكر الإسلامي للأسف، وحرفت كل المعاني الجميلة و الراقية و الحضارية للفكر الإسلامي الحق و الصحيح البعيد عن الخرافة و الملتزم بثوابت العقيدة الصحيحة، ولعل الجميع يتذكر ماحصل من مجازر شنيعة عام 2008 في محيط مدينة النجف بعد المعارك مع جماعة غامضة كان يقودها شخص يدعى ( ضياء الكرعاوي ) عرفت بإسم ( جند السماء ) وهي إحدى الجماعات المهدوية التي تم إتهامها بنواياها لقتل مراجع الشيعة الكبار! كتمهيد لظهور المهدي المنتظر!!

وفعلا حدثت معارك شرسة كان نتيجتها إبادة العشرات بل المئات من المواطنين في بلدة ( الزركة ) على أطراف النجف وفي عملية غامضة شارك فيها الطيران الأمريكي وقتل أكثر من 650 إنسان عراقي بينهم نساء و أطفال و لم تتضح أبعادها الحقيقية و معالمها الواضحة حتى اليوم، فمهرجان الدماء العراقية المجانية المسفوكة أصبح ظاهرة معاشة!

والطريف إن تلكم الجماعات بفكرها المغالي أخذت تستقطب حتى ضباط المخابرات المكلفين بمراقبتها و تجندها لصالحها!، وظهور و تنامي و إزدهار سوق تلكم الجماعات هو بمثابة تعبير عن حالة اليأس و الإحباط التي تعيشها الغالبية الفقيرة المعدمة من الجماهير الشيعية العراقية التي تهرب من واقعها الحياتي المر و العامر بالإحباط لعوالم خيالية، فقبل أيام أقدمت سيدة في قضاء الغراف جنوبي العراق على الإنتحار بعد أن قتلت أطفالها الثلاث!! بسبب صعوبة الحياة و مآسيها!! وطبعا تحصل تلك الفواجع الإجتماعية المريعة في واحد من أغنى بلدان الشرق الأوسط إفتراضيا! وفي بلد بلغت ميزانيته أكثر من 120 مليار دولار!!... فكيف لا يزدهر سوق الخرافة و الدجل بعد ذلك؟، ثم أن السلطة العراقية وكلما حاولت الخروج من أزمة إختلقتها خلقت معارك بعضها وهمي من أجل إعطاء إنطباع للرأي العام العراقي بأن هنالك تحديات امنية تواجهها!، ومن الجدير بالذكر إن السلطة تبث دعايات مهدوية أيضا حول جماعة السيد محمود الصرخي الناشطة في بعض مدن الجنوب العراقي و المشتبكة مع احزاب السلطة في صراع طويل ودموي ايضا، وفي ظل الواقع الراهن وحيث ينتفض الشارع العراقي بسنته وشيعته ضد مساويء وفشل و ظلم حكومة ما يسمى بدولة القانون، وهي وثبة شعبية و إنتفاضة عارمة ستكون لها تداعيات وخيمة على مستقبل السلطة بل وعلى مجمل العملية السياسية الكسيحة التي فشلت في تعزيز السلم الأهلي وفي إرساء الديمقراطية الحقيقية، فإن السلطة أحوج ماتكون اليوم لإفتعال معركة ولو ضمن تصنيف الضد النوعي! أي ان توجه ضربات لبعض القوى الشيعية البعيدة عن مسارات السلطة وتحالفاتها لكي تكتسب مصداقية مزيفة، ولكن الجماهير أذكى كثيرا من تلك الأساليب القديمة و الواهية و المنتهية الصلاحية، وفي ظل التخبط و الفشل المتنقل و الدائم فإن سوق الخرافة و الدجل باتت هي الرائجة في عراق اليوم، فماذا نتوقع من بلد يضم حاليا أكثر من ستة ملايين أمي ن بينما كان في السابق وحتى عام 1980 قد تمكن من محاصرة الأمية و القضاء عليها!!، لا نستغرب فالتراجع و الإنحدار ذو طبيعة تراكمية رثة، ومهرجانات الخرافة وصراعاتها هي الهوية الجديدة لعراق حزب الدعوة وشركاه!!.. وتلك هي المسألة....

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصير
Avatar -

الخرافة تأتي من الجهل والفقر وخصوصا اذا كان البلد يحكمه الرعاع والجهلة وحملة شهادات سوق مريدي ......فاذا كان رئيس الوزراء وغيره من اهل السبح والمحابس يأخذون استخارة عند الاقدام على كل صغيرة وكبيرة فما بالكم من البسطاء من عامة الشعب ........كان العراق يحكمه ابن العوجه وكان اعوجا في كل شيء وجاء بعده اهل الخرافة ...........ودك عيني دك في زمن التردي والانحطاط

مصير
Avatar -

الخرافة تأتي من الجهل والفقر وخصوصا اذا كان البلد يحكمه الرعاع والجهلة وحملة شهادات سوق مريدي ......فاذا كان رئيس الوزراء وغيره من اهل السبح والمحابس يأخذون استخارة عند الاقدام على كل صغيرة وكبيرة فما بالكم من البسطاء من عامة الشعب ........كان العراق يحكمه ابن العوجه وكان اعوجا في كل شيء وجاء بعده اهل الخرافة ...........ودك عيني دك في زمن التردي والانحطاط

إكرمنا بسكوتك
عراقي متشرد -

رجاء يا داود أكرمنا بسكوتك فقد طفح الكيل.كل ما تكتبه مزعج ولا يدل على مهنية صحفية.عش بالسويد وتمتع بخيراتها ودع العراق للعراقيين.قد تكون يوما نائبا عن أحد الأحزاب الحاكمة في العراق ولم لا؟ أ لسنا في زمن العجائب؟

إكرمنا بسكوتك
عراقي متشرد -

رجاء يا داود أكرمنا بسكوتك فقد طفح الكيل.كل ما تكتبه مزعج ولا يدل على مهنية صحفية.عش بالسويد وتمتع بخيراتها ودع العراق للعراقيين.قد تكون يوما نائبا عن أحد الأحزاب الحاكمة في العراق ولم لا؟ أ لسنا في زمن العجائب؟

unissons-nous
jamal -

c malheureux vraiment ,même que sadam a commis des atrocités mais le pays était plein de savants et de gens importants maintenant il n''ya que le terrorisme ,la corruption et le pire l''ignorance qui nourit la légende.n ya-t-il pas d''hommes capables de rendre l''iraq sur les rails

unissons-nous
jamal -

c malheureux vraiment ,même que sadam a commis des atrocités mais le pays était plein de savants et de gens importants maintenant il n''ya que le terrorisme ,la corruption et le pire l''ignorance qui nourit la légende.n ya-t-il pas d''hommes capables de rendre l''iraq sur les rails

ملينا
عراقي حر -

خالف شروط النشر

ملينا
عراقي حر -

خالف شروط النشر

كاتب
Alex -

٠ افلا تستطيع ان تكتب يوما لما فيه خدمة امتك٠

كاتب
Alex -

٠ افلا تستطيع ان تكتب يوما لما فيه خدمة امتك٠

الواقع
ع/عطاالله -

؛يستهلك الفرد السوي يوميا250ع لحما ولتر ألبان و300 فواكهة الموسم وقشرية واحدة.بارك الله في قمة الرياض.

الواقع
ع/عطاالله -

؛يستهلك الفرد السوي يوميا250ع لحما ولتر ألبان و300 فواكهة الموسم وقشرية واحدة.بارك الله في قمة الرياض.

ما المطلوب
أبو رامي -

بعد كل هذا السرد من الكاتب لم نصل الى هدفه المعلن ..بإختصار ما المطلوب من الحكومة هل تريدها أن تضرب أصحاب الخرافات وتخلص المجتمع منهم أم تتركهم ينشروا خرافاتهم ويزيدوا الجاهلين خرافات جديدة؟؟أفتنا يا أستاذ داود

ما المطلوب
أبو رامي -

بعد كل هذا السرد من الكاتب لم نصل الى هدفه المعلن ..بإختصار ما المطلوب من الحكومة هل تريدها أن تضرب أصحاب الخرافات وتخلص المجتمع منهم أم تتركهم ينشروا خرافاتهم ويزيدوا الجاهلين خرافات جديدة؟؟أفتنا يا أستاذ داود

عادي جدا
كلداني عراقي -

عندما يكون بلدك مجاور لدول مثل السعودية تخلف ايران شعوذة تركيا فساد ماذا تتوقع من العراق ان يصبح اليابان مثلا ؟

عادي جدا
كلداني عراقي -

عندما يكون بلدك مجاور لدول مثل السعودية تخلف ايران شعوذة تركيا فساد ماذا تتوقع من العراق ان يصبح اليابان مثلا ؟