لا إله إلا الله!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا أله إلا الله.. ليس لي سوى أن أردد مع نفسي هذا النداء عن بعد. وأنا أرى صورة نعش المبدع الراحل صادق علي شاهين محمولا على أكتاف أهله وأحبابه. عمره أربع وسبعون عاماً. بقي منذ سنوات مستلقيا على سريره فاقدا للذاكرة عاجزاً عن الحركة حتى غيبه الله عنا. لا إله إلا الله!
أربع وسبعون عاما؟ لا يزال أمامه الكثير لكي يتحرك ويضحك وينصح ويؤنب ويصيح لم يعجبني أدائي كثيراً. لنعيد المشهد.. ولا أتعب. أعادة وإعادة ثانية وإعادة ثالثة ويروح إلى البيت مرتاحاً يسلم على أهله ويشرب الشاي ويصحو في الصباح الباكر الثاني لمزيد من العطاء. لكن كل ذلك لم يحصل. بل سكن في سريره فاقد الذاكرة.. لم يكتب مذكراته ولم يتمتع بمشاهدة الأفلام ولا مشاهدة التلفاز حيث لم يعد ثمة مشهد جدير بالمشاهدة، فأنسجم المشهد التلفازي مع المشهد الفيزيائي إذ لم تعد ثمة قدرة على المشاهدة ولا ثمة قدرة على مواصلة الحياة. فرحل عنا صادق علي شاهين، ومن سمع الخبر وتمكن من اللحاق بموكب المشيعين مشى حتى لحظة الوداع الأخير، ومن أرهقه التعب وحالت الأمطار وزحمة الشوارع دون لحاقه بالمشيعين سوف يردد مع نفسه "لا إله إلا الله"
رحيل الرواد بات متسارعاً !
كأنهم يقفون في الصف مستعجلون، فلم يعد ثمة مزاج للأنتظار.
يرحل عبد الهادي مبارك.. يرحل شكري العقيدي.. يرحل وجدي العاني.. يرحل صادق علي شاهين.. يرحل.. وبينهم أيام وكأنهم فعلا واقفون في الصف متعجلون السفر الأخير.
كل يرحل لوحده، لا صديق ولا أنيس في أرض مطار الرحلة الأخيرة. لا باقة ورد ولا زيارة ثانية أو ثالثة في أيام الأعياد كي تطرد الوحشة عن الغافين وحدهم.
من ترى يقرأ الخبر!؟ هل هو خبر عن عرض مسرحي والذهاب للحصول على تذكرة الدخول لمسرحية الجنة المفقودة، أم أن التذاكر نفذت لشدة الإزدحام على مدخل المسرح القومي ومسرح الخلد والمسرح الوطني ومسرح الحياة!؟
هل نفذت التذاكر وعاد المشيعون خائبين!؟ أم أن الطريق كانت مزدحمة وتعذر الوصول للمشاركة في حضور المشهد الأخير لفنان رحل ولم يقل له حارس البلاد وداعاً.
شموع الغربة إنطفأت، غربة المنفى في الوطن لا غربة الوطن في المنفى.
لم يعد ثمة مسرح يا صادق علي شاهين حتى تعتلي خشبته وتضحك من هذه الدنيا أو تضحك عليها. هي ملهاة مرة فأقبلها مثل قهوة الصباح.
علام تبقى كثيراً فسوف لن يكثر المودعون، فليس ثمة قوة تنهضهم للمشاركة في الوداع. فلقد ملوا من زحمة الوجود الصعب وزحمة الشوارع وزحمة المفخخات وزحمة الأمطار، وهبوط الهمة، وشيوع اليأس!
اليوم يحمل رفاتك الطاهر أهلك وبعض من أصدقائك.
غداً سوف يموت كل مبدع لوحده. لا أحد يحمل التابوت. يذهب المبدع ماشياً نحو تلك الحفرة الباردة، يلبس الكفن وينزل فيها دون أن يغتسل لأنه مبدع والمبدع طاهر بحب وطنه ولا يجوز غسيله. فقط ينتظر من يمر على القبر ويردم فتحة القبر بالتراب!
ثمة من يمسك بالقائمة ويشطب الأسماء حتى نهايتها لينام مرتاحا، إذ لا شيء يؤرقه بعد اليوم فقد مات المبدعون.. لا إله إلا الله!
التعليقات
لااله الا الله
عبدالكريم مراد -رحمة الله عليه وعلى كل مبدعينا , وانشاء الله يأتي دور الطائفي نوري المالكي وشلة الحراميه ومعه علاوي وزبانيته وكل من ساهم مع الاحتلال في سرقة البسمه من شفاه العراقيين من ميليشيات وبلطجية سياسيه
رثائية مبدع عن مبدع رحل
دكتور حسين -واني اقرأ هذه المقالة او الرثائية الابداعية للمبدع الفنان المخرج قاسم حول وكأني امام قطعة فنية ابداعية لوحة ، قطعة موسيقية او مشهد مسرحي تجسد فيها الماضي والحاضر الحزين والمستقبل المجهول وأحسست بآلام يقتصر قلبي آسفا وحزنا على الذي جرى لنا ولايزال يجري لنا نحن العراقيون فوالله وقسما بالرافدين العراقيون يستحقون حياة افضل من هذا بكثير و الراحلون المبدعون يستحقون تسجيلهم في الذاكرة العراقية الخالدة واذا كانت الظروف الحلية منعتنا من فعل ذلك فلنحفض لهم ذلك وننقشهم في الذاكرة العراقية كاللنقش في الحجر.... شكرًا لك ايها المبدع العراقي قاسم حول الذي قال عنك يوما الفنان السوري المبدع جمال سليمان ان اول من اختبرني وأعطاني اول عمل في حياتي الفنية هو المخرج العراقي قاسم حول عندما سألني ان كنت اعرف اللغة الانگليزية فاجبته مرتجفا نعم .... حفظك الله وجعلك خارج القائمة التي ثمة من يمسك بها ليشطب الاسماء ...
You and otheres are lucky
Khalid -Thank those christian coutries million times who accepted you and others to live in their lands and call them always "kuffar"
رثاء بمستوى الوطن
ظافر جلود -صديقي المبدع الكبير قاسم حول .. لكماتك رنين في قلوب المحبين للوطن ، وبما ان الفنان والمبدع هو من يحرث الكون من اجل المحبة والسعادة للاخرين ، فانها امسكتني حزني ودموعي واكتفيت ان اودع ( ابو شيما ء ) ذلك الانسان الرائع الفنان التقي الراحل الحزين عن مسارح يقول فيها هاملت اكون او لا اكون ، نعم انه سوفوكلس وشكسبير ، وملهاة الساخر موليير .اكتب اليك وادعو من الله ان يحفظك ويطيل بعمرك ، لاننا في غربتنا بدانا نشعر بان الايام راحت تتسرب من بين اصابعنا .
شكرا دكتور حسين
قاسم -أخي الدكتور حسين. أشكر مشاعرك الأنيقة وتمنياتك لي في أن أكون خارج القائمة .. نحن نستحق غير هذا .. عسى أستطيع أن أقول شيئا في فيلم جديد عن وطن يستحق كل ما هو جميل .. دمت عراقيا مع المحبة .. قاسم
للعراق رب يحميه
علي جابر -اجل ، انه رثاء للنفس قبل ان يكون لصادق علي شاهين. لانفسنا اولا واخيرا فهذا زمن الخراب .شاعر جميل مات غريبا هو مصطفى عبد الله قال بيتا رائعا يصلح في هذا المقام : "يا خلوة التابوت تمهلي فكلنا نموت ،" انتهى . نريده موتا جميلا ، في وطن جميل فهل هذا كثير .
مرة ثانية
قاسم -أحبتي ظافر وعلي جابر وكل المحبينأشكركم أشكركم .. تعالوا نكتب نداء الحياة لا نداء الموت. تعالوا نكتب منافيست الإبداع .. نحن لنا وطن ليس أجمل منه. وطن علم الناس الكتابة والقوانين ونحن اليوم لا نعرف قانونا يردع الأيدي النهابة ويردع العقول المريضة .. دعونا نعيش بين أهلنا الفنانين فكل عراقي نبيل هو فنان مبدع. النقاء والصفاء ومحبة الآخر هو أبداع. زراعة فسائل النخيل هو أبداع. لقد خرجت مصر في وداع أم كلثوم وخرجت مصر في وداع عبد الوهاب وخرجت مصر في وداع عبد الحليم حافظ وفي وطننا الجميل يموت المبدع غريبا يبحث عمن يقف عند مدفنه ويقول عنه كلمات الوداع حتى لا يشعر بالوحشة فالميت يظل يصغي السمع لأربعين يوما لذلك تقام لهم صلوات الأربعين فودعوهم بالكلمات الطيبة وقولوا لهم أنكم في ذاكرتنا باقون. متى يعرف أهل العراق الفطنة ومتى يعرفون جمال الوطن ومتى يعشقون مبدعيهم. متى يأتينا حاكم يسمي أزقة المدن وشوارعها بأسماء الراحلين .. ألا يستحقون أن يكونوا عنوانا ودليلا بريديا في مدنهم وازقتهم وشوارعهم .. ألا يستحقون!
العراق والمبدعون
بوتان -تحياتي الى الاستاذ المبدع والوفي قاسم حول لاصدقائه ولزملائه بل لكا العراقيين واو ان اقول ان صدام حسين قتل الابداع والمبدعين في شتى المجالات واذل العراقيين الذين لم يكونوا يواكبون مسيرت الاجرامية في قتله للعراقيين واولهم رفاق حزبه وسخر كل الفن والادب والابداع لاجل تثبيت حكمه الفاشي وجعل الفن سلعة ووجردها من قيمها الانسانية الاصيلة والحقيقية وكان يريدها ان يكونوا اداة بيده ليسخرهم لجدمة تظامه البائس ..
امنية
عمر من البصرة -للعراق رب يحميه؟ كنت اتمنى ان تقول يا اخي علي جابر ان للعراق شعب يحميه , اليست اجمل واكثر عدالة ؟ . اما حول ما حل بنا وتمنيات الكاتب والمعلقين الكرام باننا نستحق وطنا اجمل فاقول ان من يصنع الاوطان و منذ الازل هم الناس وزعماء الوطن, هل لدينا الان شعب وزعيم يصنع وطنا جميلا؟ لازلنا نهرع لقبول مدالية وتكريم ومهرجانات تلمع انجازات حكوماتنا وعبقريات قادتنا ! هل نبني وطنا بطقوس جلد الذات الازلية ام بتوارث هرطقات تاجر و ملك وكاهن اتفقوا علينا لنهبنا وتسيير شؤوننا فما عاد للمفكر والمثقف مكانا!
الشكر مردود لكم
دكتور حسين -الفنان المبدع الاستاذ الفاضل قاسم حول لا تشكرني الشكر مردود لك ولكل فنانينا العراقيين المبدعين فانتم العنوان الضائع للثقافة المفقودة المستلبة في زمن الارتداد الفكري الذي للأسف أسدل ستاره على شرائح كثيرة من مجتمعنا فبجهودكم انتم المبدعين وبمؤازرة ممن لم تمسه ستار التقوقع والارتداد الفكري من شعبنا شعب التنوع الثقافي ستعثر على العنوان الضائع وسنعيد ثقافة الرافدين المغتصبة الى أصحابها الحقيقين...... الى المبدعين في الفن والفكر والعلم...... وانت وكل من يعمل معك لهذا الهدف القريب البعيد ..... منهم