مقاومة انقلاب العسكر على الدولة.. ورغبة الغرب باستقرار المنطقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عَقبَ دكتور محمد علي احداش على مقالتي المنشورة في "إيلاف" الأسبوع الماضي (الأحد 20 الجاري) فكتب الآتي: لي سؤال عن آخر ما جاء في المقال، هل يرغب الغرب حقيقة في استقرار المنطقة؟
خاتمة مقالتي تضمنت التالي: "ما يحدث عفوياً ليس ضرورياً أن يستمر كذلك، وليس مُستغربا، أو مُستهجناً، أن تقفز الى حلبة الحدث العفوي قوى منظمة ومجهزة، وبالتالي جاهزة، لتغيير المسار، أو المحاولة على الأقل، لصالحها. في هذا السياق، ربما يكون تسريع إزاحة مبارك مصر، بعد بن علي تونس، ثم إعدام معمّر ليبيا ومخربها، والأرجح أن على الطريق عواصم تنتظر دورها، لعل هذا كله، يشكل حلقات تتصل ببعضها لتسهيل إمكانية وصول التيار الإخواني للحكم، على أمل، عند الغرب خصوصا، تحقيق ثلاثين سنة مقبلة من الاستقرار، البالغ الحيوية لمصالح الغرب في هذا الجزء من العالم. ننتظر ونرى، والأرجح لن يطول الانتظار كثيرا".
بكل تأكيد، شخصية بثقافة دكتور احداش، إضافة لوعيه السياسي، وعمق تجربته في مناهضة الطغيان الديكتاتوري لحكم معمر القذافي، يدرك جيداً مطاطية مضمون الاستقرار، وتباين مفهومه بين صنّاع القرار على اتساع العالم بشرقه وغربه، شماله وجنوبه، وهؤلاء يتأثرون بما يمدهم به من يشكلون بالنسبة إليهم خزانات التفكير، الذين يتولون إعداد الدراسات، وضع الاحتمالات، ومن ثم تقدير الحسابات، والذين هم بدورهم أيضا ينتمون لمدارس مختلفة، وعقائد متباينة، فما هو "استقرار" عند بعضهم، ربما هو "جمود" لدى غيرهم، أو "تكاسل" في اغتنام فرصة إن ضاعت، ضاع معها احتمال ضمان مصلحة جهة ما، في بلد ما، لفترة أطول من الزمن.
نقاش ضيوف السيد محمد بن غلبون (دكتور احداش أحدهم) رئيس الاتحاد الدستوري الليبي، وهو من أوائل معارضي انقلاب أول أيلول/سبتمبر 1969، كان في معظمه حول الإجابة عن سؤال يتعلق بأسباب استمرار حكم القذافي أربعين سنة، أو لنقل طوال خمس وثلاثين سنة، إذا جرى خصم السنوات الخمس الأولى، كما قلت من قبل، وأقول الآن، باعتبارها فترة وقع فيها ليبيون كثيرون في فخ وَهمٍ صوّر لهم أن الفساد استشرى في أوصال الحكم الملكي، وأن سوء الوضع بلغ مرحلة مرض عضال ليس ينفع معه سوى الاستئصال، بينما على المستوى العربي وقع كثيرون من غير الليبيين، وأنا منهم، في خداع وهمِ أملٍ أن الحكم الجديد يشكل أحد مظاهر رد على هزيمة حزيران/يونيو 1967، رد قومي بدا آنذاك انه ضروري للنهوض بأمة عربية صُعِقت إذ رأت، بأم العين، جيش اسرائيل يلتهم في ستة أيام مساحات شاسعة من اراضي ثلاث دول عربية، على رأسها مصر، الدولة الأكبر عددا وعتادا. تشعب بنا النقاش، وتفرّع عن كل جواب أكثر من سؤال، وكان لا مفرّ من العودة إلى أصل الحكاية، كما تحكي الأمثال الشعبية: مَنْ مَكنّ الملازم معمر القذافي، ذي الثامنة والعشرين من العمر، أن يتسلَّم خلال بضع ساعات، وبسهولة مَن يستلم رسالة مِن ساعي بريد، سدة حكم بلد شاسع كما ليبيا ويتحكّم بثروة في حجم ثروتها، بإسم ثورة وطنية، عروبية، ولاحقاً عالمية إنسانية؟
الغرب، بالطبع، ومن غيره، إنما هل هذا الحسم في الإجابة ينطلق فقط من "عقدة المؤامرة" وهاجسها؟ كلا، مراقبون كُثر، وبين المشاركين في النقاش من يتفق معهم، يرون أن التنافس البريطاني-الأميركي على التحكم بمركز صنع القرار في طرابلس كان بلغ أشده في السنوات الخمس الأخيرة من حكم ملك ليبيا، محمد إدريس السنوسي، حتى أن ولي عهده، الرضا السنوسي، فوجىء بعرض أميركي لتسهيل انقلابه على الملك، لكنه رفض بحزم، ومع ذلك لم تؤخذ إشارة كهذه بالجدية المتناسبة مع خطورتها. في نهاية مطاف تحضير البديل للحكم الملكي، كان قِطاف الثمرة من نصيب واشنطن، تكليلاً لجهود ديفيد نيوسوم، آخر سفرائها في ليبيا الملكية، كما يرى عدد من المراقبين. يعيدنا هذا الى السؤال، لكن لماذا صبرَ الليبيون كل تلك السنين الطوال؟ بالتأكيد، بطش أجهزة القهر، في ليبيا أو غيرها، كفيل بإرغام البشر على الصمت. إنما، إضافة لذلك، سمعت خلال النقاش محاججة تلفت النظر (أشرت اليها على نحو مختصر بمقالة الأسبوع الماضي) خلاصتها أن ضعف الإحساس بالانتماء لدولة قائمة على شرعية دستورية، يُسهِّل لزعيم الانقلاب، في أية دولة، سرعة التحكم برقاب الناس، بمعنى لو أن مواطني أية دولة يقوم حكمها على أسس شرعية دستورية، آمنوا أن وطنيتهم تتطلب الذود عن دولتهم تلك، لما تمكن العسكريون من تنفيذ أي انقلاب، سواء في ليبيا أو غيرها.
تبدو المحاججة منطقية، لكنها تجر الى تساؤل ذي شقين، أولهما هل أنها تعني أن أغلب الليبيين لم يكونوا راضين عن مسار الحكم الملكي، ولا عن شرعيته الدستورية، وبالتالي فدولته لم تكن دولتهم، ولذا تخلوا عنها فور سماع خبر الانقلاب العسكري، تُقدِم له مارشات الموسيقى العسكرية، ويتبعها نشيد "ألله أكبر"؟
أما ثاني الشقين فهو هل نتوقع أن يهب مواطنو دول عربية عدة، هنا وهناك، في المشارق أو المغارب، للذود عن كيان الدولة، وصد أي مُنقَلبٍ عسكري على حكمها الشرعي، باعتبارها دولتهم كما هي دولة من يحكمهم، ومن ثم فالحرص على استمرارها جزء من نسيج وطنيتهم؟
أعترِف، ليست لديَّ إجابات عن أي من الشقين، ربما تتوفر لغيري ممن هم أخبر مني وأَعرَفْ. إنما يخطر لي أن مجمل الأمر متصل بما تعرّض له سؤال دكتور احداش، حول ما اذا كان الغرب يرغب حقيقة باستقرار المنطقة. في تقديري - مع الأخذ في الاعتبار تباين مفهوم "الاستقرار"- أن الإجابة باللغة البرقية كالتالي: نعم، الغرب يهمه أي استقرار يضمن مصالحه.
أما الخوض في التفاصيل، فسيجر الى فحص يدقق ويمحص أكثر من جزئية. مثلاً: من المقصود بـ "الغرب"، هل هو دولة، أم دول؟ وهل "الاستقرار" المناسب لمصلحة دولة ما، هو ذاته المنسجم مع مصالح غيرها، أم أن ثمة "استقرار" هو الأنسب لآخرين حتى في حال كانوا ضمن تحالف يجمعهم؟
ليبيا ذاتها، من تسهيل إطاحة الحكم الملكي وتسليم التركة لمجموعة من صغار الرتب بالجيش، إلى غض الغرب النظر عن طغيان القذافي في الداخل، والإدانات اللفظية لمغامراته في الخارج، سنين طوال امتدت حتى ثورة الليبيين عليه، ليبيا هذه مثال جيد، في تقديري، لمحاولة فهم أين تلتقي، ومتى تتقاطع، مصالح دول الغرب مع مفهوم الاستقرار في أي من الدول، او المناطق، ذات الصبغة الحيوية/الاستراتيجية.
يبقى أنني حاولت، منذ بدأت المقالة، لكن ما استطعت، تجنب التفكير بعكس سؤال الدكتور احداش، على النحو التالي: هل يرغب عرب المنطقة حقيقة باستقرارها؟ بالطبع، مرة أخرى، أي عرب، وأي استقرار؟ بحث يطول ويحتاج لمقالة أطول، خصوصا أن الأسئلة تتكاثر والحيرة تكبر، فيما المرء يتابع ما جرى ويجري منذ اندلاع ثورات ربيع العرب.
التعليقات
معاني الاستقرار
نهاد اسماعيل - لندن -يثير مقال الاستاذ بكر قضايا تحتاج الى مؤلفات من البحث والدراسة حيث لا يمكن اعطاءها حقها في مقال ربما لا يزيد عن 700 كلمة. على أية حال السؤال الصعب هل يرغب الغرب حقيقة في استقرار المنطقة؟. بداية كلمة استقرار لا تعني نفس الشيء لجميع الدول. اذا وضعنا اسرائيل في قائمة الغرب فالاستقرار بالنسبة لها هو استمرار الصراعات والانقسامات والمشاكل لاشغال العالم العربي وتحويل الانظار عن الاستيطان وانهاك السلطة الفلسطينية واحباط الشعب الفلسطيني. وقد يعني الاستقرار لاسرائيل بقاء الأنظمة التي تحمي الحدود والأمن الاسرائيلي مثل النظام المصري السابق والنظام السوري الحالي الذي لا يزال يصارع من أجل البقاء.أما الدول الغربية أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نعم تريد استقرارا من النوع الذي يضمن ثلاثة أمور رئيسية:1- استقرار يمنع تصدير التطرف والارهاب لاراضيها 2-واستقرار لا يهدد أمن اسرائيل 3-واستقرار يضمن سلامة واستمرار النفط والغاز والتجارة البينية والملاحة البحرية.واذا قصد من السؤال هل هي مع الثورات وترسيخ الديمقراطية أميل الى الجواب بنعم اذا ضمنت الأمور الثلاثة المذكورة.يرى البعض ان الاستقرار قد يعني بقاء الدكتاتوريات في مواقعها. ولكن ثورات الربيع العربي اثبتت ان روسيا والصين لا تزالا أكثر حرصا على بقاء الدكتاتوريات في ليبيا وسوريا والسودان ايضا وان الغرب يرحب بالتغيير ولكن بحذر.
معاني الاستقرار
نهاد اسماعيل - لندن -يثير مقال الاستاذ بكر قضايا تحتاج الى مؤلفات من البحث والدراسة حيث لا يمكن اعطاءها حقها في مقال ربما لا يزيد عن 700 كلمة. على أية حال السؤال الصعب هل يرغب الغرب حقيقة في استقرار المنطقة؟. بداية كلمة استقرار لا تعني نفس الشيء لجميع الدول. اذا وضعنا اسرائيل في قائمة الغرب فالاستقرار بالنسبة لها هو استمرار الصراعات والانقسامات والمشاكل لاشغال العالم العربي وتحويل الانظار عن الاستيطان وانهاك السلطة الفلسطينية واحباط الشعب الفلسطيني. وقد يعني الاستقرار لاسرائيل بقاء الأنظمة التي تحمي الحدود والأمن الاسرائيلي مثل النظام المصري السابق والنظام السوري الحالي الذي لا يزال يصارع من أجل البقاء.أما الدول الغربية أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نعم تريد استقرارا من النوع الذي يضمن ثلاثة أمور رئيسية:1- استقرار يمنع تصدير التطرف والارهاب لاراضيها 2-واستقرار لا يهدد أمن اسرائيل 3-واستقرار يضمن سلامة واستمرار النفط والغاز والتجارة البينية والملاحة البحرية.واذا قصد من السؤال هل هي مع الثورات وترسيخ الديمقراطية أميل الى الجواب بنعم اذا ضمنت الأمور الثلاثة المذكورة.يرى البعض ان الاستقرار قد يعني بقاء الدكتاتوريات في مواقعها. ولكن ثورات الربيع العربي اثبتت ان روسيا والصين لا تزالا أكثر حرصا على بقاء الدكتاتوريات في ليبيا وسوريا والسودان ايضا وان الغرب يرحب بالتغيير ولكن بحذر.
رغبة العرب في الإستقرار
بدور زكي محمد -تنطوي أسئلة الأستاذ بكر عويضة على متابعة دقيقة لواقع ما حصل ويحصل في أكثر من بلد عربي وإسلامي، فبعد مأساة الرهائن في الجزائر، طرحت إيلاف في أحد تقاريرها الإخبارية، سؤالاً، وقررت حالةً، السؤال هو: في أي خندق تقاتل قطر في مالي؟، والحالة هي: إن من يسمون بالمتشددين -تخفيفاً لجرائمهم- يعيشون على المال القطري، هذه حالة من اللا استقرار ترعاها دولة غنية لايمكن أن نقتنع بأن قرارها مستقلاً عن الغرب، بحسب التفرقة التي أشار إليها الأستاذ بكر، فالغرب ليس واحداً، كما أن هذه الدولة الصغيرة وإن تنافرت مع جانب من محيطها فإنها لا تستطيع تماماً الإفلات منه. فالمال القطري ساهم في حرف مسار الإنتفاضة السورية واستدراجها إلى ممارسات عرف بها نظام الأسدين، لتقع في مهاوي طائفية، وهو المال الذي يجري في العراق بغزارة ويسهم في توتير الأجواء أو في صناعة التوتر من الأساس، وكذلك في تونس وليبيا ومصر (بالمناسبة هناك خبر غير مؤكد عن زيارة مرتقبة للشيخ القرضاوي إلى شمال العراق). قطر كمثال فقط، فهناك دول عربية أخرى لا تريد الإستقرار إلا لحكمها، وتتجاهل حقيقة إن الفوضى والإرهاب أمراض عابرة للدول والقارات.أما القول بأن اللليبيين كان ينقصهم الإحساس بالمواطنة، أو عدم إحساسهم بالإنتماء لدولة ذات شرعية دستورية، كما ذهب السيد غلبون، فأنا أجده غير دقيق، ذلك إن الدولة لم تكن قد ترسخت، والكيانات القبلية كانت حاضرة في تكوينها، كما أن الوعي الدستوري لم يكن قد تبلور، فضلاً عن إن الغالبية من الناس ليسوا مسيسين أو منتظمين في أحزاب، وبالتالي فليس في مقدورهم أو وعيهم أ، يتخذوا موقفاً من الإنقلابيين، ثم أن نوايا القذافي لم تكن معروفة منذ البداية بالإضافة إلى ذلك فإن المد الناصري التوسعي كان قد طغى على كثير من التشكيلات السياسية العربية، وعبد الناصر هو أول من دعم العقيد المنقلب، وكان قد أسهم بفاعلية في تقويض أول جمهورية عراقية لمجرد انها لم تسر في الخط الناصري، بالتعاون مع الأميركان. وهنا أتذكر بحسرة حديث امراة عراقية حكيمة، لم تنل من التعليم إلا القليل لكنها علّمت نفسها بالمطالعة، وكانت شغوفة بالسياسة، ولو عاشت لكان عمرها الآن قرابة الخامسة والثمانين، قالت: أنا استغرب أن يتحدث أناس ذو عقول عن حبهم لعبد الناصر ووطنيته وعروبته، وهو الذي جاء به انقلاب أميركي محسوب بدقة، وأغرب من هذا أن تشكل أحزاب باسمه بعد سنين طويلة
رغبة العرب في الإستقرار
بدور زكي محمد -تنطوي أسئلة الأستاذ بكر عويضة على متابعة دقيقة لواقع ما حصل ويحصل في أكثر من بلد عربي وإسلامي، فبعد مأساة الرهائن في الجزائر، طرحت إيلاف في أحد تقاريرها الإخبارية، سؤالاً، وقررت حالةً، السؤال هو: في أي خندق تقاتل قطر في مالي؟، والحالة هي: إن من يسمون بالمتشددين -تخفيفاً لجرائمهم- يعيشون على المال القطري، هذه حالة من اللا استقرار ترعاها دولة غنية لايمكن أن نقتنع بأن قرارها مستقلاً عن الغرب، بحسب التفرقة التي أشار إليها الأستاذ بكر، فالغرب ليس واحداً، كما أن هذه الدولة الصغيرة وإن تنافرت مع جانب من محيطها فإنها لا تستطيع تماماً الإفلات منه. فالمال القطري ساهم في حرف مسار الإنتفاضة السورية واستدراجها إلى ممارسات عرف بها نظام الأسدين، لتقع في مهاوي طائفية، وهو المال الذي يجري في العراق بغزارة ويسهم في توتير الأجواء أو في صناعة التوتر من الأساس، وكذلك في تونس وليبيا ومصر (بالمناسبة هناك خبر غير مؤكد عن زيارة مرتقبة للشيخ القرضاوي إلى شمال العراق). قطر كمثال فقط، فهناك دول عربية أخرى لا تريد الإستقرار إلا لحكمها، وتتجاهل حقيقة إن الفوضى والإرهاب أمراض عابرة للدول والقارات.أما القول بأن اللليبيين كان ينقصهم الإحساس بالمواطنة، أو عدم إحساسهم بالإنتماء لدولة ذات شرعية دستورية، كما ذهب السيد غلبون، فأنا أجده غير دقيق، ذلك إن الدولة لم تكن قد ترسخت، والكيانات القبلية كانت حاضرة في تكوينها، كما أن الوعي الدستوري لم يكن قد تبلور، فضلاً عن إن الغالبية من الناس ليسوا مسيسين أو منتظمين في أحزاب، وبالتالي فليس في مقدورهم أو وعيهم أ، يتخذوا موقفاً من الإنقلابيين، ثم أن نوايا القذافي لم تكن معروفة منذ البداية بالإضافة إلى ذلك فإن المد الناصري التوسعي كان قد طغى على كثير من التشكيلات السياسية العربية، وعبد الناصر هو أول من دعم العقيد المنقلب، وكان قد أسهم بفاعلية في تقويض أول جمهورية عراقية لمجرد انها لم تسر في الخط الناصري، بالتعاون مع الأميركان. وهنا أتذكر بحسرة حديث امراة عراقية حكيمة، لم تنل من التعليم إلا القليل لكنها علّمت نفسها بالمطالعة، وكانت شغوفة بالسياسة، ولو عاشت لكان عمرها الآن قرابة الخامسة والثمانين، قالت: أنا استغرب أن يتحدث أناس ذو عقول عن حبهم لعبد الناصر ووطنيته وعروبته، وهو الذي جاء به انقلاب أميركي محسوب بدقة، وأغرب من هذا أن تشكل أحزاب باسمه بعد سنين طويلة
الصعود الإسلامي السياسي
صلاح عبد العزيز - سويسرا -مقال الأستاذ - بكر عويضه - مقال رصين ذو رؤية عميقة و تحليل قريب للواقع ...تساؤل - دكتور محمد احداش في محله :هل يرغب الغرب حقيقة في استقرار المنطقة؟ و منهج التشخيص و الإفراد لا التعميم ، حيث إن ( اللفظ المشترك لا يعُم ) كان فيه الأستاذ - بكر - صائباً ..و أحب أن أزيد نقطة هنا و هي أن من مصلحة ( إسرائيل ) أن يكون هناك صعود إسلامي سياسي في دول الربيع العربي ... و عندها تجد إسرائيل حجتها لشن حروب أشد شراسة من حرب ( يونيو - 1967 ) على أن تبدو هي في موقف المدافع عن النفس و أن فرائصها ترتعد من تولي الإسلاميين زمام الحكم لأنهم إن تمكنوا فسيقومون بمحاربتها و من ثم إزالتها من الخارطة ... يبقى أمامنا سؤال : هل سوف ينجح التحالف الأمريكي الأوروبي الصهيوني في تحقيق الإستقرار المؤقت في دول الربيع العربي ... و ما هي آلياته التي تجري من وراء حجاب .
الصعود الإسلامي السياسي
صلاح عبد العزيز - سويسرا -مقال الأستاذ - بكر عويضه - مقال رصين ذو رؤية عميقة و تحليل قريب للواقع ...تساؤل - دكتور محمد احداش في محله :هل يرغب الغرب حقيقة في استقرار المنطقة؟ و منهج التشخيص و الإفراد لا التعميم ، حيث إن ( اللفظ المشترك لا يعُم ) كان فيه الأستاذ - بكر - صائباً ..و أحب أن أزيد نقطة هنا و هي أن من مصلحة ( إسرائيل ) أن يكون هناك صعود إسلامي سياسي في دول الربيع العربي ... و عندها تجد إسرائيل حجتها لشن حروب أشد شراسة من حرب ( يونيو - 1967 ) على أن تبدو هي في موقف المدافع عن النفس و أن فرائصها ترتعد من تولي الإسلاميين زمام الحكم لأنهم إن تمكنوا فسيقومون بمحاربتها و من ثم إزالتها من الخارطة ... يبقى أمامنا سؤال : هل سوف ينجح التحالف الأمريكي الأوروبي الصهيوني في تحقيق الإستقرار المؤقت في دول الربيع العربي ... و ما هي آلياته التي تجري من وراء حجاب .
تحليل معمق
علي ابو خطاب -دامت لنا تحليلاتك الرائعة وارى في ثورات الدول العربية انها آلت للفشل لان الجيش يحكم مع الاخوان المسلمين مثلا في تونس ومصر وهاهو الان ينتظر فشل الاخوان ليرجع يسيطر بنفسه بسبب الفلتان الحالي اما ليبيا فعليها اولا ان تفرض سيطرتها وتنزع سلاح الميليشيات حتى تتمكن من اقامة نظام مدني ولا نفجع بلبنان او اغانستان اخرى
تحليل معمق
علي ابو خطاب -دامت لنا تحليلاتك الرائعة وارى في ثورات الدول العربية انها آلت للفشل لان الجيش يحكم مع الاخوان المسلمين مثلا في تونس ومصر وهاهو الان ينتظر فشل الاخوان ليرجع يسيطر بنفسه بسبب الفلتان الحالي اما ليبيا فعليها اولا ان تفرض سيطرتها وتنزع سلاح الميليشيات حتى تتمكن من اقامة نظام مدني ولا نفجع بلبنان او اغانستان اخرى
نعوم تشومسكي
د.محمد علي احداش -أشكر للأستاذ الفاضل بكر عويضة مقاله العميق وأشكر حسن ظنه فقد تشرفت بالتعرف عليه في تلك الجلسة الطيبة،وأشكر المشاركين معنا وفي تلك الجلسة. يحضرني الآن كتب ومحاضرات نعوم تشومسكي العديدة التي يقول فيها ان أمريكا قائدة الغرب اليوم ترغب في وجود دول فاشلة وعرفها بانها دول ضعيفة تابعة لاتحفظ أمنها ويزدهر فيها الفساد، وأن امريكا تحارب الشعور الوطني والديمقراطية والاستقلال، وليس سرا سياسة الباب الدوار فترجع الثورات من حيث جاءت بسلسلة معقدة من الترتيبات التي تنهك الشعوب قصيرة النفس والذاكرة، وجربت في أمريكا اللاتينية وغيرها ،على كل حال هي مواجهة والنجاح والفشل فيها تدافع، دمتم بسلام
نعوم تشومسكي
د.محمد علي احداش -أشكر للأستاذ الفاضل بكر عويضة مقاله العميق وأشكر حسن ظنه فقد تشرفت بالتعرف عليه في تلك الجلسة الطيبة،وأشكر المشاركين معنا وفي تلك الجلسة. يحضرني الآن كتب ومحاضرات نعوم تشومسكي العديدة التي يقول فيها ان أمريكا قائدة الغرب اليوم ترغب في وجود دول فاشلة وعرفها بانها دول ضعيفة تابعة لاتحفظ أمنها ويزدهر فيها الفساد، وأن امريكا تحارب الشعور الوطني والديمقراطية والاستقلال، وليس سرا سياسة الباب الدوار فترجع الثورات من حيث جاءت بسلسلة معقدة من الترتيبات التي تنهك الشعوب قصيرة النفس والذاكرة، وجربت في أمريكا اللاتينية وغيرها ،على كل حال هي مواجهة والنجاح والفشل فيها تدافع، دمتم بسلام
الثورة مستمرة رغم العوائق
ليبية -هناك ثلاثة محاور رئيسية تشترك معاً و تتقاذف الوضع الليبي وتؤثر عليه سلباً في الوقت الراهن! المحور الاول المصالح الغربية والثاني ازلام المقبور والثالث الحكام الجدد المرتبطين بالأثنين لإنهم سعاة سلطة وليس سعاة وطن فوجدوا ضالتهم للنفوذ في الدعم الخارجي للبقاء ودعم الأزلام لإرباك حياة الناس فيبقون في السلطة اكثر وقت ممكن للنهب !! لن يكون من السهل السيطرة أزلام المقبور إلا بتقديم تنازلات متبادلة من الشعب المقهور من جانب وبقايا عهد الفساد من جانب آخر اذا كان لديهم استعداد للتوبة !! وهذا يتطلب قيادة قوية مخلصة منتخبة من الغالبية الساحقة وهذه الشخصية لا أمل كبير في ظهورها الآن بسبب طمس الهوية الليبية على مدى اربعين عام ..! هناك إقصاء واضح للشرفاء وللشباب الذي قاموا بالثورة وواجهوا رصاص القذافي بصدورهم العارية وفيهم مثقفين تركوا اعمالهم وشاركوا في النضال الفعلي وليس المقالات فهؤلاء يعول عليهم في تخليص ليبيا ممن يحاولون اصطيادها من جديد! والسؤال من الحريص على استقرار البلد ويقوم بتوصيلهم الى الأضواء ليتعرف الناس عليهم ويختاروهم ؟؟ العكس هو الحاصل لقد تم تهميشهم واستبعادهم حتى لا يتأمل فيهم أحد!! ولم تركز العدسة الا على فصيلين رئيسيين معروفين يتقاسمان ويتخاصمان على مصالحهما وليس مصلحة البلد وأكثرهم عمل بإخلاص مع القذافي وابنه فمن الذي وراء تعيين المسئولين والإصرار على ابقاؤهم في مناصبهم رغم اعتراض الناس عليهم حتى بالسلاح احياناً؟؟ !! ازلام السفاح يحرصون على الفوضى بالتآمر والشائعات يطلقونها بين ثنايا شعب عانى التخلف فيحدثون البلبلة ..ووجدوا غايتهم فمن ناحية ينتقمون لزعيمهم و كذلك يضمنون استمرار النهب الذي اعتادوه ! وهذا النهب عادة عمولات؟؟ فمن اين تأتي هذه العمولات إلا من الإستثمارات ؟؟ التوقيت المبكر لدعوة الفيدرالية وزعماؤها المشبوهين ؟؟رغم رفضها من الغالبية !! ونفس الأمر في الجنوب الليبي واستباحة حدوده بتدخل سافر من دول الحدود التي تأوي فلول النظام والذين يعملون على زعزعة الأمن في الجنوب واهمال الأوضاع في الجنوب من القائمين وتركهم هدفاً سهلاً لمؤامرا ت الساعدي ومرتزقته حتى ظهر انفصاليون في الجنوب كذلك ؟؟ لماذا لا يسلم الساعدي وهو مطلوب من الجنائية؟؟ بل لقد طلبت فرنسا من النيجر ان تستوصي به خيراً عندما فر اليهم بدلا
الثورة مستمرة رغم العوائق
ليبية -هناك ثلاثة محاور رئيسية تشترك معاً و تتقاذف الوضع الليبي وتؤثر عليه سلباً في الوقت الراهن! المحور الاول المصالح الغربية والثاني ازلام المقبور والثالث الحكام الجدد المرتبطين بالأثنين لإنهم سعاة سلطة وليس سعاة وطن فوجدوا ضالتهم للنفوذ في الدعم الخارجي للبقاء ودعم الأزلام لإرباك حياة الناس فيبقون في السلطة اكثر وقت ممكن للنهب !! لن يكون من السهل السيطرة أزلام المقبور إلا بتقديم تنازلات متبادلة من الشعب المقهور من جانب وبقايا عهد الفساد من جانب آخر اذا كان لديهم استعداد للتوبة !! وهذا يتطلب قيادة قوية مخلصة منتخبة من الغالبية الساحقة وهذه الشخصية لا أمل كبير في ظهورها الآن بسبب طمس الهوية الليبية على مدى اربعين عام ..! هناك إقصاء واضح للشرفاء وللشباب الذي قاموا بالثورة وواجهوا رصاص القذافي بصدورهم العارية وفيهم مثقفين تركوا اعمالهم وشاركوا في النضال الفعلي وليس المقالات فهؤلاء يعول عليهم في تخليص ليبيا ممن يحاولون اصطيادها من جديد! والسؤال من الحريص على استقرار البلد ويقوم بتوصيلهم الى الأضواء ليتعرف الناس عليهم ويختاروهم ؟؟ العكس هو الحاصل لقد تم تهميشهم واستبعادهم حتى لا يتأمل فيهم أحد!! ولم تركز العدسة الا على فصيلين رئيسيين معروفين يتقاسمان ويتخاصمان على مصالحهما وليس مصلحة البلد وأكثرهم عمل بإخلاص مع القذافي وابنه فمن الذي وراء تعيين المسئولين والإصرار على ابقاؤهم في مناصبهم رغم اعتراض الناس عليهم حتى بالسلاح احياناً؟؟ !! ازلام السفاح يحرصون على الفوضى بالتآمر والشائعات يطلقونها بين ثنايا شعب عانى التخلف فيحدثون البلبلة ..ووجدوا غايتهم فمن ناحية ينتقمون لزعيمهم و كذلك يضمنون استمرار النهب الذي اعتادوه ! وهذا النهب عادة عمولات؟؟ فمن اين تأتي هذه العمولات إلا من الإستثمارات ؟؟ التوقيت المبكر لدعوة الفيدرالية وزعماؤها المشبوهين ؟؟رغم رفضها من الغالبية !! ونفس الأمر في الجنوب الليبي واستباحة حدوده بتدخل سافر من دول الحدود التي تأوي فلول النظام والذين يعملون على زعزعة الأمن في الجنوب واهمال الأوضاع في الجنوب من القائمين وتركهم هدفاً سهلاً لمؤامرا ت الساعدي ومرتزقته حتى ظهر انفصاليون في الجنوب كذلك ؟؟ لماذا لا يسلم الساعدي وهو مطلوب من الجنائية؟؟ بل لقد طلبت فرنسا من النيجر ان تستوصي به خيراً عندما فر اليهم بدلا
الأخ نهاد اسماعيل
ليبية -إذا تحققت أحلام الشعوب بالثورات فإن هذا يتعارض مع المصالح الغربية ! نقطة على السطر!! دعمهم للدكتاتوريين اكبر دليل على ذلك!! فإذن العمل على عدم تحقيق الأمال والاهداف من الثورات جزء من مخطط عدم الإستقرار حتى لا تقوم لهذه الدول قائمة! وينتهي بنا الحال إلى رؤساء من نفس الطينة بأثواب جديدة وقرارها ليس في يدها! ! كان التدخل الغربي في ليبيا -رغم مجيئه بطلب رسمي من الشعب من ضمن مصلحة الدول المشاركة - كان للمخاوف من تسرب السلاح الليبي والهجرة غير الشرعية ومخاوف من قرصنة المتوسط - فساعدو ا الشعب الثائر في القضاء على القذافي وربحوا نصيب الأسد في المزايا النفطية والإستثمارات فضربوا عصافير عديدة بحجر واحد ! المطلوب الآن اليقظة والحنكة السياسية من الأفراد والمنظمات المدنية الناشئة لتنوير الناس حتى تفوت على الجميع اللعب بمصائرها أكثر مما كان!! أيضاَ هذه المصالح ليست هي نفسها في الوضع السوري رغم تشابه الطغاة وشدة الحاجة لهذا التدخل ولو غير عسكري أكثر من الوضع الليبي! ولكن إمكانية التطرف والإرهاب يبدو لا تهمهم بقدر خوفهم من أن يمتد الصراع ويتضخم فتضيع مصالح أعظم!
الأخت الليبية تعليق 7
نهاد اسماعيل - لندن -أشكر الأخت الليبية واتفق مع الأخت الفاضلة ان الدول الغربية تضع مصالحها فوق كل الاعتبارات الأخرى. والدعم الغربي لثورات الربيع العربي يرتبط بالمصالح كما قلت في تعليقي أعلاه. التردد الغربي في تقديم دعم كافي للمعارضة السورية يتعلق بالاساس بأمن اسرائيل. من قراءاتي ومتابعاتي استطيع أن اقول أن الغرب لا يريد نظام جديد مجهول الهوية قد يخلق متاعب ومشاكل لاسرائيل في الجولان والجبهة الشمالية. وبشكل عام ورغم رغبة الغرب في الحفاظ على مصالحه الا ان سقوط الطغاة سيكون في مصلحة شعوب المنطقة على المدى البعيد.
إلى متى سنظل نلوم الغرب
هيكل عزمي -يبدو أن حالة إدمان العرب على لوم الاخرين لما بهم من مصائب مستمره ومتفشية حتى في صفوف الطبقة التي تدعي العلم والمعرفة.
زيارة القرضاوي غير صحيح
دادیار -اولا انها اقليم کوردستان وفقا للدستور العراقي وليس شمال العراقثانيا: حکومة الاقليم نفی نفيا قاطعا دعوة القرضاوي الی اقليم کوردستان، بل كان ذالك من قبل الاخوان ولم تنجحارجو ان تکون دقيقا