أصداء

سوريا.. ومؤتمر آخر...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ومؤتمر آخر ينتهي، وآخر ينعقد، وغيره سينعقد، وآخر سيعلن عنه في وقت لاحق، من القاهرة إلى الدوحة إلى اسطنبول إلى باريس، من جنيف إلى تونس إلى الرباط، إلى دمشق إلى.. ما أدراك إلى اين، من الممكن أن ينعقد في جزر القمر، أو في مكان ما، أبعد من القمر..

خطابات وشعارات، إذاعات ومحطات ومقابلات، مؤتمرات في تغطية مباشرة وغير مباشرة، ومؤتمرات أخرى بدون أي تغطية، قمم عربية ودولية، اتفاقات فوق الطاولة ومن تحت الطاولة، طوائف ومذاهب، قوى عظمى، ودول صغرى، متطرفين وجهاديين، ارهابيين وأحرار، مجالس وائتلافات ولجان، شعبية وغير شعبية، وطنية وغير وطنية، الكل يسعى إلى تهدئة الأمور في سوريا أو إلى تحرير سوريا!!.. دول لم نسمع عنها بتاتاً، أصبحت تلعب أو تريد أن تلعب دوراً لوقف العنف في سوريا، كله يتكلم عن الشعب السوري وعن حقوقه، عن الحرية والديمقراطية، عن الدمار والقتل، عن التشبيح والإرهاب، عن بلد تدمر وشعب تشرد، عن المعونات وقلة المساعدات، عن التسليح والتخوف من التسليح، عن الحروب واتساع دائرتها، عن تخاذل مجتمع دولي ومؤامرة كونية، الكل يفكر بسوريا ( قمة الإنسانية )..

سنتان!!.. سنتان ونحن نشاهد كل يوم نفس الاشخاص ونسمع نفس التصريحات، ونحضر نفس المؤتمرات، والأسماء تتكرر مع تغيير بسيط في الأدوار، قتل مستمر مع تغيير بسيط في الطرق، نزوح يومي مع تغيير بسيط بوسائل النقل، مخيمات خارجية وداخلية مع تغيير بسيط في معايير الإنسانية، اغتصاب متزايد للقاصرين والبالغين، مع تغيير بسيط.. من تحريمها إلى تحليلها، وأفكار قديمة وجديدة، إبداعات وفتاوي، وليس مستبعداً أن نشاهد جامعات على أعلى المستويات،" للقناصين المحترفين"، ومنح درجة الماجستير والدكتوراه مع مرتبة الشرف في القنص عن بعد وعن قرب، في سوريا..

كل شيء يحدث بتغيير بسيط فيما يتعلق بسوريا، في وقت يتكلم فيه الجميع عن التغيير، بينما على أرض الواقع، هناك تغيير واحد فقط، الا وهو، ارتفاع عدد القتلى، وازدياد نسبة الدمار، وتوسع دائرة الحرب، أي تغيير معنى وجوهر سوريا...

نعم.. الكل يتكلم عن سوريا وعن شعبها، جميع الأمور تجري في سوريا ومع شعبها، الأحداث تدور في المحور السوري وضد الشعب السوري، على مكتب كل السياسيين، تجد الملف السوري، كل الفضائيات عنوانها سوريا، كلمة "عاجل" أصبحت تعني سوريا، الكل ينادي، سوريا.. سوريا.. سوريا...

ولكن إن نظرت قليلاً بتمعن وبضمير ووجدان وإنسانية، وبعيون سورية، تجد الجميع.. الجميع، بعيدون كل البعد عن سوريا، وعن الشعب السوري، عن أطفال سوريا ونساء سوريا، وعن مصير سوريا ومستقبلها، بعيدون عن الأمان والسلام في سوريا، بعيدون عن إيجاد الحل في سوريا، الجميع يتاجر بسوريا وبكل شيء في سوريا أو بكل شيء ينتمي إلى سوريا.. الجميع في حالة هستيريا، أسمها تدمير سوريا، قتل سوريا، إنهاء سوريا..

بحق الله عليكم قولوا لي من هي سوريا، أو ما هي سوريا؟..
هل هي سلعة، أو مادة تجارية، أم هي ماركة عالمية؟..
سوريا وطن يا..

بروكسل
p.petrossian@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من يهمه الأمر بااهل سوريا
ماجد السوري -

إذا كان نشر التعليقات السخيفة هو جعلنا نقرف حياتنا ! فقد قرفنا. والله من العار نشر مثل تلك التعليقات. فإن دلت على شيء فهي تدل اننا كشعب سوري كلنا طائفيين متعصبين جهلة- البلد في محنة الناس تموت وانتم واحد يشكر إسرائيل والتاني يتمنى دخول الناتو الى سوريا والثالث يتنمى ان يرى الجيش التركي في وسط حلب والرابع يريد شنق الأسد . في وقت كلنا تحتاج لوقفة مع ذاتنا وكل واحد ينظر بعين التاني ويقول له ماذا نفعل؟ شو عمال نعمل ببلدنا؟ ادخلونا اللعبو القذرة واخذنا نلعبها ببساطة كلعية اطفال يعني صار القتل وقطع الروؤس وكانها شغلة عادية او كما واننا نشاهدها على الشاشة. ايها السوريون الى اين؟ بعض الجهلة والمتأصلة فيهم روح الإجرام يجيبونك: إذا ما كبرت ما بتصغر ! شو اكبر من هيك؟ تفريغ حلب عن بكرة ابيها وإرسال سكانها الى تركيا والله اعلم متى يعودون! شو اكبر من هيك مسح حمص من الخارطة. شو اكبر من هيك إلغاء اسم إدلب وتحويلها الى خربة ونعيد تسميتها بخربة ادلب. شو اكبر من هيك ضم راس العين الى تركيا. بعد مؤتمر جنيف يوم الأثنين الذي حاولوا ان يخنقوه بمساعدة اسخف وزير خارجية موجود على وجه الأرض لوران فابيوس (فرنسي الجنسية وصهيوني الإنتماء)من يهود الدياسبورا) بدعوة لمؤتمؤ باريس الذي طلع بخفي حنين _ وهنا يمكن ان نعهم لماذا لم يحضره معاذ الخطيب. الذي استعجل تصريحه على الفيس بوك محاولة منه ان يفهم من لا يريد ان يفهم ان الحل في سوريا لن يكون إلا بالحوار. لإننا في سوريا لا نريد إخوان مسلمين كما في مصر ولا نريدحبهة النصرة والا التوحيد وا السلفيين ولا المتعصبين الرجعيين ولا البعثيين الإنتهازيين ولا جماعة الأسد. ما نريده هو مجموعة من الوطنيين الذين يعشقون سوريا كي يضعوا اسس الدولة المدنية الديمقراطية بعد وضع دستورها الذي يجعل منه دولة القانون ويأتونا بحكومة تحمي الدستور وتطبقة من خلال دولة القانون. هذا ما تريده الأغلبية الصامته داخل وخارج سوريا. اما الخارجين عن القانون والمبرطلين والحرامية والمطالبين بدخول الأجنبي وقد وصلت الوقاحة ببعضهم يطالبون بتدخل إسرائيل كل تلك الأنواع من الناس لا نريدهم في المجتمع السوري الجديد. من ارتد منهم ان يبقى على ارض سوريا ويحترم قوانينها ويخضع لها فأهلا به ومن لا يتفق مع ديمقراطية سوريا فلينقلع وليبحث له عن مكان آخر غير سوريا. فقط من يؤمن ان سوريا هي لكل السوريين يحق له الت