قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بشار الأسد مستعد لتسليم سوريا كلها رهينة لأي طرف يضمن بقاءه مستوليا على السلطة في سوريا، إذ أثبت للشعب السوري والعالم أجمع أنّه لا يكفيه هو ووالده التحكم في رقاب الشعب السوري بالقمع والسجون والمعتقلات طوال 43 عاما حتى اليوم. لذلك استعمل السلاح الكيماوي في ريف دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي ، وقتل ما لا يقلّ عن 1600 مواطنا سوريا وجرح ألاف منهم، ليبدأ السيناريو الروسي مطالبا بتسليم هذا السلاح الكيماوي فيوافق الأسد فورا، حيث صاحبت هذه الموافقة خفوت الأصوات العالمية المستنكرة لاستعماله هذا السلاح ومطالبته بالتخلي عن السلطة.
" حتى الترسانة الكيماوية لا يأسف عليها " هكذا وصف الصحفي اللبناني "ايلي شلهوب " موقف الأسد من هذا التسليم في كتابته عن لقائه بالأسد المنشور في جريدة "الأخبار اللبنانية" يوم الرابع عشر من أكتوبر الحالي، وكي يبرّر الأسد عدم أسفه هذا، أورد عدة أسباب غير منطقية لا يصدقّها سوى هو نفسه طالما تضمن له البقاء في السلطة التي أعلن مجددا نيته للترشح من جديد للرئاسة التي تنتهي في يوليو 2014 مما يعني إن لم تنتصر الثورة السورية ضده، ولاية جديدة لسبع سنوات، تليها ولايات أخرى نتائجها الانتخابية دوما 99.99 في المائة كما عهدنا هذه النتيجة لدى كل الديكتاتوريين العرب. فما هي هذه المبررات الأكاذيب الأسدية؟
أولا:تطوير قوة الردع الصاروخية السورية!! هذا التطوير كما يراه الأسد يمكّنه من استخدامها منذ اللحظة الأولى للحرب مما أنهى الضرورة للسلاح الكيماوي. أقولها بصدق: أنا وأعتقد الغالبية العظمى من العرب تتمنى ذلك بشرط أن يستخدم هذه القدرة الصاروخية الرادعة لتحرير هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 فقط، ولن نطلب منه تحرير مزارع شبعا اللبنانية وفلسطين. ولكن هل الواقع السوري المعاش منذ عام 1973 يؤكد هذه المعلومة أو المزحة؟. إذا كانت لدى الأسد قوة الردع الصاروخية هذه فلماذا لم يستعملها على الأقل للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية، وقصفها مواقع داخل سوريا أكثر من مرة وسط سكوت رسمي مخزي مستعملا الإسطوانة المشروخة ( سنردّ على هذه الاعتداءات في الزمان والمكان المناسبين ). وها نحن ننتظر منذ عام 1973 أي قبل أربعين عاما بالتمام والكمال ولم يتم تحديد الزمان والمكان المناسبين. وللأمانة الموضوعية فقد استعملت قوة الردع الصاروخية وغيرها من الأسلحة بكثافة شديدة منذ مارس 2011 ضد القرى والمدن السورية التي انتفضت وثارت ضد استبداده وقمعه، مما نتج عنها ما لا يقلّ عن مائتي ألف قتيل سوري وقرابة خمسة ملايين لاجىء ومهجّر سوري وألاف المفقودين والسجناء.
ثانيا: لديه أسلحة تقليدية قادرة على شلّ مطارات إسرائيل!! ومرة ثانية نتمنى ذلك كي يستطيع تحرير الجولان المحتل ويوقف الاعتداءات والاختراقات الإسرائيلية في سوريا ولبنان، ونفس السؤال السابق: إذا كان هذا صحيحا فمتى سيتم شلّ المطارات الإسرائيلية؟. ليتّه قام بأسلحته التقليدية بحماية الأراض السورية التي تسرّح وتمرّح فيها طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الزمان والمكان الذي تريد. ويكفي التذكير بفضيحة قصف موقع "الكبر" السوري في سبتمبر 2007 لشكّ دولة الاحتلال أنّه موقع نووي، والفضيحة الأكثر عفنا هي أنّ الوثائق الإسرائيلية أثبتت أنّه قبل القصف المذكور، قامت وحدة مظلات إسرائيلية بالنزول في الموقع وأخذ عينات منه، وبعد تحليلها تمّ القصف رغم تأكيد الجانب الإسرائيلي للأمريكان عدم نيتهم في قصف الموقع. ومنذ انطلاق الثورة السورية في مارس 2011 قام الطيران الإسرائيلي بقصف مواقع داخل سوريا على الأقل ثلاثة مرات، فمتى سيتم شلّ مطارات إسرائيل كي تتوقف عن هذا القصف؟. أيضا "في انتظار الزمان والمكان المناسبين!!!".
اعتراف صريح بأنّ الأولوية لمواجهة ثورة الشعب السوري ويعترف الأسد صراحة بأنّ من أسباب تسليمه السلاح الكيماوي هو تجنيب سوريا العدوان ( بمعنى التدخل الأجنبي لدعم الثورة السورية ) وهو يرى ( أنّ التصنيع العسكري التقليدي الذي كان موجها ضد إسرائيل "رغم عدم استعماله" بات موجها لعدو الداخل) الذي هو لا يختلف اثنان على أنّ هذا الداخل هو الشعب السوري حسب الخسائر الباهظة منذ اندلاع الثورة. لذلك فإنّ مواجهة هذا الداخل السوري، أي الشعب السوري، مستمرة طالما هذا النظام مصرّ على الاستمرار في القمع والنهب اللذين ليس من السهل التخلي عنهما بعد ممارستها طوال 43 عاما منذ زمن الأسد الأب. وتعدّ أو تهدّد لا فرق "اسماء الأخرس" بأنّها متأكدة أنّ نجلها "حافظ" سيخلف والده "بشار" في رئاسة وحكم سوريا. وللأسف الشديد والحزن على واقع الشعب السوري فإنّ بعض الفصائل التي تقدّم نفسها على أنّها تقاتل الطاغية بشار، تقدّم له خدمة كبيرة في الأوساط العالمية التي تراجعت عن مواجهته وسكتت بل يوافق بعضها على استمراره، وأخطر هذه الفصائل التي تقدّم نفسها باسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام ، داعش) التي بدأت حربها وخطفها ضد عناصر فصائل الثورة الأخرى، فهذه التسمية بممارساتها لا تخيف الغرب فقط بل العرب والسوريين أيضا..ولذلك تناول تحليلي مستقل.www.drabumatar.com