أصداء

هل ستتصدر حركة"التغيير"المشهد السياسي في اقليم كوردستان؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما صوت الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المريض"جلال طالباني"احد جناحي السلطة في البرلمان لصالح رئيس الاقليم"المنتهية ولايته""مسعودبارزاني"لمدة سنتين، لم يكن يفعل ذلك من اجل سواد عيون"بارزاني"حليفه القوي في السلطة، بل كان يريد ان يحافظ على مكانته السياسية في السلطة وامتيازاته السياسية التي كانت تسجل تراجعا متواصلا واخفاقا متواصلا امام قوة وديناميكية"حركةالتغيير"المعارضة بزعامة السياسي الصلب"نوشيروان مصطفى"، وكان الاتحاد الوطني يظن انه بذلك سيسدد ضربة موجعة لهذه الحركة الاصلاحية الصاعدة ولقوى المعارضة بشكل عام ويؤخر برنامجها الثوري الاصلاحي لفترة من الزمن، يستطيع من خلالها ترتيب بيته المتفكك من الداخل بسبب الخلافات الشديدة بين قياداته الاساسية ومرض زعيمه الروحي التاريخي"مام جلال"وغيابه عن المشهدالسياسي الكردي، ويوقف تدهوره المستمر، ولكنه كان واهما ومخطأ جدا، حيث اعتبر انصاره وقواعده الحزبية هذه الخطوة(تمديد فترة ولاية بارزاني)، خطأ استراتيجيا قاتلا وتنازلا سياسيا كبيرا لحزب"بارزاني"ولم يتوانى البعض منهم في وصم القادة الذين صوتوا لصالح التمديد بالخيانة !، وقد جاءت النتائج المتواضعة التي حققها هذا حزب" الاتحاد الوطني الكردستاني" في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في اقليم كردستان حيث حل ثالثا بعد حركة"التغيير"، وجاءت النتيجة الانتخابية المتواضعة كعقاب صارم بحسب بعض المراقبين انزله جمهوره عليه بسبب خضوع قادته لسياسة حزب الديمقراطي الكردستاني..النجاح الباهر الذي حققته"حركة التغيير"المعارضة، لم يكن بسبب المقاعد الـ"24"التي احرزتها في البرلمان، لانها كانت تمتلك 25 مقعدا في انتخابات عام 2009، اي باضافة كرسي واحد عن الحالي، ولكن نجاحها الساحق يكمن في كونها قد استطاعت ان تطيح بحزب قوي في السلطة وهو"الاتحاد الوطني الكردستاني"وتلحق الهزيمة بقائد تاريخي له كاريزما جذابة ومكانة دولية كبيرة، وهو الرئيس "مام جلال"..واذا ما شاركت حركة التغيير المعارضة في السلطة وفق تصريحات قادتها، فانها تكون قد اخذت مكان"الاتحاد الوطني"طبقا لاستحقاقها الانتخابي، ولكن بوجه اصلاحي وليس سلطوي، اي انها تنوي تطبيق برنامجها الاصلاحي داخل السلطة وهم فيها، وليس وهم خارجها، فبعد ان كانت تنادي بالاصلاح خارج السلطة، الان تنادي داخلها وتعمل على تحقيق ذلك بشكل عملي واكثر فعالية، وهنا تبرز اشكالية غاية في التعقيد وهي كيف تمثل دور المعارضة والسلطة في آن واحد، وهنا لا تجد الحركة اي معارضة بين المفهومين المتناقضين"شكلا"مادام يؤدي في الاخير الى الهدف المنشود منه وهو تحقيق مصلحة الشعب الكردي واصلاح المؤسسات الحكومية من الفساد والمحسوبية والسرقة..والمشاركة في السلطة بمفهوم حركة التغيير المعارضة لا تعني ابدا الرضوخ لأملاءات السلطة ان كانت فاسدة بل اصلاحها من الداخل اجدى واقصر طريقة للوصول الى الهدف.. لو ظلت الحركة على برنامجها السياسي الاصلاحي الذي صوت له الناس ووثقوا به، وعملت على تطويره وتحويله الى برنامج عمل متكامل يلائم الواقع ويعالج مشاكل المجتمع ويواجه التحديات التي تواجه الاقليم، وهذا البرنامج الاصلاحي يثوده ويرعاه فريق عمل متخصص، مؤسساتي منظم ذات كفاءة وجرأة عاليتين، ويتمتع باخلاص وتفاني ولا يأخذه بريق السلطة الخاطف، واغراءاتها التي لا تقاوم..فان فعلت ذلك، فانها سوف تكتسح الانتخابات القادمة وتحصل على بقية مقاعد البرلمان بسهولة..وتتصدر المشهد السياسي في الاقليم..

m.wany@yahoo.cim

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف