المتاجرون بشعار "مكافحة الإرهاب"..
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وأما حاكم العراق، فهو لا يذكر من الإرهابيين غير القاعدة، مع أن المليشيات التي تحت تصرفه والموالية لإيران هي الأخرى إرهابية ودموية، ولا يمكن الكيل بمكيالين. فجميع أصناف الإرهابيين، من تكفيريين ومن خامنائيين، خطرون، وتجب مكافحتهم بقوة، وعلى نطاق دولي. وليس مجهولا أن جرائم داهش والنصرة قدمت وتقدم خدمات كبرى للنظام الدموي في دمشق. وحين قتل احد أمرائهم جنديا واكل من كبده، فإن تلك الوحشية الجبانة استغلت ببراعة لكي ينسى العالم وحشية قتل وجرح مئات الآلاف على أيدي النظام السوري، واستعمال سلاح تجويع النساء والأطفال، والحرق والخنق بالكيمياوي.
أجل، إن مخاطر القاعدة في العراق وسورية وكل المنطقة [ وفي بقية المناطق] تشكل تحديا امنيا مشتركا للمجتمع الدولي. إنها حرب على البشر والحضارة تجب مقاومتها بحزم وبحرب مضادة، وبكل السبل، وفي كل الميادين. ولكن هذه المهمة الملحة والاستثنائية لا تعفي المجتمع الدولي من محاسبة ومعاقبة الطغاة الدمويين وحكام دول الإرهاب.
نظام الفقيه بدأ السلطة بعملية خطف إرهابية في السفارة الأميركية استمرت 444 يوما. ونظام الفقيه اغتال شابور بختيار في فرنسا، واغتال الزعيم الكردي عبد الرحمن قاسملو ورفاقه في فينا. وأداته حزب الله نفذت عملية إرهاب في صوفيا ومن قبل، نفذ ت إيران عمليات إرهابية في أميركا اللاتينية. وإيران هي التي استضافت كوادر وزعماء من القاعدة بعد هروبهم من أفغانستان، واستخدمتهم لتخريب العراق وتقتيل العراقيين ولتصفية الحساب مع القوات الأميركية. وإيران الفقيه تواطأت مع القاعدة في تفجيرات سامراء، التي فتحت عهد الحرب الأهلية.
وأما نظام الأسد، فهو شريك إيران في تدفق إرهابيي القاعدة للعراق. وشهادة الموظف السوري في العراق بينت كيف أن السفير السوري السابق كان يصدر المفخفخات من بناية السفارة ببغداد لقتل العراقيين ونشر الفوضى والدمار. ومن قبل، استضافت سوريا الإرهابي الدولي كارلوس، والإرهابي جبريل وعمليات خطف الطائرات والبواخر. والنظام السوري شارك إيران في تفجيرات السفارة الأميركية ببيروت وقتل المئات من المظليين، وكذلك من المجندين الفرنسيين.
إيران دولة إرهاب، ودولة تصدير للإرهاب من خلال أجهزة مخابراتها وفيلق القدس. وفيلق القدس هذا هو من يسيّر حرب الأسد مباشرة، وبواسطة حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية.
روحاني جاء بابتسامة " روحانية"، وقال لأوباما "سلام عليكم". وها هو يرفع اللافتات المعادية لأميركا من الشوارع، آملا الحصول على ثمن باهظ، وهو القبول الأميركي برفع أو تخفيف العقوبات، والتطبيع في العلاقات، والتمهيد لصفقة العمر حول النووي، مع أن إيران تعلن يوميا عن رفضها لوقف التخصيب ورفض تصدير كميات ما خصبته للخارج، كما سبق وطالب مجلس الأمن والوكالة الذرية. وفي شهور روحاني القليلة تم إعدام حوالي 300 شخص بتهمة المعارضة، وتقوم الحكومة بتحويل نهر كارون، وتمارس عملية تسميم للسجناء السياسيين. ويظهر أن المطلوب أميركيا وروسيا أن نصدق بأن هذا الروحاني، الذي كان زعيما للاستخبارات وشارك في جرائم النظام بنشاط،، هو حقا البطل والملاك المنتظر لتغيير طبيعة النظام الدكتاتوري التوسعي، ولتغيير السياسات والعقليات، والكف عن التدخل في شؤون الآخرين!!
لقد أصاب حازم صاغية بفضح شعار مكافحة الإرهاب عندما يرفعه أمثال بشار الأسد، وأيضا خامنئي وروحاني. إنهم يرفعونه عاليا للدعاية والتمويه والبلف مع مواصلة نفس السياسات. وأخونا المالكي يذهب لواشنطن باسم المكافحة إياها لتسلم الأسلحة الفتاكة، والتمهيد لولاية مدى العمر، مع أن قواته المرتبطة بمكتبه نفذت مذبحة الحويجة وسلسلة مذابح أشرف وليبرتي وعملية خطف السبعة، وبينهم ست نساء. وهو يروي للعالم حكايات من قبيل إلقاء القبض على أكثر من ألف سيارة مفخفخة كانت في مكان واحد- طبعا بانتظار غزوته لها! إنه يستعمل تكتيك محاولة تخويف الأميركيين بخطر القاعدة، وعرض نفسه كجسر النجاة لأميركا، مع أنه فشل فشلا مروعا ومعيبا في حماية الشعب العراقي نفسه، الذي يقتل منه شهريا أكثر من 500 مواطن برغم كل القوات الحكومية ومراكز التفتيش، وعلما بان كل سياساته والفساد المنتشر والطائفية التي يغذيها تساهم بقوة في تشجيع وإنجاح وتمويل عمليات الإرهاب القاعدية وغير القاعدية. ونذكر أيضا كيف قابل ببرودة وجفاء مبادرة تشكيل مجالس الصحوات لمحاربة القاعدة، والتي شجعتها إدارة جورج دبليو بوش، بينما راح لعشائر الجنوب الشيعية لتشكيل "مجالس إسناد" مرتبطة بشخصه ولدعم سلطته. وهو اليوم يريد تكرار التجربة في كركوك نفسها تحت شعار مكافحة القاعدة.
ألا كم من شعارات ولافتات استخدمت وتستخدم في بازار سياسات حكومات الاستبداد، مع أن العمل والممارسة يسيران بالعكس. ولكن هذه هي براعة السياسة ومهارتها في زمن لا ترى فيه إدارة اوباما من حلفاء وأصدقاء غير الإسلام السياسي " المعتدل"-[ اقرأ: المقنّع، والمخادع!]، بينما لم تعد تكترث لمصير حقوق الإنسان وحقوق الشعوب.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف