أصداء

مفاوضات السلام.. فرصة جديدة لإلتقاط الصور التذكارية!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أعرف من أين لهم بهذا الأمل المتجدد فى النفوس مع مطلع شمس كل يوم جديد بأن يتحقق السلام مع الاسرائيلين المغتصبين لجزء كبير من الأراضى الفلسطينية؟، و أن تهدأ الأمور و تستقر الأوضاع، طامحين أن تقام الدولة الفلسطينية ذات السيادة على ما تبقى من فتات الأرض، و أن يعيشوا فى سلام و رخاء مع جيرانهم الاسرائيلين!، تلك هى النغمات التى كان يتم ترديدها دائما قبل ربيع الثورات العربية، ربما قد خفتت تلك النغمة مع رحيل أحد أبرز مردديها عن السلطة " حسنى مبارك"، لكن مازال كثير من رجال السلطة الفلسطينية القدامى فى أماكنهم، تلك الأجيال من الزعامات التى شاخت فى مناصبها القيادية، ولا تأبى الرحيل أو الغياب إلا بفعل الموت، والموت الطبيعى فقط.

هكذا وربما أكثر من ذلك كان ما يتمناه بعض الزعماء العرب وقادة الغرب و بعض القيادات فى الداخل الفلسطينى منذ عقود طويلة، حتى أصبحت الشعوب العربية تطمح الى ذلك هى الآخرى، لكن رغم كل محاولات السلام مع إسرائيل، لم تنجح أى محاولة فى أى وقت و أى مكان أن تحل القضية الفلسطينية، فنعود لنبدأ المحادثات من الصفر مرة أخرى، و طوال فترة المحادثات سواء الموسعة أو المصغرة، و اللقاءات سواء ثنائية أو جماعية، و الاجتماعات سواء حول مائدة مستديرة أو مستطيلة أو مثلثة الشكل.. فإن زعمائنا قد أثبتوا بجدارة أن لديهم مخزون استراتيجى هائل من التصريحات و الخطب، يفوق ما تختزنه الأرض العربية من نفط، ويكاد يقارب ما تحتويه البلدان من فساد!

و كنت و مازلت أتسأل: لماذا كل هذا الإصرار على السلام؟.. خصوصا وأنهم يريدونه سلاماً حميمياً.. بأن يكون الصهاينة هم الأخوة والأشقاء والجيران، رغم أن الاسرائيلين قد أعلنوها مرات عديدة أن ليس لديهم أدنى رغبة فى السلام أياً كان نوعه، و أنهم قد أخطأوا ذات مرة عندما عقدوا معاهدة سلام مع مصر.. بالرغم من أنها قد أفادتهم كثيراً أكثر مما أفادت مصر، إلا ان الفكر التوسعى بشأن الدولة يجعلهم يعتقدون ان تلك المعاهدة تقف عائقاً فى مد الدولة كى تصل بحدودها إلى نهر النيل.

خلال سنوات طويلة رفعنا نحن العرب عنوان رواية الكاتب الكبير أرنست همنجواي: وداعا للسلاح، وأخذناه شعاراً لنا، و أحرقنا كل اسطوانات الأغنية الشهيرة (خلى السلاح صاحى)، وغيرنا اسم وزارة الحربية الى وزارة الدفاع، ورغم كل ذلك وأكثر لم يتحقق السلام على أرض الواقع و لم تحل القضية الفلسطينية حتى ألان.

ألان و مع بزوغ فجر جديد لما يسمونه "عملية السلام"، فهل سيتحقق هذا السلام المرجو والمزعوم؟، أم انها مجرد فرصة جديدة لإلتقاط بعض الصور التذكارية الجديدة، بعد أن تغيرت ملامح بعض القادة والمسئولين مع تقدم العمر بهم؟

* كاتب مصرى

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف