أصداء

الائتلاف الوطني السوري خطر على سوريا والمنطقة!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعرضت مدينة القامشلي التي تعد معقل الكرد السوريين، إلى سلسلة من الهجمات الانتحارية، أوقعت عددا من القتلى والجرحى. هذه العمليات تأتي بعد تمكن وحدات حماية الشعب(YPG) من دحر المجموعات القاعدية( جبهة النصرة وتنظيم دولة العراق والشام/داعش) وأخراجها من المدن الكردية، ملحقا بها خسائر كبيرة. العمليات الانتحارية تدل على فشل هذه المجموعات في المواجهات الميدانية المباشرة ولجوئها إلى أسلوب القتل الجماعي واستهداف المدنيين. ثمة بعض الجيوب التي ما زالت هذه المجموعات القاعدية تستوطن فيها وترسل منها السيارات المفخخة والانتحاريين الأجانب. لقد أعلنت هذه المجموعات حربا شاملة على وجود وهوية الشعب الكردي، حيث تصاعدت هذه الحرب بعيد إعلان مكونات منطقة الجزيرة السورية عن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية. حيث ترفض هذه المجموعات تلك الصيغة وتجدها تهديدا للدولة الطالبانية التي تهدف لتأسيسها في كل سوريا، وترى في منطقة الجزيرة إمارة من إماراتها.

لقد استفادت المجموعات القاعدية من الدعم الذي تقدمه لها المعارضة السورية المرتبطة بالمحاور الإقليمية ولا سيما (الائتلاف الوطني السوري)، الذي أصدر بيانا عنصريا ضد الكرد، رافضا مشروع الإدارة الذاتية ومصرا على الدولة المركزية بصيغتها البعثية الحالية. ما يسمى (الائتلاف الوطني السوري) صاحب الخطاب الطائفي العنصري، يتحرك، فيما يتعلق بالملف الكردي، حسب التعليمات التركية. هو يرفض أي صيغة لا مركزية للكرد وبقية المكونات في مناطق (عفرين وكوباني والجزيرة)، ويدعم بشكل مباشر "النصرة" و"داعش" هناك ويؤيد أعمالها التخريبية ويصفها ب"الجيش الحر"!. وكان المثال البارز عندما استنكر "الائتلاف" تحرير وحدات حماية الشعب بالتعاون مع مقاتلين عرب محليين من قبيلة شمر، معبر اليعربية الحدودي مع العراق، من مجموعات "داعش" و"النصرة"، واصفا ذلك ب"الخطر الانفصالي" ومسوقا مجموعة من الافتراءات والأكاذيب مثل "مساعدة القوات العراقية للأكراد" في دحر مجموعات "القاعدة" تلك. لقد أمسى (الائتلاف الوطني السوري) جناحا سياسيا للمجموعات الإرهابية التي تقتل أبناء الأقليات في سوريا. هو يغطي على جرائم هذه المجموعات وينشر عبر قنواته الطائفية العنصرية( منها فضائية أورينت) خطابا تحريضيا ضد الأقليات السورية بوصفها "معادية للثورة" و"مؤيدة للنظام السوري". ونظرة واحدة على البيانات التي أصدرها "الائتلاف" حول الهجمات الإرهابية التي شنتها "داعش" و"النصرة" على المسيحيين في أحياء دمشق وبلدة صيدنايا وبعض بلدات محافظتي حماة واللاذقية، والهجمات على الاسماعيليين في السلميّة، وعلى العلويين في اللاذقية، وعلى الكرد في شمال شرق البلاد، ستكشف حجم تورط هذا "الائتلاف" في الأعمال الإجرامية التي استهدفت المدنيين من أبناء الأقليات، والترويج المجاني للمجوعات الإرهابية المرتزقة، ووصفها ب"الجيش الحر"، علما بأن هذه المجموعات تحارب "الجيش الحر" نفسه في مناطق أخرى من البلاد، وقضت على مساحة كبيرة من وجوده. ومؤخرا أصدر أبو عبد الرحمن المصري، أمير منطقة "الباب" الحلبية في تنظيم "داعش" فتوى تقضي بقطع رؤوس أعضاء (الائتلاف الوطني السوري) بوصفهم "ملاحدة" و"موالين للغرب والأنظمة الطاغوتية"!. ورغم ذلك إلا ان حقد "الائتلاف" ورموزه من الطائفيين والعنصريين، أزلام الأنظمة الشمولية في تركيا والخليج، والمتحالفين مع الوهابية العالمية، على الأقليات السورية، ورغبتهم في تطهير البلاد من هؤلاء وبناء دولة مركزية ذات لون قومي ومذهبي واحد، ما يزال بارزا.

لقد أضر (الائتلاف الوطني السوري) ومجمل معارضة اسطنبول العميلة الثورة السورية أيما ضرر. لقد غضوا الطرف عن تدفق الآلاف من الإرهابيين عبر تركيا إلى سوريا بحجة "محاربة النظام السوري"، وسكتوا على جرائم النهب والسلب التي قامت بها المجموعات المسلحة في حلب والرقة والحسكة ودير الزور، وسرقة المعامل والمنشآت والمباقر والصوامع وتهريبها إلى تركيا. كما وغطى "الائتلاف" على جرائم "داعش" و"النصرة" ضد مكونات محددة من أبناء الشعب السوري، ومن ضمن هؤلاء جمهور كبير من السنّة السوريين، بحجة انهم "شبيحة" وأعضاء في "الجيش الوطني" الذي شكله النظام مؤخرا.

سكت "الائتلاف" عن إمارة الرقة التي شكلتها "داعش"، وعن قتل واعتقال المعارضين والنشطاء السياسيين هناك، ولم يعد يتحدث عن الكاهن الإيطالي الأب باولو الذي اعتقلته "داعش" في الرقة.

في سوريا ما يزال النظام يعمل تخريبا وتقتيلا في البلد وما تزال المعارضة الطائفية العنصرية المرتشية المتمثلة في (الائتلاف الوطني السوري) العميل للمحاور الإقليمية والمتحالف مع المجموعات الإرهابية، تعمل لضرب النسيج السوري وتخريب ما تبقى من هذا البلد المنكوب. وبين حجري الرحى هذين، يٌطحن المواطن السوري ويضمحل وطن اسمه سوريا، بينما يشتغل البعض من "المثقفين" الطائفيين العنصريين على قتل ما تبقى من روح الثورة السورية، عبر بيع المواقف للجهات الإقليمية والتحول لأبواق لدى أجهزة الأعلام في خضم الحرب المذهبية الشاملة في المنطقة.

لقد قدم السوريون المعارضون، إلا من رحم ربي، أسوأ ما لديهم ولم يثبتوا على مطالب الحرية والكرامة التي نادى بها الشارع السوري في بداية الثورة، بل القوا بأنفسهم في أحضان تركيا والخليج وعرضوا مواقفهم للبيع وحولوا الدم السوري إلى سلعة في الحرب الطائفية المستعمرة بين المحاور الإقليمية في المنطقة. والآن أصبح هؤلاء خطرا على سوريا مثل النظام وربما أكثر، وأصبح المواطن السوري يتمنى العودة إلى عبودية النظام على الوقوع تحت سيوف ومقاصل المجموعات التكفيرية التي تصفها المعارضة العميلة ب"الجيش الحر" و"الثوار".

بين إرهاب النظام وإجرامه وعمالة (الائتلاف الوطني السوري) وتحالفه مع التكفيريين، ضاعت حضارة تعايش وسلم ورقي، وضاع وطن جميل اسمه سوريا.

bavesilan@hotmail.de

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف