بيلومونى ليه؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من اسباب فشل الملك فاروق قبل ثورة 1952 انه لصغر سنه كان يغار من شعبية النحاس وكان يدبر له المؤمرات لكى يبعده عن الحكم ما امكنه، والمثل يقول "السفينة اللى فيها ريسين تغرق"
لو طبقنا هذا على الوضع فى مصر فسنرى ان شعبية السيسى طاغية جدا ولا يوجد فى مصر الآن من يضارعه فيها، فكيف يمكن للمصريين ان ينتخبوا شخصا أخر وقلبهم مع هذا الرجل؟ هذا الرجل الذى لم يخضع لانذار المخابرات الامريكية له بعدم الاطاحة بمرسى، وفضل مصلحه بلده على حياته الشخصية، وقال بعدها موجها كلامه لهذه الادارة وغيرها "بيلومونا على ايه؟...على اننا بنحب بلدنا!"
فرضا انه اتى شخص أخر للحكم كيف تستقيم الأمور لهذا الرئيس وقلوب المصريين مع شخص آخر هو وزير الدفاع، امور الدولة ستكون معوجة وفى هذه الحالة سيكون على السيسى الرحيل سواء بأرادته او بغيرها، وفى هذا سيكون الشعب المصرى مثل عروس زوجوها بالاجبار لمن تقدم لها بينما قلبها مع شخص آخر.
لو كان السيسى يخشى ان يتقدم للرئاسة لانه قد ُيغتيل كما قال البعض، فأن عدم تقدمه يعرضه لهذا الخطر بصورة اكبر، لان حراسته ستكون اقل وخاصة بعد خروجه من السلطة التى ستكون لامفر منها. والاخوان وامثالهم لا ينسون الاخذ بالثار طبقا لشعور البداوة المتاصل فيهم، وايضا لكى يكون درسا لمن يجرؤ فى المستقبل.
فى حالة ترأس السيسى لمصر، سيجد الاخوان والغرب دليلا اكبر ان ما حدث من الجيش كان انقلابا طمعا فى السلطة، وهذا لن يغير الامور لانهم يقولون هذا الآن، وسوف يقولون غيره ما لم تاتى سلطه مثل الاخوان تخضع لهم تماما، وتوافقهم على تحكمهم المطلق فى المنطقة والتفريط فى حدود مصر وسيادتها على اراضيها، ولقد ساعدوا على إقالة مبارك لأنه كان مطاوعا لرغباتهم فى المنطقة ولكنه لم يكن خاضعا لهم تماما فيما يخص سيادة مصر.
لو لم يأت السيسى للرئاسة سيكون وضعه مثل القائد الحربى الذى اتخذ عن حق قرار الحرب للدفاع عن بلاده ثم قرر ان يتنحى وسط سير المعركة، وليس هذا فى مصلحه مصر وايضا ليس من الشرف العسكرى للسيسى انه يعلن حالة الحرب بحق ثم يتراجع لأى أسباب.
بالطبع ترؤس السيسى لمصر ليس الضمان انه سوف يكون المنقذ الاقتصادى للبلاد، ولا ضمان ان شعبيته الآن سوف تستمر بنفس القوة وسط العشوائيات ووقت خلاء البطون وقد تكون نهايتها هى ثورة الجياع، ولكن هذا فى علم الغيب، ولو كان عدم ترشح السيسى هو تخوفه من فقدان شعبيته لهذه الاسباب فستكون محبته لذاته افضل من احساسه بالواجب المقدس لهذا الوطن ولا يستقيم هذا مع مقولته "بيلومونا على ايه؟...على اننا بنحب بلدنا!".