قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ان يعد الاتحاد الاوروبي الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية بتسهيل دخول منتجاتهم بشكل أفضل للأسواق الأوروبية وبمساعدات سياسية واقتصادية "غير مسبوقة" كحافز لحثهم على تسوية ما يعتبرونه النزاع المستمر بين الطرفين منذ عقود، فهذا أمر يستحق التوقف عنده مطولاً.وعلى الرغم من التوقعات القاتمة بشأن المحادثات، وفشل وزير الخارجية الأمريكي في إقناع طرفي المفاوضات بما حمله من مقترجات في كل مرة، قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري الأسبوع الماضي ان الاسرائيليين والفلسطينيين ما زالوا على التزامهم بمحادثات السلام وفي طريقهم لانجاز اتفاق بنهاية ابريل نيسان، في نبرة متفائلة لا تعكس ما يجري على أرض الواقع.ولدعم التوصل الى اتفاق، أعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بيان ان الاتحاد سيعرض توثيق الروابط الثقافية والعلمية والتجارية ويدعم الاستثمار. وأنه بصدد تقديم حزمة غير مسبوقة من الدعم السياسي والاقتصادي والأمني الاوروبي للطرفين في اطار اتفاق الوضع النهائي. المحادثات الجارية تمثل فرصة فريدة يتعين على الطرفين اغتنامها. الاتحاد الاوروبي هو أكبر جهة تمنح تبرعات للسلطة الفلسطينية، وهو أكبر شريك تجاري لاسرائيل بما يمثل نحو ثلث صادراتها ووارداتها.دبلوماسيون أوروبيون اعتبروا قرار الاتحاد الاوروبي من بين أمور أخرى يمكنها ان تساعد الطرفين على ان ينضموا الى مؤسسات دولية، وهو أمر عادة ما تعرقله الانقسامات العميقة بشأن النزاع في الشرق الأوسط. كما يمكن لمثل هذا اقتراح ان يسهم في تلطيف العلاقات بين "اسرائيل" والاتحاد الاوروبي والتي توترت في الشهور الأخيرة بسبب خطط الاتحاد لتقييد المساعدات وتمويل الأبحاث للمؤسسات الاسرائيلية العاملة في الضفة الغربية المحتلة.السلطة الفلسطينية التي تجد نفسها وحيدة في مواجهة ضغوط أوروبية وأمريكية غير مسبوقة، يبدو أنها لم تجد سوى الحضن الفلسطيني، الشعبي والسياسي، ملجأ تحتمي به مما يحاك ضدها ولما تبقى من ارض فلسطين التاريخية. فكشفت وسائل إعلام تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، والذي استمر لأكثر من عشر دقائق بعد أن اكتفت وكالة الانباء الرسمية "وفا" بنشر خبر الاتصال في سطر واحد لم يأت بتفاصيل.المصدر أكد أن الاتصال الهاتفي ثمن الجهود التي بذلها الرئيس عباس في كافة المجالات وخاصة ادخال المساعدات الى قطاع غزة. إلا أن المجالات الأخرى التي لم تطرق إليها الوكالة الرسمية هو تأكيد عباس لمشعل بأن لديه ما يقوله ويفعله في حال عدم تلبية المفاوضات الجارية بسقفها الزمني المتفق عليه كافة الحقوق الثابتة والمعلنة والمقدسة للشعب الفلسطيني، وهي الدولة على حدود 67 بعاصمتها القدس الشرقية مع حدود نظيفة من الاحتلال، إضافة الى حقوق اللاجئين والافراج عن كل الأسرى.تطمينات عباس لمشعل لم تقتصر فقط على تجديد تأكيده عدم تخليه عن مسؤولياته عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتعليماته ببذل كافة الجهود الممكنة للتخفيف من معاناتهم، بل شمل أيضا تأكيد عباس واصراره على إخضاع أي اتفاق مع الجانب الاسرائيلي في استفتاء عام سيكون الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وكل مكان صاحب الكلمة العليا في الموافقة عليه أو رفضه.جزرة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المزدوجة هذه المرة، تتساوق مع عصا "إسرائيل" الغليظة، فبعد إغراق مناطق مختلفة من القطاع بمياه الأمطار وفتح السدود والمستوعبات المائية على مناطق عدة في القطاع، تشهد غزة حرب استخباراتية ما بين "إسرائيل" وحركة حماس، وذلك من خلال مواصلة ضباط المخابرات الإسرائيلية السعي لتغذية بنك الأهداف في قطاع غزة بأهداف جديدة، لاستهدافها في الحرب القادمة في حين تواصل الأجهزة الأمنية بالقطاع ملاحقة العملاء الذين تمكنت المخابرات الإسرائيلية من إسقاطهم ليكونوا عيونا لها بالقطاع لتزويدها بمعلومات عن أهداف محتملة للاستهداف الإسرائيلي.العملاء الذين تم إسقاطهم من قبل المخابرات الإسرائيلية وتمكنت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس من كشفهم اعترفوا بإلحاح ضباط المخابرات الإسرائيلية عليهم لتزويدهم بمعلومات جديدة عن أماكن تخزين صواريخ المقاومة ومنصات إطلاقها إضافة لتحركات بعض القادة العسكريين في الأجنحة المسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية.المخابرات الإسرائيلية تواصل مساعيها بشتى الوسائل لإسقاط مواطنين من قطاع غزة ليكونوا عملاء لها بالقطاع لتكليفهم بمهمات أمنية ومراقبة ورصد، والأجهزة الأمنية وكتائب القسام يخوضون حربا استخبارتية ضد ضباط المخابرات الإسرائيلية حيث تمكنوا من افشال العديد من المحاولات الإسرائيلية لتجنيد عملاء جدد في صفوف الفلسطينيين بالقطاع. وجهاز الأمن العام الإسرائيلي lsquo;الشاباكrsquo; اتصل بالعديد من عملائه الميدانيين داخل قطاع غزة طالبا منهم تحديد أماكن إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة لأذرع المقاومة الفلسطينية.بين جزرة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، وعصا "إسرائيل" وتضييقها على بقية مكونات الشعب الفلسطيني، تبدو القضية الفلسطينية في أحلك أيامها وأسوأ مراحلها مع بروز نخب سياسية لا يعنيها من تبقى من شعبها خارج فلسطين التاريخية، او ما تبقى من أرض في يديها، وهي على استعداد للتفريط بكل ما تبقى لمجرد الحفاظ على كانتونات صغيرة تحت مسمى "فلسطين" ولو كانت جمهورية على ظهر القمر!!
كاتب وباحث