أصداء

تعرية وإدانة التفكير الجهادي للقاعدة وأخواتها

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مما لا شك فيه بإجماع الدول الأوروبية.. وأميركا على خطورة المقاتلين المواطنين العائدين من سوريا على الأمن القومي.. سواء الداخلي ام العالمي..

بريطانيا وبرئاسة تريزا ماي قررت وإن كان سرا سحب الجنسية البريطانية خاصة من أؤلئك الحاملين لجنسية مزدوجه.. وهو قرار وإن كان يتعارض مع وثيقة حقوق الإنسان التي تؤكد حق المواطن في العودة إلى بلده..ولكن ويبدو أن تجربتها لإعادة أبو قتادة للمحاكمة في بلده الأصلي والتي إستمرت لأكثر من خمس سنوات وكلّفت دافعي الضرائب أكثر من خمسة ملايين جنيه إسترليني هو ما حثها على قطع الطريق على أمثاله !!

ألمانيا تعمل على تطوير شبكة وطنية من الخطوط الهاتفية الساخنة ومراكز الاستشارات لتمكين الآباء بالإبلاغ عن الشبان المتطرفين". بما يعني إعطاء الضوء الأخضر ليس فقط للآباء وإنما للجالية المسلمة كلها للإبلاغ عن نوايا أي متطرف قد تهدد الأمن القومي.. وأنا واثقه بأنه وحين لا يكون هناك خيارا لشخص ما بين إما تجريده من الجنسية وإعادته إلى وطنه الأصلي وإما تحمل تبعات عمل إنتحاري.. ففي الحالتين سيكون خياره لمصلحته أولآ وقبل كل شيء. فرنسا واعتراف وزير داخليتها /مانويل فالس "بأنهم يشكلون طاقة خطرة على دول الاتحاد الأوروبي وحلفائها".. يؤكد على أنها ستعمل على إيجاد مخرج ما، يحررها مما تشكله عودتهم من خطر على الأمن القومي الفرنسي.. والأوروبي بشكل عام لسهولة التنقل بين دوله.. ربما مشابها لبريطانيا.. وربما مشارها لألمانيا!

بلجيكا وعلى لسان وزيرة الداخلية جويل ميلكيه التي قالت "يعنى أنهم أصبحوا على أعتاب البوابة التركية وليسوا بعيدين عن أوروبا"..

إضافة إلى تصريح لمسؤول استخباراتي أمريكي رفض الكشف عن اسمه قال فيه: "إن عودة الجهاديين تمثل للولايات المتحدة والبلدان الغربية أكبر مصدر للقلق على المدى الطويل ما دفع الحكومات إلى مواجهة خطر الإرهاب الجديد"!!

هذا الإجماع وبالتأكيد سيحث معظم هذه الدول على الأخذ عاجلا أم آجلآ بسياسة موحدة قد تكون مجموعة القرارات السابقه كلها..

أولا وقبل كل شيء علينا الإعتراف العلني بأن أفكار القاعدة وأخواتها تمثل خطرا عالميا.. لا يقتصر على الدول الغربية. بل يطول الدول العربية والإنسان العربي نفسه أولا وقبل كل شيء....

أما بالنسبة لبريطانيا.. كنت أتمنى لو أن الوزيرة البريطانية منحتهم خيارا واحدا. التنازل عن إحدى الجنسيتين.. وخضوعهم لمحاكمات في حال إختيارهم التنازل عن الجنسية الثانية ولكني واثقه بأن خيارهم الأول سيكون للجنسية الغربية.. و الصدق يقتضي أن أسأل نفسي كما وأسأل الجاليات العربية والمسلمة.. هل لدينا إستعداد لتحمل.. النفقات المالية لتلك المحاكمات؟؟؟

هل لدينا قدرة على مواجهة حملات جديدة من التكرّه لنا من الشارع البريطاني والذي ستثيره حتما هذه المحاكمات خاصة وبعد محاكمة قاتل الجندي البريطاني الأخيره.. ولكن والأهم من كل هذا.. هل لدينا إستعداد للأخذ ولو بواحد من المائة من الخطر الذي تشكّله عودتهم.. هل لدينا إستعداد لتقبل وتبرير فعل أي منهم بعد أن rsquo;شحن بالكراهية العمياء وبأن جهاده وفي كل أشكاله في سبيل الله خلال تواجده في معسكرات القاعدة وأخواتها.. والذي قد يؤدي به ربما لاحقا بالقيام بعملية إنتحارية قد يتواجد فيها أحد من أعزائي وأعزاؤك؟؟؟ وفي سبيل الله؟؟؟؟؟

السؤال الذي علينا نحن مواجهته.. لماذا تتخبط هذه الدول الغربية في مبادئها الآن.. وبالمقابل لماذا نتخبط نحن في تفسيرنا وتبريرنا للجهاد بحيث نبقى أسرى ولا نستطيع قبول قرارا الدولة التي قدّمت لنا الحرية والحياة الكريمة.. لماذا ندير ظهورنا وننكر عليها حقها في حماية أمننا.. نعم سياستها في معاملة المضطهدين والمظلومين والهاربين من سجون القمع والتعذيب بحيث أصبحت محج لكل هؤلاء.. سياستها المبنية على حرية التعبير هي ما فتح المجال للبعض من هؤلاء القادمين في إستغلال كل المنابر المتاحة بما فيها الجوامع لبث كل أفكارهم المتطرفة وكراهيتهم للكافر حتى ذلك الذي مد يد العون لهم.. ونحن نعرف أن معظمهم كما في أبو قتادة.. وأبو حمزة.. وعمر البكري وغيرهم كثيرون.. إستغل هذه الحرية في إلقاء الخطب النارية التي غررت بهؤلاء الشبان..

لماذا لا نتكلم ونعبّر بصدق بأننا نرفضهم أيضا ولا نريد عودتهم.. لأن خطرهم المستقبلي بعد خضوعهم لعمليات غسل أدمغتهم خلال تواجدهم.. عشعش وكمن في أدمغتهم ينتظر اللحظه المناسبه للإنقضاض.. تحت حق الجهاد لأسلمة كل المجتمعات الغير مسلمة..

نعم قد يكون قرار الحكومة البريطانية ليس عادلا ويتناقض مع توقيعها ميثاق حقوق الإنسان العالمي.. ولكن السؤال هو أين هي العدالة في السماح بعودة إنسان متطرف غسلت عقله أفكار القاعدة وأخواتها يتلبس بعباءة دينية تبرر القتل.. كما في تصريح عمر بكري الذي قال لا يمكنني إدانة ما فعله مايكل. ولا أراه جريمة من الناحية الإسلامية".

هل تنتظر بريطانيا والدول الغربية إرتكاب هؤلاء العائدون لجرائم على أرضها لكي تقوم بمحاكمتهم...

نعم هو تناقض ما بين توقيع بريطانيا على قوانين عالمية تعطي الحق الكامل لكل مواطن في العودة إلى وطنه.. ولكن أليس حماية الأغلبية يجب أن تأخذ الأولوية في واجبات الدوله تجاه مواطنيها؟؟؟ وما هو الأهم.. هل هو حماية سمعتها.. أم السماح لمتطرف في العودة وتهديد الأمن القومي؟؟

نعم بريطانيا.. أول من نادى بالتدخل العسكري في سوريا في بداية الإنتفاضة أو الثورة.. ولكن سوريا آنذاك لم تكن مرتعا لكل الجهاديين من كل أنحاء المعمورة.. لم يكن هناك مركزا للقاعدة واخواتها..لم تكن هناك عمليات ذبح على مرأى من العالم كله!!

نعم.. بريطانيا كانت الأكثر تشددا في المطالبة بتسليح المعارضة حين كانت معارضة سورية بحته من مواطنين سوريين هبوا للدفاع عن كرامتهم وعن حقوقهم المسروقة.. هبوا للتخلص من نظام جثم على صدورهم أكثر من أربعين سنة.. ولم يوفي بأي وعد من وعوده للإصلاح.. بل تمادى فسادا وظلما وتعذيبا على مواطنه..

لنكن صادقين مع انفسنا حقيقة أن ما شجع هؤلاء الشباب للذهاب إلى سورية دعوة الجهات المتطرفة لهم للجهاد.. ولكن سكوتنا أيضا عن رفض هذه الدعوات للجهاد علنيا.. ووجود نبرة من التعاطف معهم لأنهم ذهبوا لنيل الشهادة.. هو ما شجّع العديد منهم على تنمية هذه الأفكار بحيث أصبحت تهديدا لحياته ولحياتنا أيضا..

هل نبقى نحن الجاليات البريطانية من أصول عربية ساكتون عن رفضنا لمثل هذه الأفكار المتطرفة وننتظر لحين قيام احدهم بتفجير نفسة في أحد القطارات.. لأنه يجاهد في سبيل الله.. وفي سبيل الله أفقد عزيزا..

نعم إختلط الحابل بالنابل في سوريا.. وعرّى النزاع كل الدول العربية وعرى النظام من ورقة التوت حين إرتكب أبشع الجرائم في حق شعبه وحتى في حق الذين قدموا للتعاطف الإنساني وللعمل على تضميد الجراح كما في حالة الدكتور عباس خان.. وفقد النظام البصر والبصيرة.. وأعدمه حتى لا يفضحه.. وفي ذات الوقت تشرذمت المعارضة.. ودخلت إليها عناصر تدّعي حماية السوريين وتخليصهم من ديكتاتورية الدكتاتور.. ولكنها وفي ذات الوقت أصبحت أكثر ديكتاتورية.. لأنها سلبت حق المواطن السوري نفسه في الحرية.. وتفرض إستبدادا من شكل آخر.. ومن نوع آخر يصعب على أي إنسان مجادلته أو الحوار معه.. تفرض إستبدادا عقليا يكمم العقل واللسان!

ولكن والأهم هل ستعري التفكير الإنتحاري الجهادي.. وتعري المروجون له أمثال القرضاوي.. والبكري.. وكل نجوم الدين.. لقد بيّن هذا النزاع وبما لا يدع مجالا للشكل بأن دوافع القتال ليست لتحرير الإنسان السوري.. وتحرير سوريا.. بل تاكيدا لأيديولوجية تريد قتال العالم بأجمعه لأسلمته.. بعد أسلمة المنطقة المنطقة العربية كلها.. وبعد إرساء قواعد الدولة الإسلامية..ونظام الحكم الإسلامي الخلافي.. وهو ما يصب حتما في مصلحة النظام.. والخوف كل الخوف أن تقبل الدول الغربية التعامل معه.. لأنه قد يبدو أفضل الحلول.. ويضيع دم الإنسان السوري.. وتضيع معه حقوق الشعوب العربية في الإنعتاق من الظلم والإستبداد...إلى حين ثورة أخرى قد تطول لعقود!!!

أحلام أكرم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف