أصداء

علاقة بشار الأسد بداعش والنصرة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مخابرات ايران وسوريا اخترقت داعش والنصرة:

قبل عدة أيام دخلت في حوار عقيم مع عدة أشخاص اتصلوا عبر البريد الأليكتروني ليعبروا عن استياءهم لمقال أرشح فيه جوائز تقديرية للغباء والفشل في العالم العربي وتركز غضبهم على ترشيح ما يسمى محور الممانعة والمقاومة لجائزة الكذب والنفاق وكذلك ترشيحي لداعش والنصرة لجائزة نوبل في الغباء والعمالة.

لنكن واضحين داعش والنصرة وغيرها لا تؤمن بالديمقراطية والحرية وحرية التعبير وهذه الصفات تنطبق ايضا على النظام السوري منذ اوائل السبعينات.

هذه الجماعات الاسلامية تقاتل الجيش السوري الحر ولا تقاتل النظام، بل باتت مخترقة من قبل النظام وتعمل بامرته مما يدعم النظرية القائلة ان هذه العصابات هي صنيعة النظام وعميلة لطهران ودمشق وتساعد النظام في قتل الشعب السوري.

قرأنا في التاسع من ديسمبر 2013 في بعض وسائل الاعلام أن قيادي بارز في التحالف الوطني الشيعي الذي يسيطر على الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي قال لـصحيفة "السياسة" أن المخابرات السورية والايرانية اخترقت "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" المعروف باسم "داعش"، وأن بعض الاختراقات جرت منذ اكثر من شهرين، ما يفسر احتدام الصراع المسلح بين هذه الجماعات السلفية المشتددة وبين "الجيش السوري الحر" في الوقت الراهن.

وقال القيادي العراقي الشيعي إن الخطة الإيرانية - السورية تقوم على تسهيل نقل السلاح الى "النصرة" و"داعش" وبعض المجموعات الاخرى مثل "الجبهة الاسلامية"، لأن الهدف هو تقويض قوة "الجيش الحر" كونه يضم عسكريين منشقين عن الجيش النظامي ولأنه يتمتع بصلات اقليمية ودولية جيدة، وهو الفصيل السوري المسلح الوحيد الذي يتلقى مساعدات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولذلك يريد نظام الاسد بإلحاح الحاق هزيمة بـ"الجيش الحر" ولذلك جرت عمليات الاختراق ضد هذه المجموعات التابعة لتنظيم "القاعدة".

وأضاف ان بعض مجموعات "القاعدة" في الأساس كانت مخترقة من قبل طهران ودمشق، أثناء وجود القوات الأميركية في العراق بين 2003 وحتى نهاية العام 2011، ولذلك تم إحياء هذه الاختراقات مجدداً وحصلت اختراقات جديدة تهدف الى تقوية القدرات العسكرية لهذه المجموعات السلفية المتطرفة، كما أن بعض العناصر الأمنية السورية انضمت بالفعل الى هذه الجماعات بأوامر من قيادات أمنية رفيعة وقد أحيل هذا الملف بالكامل الى نائب رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء عبد الفتاح قدسية الذي عمل في السابق رئيساً لجهاز المخابرات العسكرية وهو من الطائفة العلوية وقريب جداً من الرئيس بشار الاسد.

ومن مظاهر هذا الاختراق هو التعاون بين الجيش النظامي والجماعات الارهابية بمدها بالسلاح والمعلومات لكي تقاتل ضد الجيش السوري الحر. وتبين ان الخطة المرسومة بتواطؤ عراقي سوري هي ان الشعب السوري سيخاف من داعش والنصرة وسينتخب بشار الأسد.

ووافقت حكومة المالكي على تسهيل انتقال عناصر داعش والنصرة الى سوريا للتخلص منهم رغم انها تعلم انهم ذاهبون للقتال في سوريا.

الهدف الواضح هو اضعاف الثورة السورية بحيث تقبل الضغوط الدولية في جنيف لقبول تسوية تحافظ على بقاء بشار الأسد في السلطة.

بات واضحا لكل من يهتم بالملف السوري مهما كانت درجة غباءه وجهله ان الجماعات الاسلامية الارهابية المتمثلة بداعش والنصرة غيرها هي مجموعات عميلة وحليفة للنظام.

البراميل المتفجرة تستهدف المدنيين ولا تستهدف الارهابيين:

وقرأت قبل ايام مقالا متزنا لعبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط يشير به الى جرائم داعش والنصرة في سوريا والتي ارتكبت ضد ضباط وعناصر الجيش السوري الحر مما يعزز النظرية التي تقول ان داعش والنصرة والجماعات الأخرى هم حلفاء وعملاء لدمشق وطهران. على سبيل المثال وليس الحصر قتلوا محمد الحمامي، أبو بصير، من أركان الجيش الحر الذي كان يحارب قوات النظام في اللاذقية، وكذلك العسكريين المنشقين محمد جهار ومحمد القاضي على الحدود مع تركيا. وأعدموا محمد فارس مروش أحد قادة الجيش الحر. أيضا.

قطعوا رأس قائد كتيبة بدانا، واستولوا على البلدة. وقتلوا أيضا اثنين من الجيش الحر، كانا يحرسان مستودع السلاح في باب الهوى واستولوا عليه. وقتلوا عبد القادر الصالح قائد كتيبة "التوحيد"، بقذيفة استهدفت مقره. خطفوا العشرات من قيادات وأفراد الجيش الحر، بينهم علي بللو من كتيبة "أحرار سوريا"، والحياني من كتيبة "شهداء بدر"، وفعلوا الشيء نفسه مع قائد الجيش الحر في أطمة. كما خطفوا الأب باولو أحد أبرز القادة المسيحيين المتعاطفين مع الثورة، ومطر أنين في حلب.

وبخطفهم لراهبات معلولا قدموا خدمة اعلامية جليلة للنظام. ويضيف الراشد: " استولى رجال "داعش" و"النصرة"، على مناطق للجيش الحر، التي سبق أن حررها من النظام، كالرقة، وأعزاز، وجرابلس، ومسكنة بريف حلب، وأطمة بريف إدلب، وسرمدا، ومقري قوات "الفاروق" و"اللواء 313". وآخر انتصارات "داعش" و"الجبهة الإسلامية" استيلاؤهم على المنفذ الحدودي مع تركيا، باب الهوى، قبل أسبوعين، والذي قاتل الجيش الحر من أجل تحريره لأشهر ضد قوات الأسد في العام الماضي.

لا حاجة لك ان تتمتع بعبقرية سياسية لتستنتج أن داعش وجبهة النصرة والمجاهدين تحت رايات اسلامية مختلفة هم عملاء للنظام وحلفاء لهم.

اذا كانت هذه الجماعات فعلا ضد النظام فلماذا لا تقاتل الجيش النظامي؟ لماذا لا تزحف الى دمشق؟ ولماذا تلاحق وتقتل افراد الجيش السوي الحر؟ ولماذا لا يستهدفهم النظام ببراميل المتفجرات التي تسقط فوق روؤس المدنيين؟

باختصار شديد داعش عميلة للنظام وكذلك النصرة والجبهة الاسلامية.

لا علاقة لداعش والنصرة بالثورة او الكفاح ضد نظام المجازر. فهما العوبة بيد دمشق وطهران وعندما تؤدي مهمتها في الاجهاض على الثورة الحقيقية سيتم القضاء عليها من قبل طهران ودمشق وتكون بذلك قد ساعدت النظام في البقاء. وما مصير اغبياء داعش والنصرة؟ حتما ليس الجنة او النصر بل مزبلة التاريخ وجهنم. ومما لا شك فيه ستظهر حقائق جديدة في الاسابيع المقبلة عن التحالف الاستراتيجي بين الارهاب السلفي وبين دمشق.

وأختتم بما قاله لي مؤخرا ديبلوماسي عربي مخضرم يزور لندن للعلاج "على أحسن الأحوال وجود العناصر الاسلامية في الساحة السورية يخدم النظام وبقاءها يصب في مصلحة النظام بالضبط كما يحصل في فلسطين حيث ان وجود حماس خدم اسرائيل سابقا ويخدمها الآن.

لندن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف