فضاء الرأي

على هامش زيارة احمد نجادي مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى لفك الحصار الدولي والاقليمي المضروب عليها خاصة بعد الضائقة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها بسبب هذا الحصار المحكم، وزيارة الرئيس الايراني احمد نجادي إنما تصب اساسا في هذا الهدف المركزي لإيران، فمصر دولة اقليمية كبيرة ، وراحت تسترجع بعض دورها في الشرق الاوسط، وعلاقتها بالولايات المتحدة الامريكية قديمة وجوهرية، وتضطلع بوظيفة اسلامية ثقافية واسعة الطيف بسبب الازهر الشريف، والدول الخليجية لا تفرط بعلاقتها بمصر مهما شابها من ارتباك وتردد في بعض الاحيان، ولها حضور موجِّه وضاغط وراسم في صلب القضية الفلسطينية، واليوم يتطلع لها العالم العربي بسبب الحراك الشعبي الضخم داخلها، والحكم فيها (اخواني) التوجه، وبالتالي، وبناء على كل هذه المقتربات والحقائق تشكل اعادة العلاقات مع مصر بالنسبة لايران قضية مركزية، حيث تطمع ايران من خلال ذلك ان تساهم مصر في تحسين العلاقات بينها وبين محيطها الاقليمي (السني، وربما تساهم ايضا في تحجيم الكوة الفاصلة بينها (ايران) وامريكا وإنْ بمستويات بسيطة، ومن هنا لم يستغرب كثير من المراقبين ان تقترح ايران بان تكون القاهرة هي مكان المحادثات بينها وبين الغرب فيما يخص ملفها النووي، بل ان تكون احد الدول الاعضاء في المحادثات اياها، ولم يكن غريبا وهذه الحال ان تشجع ايران مصر لاعادة دورها الاقليمي الذي فقدته لاكثر من ثلاث عقود على حد تعبير احد صناع القرار السياسي الايراني، ويلمح بعض المراقبين بان هناك ما يشجع ايران على مثل هذا السعي باتجاه الغاية المذكورة، منها كون النظامين الحاكمين في البلدين يتسمان بالهوية الدينية، ومنها العلاقات القديمة بين ايران والاخوان المسلمين، ومنها التوافق الضمني بين النظامين على عدم شرعية الوجود الاسرائيلي، وإذا كان هذا علنا من جانب النظام الايراني فهو سر من جانب النظام المصري الحالي، وهناك كلام في الاعلام الاسرائيلي من ان الاخوان في مصر فيما توطد حكمهم سوف يتفقون مع ايران في موقف علني واحد تجاه اسرائيل هو الرفض المطلق !
محللون سياسيون يشيرون في الاثناء الى ان مصر هي الاخرى تواقة لاعادة العلاقات مع ايران، والاسباب كثيرة، وفي مقدمتها اعتماد ذلك ورقة ضغط على واشنطن للانفتاح اكثر على حكم الاخوان، وتقديم الدعم بالمستوى الذي يحتاجه الاخوان خاصة في مواجهة الآخرين في الداخل ، جبهة الانقاذ وغيرها، وفتح المجال لمصر بان تلعب دورا اكبر في الشرق الاوسط، وربما يًضاف الى ذلك التلويح لدول الخليج بان مصر تملك اكثر من خيار في علاقتها الدولية، وما على الدول الخليجية الا احترام هذا التعدد في الخيارات، ومن ثمراته ان تتعامل هذه الدول مع مصر على قد م المساواة، وانْ لا تبتزها بسبب المعونات الاقتصادية.
هل ينطبق حساب الحب على حساب البيدر سواء بالنسبة لمصر أو ايران او كليهما معا؟
لا !
هكذا يرى محللون سياسيون عارفون بالشان الايراني والشان المصري، ولكن ما هي الاسباب؟
ان الشرخ الطائفي في العالم الاسلامي قد حصل، ومن الصعب دمله او اصلاحه، وهذا يحول دون هذه الرغبة المزدوجة، ومنها ان حاجة مصر الى واشنطن والدول الخليجية تتسم بالبعد الاستراتيجي فيما حاجتها الى ايران دون هذا المستوى، ومنها ان ايران تعاني من مشاكل كثيرة، فهي تنوء تحت وطأة حصار اقتصادي موجع، ومتورطة بالوقوف المطلق مع نظام بشار الاسد الذي يعتبره المسلمون السنة بانه حكم كافر ويجب ازالته، ومنغمس بالدم السني بشكل مفزع، ومنها ان قطاعات من الشعب المصري تنظر إلى ايران بعين الريبة بسبب نشاطها المذهبي في العالم السني كما تقول هذه القطاعات الشعبية الواسعة.
هذه الاسباب، كلها او بعضها تحول دون الرغبة المزدوجة خاصة من طرفها الايراني، ولعل ما يعزز مثل هذا التصور ان تكون اولى مطالب شيخ الازهر من ايران من خلال كلامه مع الرئيس الايراني على هامش لقاءهما ان تكف ايران عن التدخل بشؤون الخليج العربي، وان تمتنع عن نشاطها المذهبي في العالم السني!
ولكن هل يحول ذلك دون اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على اثر هذه الزيارة؟
ليس المهم اعادة العلاقات بل المهم هو عمق هذه العلاقات ومدى الاعتماد عليها بتحقيق اهداف كلا البلدين منها!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إلى الكاتب مع التحية
ن ف -

يرى محللون سياسيون عارفون بالشان الايراني والشان المصري إن كلا النظامين لن يطيل بهما المقام. بعبارة اخرى، إنّ هزيمة مرسي الزناتي باتت أقرب له من حبل الوريد. أما الآخر، وأعني النظام الايراني، فسقوطه سيكون مدوياً وفاتحاً لمرحلة أخيرة من أنظمة الحكم في الشرق، إلا وهو النظام العلماني الليبرالي.. اقول قولي هذا واستغفر الله لكاتب المقال فقط! بودي أن يسلط الكاتب الرائع الاستاذ غالب الضوء، في مقالة قادمة، على علاقة رأس النظام الثيوقراطي الحالي في العراق مع سمسار النظام البعثي الفاشي، مشعان الجبوري، وله مني خالص الشكر والتقدير.

كلو ارضن كربه لاء
سيد كلاش الموسوي -

والعباس كلشي ما افتهمت المقال صعب لكن احس انه الكاتب يريد يلم الشمل . ايران الاسلام مو بس دولة انما فكر وعلم وحداثة حسينية متجددة والكل يريد يستفاد منها حتى مريكا تريد تسرق تقنيات الايرانيين .

مولاي ن ف
سيد كلاش الموسوي -

انا اشوف العكس , المستقبل للسادة و للملالي على الاقل نحكم 25-50 سنة بعدين يطلع الحجة ع يجوز , لان بالتاريخ الامور ماتنحسب بالسنين انما بالعقود حتى الوادم تستوي وتختمر والغرب ياخذ مصلحته , فهمي على كدي بعد بيتي المعلقين والكاتب شجعوني لان انا مجتهد ولكل مجتهد قيمة وهريسة

غالب وأخوه عزة متشابهان
سلام حميد -

مخالف لشروط النشر

الاخ الشابندر
حميد -

مقالاتك قيمة وواقعية ، كل الفرص متاحة لتقارب ايراني مصري ، دولتان مهمتان في المنطقة الاسلامية ، لو ثنيت لهما الوسادة لكنا في شأن آخر ، لكن ما يخبط هذا التقارب ويشوش العلاقة ، هي دول خليجية تأتمر بأوامر امريكية واسرائيلية ، وبقاءها واستمرارها بالحكم يستند على هذه الاسس ، وفقك الله لكل خير فكتاباتك مصدر الهام لكل العارفين.

تحرير القدس يمر من كربلاء
سلام -

دفاعك عن أيران حالياً وسياستها في العراق وسوريا و لبنان و البحرين يثبت تحيزكم الطائفي الى جانب الأيراني أكثر من الجانب العربي المصري !!أثناء حرب صدام و خميني وفي بداية الأحتلال الصدامي للأراضي الأيرانية ارسلت حركة ألأخوان المسلمين الشيخ حميد كشك للتوسط لأيقافها و أنحاز الكشك الى جانب أيران لحقها بالدفاع عن أراضيها وحتى في العراق خسر العراق المرحوم الشيخ بشير الصقال في الموصل لأنه كان ضد الأعتداء على الجارة المسلمة أيران وتم تصفيته الجسدية في أقبية الأستخبارات و معه تم تصفية اعضاء حزب التحرير الأسلامي ! ولكن الأمام الخيمني ( قدس سره ) و كما يلقب بآية الله و روح الله و أسد الله وألأمام القائد الخامنئي و حجة الأسلام و المسلمين هاشمي رافسنجاني و رجائي و غيرهم و حتى أحمد نجاد يفتخر بمقاتلة القوات العراقية داخل أراضي العراق تحقيقاً لفتوى الأمام الخميني المفدى و هو تحرير القدس يمر من كربلاء !!! راجع اعترفات رئيش جمهورية أيران الأول و المنتخب ديموقراطياً السيد أبو الحسن بني صدر في محطة روسيا اليوم الأخباريةو تسبب الخميني و اتباعه بقتل الأبرياء العراقيين في الفاو و قد شارك ضباط الجيش المصري و خاصة اللواء محمد فوزي في صد القوات الأيرانية يا سيدي الأسلام حسب تعريفه في الأنسكلوبيدية اليهودية هو دين السلام علماًهذه الأفعال الأجرامية سابقاً و حالياً ضد العراق أثبات أن جمهورية أيران ليست أسلامية حسب الجملة الأولى في مقالكم و نصيحتي لك بقراءة كتاب عودة الوعي و قد يساعدك في العودة الى الطريق القويم و استعادة رشدك بأدانة ملالي أيران واتباعهم في العراق و سوريا و لبنان!!

لاجديد
شمران -

ومالجديد في مقالك ايها الكاتب؟ كل مافي مقالك معروف وتتداوله الصحف والمواقع الالكترونية.. اتمى لك التركيز بعمق.

تقاسم الزعامة
عمار السواد -

تقارب الايديولجيا وتقاطع الطائفة.. اعتقد ان الجانبين سيتقاسمان الدور على اساس ان كلا منهما زعيما لطائفة في اطار الصراع..

مصر الاخوان
كاميليا -

اخطا الاخوان في حق مصر. ايران في السودان اليمن البحرين غزة لبنان العراق و سوريا. كان باستطاعة الاخوان ان يعيدوا نفود مصر في هذه الدول لو انهم وقفوا مع الثورة السورية. انها الجغرافيا و التاريخ و المستقبل و مصالح الدول فهل يفهم الاخوان ذلك. اشك .