ما وراء زيارة كاميرون إلى ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعددت القراءات والتأويلات بشأن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى ليبيا. ولم يكتف أغلب المحللين بالمعلن عنه من الزيارة وذهبت الأقلام بعيدا في تحليلها لهذه الزيارة التي تتزامن مع "حرب شعواء" تقودها فرنسا في شمال مالي، ومع "ربيع عربي" متعثر في المنطقة بفعل التفاف النخب الحاكمة على مطالب الجماهير التي انتفضت على الديكتاتوريات.
ويبدو جليا الإهتمام الغربي بشمال إفريقيا سواء أكان من الضفة الشمالية للمتوسط حيث المستعمر السابق للمنطقة، أو من وراء المحيط في الجهة المقابلة للأطلسي حيث تسلم الطاقم الجديد للبيت الأبيض مهامه للتو، وبحاجة لقليل من الوقت لمواصلة نهج سلفه ممن عملوا مع ذات الرئيس.
هواجس أمنية
لقد أجمع أغلب المحللين على أن الهدف الرئيسي من الزيارة ومثلما أعلن عن ذلك كاميرون نفسه هو أمني بالأساس. فالقارة العجوز ترى في بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط مجرد حرس لحدودها من "الإرهاب" والهجرة السرية غير الشرعية. ومثلما دعمت أوروبا الديكتاتوريات في السابق من الناحية الأمنية تسعى لذات التوجه مع الأنظمة التي أفرزها "الربيع العربي".
ولعل استعمال الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات الفرنسية في شمال مالي لسلاح مصدره الأراضي الليبية هو من بين دوافع كاميرون لزيارة طرابلس، في تقاسم للأدوار بين الجانب الفرنسي الذي يقاتل بدعم لوجستي أوروبي وأمريكي وساكن 10 داونينغ ستريت الذي يبرم الإتفاقيات مع الجانب الليبي لضمان أمن أوروبا من جهة، والحيلولة دون وصول السلاح الليبي مجددا إلى المقاتلين في شمال مالي.
ويبدو من خلال ما تم التصريح به في هذه الزيارة المفاجئة لكاميرون، أن أوروبا لا ترغب في التورط مباشرة في قتال الجماعات الجهادية في بلدان المغرب العربي، بعكس ماهو حاصل في شمال مالي. وإنما تركز على دعم وتدريب قوى الأمن والجيش ومدها بالمعدات اللازمة في هذه البلدان لتتولى هذه المهمة نيابة عنها، وهو ما تجسد في تصريحات كاميرون الذي تعهد بالمساعدة في تدريب قوات الأمن الليبية، بعد أن اتفق وزراء الخارجة الأوروبيين في بروكسل على إرسال مدربين إلى طرابلس يتولون مهمة تدريب الأمنيين في ليبيا.
ثروات طبيعية
ولا يبدو أن هذه المساعدات، باتفاق أغلب الخبراء والمحللين، ستكون مجانية. وإنما سيضطر الجانب الليبي إلى دفعها من ريع ثرواته الطبيعية ومخزونه الطاقي الهائل شأن ذلك شأن العمليات العسكرية التي أنجزها الحلف الأطلسي في وقت سابق للإطاحة بنظام القذافي. فالمشاركة في إعادة إعمار ليبيا وتأهيل مؤسساتها أمر يسيل لعاب القوى الكبرى في العالم ويجعلها تركز اهتمامها في الوقت الراهن على بلدان المغرب العربي والساحل والصحراء الغنية بالثروات الطبيعية.
فالأزمة الإقتصادية الخانقة التي تمر بها القارة العجوز، لا يمكن تجاوز مخلفاتها تماما إلا من خلال تدفق سيولات مالية جديدة تنعش البنوك الأوروبية وتعيد الثقة لمنطقة اليورو. وتعتبر الثروات الطبيعية لمنطقتي شمال وغرب إفريقيا خير ضامن لهذه العملية، وخصوصا ليبيا التي لديها دين للحلف الأطلسي وهي مطالبة بسداده بعد أن دعمها في عملية الإطاحة بالقذافي بفاتورة باهظة جدا بعد أن امتدت العمليات القتالية لفترة طويلة نسبيا.
ويرى بعض المراقبين أن المصالح الأوروبية المشتركة ليست وحدها التي دفعت بكاميرون إلى زيارة ليبيا بصورة مفاجئة. فهناك استثمارات بريطانية في حقول النفط الليبية ومع انعدام الأمن وسهولة تنقل العناصر الأصولية المقاتلة بين بلدان المنطقة، تخشى بريطانيا من أن تهدد هذه الجماعات مصالحها من خلال عمليات شبيهة بتلك التي حصلت في الجمع البترولي في عين أميناس بالجزائر. وذلك كرد على الحرب التي تشنها فرنسا على هذه الجماعات في إقليم أزواد الطوارقي. لذلك يتوقع أغلب الخبراء أن يتواصل تدفق المسؤولين الغربيين على طرابلس خلال الأيام والأشهر القادمة وبوتيرة متسارعة. لأن نجاح حرب فرنسا في أزواد مرتبط إلى حد كبير بنجاح الجانب الليبي في ضبط حدوده وضمان عدم تدفق السلاح إلى المقاتلين، بالإضافة إلى الرغبة في الحصول على السيولة المالية لمجابهة تكاليف هذه الحرب والحيلولة دون إنعكاسها السلبي على الإقتصاد الأوروبي.
التعليقات
البترول الليبي
إيلاف -وهل بقي لليبيا بترول؟ المنتوج في الأراضي الليبية ومن يستخرجونه ليسوا ليبيين ومن ينتفعون به ليسوا ليبيين أيضا. وحتى المال الذي سيجنيه الجانب الليبي سينفقه على إعادة الإعمار الذي ستتولاه شركات غربية.
البلد فيها سلاح كاف
ليبيا حرة -ليست إلا إسفين لدق الوحدة الوطنية! يسحبوا رعاياهم من بنغازي ويقف في ساحة الشهداء قائلاً إن العاصمة آمنة! لكن هذه بنغازي شرارة الثورة و التي لا ينطلي عليها هذه الإستعراضات التي تصبو الى الفرقة! بين أبناء الشعب الواحد!! إذا كانت هناك نية صادقة في الأمن للجميع فليتوقفوا عن تصدير السلاح على الأقل حالياً ! ولينفعوا ليبيا بمشاريع هي أحوج لها يستثمر فيها الجانبين ! وليمدونا بالتقنيات المعاصرة لحماية المنشآت النفطية وللمراقبة الحدودية وبما يكفل سيطرة عالية الجودة .. هذا أقل تكلفة ومفيد لكل الأطراف ! وبدلاً من أن تطالب الجنائية الدولية بمن هم تحت سيطرة الأمن الليبي فلتطالب بتسليم ابناء المقبور وأزلامه المخربين الحاقدين على الثورة والشعب و المتواجدين في دول الحدود والذين يستخدمون اموال الشعب المهربة في شراء الذمم حتى داخل البلد للقيام بما يخدم مخططات على مستوى محلي واقليمي وحتى دولي! هؤلاء هم سبب زعزعة الامن !! فإذا كانت هناك رغبة صادقة في أمن المنطقة فهذه هي الحلول الناجعة وغير ذلك ليس الا استمرار في التآمر على شعوب هذه المنطقة المنكوبة!
طمع
عاشق إيلاف -الزيارة باختصار هي أطماع مستعمر سابق في ثروات مستعمرته. فبريطانيا حلت بليبيا مكان القوات الإيطالية بعد انهزام الأخيرة في الحرب العالمية الثانية.. بالفعل أصبحنا كعرب كالقصاع يتداولون علينا ليأكلوا منا وينهشوا لحومنا وليت الشعب الليبي يتحرك دفاعا عن ثرواته المنهوبة غربيا على غرار احتجاجات مسؤوليه حين تم منح بعض الفتات من المال لتونس شقيقتهم التي آوت لاجئيهم عند الأزمات.
جيد
عربي مغاربي -التنويع في طرق المواضيع جيد من الكاتب.