رجل الدولة الديمقراطي ورجل الحسابات السياسية..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مما قاله ديجول: "السياسة هي من الجدية بحيث لا ينبغي تركها للسياسيين!"
وما يعنيه هنا هم محترفو السياسة، الذين يغلبون حساباتهم السياسية [أيا كانت طبيعتها] في مواقفهم وسياساتهم.
أما رجل الدولة الديمقراطي، فهو أيضا سياسي، ولكنه يرى نفسه مقيدا بموازنات الواقع ومتطلباته، وذلك مهما كانت معقدة ومؤلمة، ومهما كانت المواقف التي يتخذها غير شعبية.
تشرشل لم يعد البريطانيين خلال الحرب الدولية الثانية بانتصار سهل وسريع، بل صرح علانية: "ليس لي ما أقدمه غير العرق والدموع". أما تشمبرلن، فقد عاد من ميونيخ مدغدغا المشاعر السلمية للمواطن، مبشرا بسلم دائم تبين زيفه بالعدوان النازي، فانهارت الأوهام.
رجل الحسابات السياسية قد يخفي الحقيقة إن كانت مرة، باحثا عن شعبية مهما كانت مؤقتة، مدفوعا بنزعة شعبوية وهوس تملق الجماهير وكسبها. أما رجل الدولة، فيصدم الجماهير بالحقيقة، ولا يعطي وعودا جزافية لمجرد الترضية ودفع الضغوط.
رجل الحسابات السياسية، إن تسلم منصبا رفيعا في الدولة، يعمل على إحاطة نفسه بالبطانة والمتملقين، ووعاظ منافقين، ودعاة يزيفون الحقائق ويزينون الخطأ ويشوهون الرأي والموقف المخالفين. أما رجل الدولة الديمقراطي، فلا يجد حرجا من الاعتراف بالخطأ والإقرار بصواب الرأي المعارض وتشجيع النقد؛ ذلك لأن معياره الحاسم هو المصلحة العامة لا المصالح والحسابات الضيقة، حزبية أو شخصية أو فئوية أو مذهبية. وهو قد يعرض نفسه لزوبعة سخط عامة الناس الذين يريدون من الحاكم منجزات تنهمر عليهم بالبركات وفي أقل وقت مهما كانت الظروف قاسية والإمكانات محدودة. وخلافا لرجل الحسابات السياسية الخاصة، لا يبحث عن كبش فداء للأخطاء، ولا يفتش عن " مؤامرات" خارجية، أو سايكس بيكو جديد!
رجل الدولة الديمقراطي يستقيل عندما تقترف في أيامه أخطاء جسيمة ولو لم يكن هو شخصيا مقترفها، حيث أنه يشعر بمسؤوليته كحاكم للبلاد. ورجل الدولة يذهب تلقائيا وبإرادته إلى الشعب أو البرلمان ليشرح ويفسر- بلا تزويق ومراوغة أو إلقاء المسؤولية على الآخرين- ما جرى وما يجري من وقائع وأحداث هامة في البلاد؛ أما رجل الحسابات السياسية، [حزبية أو طائفية أو شخصية]، إن كان هو الحاكم الأول، فيعتبر استجوابه نهاية البلاد والعالم!- وذلك حتى إن كانت سياساته ومواقف معاونيه تتحمل المسؤولية الأولى عن السلبيات القاسية، وإن وصلت لانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان أو لنهب المليارات من أموال الشعب.
في أيامنا العربية يندر وجود رجال دولة " على قد المقام"- كما يقولون، ولكن العالم العربي مغمور برجالات الحسابات السياسية، الذين يسايرون الشارع وإن كان على ضلال، فإذا ظهرت وصدمت العواقب الوخيمة لتلك المواقف، فقد يغيرونها ولكن دون أي نقد ذاتي. ومنهم هؤلاء الذين بشروا بالديمقراطية والربيع، فإذا الحصيلة دكتاتوريات جديدة وشتاء اسود.
إن الشجاعة الأدبية ونكران الذات من خصائص رجل الدولة الديمقراطي، الذي يظل، إن صعد للسلطة، محتفظا بالمستوى العالي من الشعور بالمسؤولية السياسية والأخلاقية. أما محترفو الحسابات السياسية، فقد ينقلبون على أنفسهم رأسا على عقب إن صعدوا في ظرف ما إلى السلطة، وتسلموا المقاليد، فينطبق عليهم قول المثل الإنجليزي: "إذا أردت أن تعرف حقيقة إنسان، فأعطه مالا أو سلطة." ويقول علي الوردي: "صديقك الذي تستعذب حديثه، وتستطيب مظهره وأدبه قد يكون من أظلم الناس إذا تولى زمام الحكم". وحدث أن ساسة عراقيين كانوا يواصلون الشكوى من اضطهاد طائفتهم، ويعتبرون أنفسهم ممثلين لها، سرعان ما كشفوا عن أنفسهم، حين تسلموا السلطة، عن محترفين للظلم والاضطهاد واجتثاث الآخر- أي أعادوا إنتاج ممارسات وعقلية الجلاد الذي طالما تشكوا منه، وربما تفوقوا عليه!! وهنا تحضرني قصة شيخ القرية المدعو [شعيْط ] وولده [معيْط]. كان شعيط يلزم الناس بشراء أكفان الموتى من دكانه، وفي الليل ينبش القبر ويسرق الكفن لإعادة بيعه. ومات ملعونا من أنل القرية، الذين استقبلوا خليفته معيط بالهلاهل والهتافات "بالروح .. بالدم...." وما أن استقرت الأمور لمعيط، حتى لم يكتف بالنبش والسرقة، بل كان أيضا يدخل خشبة صغيرة في شرج الميت. فراح الناس يدعون مع أنفسهم "رحمك الله يا شعيط!" وكل "ربيع" إسلامي وأنتم بخير!
التعليقات
..............
شيوعي سابق -خالف شروط النشر
ياظالم!!
زياد -نقتبس "{في أيامنا العربية يندر وجود رجال دولة " على قد المقام"- كما يقولون }"ضلمت المالكي ياخي ...لانه رجل المرحله....ياعمي تعال شوف العراق الديمقرا طي الجديد واقرأ أخبار العراق الجديد (خلي نقراها سوا ) : الحكومه تقول ...نعم هناك نساء تعرضن للاغتصاب في سجون الحكومه (العراقيه طبعا) ولكن عدد المغتصبات الكلي لم يتجاوز ٧٨ إمراه....هذا يوكد ان المالكي رجل الدولة الديمقراطي وهو أيضا سياسي ورجل الحسابات السياسية ورجل الدولة (في نفس الوقت ).. فمره يخفي الحقيقة ومره يصدم الجماهير بالحقيقة (مره يقول آني شيعي ومره يقول آني ضربت الشيعه)... المالكي يمتلك الشجاعة الأدبية ونكران الذات صعد للسلطة وظل محتفظا بالمستوى العالي من الشعور بالمسؤولية السياسية والأخلاقية (لذلك المواطن الي مايشوفوه بالبيت يخذون مرته للسجن...والمرأه العراقيه عندما تغتصب يتم تكريم المغتصب "بكسر الصاد" ) المالكي رجل الدولة الديمقراطي عندما أراد ان يستقيل طلعت المحافظات السنيه زعلانه...ياجماعه!!! خلو الرجال يرتاح ويتفرغ لاعمال الخير!! يطلعون أهل الانبار يقول لا ... مثل ماسوانا الفلوجه والرمادي مثل دبي لازم يسوي البصره وبغداد مثل دبي !! ماكو احد أحسن من أحد!! يمعوديين.. ياجماعه!!خلو الرجال يستقيل ويرتاح !!
رجل الحسابات الديمقراطي
لنهب المليارات من أمواله -يا أمة المليار عار قد جنى -- بشار يغتال براءات الصغارـ تلك الزعاماتفماذا قد بقي -- من بعد هذا لليهود من شعارـ أماه هذه لعبتي فلتحفظي -- إن التوقد يا فتى لعب المحارـ أماه هذي سلتي ومضربي -- وجناح طائرتي يحطم ذا الجدارـ أرجوحتي وسط الفناء تصيح يا -- أحباب قلبي أكملوا باقي المسار ـ أماه قصي لي لعل أريكتي -- في الليل تروي بعض أخبار الديار ـأماه جودي في المساء ببردة -- أو اسدلي علي أطراف الخمار ـ أماه إني عائد وأنا الذي -- أجداده قهروا الغزاة من التتار ـ أماه إني عائد وأنا الذي -- طفل تبرعم ورئيسه بشار ـ بشار قل لي ماذا انت مبشر -- أبفتح بيت المقدس ام بجلب العار ـ دمشق يا أرض العروبة والوغى -- دنست في الشرف النظيف وأي عار ـ فيك على صدر الطفولة ضرب القنا -- وعلى حدودك تخمد البنادق والقرار ـ معقولة ان لا أبوح بحاجتي -- أأبوح يا أماه من طبع الكبار عدالة الشام تبكي معاوية الذي – ما بينه والناس شعرة لا تستثار ـ فيك يدوس الظالمون براءتي -- الجور أن يظلم طفل ولا يجار ـ بلا مروءةيجذبني من معطفي -- فترقرق الدمع البريء قهرا ونار ـ أماه إني غائب فلتنظري -- جسدي المسجى من خلال الاستار ـ صمت يلف الجرم هذا ما جرى -- وويل لمن ظلم العباد وجار.