أصداء

مجتمع الكراهية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من الصعوبة بمكان ان ننكر حقيقية مفادها، ان حجم الكراهية بدء يزداد داخل مجتمعاتنا العربية، بل اننا نشهد صناعة ذات حبكة للكراهية، وذهلت وربما ذهل معي كثيرون من العقلاء لحجم الكراهية والضغينة والحقد الذي يلقى في المشهد السياسي والديني والثقافي وفي مختلف الصعد، الى درجة اصبح الاعتدال تهمة، وصوت الحكمة خيانة، والمزايدة في الكراهية نعمة والمتاجرة بها سلعة مطلوبة، ولذلك قال الامام محمد الغزالي ان الخوف من العوام اكثر بكثير من الخوف من السلطان.

يقول ابن خلدون ان ان الفتن تجارة رائجة جدا فى زمن الانحطاط الفكرى و الثقافى، وصدق ذلك العالم المتبحر، نعم نحن نعيش في زمن الانحطاط الفكري، والمفارقة هنا اننا في زمن العلم والتعلم والثورة المعرفية بتنا مجتمعا متخلفا تتفشى به الامية، وفي اعلى نسبها، بل نحن نشهد امية متعددة الابعاد والجوانب، حتى صرنا اميين في حب الوطن، وتحولنا من عبادة الله وحب الاوطان الى عبادة اوثان الطائفة والعشيرة والعرق وكل الهويات والعصبيات الضيقة، فلا نحن اصبحنا مسلمين حقيقيين امرين بالمعروف معترفين بالتنوع التي هي سنة الحياة من اجل ان يتعارفوا وياتلفوا لا من اجل ان يتنازعوا فيما بينهم ويفترقوا ويختصموا، ويتحوصلوا وينعزلوا، ولا اصبحنا مدنيين حداثيين كبقية العالم المتمدن، او جمعنا الامر معا مع ايماني التام بان الاسلام مدني الطابع ودولة الاسلام الاولى هي دولة المدينة.

لقد تحولنا من امة تنادي بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ الى امة ممزقة الاوصال ومشتتة الاوضاع واصبحت القومية محل سخرية لنكون اما مصطلح قمئ يحب للبعض اطلاقه بالقومجي سخرية وتجهيلا للاجيال القادمة.
|
كم اصبحنا متخلفين.. نعم نحن مجتمعات تخلفت عن ركاب المجتمعات المتقدمة وبتنا ندور في فلك الصغائر من الامور وصرنا نخدع انفسنا تعظيما لها لتقع فينا في النتيجة النهائية اعظم الخسائر وتحولنا الى مجتمع صغير عاشق للصغائر مرتكب للكبائر على الرغم من اننا من المفترض امة أقرأ.. نحن امة جاهلة لا تقرا ولا تكتب، وفقط للتذكير نسبة الامية 100 مليون شخص، معدل القراءة لايتجاوز 6 دقائق سنويا للفرد الواحد مقارنة ب 200 دقيقة للفرد في الدول المتقدمة، ولذلك نحن خارج التاريخ يلعب بنا الاخرون كيفما شاؤوا.

كثيرا ما اسال نفسي لماذا لم يعد لدينا قسطنطين زريق، وعبد الرحمن الكواكبي، وشكيب ارسلان، محمد عبدة، طه حسين، وعباس العقاد، وساطع الحصري، والجواهري، ونازك الملائكة والسياب، والعشرات في قرننا الماضي، لماذا يهيمن على المشهد العلمي والثقافي والاسلامي زبد البحر وغثاء السيل لماذا والف لماذا؟

نعم اصبحنا امة بلا مستقبل وبلاعقل وبلا ضمير حي وبلا مفكرين، وبلا مدبرين وبلا مثقفين وبلا قادة.. فقط افلحنا باننا صناع الكراهية بامتياز نطلق سهام الكره فترتد الينا.

dr.basil2@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اصبت كبد الحقيقه
الامير -

مقال رائع وتشخيص دقيق وانا اضيف واقول التجاره بالاديان هي التجاره الرائجه في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل واذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني - نعم نحن نعيش في زمن العهر السياسي والثقافي نعيش زمن المثقف الانتهازي اين ذلك الزمن الجميل عندما كان الكتاب يؤلف في مصر ويطبع في بيروت ويقراء في العراق

اصبت كبد الحقيقه
الامير -

مقال رائع وتشخيص دقيق وانا اضيف واقول التجاره بالاديان هي التجاره الرائجه في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل واذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني - نعم نحن نعيش في زمن العهر السياسي والثقافي نعيش زمن المثقف الانتهازي اين ذلك الزمن الجميل عندما كان الكتاب يؤلف في مصر ويطبع في بيروت ويقراء في العراق

غريبة الناس
سمير -

نعم والله انا احزن من الكم الهائل والضخ الاعلامي للكراهية بين الاديان والطوائف والاعراق وكل مايفرق .. لم تعد لغة الاعتدال والتعايش مقبولة بحيث تدفع اي انسان الى حالة من الاكتئاب والقنوط لقد اثرت بنا المواجع دكتور باسل

غريبة الناس
سمير -

نعم والله انا احزن من الكم الهائل والضخ الاعلامي للكراهية بين الاديان والطوائف والاعراق وكل مايفرق .. لم تعد لغة الاعتدال والتعايش مقبولة بحيث تدفع اي انسان الى حالة من الاكتئاب والقنوط لقد اثرت بنا المواجع دكتور باسل

الجواهري وساطع الحصري
جميل -

اني اشعر بالاسف ان ساطع الحصري ملهم د.باسل وهو خريج كلية العلوم السياسية وهو اي ساطع الحصري رائد الكراهية وكل مايجري في العراق بسبب ذلك الشخص الغير عراقي والذي كان من الد اعداء الجواهري وهو الذي شكك بعراقية شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي اسقط الطاغية المقبور صدام عنه الجنسية العراقية عن اي محبة تتحدث وانت يادكتور كنت تبث الكراهية من خلال مركز دراسات في الاردن يديره الاخوان المسلمين ولا نعلم هل الضاري او طارق الهاشمي او عدنان الدليمي او سعد البزاز وكلهم ايقونات محبة عراقية بامتياز اي عالم عربي واسلامي يشارك يوميا بسفك دماء الابرياء في العراق وسوريا يؤسفني ان ساطع الحصري احد ملهمي د.باسل

الجواهري وساطع الحصري
جميل -

اني اشعر بالاسف ان ساطع الحصري ملهم د.باسل وهو خريج كلية العلوم السياسية وهو اي ساطع الحصري رائد الكراهية وكل مايجري في العراق بسبب ذلك الشخص الغير عراقي والذي كان من الد اعداء الجواهري وهو الذي شكك بعراقية شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي اسقط الطاغية المقبور صدام عنه الجنسية العراقية عن اي محبة تتحدث وانت يادكتور كنت تبث الكراهية من خلال مركز دراسات في الاردن يديره الاخوان المسلمين ولا نعلم هل الضاري او طارق الهاشمي او عدنان الدليمي او سعد البزاز وكلهم ايقونات محبة عراقية بامتياز اي عالم عربي واسلامي يشارك يوميا بسفك دماء الابرياء في العراق وسوريا يؤسفني ان ساطع الحصري احد ملهمي د.باسل

المجتمع الاسلمي وعيد الحب
حسين عبدالله نورالدين -

زوبعة في فنجان وقد هدأت. تلك هي الضجة التي اثارتها الاوساط المتاسلمة بمناسبة عيد الحب عيد فالانتين. تلك الضجة التي تنم عن كراهية شديدة وعجيبة وغريبة لكل ما يتعلق بالمودة والمحبة خصوصا ان كانت آتية من الغرب المسيحي.بطبيعة الحال، من حق اي مجتمع ان يرفض اي ثقافة لا تتعلق به. والمجتمع المسلم له ثقافته وخصوصيته وهي موضع احترام وتقدير. ومن حق هذا المجتمع ان يقول لا لعيد لم ينبثق من ثقافته ولم يكن في ماضيه وليس له علاقة به سوى العلاقة الانسانية التي تقوم بين الثقافات والحضارات بصورة عامة وطبيعية.لكن الذي رايناه في الاسبوع الماضي بمناسبة عيد الحب كان بالفعل غريبا. وبالمناسبة هذه الضجة تثار في كل مناسبة مشابهة. وقد لفت نظري حجم الكراهية والبغضاء والحقد على هذ العيد لانه كما قالت الصحف عيد للنصارى. للاسف الشديد ان كل ما قيل في هذه المناسبة كان غير دقيق وربما كان مغرضا ايضا. البعض من الكتاب كان مجرد بوق يعيد ويكرر ما سمعه وقرأه في اماكن مختلفة. حتى ان بعضها كان شديد السخف ومثير للضحك والاستهزاء.ما قراناه في الصحف وما سمعناه في القنوات الدينية كان فعلا مثيرا للشفقة على اصحابه. فاول ما يثور لدينا عند سماع تلك التفاصيل هو كم الجهل التراكمي الذي يتمتع به اصحاب تلك المقالات والخطب تجاه الطرف الاخر. لكن المشترك بينهم ان عيد الحب عيد نصراني تخليدا لقس نصراني كان يزوج العشاق الزناة ويروج للرذيلة. هنا اريد ان اضع بعض النقاط على العديد من الحروف.اولا يخلط الجميع بين النصارى والمسيحيين نتيجة الجهل وعدم الاطلاع على الحقائق من مصادرها الاصلية. فهم يقولون نصارى إذ يقصدون مسيحيين. على اي حال، عيد الحب في الاصل ليس عيدا مسيحيا وبالتالي ليس عيدا كنسيا وان تصادف مع يوم اقامة ذكرى القديس فالنتاين.كل الذين كتبوا وخطبوا بالمناسبة غالطوا الحقيقة ونقلوا معلومات مشوهة. والحقيقة ان هذا العيد في الاصل كان عيدا وثنيا تقدم فيه الذبائح لاله او الهة الحب، بحسب المجتمع الذي يحتفل به، وكان العيد يقام في الخامس عشر من شباط وهو راس السنة الوثنية. وكانت تقام فيه طقوس وثنية لم يقرها المسيحيون الاوائل ولا الكنيسة بالطبع. هذا جانب منفصل من القصة. الجانب الاخر هو قصة القديس فالنتاين. فهذا الكاهن المسيحي كان يقوم بواجبه الراعوي الطبيعي بعقد الزواجات بين الشباب والبنات كاي كاهن اخر في الكنيسة منذ الفي عام

المجتمع الاسلمي وعيد الحب
حسين عبدالله نورالدين -

زوبعة في فنجان وقد هدأت. تلك هي الضجة التي اثارتها الاوساط المتاسلمة بمناسبة عيد الحب عيد فالانتين. تلك الضجة التي تنم عن كراهية شديدة وعجيبة وغريبة لكل ما يتعلق بالمودة والمحبة خصوصا ان كانت آتية من الغرب المسيحي.بطبيعة الحال، من حق اي مجتمع ان يرفض اي ثقافة لا تتعلق به. والمجتمع المسلم له ثقافته وخصوصيته وهي موضع احترام وتقدير. ومن حق هذا المجتمع ان يقول لا لعيد لم ينبثق من ثقافته ولم يكن في ماضيه وليس له علاقة به سوى العلاقة الانسانية التي تقوم بين الثقافات والحضارات بصورة عامة وطبيعية.لكن الذي رايناه في الاسبوع الماضي بمناسبة عيد الحب كان بالفعل غريبا. وبالمناسبة هذه الضجة تثار في كل مناسبة مشابهة. وقد لفت نظري حجم الكراهية والبغضاء والحقد على هذ العيد لانه كما قالت الصحف عيد للنصارى. للاسف الشديد ان كل ما قيل في هذه المناسبة كان غير دقيق وربما كان مغرضا ايضا. البعض من الكتاب كان مجرد بوق يعيد ويكرر ما سمعه وقرأه في اماكن مختلفة. حتى ان بعضها كان شديد السخف ومثير للضحك والاستهزاء.ما قراناه في الصحف وما سمعناه في القنوات الدينية كان فعلا مثيرا للشفقة على اصحابه. فاول ما يثور لدينا عند سماع تلك التفاصيل هو كم الجهل التراكمي الذي يتمتع به اصحاب تلك المقالات والخطب تجاه الطرف الاخر. لكن المشترك بينهم ان عيد الحب عيد نصراني تخليدا لقس نصراني كان يزوج العشاق الزناة ويروج للرذيلة. هنا اريد ان اضع بعض النقاط على العديد من الحروف.اولا يخلط الجميع بين النصارى والمسيحيين نتيجة الجهل وعدم الاطلاع على الحقائق من مصادرها الاصلية. فهم يقولون نصارى إذ يقصدون مسيحيين. على اي حال، عيد الحب في الاصل ليس عيدا مسيحيا وبالتالي ليس عيدا كنسيا وان تصادف مع يوم اقامة ذكرى القديس فالنتاين.كل الذين كتبوا وخطبوا بالمناسبة غالطوا الحقيقة ونقلوا معلومات مشوهة. والحقيقة ان هذا العيد في الاصل كان عيدا وثنيا تقدم فيه الذبائح لاله او الهة الحب، بحسب المجتمع الذي يحتفل به، وكان العيد يقام في الخامس عشر من شباط وهو راس السنة الوثنية. وكانت تقام فيه طقوس وثنية لم يقرها المسيحيون الاوائل ولا الكنيسة بالطبع. هذا جانب منفصل من القصة. الجانب الاخر هو قصة القديس فالنتاين. فهذا الكاهن المسيحي كان يقوم بواجبه الراعوي الطبيعي بعقد الزواجات بين الشباب والبنات كاي كاهن اخر في الكنيسة منذ الفي عام

تابع
حسين عبدالله نورالدين -

وبعد ان استتب الامر للمسيحية وانتهت الوثنية تم تحويل موعد العيد من التوقيت الوثني وهو الخامس عشر من شباط الى الرابع عشر منه لتحويل الانظار عن المناسبة الوثنية. حتى الان لاعلاقة للكنيسة ولا للدين بهذا العيد. ثم توقف الاحتفال بهذ العيد عقودا طويلة وربما قرونا طويلة. وعندما اعيد الاحتفال بعيد الحب في اوروبا ولانه عيد للحب الزوجي اراد المسيحيون ان يكون لهذا العيد شفيع من القديسين فاختاروا فالانتاين الذي كان يعقد الزواجات المسيحية من اجل ان يكون الحب بين الرجل والمراة شرعيا ومباركا من الكنيسة. فالكنيسة تقدر الحب الزوجي وتدعمه وتباركه ومن اجل هذا يعقد الزواج في الكنيسة وبمباركة الكاهن وامام لجميع.هذا باختصار قصة عيد الحب وعلاقة القديس فالانتاين به. من يريد الاحتفال فهو يحتفل بالحب الزوجي والرباط المقدس بين الرجل والمراة. ومن لا يريد الاحتفال فهو حر ومن حقه اختياره الذي ارتضاه. وانا استغرب في الحقيقة لماذا كان ذلك الهجوم غير المبرر على هذا العيد الجميل ووصفه باقبح الاوصاف. على حد علمي لم اسمع ان هناك جهة خارجية او داخلية دينية او اجتماعية او سياسية ارادت ان تفرض الاحتفال بهذا العيد على المجتمع المسلم. انما هو عيد اجتماعي اوروبي انتقل الى بقية المجتمعات ليصبح عيدا عالميا. عندما تحي الكنيسة عيد القديس فالانتاين فانه تحتفل به قديسا استشهد دفاعا عن ايمانه وضمن الاطار الديني وكشفيع للازواج المتحابين. وليس لهذا الاحتفال الديني اي علاقة بعيد الحب الذي تحتفل به المجتمعات.فالاحتفال بعيد الحب خيار حر فمن اراده فله ذلك ومن لم يرده له ذلك ايضا بملء حريته. ولكن ما رايناه في الصحف وعلى المنابر الفضائية كان امرا غريبا عجيبا مستهجنا. فمن المفروض ان المجتمع الاسلامي متماسك ومتمسك بعقيدته ولا تهزه احتفالات اجتماعية. اما تكرار القول انه عيد مسيحي ولا يجوز الاحتفال به او التهنئة به او المشاركة به او حتى استعمال الوردة الحمراء التي ترمز له فهو امر مثير للحزن حقا. مثير للحزن لانه يعطي الانطباع ان المجتمع الاسلامي كاره للحب وكاره للمودة وكاره للتواصل الاجتماعي ومنغلق على نفسه وحاقد على الاخرين وخياراتهم. يمكن للمجتمع المسلم بل من حقه ان لا يحتفل بهذا العيد. اما المغالطة والاستكبار والشتم فهذه ليست من الشيم الانسانية التي يتصف بها المجتمع الانساني العاقل. كانت في الواقع حملة شرسة فيها شحنة كب

تابع
حسين عبدالله نورالدين -

وبعد ان استتب الامر للمسيحية وانتهت الوثنية تم تحويل موعد العيد من التوقيت الوثني وهو الخامس عشر من شباط الى الرابع عشر منه لتحويل الانظار عن المناسبة الوثنية. حتى الان لاعلاقة للكنيسة ولا للدين بهذا العيد. ثم توقف الاحتفال بهذ العيد عقودا طويلة وربما قرونا طويلة. وعندما اعيد الاحتفال بعيد الحب في اوروبا ولانه عيد للحب الزوجي اراد المسيحيون ان يكون لهذا العيد شفيع من القديسين فاختاروا فالانتاين الذي كان يعقد الزواجات المسيحية من اجل ان يكون الحب بين الرجل والمراة شرعيا ومباركا من الكنيسة. فالكنيسة تقدر الحب الزوجي وتدعمه وتباركه ومن اجل هذا يعقد الزواج في الكنيسة وبمباركة الكاهن وامام لجميع.هذا باختصار قصة عيد الحب وعلاقة القديس فالانتاين به. من يريد الاحتفال فهو يحتفل بالحب الزوجي والرباط المقدس بين الرجل والمراة. ومن لا يريد الاحتفال فهو حر ومن حقه اختياره الذي ارتضاه. وانا استغرب في الحقيقة لماذا كان ذلك الهجوم غير المبرر على هذا العيد الجميل ووصفه باقبح الاوصاف. على حد علمي لم اسمع ان هناك جهة خارجية او داخلية دينية او اجتماعية او سياسية ارادت ان تفرض الاحتفال بهذا العيد على المجتمع المسلم. انما هو عيد اجتماعي اوروبي انتقل الى بقية المجتمعات ليصبح عيدا عالميا. عندما تحي الكنيسة عيد القديس فالانتاين فانه تحتفل به قديسا استشهد دفاعا عن ايمانه وضمن الاطار الديني وكشفيع للازواج المتحابين. وليس لهذا الاحتفال الديني اي علاقة بعيد الحب الذي تحتفل به المجتمعات.فالاحتفال بعيد الحب خيار حر فمن اراده فله ذلك ومن لم يرده له ذلك ايضا بملء حريته. ولكن ما رايناه في الصحف وعلى المنابر الفضائية كان امرا غريبا عجيبا مستهجنا. فمن المفروض ان المجتمع الاسلامي متماسك ومتمسك بعقيدته ولا تهزه احتفالات اجتماعية. اما تكرار القول انه عيد مسيحي ولا يجوز الاحتفال به او التهنئة به او المشاركة به او حتى استعمال الوردة الحمراء التي ترمز له فهو امر مثير للحزن حقا. مثير للحزن لانه يعطي الانطباع ان المجتمع الاسلامي كاره للحب وكاره للمودة وكاره للتواصل الاجتماعي ومنغلق على نفسه وحاقد على الاخرين وخياراتهم. يمكن للمجتمع المسلم بل من حقه ان لا يحتفل بهذا العيد. اما المغالطة والاستكبار والشتم فهذه ليست من الشيم الانسانية التي يتصف بها المجتمع الانساني العاقل. كانت في الواقع حملة شرسة فيها شحنة كب