أصداء

دموع وطن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما وصلني الفلم القصير (يو تيوب) عن إطلاق سراح الأستاذ مظهر محمد وكنت قد سمعت باعتقاله منذ بضعة أشهر ، تأثرت به كثيراً وكذلك الحال مع آخرين أعرفهم فلقد مس شيئا عميقا في دواخلنا. ولقد كنت أعرف الرجل وألتقيه مع محافظ البنك المركزي صديقي الدكتور سنان الشبيبي الذي هو أيضاً تعرض إلى مذكرة اعتقال بحقه صدرت وهو خارج الوطن. كانا يأتيان إلى واشنطن أحياناً لدواعي العمل وكنت أشهد أداءَهما ونفَسهما الوطني.

كَفْكِفْ دموعَكَ واجرَع مُرَّ ما كُتِبا فلستَ وحدَكَ مَنْ أُورِدتَ مُنقَــلــَـــبا

تجري دمــوعُكَ حَرّى لا لـــتوريـــةٍ ،

يكفي بحُرقـــتِها أنْ تدفعَ الريـــَبـــا

كمْ قد طغتْ عَبرةٌ في عَينِ حابِسِها

يشاهدُ الدمعَ منْ عينيكَ إذ سُــكِبا

هلْ في النوايا نزوعٌ للجُموحِ وهلْ

على "العدالةِ" نُلقي اللومَ والعتبا ؟

وإذْ يُهانُ شَبيبيٌّ ونائبـــُــه

فهلْ تُرى عاقلاً لا يعرفُ السببا ؟

***

كفْكِفْ دموعَكَ واصبِرْ إنهُ قَدَرٌ

أن يُثكَلَ الشعبُ في أبنائِهِ النُجَبا

أَعيانُنا شُـتِّـتوا ، منهُمْ مَن اعتزلوا

ومنهمُ من سَعى في الأرضِ واغتربا

ومنْ أصرَّ ولم يَبرحْ مواقِعَهُ

كما رأَيتَ ، يذوقُ الذُلَّ والكرَبا

أَمّا العراقُ فعملاقٌ أُطيحَ بهِ

تُغري المطامعُ فيهِ منْ غزا وسبى

الطامعونَ مِنَ الأجنابِ تجمعُهمْ

ضغائنٌ لم نجِدْ عنهُنَّ مجتَـنَـبا

والتابعونَ لهمْ أبناءُ جَلدَتِنا

عاثوا ، مَعاولَ هَدمٍ تخدِمُ الغُرَبا

أَضحى العراقُ بلا حَولٍ تحيطُ بهِ

رُبـْـدُ الضِباعِ طريحَ الأرضِ حيثُ كبا

هذي الضباعُ بقِطعانٍ محزَّبةٍ

تنازعَتْ تطلُبُ السُلطانَ والغــَـلـــَـبا

قِطعانُ ساسَـــتِنا سَكَّتْ مذاهبَها خناجراً كيْ تنالَ الغُـنمَ والأربا

فمَنْ يُريدُ رَباحاً سَلَّ خَنجرَهُ

ومن تأنّفَ يُنضَى عنه ما كسَبا

يُهيِّجــونَ حَــزازاتٍ مــــُـحنَّـطـــةً

سَتائرُ الدهرِ جرَّتْ دونها حِقَـبا

الغيرُ ينظُرُ في مُســــتقبَلٍ أَمَلاً

ونحنُ نجهَدُ في ماضي الأسى طَلبا

***

إِن ابتُليتَ فإن المبتلى وطنٌ

قد استحالَ لدى الباغين مُحتَرَبا

البعضُ ينهشُ من أَوصالِهِ نهِماً

والبعضُ طاوٍ يُعاني القَهْرَ والسَغَبا

يُــقالُ "دولةُ قانونٍ" وواقعُها

شريعةُ الغابِ ، مَهما أَمعنوا كَذِبا

في عَهدِ فِرعَونَ لم نسْكُتْ على مَضضٍ

أَنسكتُ اليومَ والفرعَونُ قد ذَهَبا ؟

ما كانَ أَنْ يَبلُغَ الفِرعَونُ ذَروتـــَـــهُ

لولا السكوتُ ، دُروسٌ حِفظُها وَجَبا

***

مَدُّ التجارةِ بالإسلامِ حاقَ بنا

لكنْ مع الوقتِ لن يبقى وقد نَضَبا

تكشَّفَ الغِشُّ فالواعونَ قد فهِمُوا

والغافِلونَ هُداهُم حانَ أو قـــَـــرُبا

ومَن تغافلَ أَو أَعمتْهُ مصلحةٌ

يـُــعدُّ منهمْ ، أَرأساً كان أَو ذَنَبا

ومَن يُزيِّنْ قبيحاً وِفقَ نازعَةٍ

مِنَ التعصُّبِ يُنكبْ بالذين حــــَبا

لا تحسَبوا أَنَّ فينا رابحاً أبداً

في زورقٍ يركبُ الأمواج مضطربا

فتِّش عن الحقِّ واعرِفهُ بلا عَوَجٍ

تعرفْ بذلك مَن والاهُ أو ثلبا

لا تقمعِ الناسَ أو توقِعْ بهمْ نَكَداً

على المِظنَّةِ ، هذا سُبّةٌ وغَبا

واحكم عليهم بما يأتونَ مِن عملٍ

بهِ وما جادَ مِنهُ نعرِفُ النُخَبا

فالقولُ مرتخَصٌ لولا يُرادِفـــُـهُ

فِعلٌ ، فلا تأمنِ الأقوالَ والخُطبا

***

لقد مَنَحتُ بلادي كلَّ مقدرتي

لم أَدَّخرْ طاقةً أو أَجتَنبْ نَصَـبا

لم أَكتسِبْ رِفعةً من منصَبٍ فأنا

قبلَ المناصِبِ كنتُ البارزَ الأرِبا

ولم أفِدْ ثروةً سُحتاً تُنالُ فهلْ

أنسى التقاليدَ والأخلاقَ والنسَـبا ؟

طبعٌ تعلَّمتُهُ من والدَيَّ وإنْ

في كلِّ يومٍ أَرى مِن ضِدِّهِ عجَبا

وقد يُقالُ: لماذا اليومَ تنقُدُنا

من بعدِ توديعِكَ الألقابَ والرُتَـــبا ؟

أقولُ: كلُّ مقامٍ يقتضي نمطاً

من المقالِ وما قد شَطَّ عنهُ نبا

في كلِّ مرحلةٍ خُضنا مخاطرَها

جانبْتُ فيها سَفيفَ القولِ والشَغبا

لم ألزم الصَمْتَ بلْ أسديتُ ، من شغَفٍ

محضَ النصيحةِ لكنْ من نصَحتُ أبى

لسنا الذين كلامُ الهمْسِ دَيدَنُهم

قصْدَ التنابُـــزِ أو كيْ يَرفعوا العَتَبا

وليس يُدرأُ ظُلمٌ دونَ تضحيةٍ

وقد يموتُ الفتى أعياهُ ما رَغـبا

إنّــــا يحفـِّــزُنا حبُّ الجميعِ وإنْ

ذُقنا من البعضِ حِقداً يورِثُ العَطبا

جئنا نقرِّبُ حُلما كان مُبتعداً

ثمَّ استحالَ إلى الكابوسِ مقترِبا

***

المجدُ في موقفٍ تُنصى الجباهُ له

حُبّاً ، وليسَ لمن آذى وإنْ غَلــَــبا

زادَ الحسينُ شموخاً بعدَ ثورتِهِ

وللمسيحِ حياةٌ بعدما صُلِبا

كلٌّ إذا ما أتى مِنْ ذكرِه وهَجٌ

تخشَّع الكونُ إجلالاً لِما وَهَبا

أمّا الذين طغَوا فالناسُ تلعنُهم

ما هُم سوى زبَدٍ في عاصفٍ وَهَبا

فالمنشِئون لحُكمِ الناسِ مفسدةً

سيُذكَرون كما قد نذكرُ الجرَبا

***

كفكِفْ دموعَكَ قد مثَّلـْـــتـَــنا حَزَناً فكلُّنا صارَ محزوناً ومكتئبا

واصمُدْ فإنَّ زماناً لا يهادِنُنا

سينقضي ويُعيدُ الدهرُ ما سَلبا

يبقى النقاءُ قرينَ التِبْرِ مَنزِلةً

ولا مقامَ لوغدٍ يجمعُ الذهَبا

ويرفعُ الناسُ ذكرَ المخلصينَ لهم

إذا الفسادُ على روّادِه انسحبا

سيلفُظُ الشعبُ جلاَّديه قاطبةً

وهل يدومُ نظامٌ قد غدا خَرِبـــا ؟

حُبُّ العراقِ سيبقى خالداً مَعهُ

وذِكرُهُ من وجيبِ القلبِ ما وَجَبا

نحميهِ في أعيُنٍ رَمداءَ مُثخَنةٍ

وكي نُغطّيهِ ، حِرصاً ، نُطبِقُ الهُدُبا

سمير شاكر الصميدعي

كتبت في كانون ثاني (يناير) 2013

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قصيدة رائعة
طاهر النمر -

انها قصيدة رائعة ، ديباجة وفكراً وقريحة صادقة، سلمت يداك يا أستاذ سمير، إن لم تصفى النوايا لبناء وطننا الحبيب سيظل الناس في صراع ومهانةوإذلال دون ذنب، اذا كان رجل مثل سنان أو مثل نائبه الرجل الشريف يضام بينما يصعد ويتسيد الفاسدون فباي وطن واي حال نحن؟،وإلى أين يسير، لقد ابكتني قصيدتك لما حوته من صدق ونبل وطيب، فلا عجب فهذا معدن الرجال الكرام، سيذهب كل من يريد بالعراق شراً أو سوء ويبقى الأحرار الشرفاء الطيبون من الشيعة والسنة والأديان الأخرى، وستقبر الطائفية ويحيا العراق، ومرة أخرى شكرا لك وشكرا لإيلاف التي تتحفنا دوما بالروائع

قصيدة رائعة
طاهر النمر -

انها قصيدة رائعة ، ديباجة وفكراً وقريحة صادقة، سلمت يداك يا أستاذ سمير، إن لم تصفى النوايا لبناء وطننا الحبيب سيظل الناس في صراع ومهانةوإذلال دون ذنب، اذا كان رجل مثل سنان أو مثل نائبه الرجل الشريف يضام بينما يصعد ويتسيد الفاسدون فباي وطن واي حال نحن؟،وإلى أين يسير، لقد ابكتني قصيدتك لما حوته من صدق ونبل وطيب، فلا عجب فهذا معدن الرجال الكرام، سيذهب كل من يريد بالعراق شراً أو سوء ويبقى الأحرار الشرفاء الطيبون من الشيعة والسنة والأديان الأخرى، وستقبر الطائفية ويحيا العراق، ومرة أخرى شكرا لك وشكرا لإيلاف التي تتحفنا دوما بالروائع

ان يبقى العراق هكدا ؟
هل يجوز ؟ -

هل يجوز ان تكون الطائفية الشغل الشاغل للعراقيين بينما امورهم الحياتية واليومية تنحدر نحو الاسفل فلا هواء اوشارع نظيف ولا كهرباء ولا خدمات اساسية .هل يجوز ان يستلم العراق بلايين الدولارات لتدهب الى صفقات اسلحة او توزع على المقاولين الفاسدين وتجار البضاعة المغشوشة .هل يجوز ان تنتقل الدكاكين على الارصفة وان تنتشر البلاليع والحفر بالشوارع .هل يجوز ان يكون لدينا الاف الدوائر وملايين الموظفين دون ولا حتى انجاز حقيقى واحد وملموس .هل يجوز للجامعاتنا ان تخرج طلاب دون معرفة لعة اجنبية واحدة ودون القدرة او معرفة كيفية اعداد تقرير مهني واحد .هل يجوز ان تقفز استيرادات العراق من 9 بيليون دولار الى 60 بليون دولار خلال 4 سنوات وزراعتنا وصناعتنا معطلة .هل يجوز ان نملأ الشوارع بالسيارات وطرقنا ضيقة قديمة ومتربة زهل يجوز ان نوظف كل الناس في الدولة ونعجز عن ايجاد وسيلة للعيش دون العمل في الحكومة .هل يجوز ان معظم مصارفنا ودوائرنا ومدارسنا لاتعرف الحاسوب .هل يجوز ان لايعرف عضو البرلمان كيف يعد ايميل من ثلاث كلمات .هل يجوز ان معاملتك لن تمر الا بالرشوة .هل يجوز للمعممين ان لاينزلو الى الشارع وهم يرون ان العراقيين يدبحون بالعشرات وهم ساكتون .هل يجوز ان نبقى ساكتين ومياه دجلة والفرات تتناقص يوما بعد يوم ..هل يجوز لرجل الدين عدم المطالبة بتحديد النسل في العراق الدي تشح فيه الموارد ويزداد عدد السكان وبدلا من دلك يتقاتل رجال الدين على نسبة سكان الطائف وايهما اكبر واكثر انجابا ة .هل يجوز ان يستمر بيع الاكل في شوارع العراق رغم التعرض للدباب والانربة .هل يجوز ان تبقى الابنية والشوارع والمحلات متهالكة وكانه قد مر عليها الف سنة .هل يجوز ان يخرج العراقي الى الشارع بدون العناية بهندامه وشكله ونظافته .هل يجوز ان يستمر العراقيون في البصق في الشوارع وامام الاخرين وبدون دوق .هل يجوز اجبار النساء على التحجب في الوقت الدي بدا السفور بالعراق في عام 1923 هل يجوز ان يستمر اطفال العراق في بيع السكائر والمياه في الشوارع .هل يجوزان يكره العراقي الاخر لالشئ الا لان الاخر مختلف عنه قوميا او مدهبيا .هل يجوز للعراقيين الاستمرار في الاهتمام بالسياسة والطائفة واخبار الحكم دون الاهتمام بكم شجرة اخرى يجب ان نزرع في العراق وكيف ناكل افضل ونتعلم افضل ونعيش افضل .هل يجوز للعراقييين الاستمرار في رفض التعلم من الاخرين وم

ان يبقى العراق هكدا ؟
هل يجوز ؟ -

هل يجوز ان تكون الطائفية الشغل الشاغل للعراقيين بينما امورهم الحياتية واليومية تنحدر نحو الاسفل فلا هواء اوشارع نظيف ولا كهرباء ولا خدمات اساسية .هل يجوز ان يستلم العراق بلايين الدولارات لتدهب الى صفقات اسلحة او توزع على المقاولين الفاسدين وتجار البضاعة المغشوشة .هل يجوز ان تنتقل الدكاكين على الارصفة وان تنتشر البلاليع والحفر بالشوارع .هل يجوز ان يكون لدينا الاف الدوائر وملايين الموظفين دون ولا حتى انجاز حقيقى واحد وملموس .هل يجوز للجامعاتنا ان تخرج طلاب دون معرفة لعة اجنبية واحدة ودون القدرة او معرفة كيفية اعداد تقرير مهني واحد .هل يجوز ان تقفز استيرادات العراق من 9 بيليون دولار الى 60 بليون دولار خلال 4 سنوات وزراعتنا وصناعتنا معطلة .هل يجوز ان نملأ الشوارع بالسيارات وطرقنا ضيقة قديمة ومتربة زهل يجوز ان نوظف كل الناس في الدولة ونعجز عن ايجاد وسيلة للعيش دون العمل في الحكومة .هل يجوز ان معظم مصارفنا ودوائرنا ومدارسنا لاتعرف الحاسوب .هل يجوز ان لايعرف عضو البرلمان كيف يعد ايميل من ثلاث كلمات .هل يجوز ان معاملتك لن تمر الا بالرشوة .هل يجوز للمعممين ان لاينزلو الى الشارع وهم يرون ان العراقيين يدبحون بالعشرات وهم ساكتون .هل يجوز ان نبقى ساكتين ومياه دجلة والفرات تتناقص يوما بعد يوم ..هل يجوز لرجل الدين عدم المطالبة بتحديد النسل في العراق الدي تشح فيه الموارد ويزداد عدد السكان وبدلا من دلك يتقاتل رجال الدين على نسبة سكان الطائف وايهما اكبر واكثر انجابا ة .هل يجوز ان يستمر بيع الاكل في شوارع العراق رغم التعرض للدباب والانربة .هل يجوز ان تبقى الابنية والشوارع والمحلات متهالكة وكانه قد مر عليها الف سنة .هل يجوز ان يخرج العراقي الى الشارع بدون العناية بهندامه وشكله ونظافته .هل يجوز ان يستمر العراقيون في البصق في الشوارع وامام الاخرين وبدون دوق .هل يجوز اجبار النساء على التحجب في الوقت الدي بدا السفور بالعراق في عام 1923 هل يجوز ان يستمر اطفال العراق في بيع السكائر والمياه في الشوارع .هل يجوزان يكره العراقي الاخر لالشئ الا لان الاخر مختلف عنه قوميا او مدهبيا .هل يجوز للعراقيين الاستمرار في الاهتمام بالسياسة والطائفة واخبار الحكم دون الاهتمام بكم شجرة اخرى يجب ان نزرع في العراق وكيف ناكل افضل ونتعلم افضل ونعيش افضل .هل يجوز للعراقييين الاستمرار في رفض التعلم من الاخرين وم