أصداء

إيران وحلم التحول الى قوة دولية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعكس مساعي ايران المحمومة لامتلاك السلاح النووي وتدخلها السافر في شوؤن الدول لاسيما المجاورة ودول النطاق الاقليمي ونشر الفوضى والفرقة بين شعوبها وخلق الازمات لها فضلا عن امساكها بخيوط ملفات كثير من المنظمات المتطرفة والارهابية في انحاء مختلفة من العالم، تعكس رغبتها في لعب دور عالمي مؤثر في مسار الاحداث الدولية المعاصرة الى جانب القوى الدولية الكبرى.

ومن الواضح ان ايران تعتبر تبوأها لمكانة مرموقة بين الدول العظمى بمثابة حق مكتسب، مستمد من ارثها الحضاري للامبراطورية الفارسية التي كانت احدى القوتين المتحكمتين والمسيطرتين على الامم والاقوام الى جانب الامبراطورية الرومانية في فترات التأريخ القديمة الى ما قبل ظهور وانتشار الاسلام.

يغيب عن بال صناع القرار في طهران ان معايير وشروط الهيمنة والانضمام الى نادي الدول الكبرى قد تغير، فلم يعد كافيا توفر شرط القوة بمفهومها العسكري الى جانب الرغبة في السيطرة على الاخرين كما كان سائدا قديما، بل لا بد من توفر معايير اخرى كالقوة الاقتصادية والتكنلوجية والحضارية.

يؤكد خبراء الستراتيجيات العسكرية ان امتلاك السلاح النووي لم يعد ميزة للدول، فهو لايعدو عن كونه سلاحا رادعا، فقوة الدول تكمن في قدرة منشآتها العسكرية على امتصاص الضربة العسكرية الاولى ومن ثم توجيه ضربات اشد قوة للخصوم.

هذا يعني ان على طهران ان لا تعول كثيرا على السلاح النووي لفرض ارادتها على القوى الكبرى والقبول بها كقوة دولية من باب التسليم للامر الواقع، ومن المفيد هنا الاشارة الى ان دولا كالهند وباكستان وكوريا الشمالية تمتلك سلاحا نوويا منذ عقود، غير انها ليست سوى ارقام بسيطة في تعداد دول العالم!

اما حديث المسؤوليين العسكريين الايرانيين عن تحقيق انجازات على صعيد الصناعة العسكرية، فهي قائمة في الاساس على تطوير بعض انواع الاسلحة الروسية، وفي الغالب، لا يخرج الموضوع برمته عن اطار الدعاية الاعلامية كما يؤكد الخبراء، ومثال ذلك ما اعلنته المؤسسة العسكرية الايرانية مؤخرا عن تصنيع طائرة عسكرية "متطورة جدا" واتضح فيما بعد انها عبارة عن مجسم ورقي او صورة من الفوتوشوب!
في الجانب الاقتصادي، تبدو ايران اضعف من اي وقت مضى بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها. فالاقتصاد الايراني يعتمد بشكل كبير على الصناعة النفطية كحال غيرها من الدول النامية، وقدراتها الانتاجية والتنافسية في الصناعات الاخرى لا سيما التكنلوجية المتطورة تكاد تكون معدومة!

حضاريا ويقصد به المنظومة القيمية والاخلاقية والقانونية والثقافية ومعايير السلوك الانساني، مالذي يمكن ان تقدمه طهران على هذا المستوى؟
ان النظر الى الداخل الايراني، يبين حجم المشاكل التي تنازع النظام وطبيعة علاقته بمواطنية القائمة على الخوف وانعدام الثقة. وسجل نظام الولي الفقيه في مجال الحريات وحقوق الانسان واحترام القانون والتنوع الثقافي والديني سيء جدا. وفاقد الشيء لا يعطيه. لذا اصبح من الطبيعي ان تعج عواصم الدول الغربية باعداد كبيرة من الايرانيين الفارين من قمع نظام طهران.
وتبدو ايران حتى على الصعيد الديني، عاجزة عن كسب ثقة الغالبية العظمى من شركائها من الشعوب والدول الاسلامية وغير قادرة على التواصل معهم بما يضمن لها ثقلا اسلاميا وعالميا لسببين:
الاول: ان الامة الفارسية، امة عنيدة وشديدة التعصب لذاتها وثقافتها، ورفضها لكل ماهو خارجي.

الثاني: وهو نتيجة للسبب الاول، فقد تعامل الفرس مع الاسلام وفقا لمنظورهم وجرى اعادة انتاج وصياغة الاسلام بما يتفق مع اهواءهم وقيمهم وثقافتهم وليس بما يتفق مع اسلام الوحي، فحرصت على تبني التشيع كمسار خاص بها داخل الاسلام، وضعت ملامحه وثوابته وادواته وغاياته وحاولت فرضه على العالم الاسلامي لتحقيق تبعية الشعوب الاسلامية لها.

يكشف افتقار نظام طهران لمتطلبات التحول الى لاعب اساسي في السياسة الدولية والمساهمة في صناعة القرار العالمي، اسباب سلوك ايران العداوني تجاه محيطها الاقليمي والدولي وتهديدها للسلم والاستقرار العالميين، فصناعة الفوضى والتخريب اسهل بكثير من عملية البناء والابداع، لذا تراها متواجدة في اغلب بقاع الارض لاسيما مناطق التوتر العالمي.

ويصح القول: حيثما وجدت الاضطرابات وجدت ايران، هي موجودة في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن والبحرين، وتهدد امن باقي دول الخليج فضلا عن نشاط مخابراتها واجهزتها الامنية في اواسط اسيا. هي متواجدة في السودان وغيرها من الدول الافريقية. كما تملك نشاطا مخابراتيا غير عادي في المكسيك وفي قارة امريكا الجنوبية الى جانب علاقاتها بعصابات المافيا وتجار المخدرات في تلك الدول فضلا عن مسؤوليتها عن بعض الاعتداءات التي وقعت في الارجنتين والولايات المتحدة الامريكية واوربا، ليس هذا فحسب، بل تطالب "بحقها" في التواجد في القطب الجنوبي كما صرح به احد قادتها العسكريين مؤخرا!
ايران فاقت بعدد اذرعها الممتدة في كل مكان من العالم، اذرع الاخطبوط البحري الذي يتميز باذرعه الثمان، لتبدو كمخلوق خرافي اعتدنا على مشاهدته في افلام الرعب المنتجة في هوليوود، برأس ومئات الاذرع الممتدة الى ما لانهاية!

نعم، من حق ايران ان تحلم بدور عالمي والجلوس الى جانب الدول الكبرى لرسم الاحداث الدولية ورسم مستقبل العالم غير ان واقعها وامكانياتها لا تساعدانها، وعزاءها انها تتزعم معكسر الشر العالمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مره اخرى مع طرائف مهند!
جوني كاكا -

عزيزي مهند اتعلم او لا تعلم هناك ثلاثة دول مستقله على كوكب الارض فقط فقط وهي ايران والصين وامريكا !! المهم موضوعنا ايران وباعتبارك عراقي تستطيع الذهاب الى ايران بسهوله وبدون فيزا وشاهد ايران بنفسك ستجد بلد فعلا ايران قوة دولية فايران تصنع وتزرع كل شئ وفيها خدمات وبنى تحتيه ولا ينقصها شئ فانت بمقالك على من تضحك!!!

يغرد خارج السرب
ابن الواحه -

مسكين انت ايها العنصري البغيض عليك ان تخفف من غلوائك وحقدك حتى يكن لكلماتك صدى في النفوس فالواقع هو عكس ما تقول والشواهد لا تحصى والقارئ اصبح اكثر وعيا وكياسه فلا تجعل من نفسك العوبه فانت تضيع وقتك وجهدك فيما لا طائل منه والسؤال الذي يطرح نفسه اذا كانت ايران هي التي تتزعم محور الشر في المنطقه فمن هي الدوله التي تتزعم محور الخير ؟؟؟

سامرائي
عراقي يكره البعثية -

شلون لون الدولة العظمى اخضر اصفر احمر؟ يعني اذا غزت الفضاء واصبحت ثامن دولة ترسل كائن حي وتعيده سالما الى الارض واصبحت لها القدرة على فرض سيطرتها على البحر والبحر ووصلت حاملة طائراتها الى امريكا الجنوبية واصبحت يديها في كل دولة تقريبا وكل الدول الغربية فرضت حصارا متنوعا عليها وهي مع ذلك تصنع احدث المعدات والتكنلوجيا العسكرية والطبية والمعلوماتية...بعد ماتقلي شلون صارت الدولة العظمى حلم؟ ؟

I hope So
7sn -

كم أتمنى أن يكون كلامك صحيحاً، ولكن إيران أحكمت سيطرتها على العراق ولبنان وهي في الطريق لأن تصبح قوة عظمى

على الأقل هي تحلم
كريم -

قديما قال الشاعر التونسي العظيم أبو القاسم الشابي بيت غاية في الروعة أجيب بها عليك وعلى أمثالك من العربومن لا يريد صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

النهايه قريبه
فهد -

الاتحاد السوفيتي انتهي بسبب التدخل في شؤون الاخرين وافلس. ايران تستنزف إمكانياتها في التدخل والتخريب في شؤون الخليج والدول الإسلامين واصبحت الان مكروهة بعد فضيحه دعمها لبشار نهايتها. قريبه بإذن الله

,,,,,
معن العربي -

الكاتب من أول جملة أقنع نفسه بها . ويريد أقناع مثقفينا أن أيران -الجمهورية الاسلامية _ تسمى الدولة الفارسية ، بينما تركيا التي أحتلت العالم العربي لم تعد الدولة العثمانية ....الكاتب يحتاج أن يتعلم أسس الكتابة الموضوعية ليتقبله القراء . معن العربي

قل أعوذ برب الفلق
من شر ما خلق -

يبدو أن نطق الحق في حق أهل الفسق من شر الخلق تثير حنق بعض العلَقْ المحسوبين علينا ممن إعتاد على الطق والفلق. لا عليك أستاذ مهند فقد قلت عين الصواب والمعترض شبيح يتيم معروف طائفي للنخاع يكره البعث العراقي لأنه يفترض أنه سني ومتيم بالبعث السوري لأنه يفترض أنه نصيري

love X hatred
muslim -

العرب لايوجد في قاموسهم معنى للحب وان وجد فيكون مرادفا ل حب القتل والدمار، لكن كتاباتهم مليئة بالكره والحقد والضغينة، لماذا لاتتعلمون من غيركم من الشعوب كيف تحبون وتنصفون الاخرين، متى تفيقوا يااموات ~ فالجاهل نائم ، فاذا مات استفاق وانتبه ~ وما رايت اجهل من العرب ، اذهب الى الهند - افقر الامم - والى الصين والى الفرس والى الترك والى الكرد لاتجد عندهم ماعند العرب من الجهل والكره والحقد! الله اكبر على هذه الامة النائمة وعديمة البصيرة، والله اني لاخجل ان اقول انا عربي في دول الغرب والشرق بدون تمييز! لان العربي اذا ذكر هناك، ذكرت الشهوة في الجنس والاكل، وحب القتل والظلم والاعتداء على المراة والطفل وكل ماهو ضعيف، ولن يذكر بهم ولهم اي صفة حسنة. والموعظة للمتقين فاتعظوا يااولو الالباب.

للرقم 8
محمد العزي -

خالف شروط النشر

للرقم 8
محمد العزي -

خالف شروط النشر

بربكم خالفت شروط النشر؟
لو كاتبكم ماعنده شجاعة؟ -

.خالف شروط النشر

بربكم خالفت شروط النشر؟
لو كاتبكم ماعنده شجاعة؟ -

.خالف شروط النشر

تكملة تعليق 11 و 12
وين مخالفة شروط النشر؟ -

خالف شروط النشر

تكملة تعليق 11 و 12
وين مخالفة شروط النشر؟ -

خالف شروط النشر