قراؤنا من مستخدمي تويتر يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر إضغط هنا للإشتراك
بعد الثالث والعشرين من تموز- يوليو 1952، تاريخ حصول الانقلاب العسكري على الملك فاروق، بدأت مصر تعود الى خلف...لا تزال مصر في رحلة العودة الى خلف.الخوف، كلّ الخوف من انها مستمرة في ذلك. بات يصح السؤال هل من امل في مستقبل افضل لمصر وفي عودة الحياة اليها، ام أنّ مشاكل مصر، جراء ستين عاما من الحكم العسكري الذي خلفه حكم "الاخوان" الذي تفوّق عليه في التخلف، غير قابلة للعلاج؟الثابت أنّ هذه المشاكل من النوع الذي يصعب علاجه. لكنّ الاكيد أن التخلف الذي يمثله الاخوان المسلمون افضل تمثيل، لا يصلح في اي شكل في معالجة تخلّف العسكر.ما تحتاجه مصر حاليا هو الى ثورة حقيقية. مثل هذه الثورة قد لا يكون المجتمع قادرا عليها نظرا الى انها تبدأ بالاعتراف بأنّ ليس في الامكان مباشرة معالجة المريض المصري من دون وقف النمو العشوائي لعدد السكان. هل في مصر حاليا حاكم او مسؤول يقبل ذلك او بتجرّأ عليه؟انه السؤال المباشر الذي يمكن ان يمهد لطرح الاسئلة الاخرى المرتبطة بالسياسة والاقتصاد والسياحة والزراعة ومياه النيل ورفع مستوى التعليم والاستفادة من الخبرات الاجنبية من دون اي نوع من العقد...ما سمّي "ثورة 23 يوليو" لم يكن سوى انقلاب عسكري نفذّته مجموعة من الضباط ارادوا ترييف المدينة بدل ألسعي الى التصالح معها او التعلم منها ومن القيم الحضارية المتعارف عليها عالميا. لذلك، قُضى هؤلاء على معظم ما هو جميل وحضاري في مصر. قُضي على القاهرة، واسطة العقد، وكلّ مدن القناة، بما في ذلك بور سعيد والاسماعيلية، كما قضي على الاسكندرية التي كانت عروس المتوسط وعلى حلوان التي كانت نموذجا حضاريا.من اين يبدأ التغيير؟ يبدأ بالاعتراف بأنّ ليس في الامكان السير على خطى العسكر الذين اسس جمال عبدالناصر لحكمهم. ليس كافيا توجيه الانتقادات للرئيس السابق حسني مبارك وممارساته كي تستقيم الاوضاع. فعهد مبارك لم يكن سوى تتمة لنظام قام في العام 1952 غيّر طبيعة المجتمع المصري تدريجا وساهم في ايجاد تلك الهوة بين الاغنياء الجدد والطبقات الشعبية التي غرقت في الجهل والتطرف نتيجة عوامل كثيرة من بينها الشعارات التي رفعت بعد ما سمّي "ثورة يوليو".بعد الاقرار بذلك، يمكن الانطلاق في اتجاه اصلاح الاوضاع المصرية كي تستعيد الدولة العربية الاكبر والاهمّ بعضا من دورها الطبيعي، حتى على صعيد الفن والثقافة والسينما والمسرح.ما يحصل حاليا يتمثل في أنّ الاخوان المسلمين يسعون الى تكرار تجربة العسكر ولكن برداء مختلف مستفيدين من كون الرئيس محمد مرسي منتخب. يتناسى الاخوان انّ لا معنى للانتخابات اذا لم تكن خطوة على طريق تكريس وجود حياة ديموقراطية تقوم اوّل ما تقوم على مؤسسات الدولة المستقلة عن اي حزب من الاحزاب.بكلام اوضح، لا يمكن لامور مصر ان تستقيم من دون مواجهة الواقع. وهذا يعني اوّل ما يعني التساؤل لماذا تحوّلت مدن القناة، المنتفضة هذه الايام في وجه السلطة والاخوان، الى مدن بائسة بعدما كانت في الماضي مزدهرة؟تعرّضت هذه المدن، التي يمكن ان تلعب دورا بالغ الاهمية يساعد في انعاش مصر كلّها، لظلم ليس بعده ظلم ابان حكم العسكر. وانتقلت الآن الى المعاناة من تخلّف الاخوان. كانت بداية الظلم في تغلب النزعة القومية الشوفينية على كلّ ما عداها، خصوصا بعد قرار تأميم قناة السويس في العام 1956 ثمّ العدوان الثلاثي الذي تعرّضت له مصر.لا يمكن في اي شكل تبرير العدوان البريطاني-الفرنسي- الاسرائيلي. ولكن ما لا بدّ من الاعتراف به في المقابل أنّ من انهى العدوان كان الادارة الاميركية، ادارة الرئيس ايزنهاور. كذلك لا مفرّ من التساؤل هل كان تأميم القناة ضروريا؟ هل ربحت مصر من التأميم...ام لحقت بها خسارة لا تعوض عندما غادرها الاجانب المقيمون فيها مع ما ادى اليه ذلك من افقار للمدن وتغيير طبيعة احيائها وحدائقها وطرقاتها ومحلاتها التجارية ومطاعمها والحياة الثقافية والاجتماعية فيها؟استطاع العسكر تغيير طبيعة المجتمع المصري. باعوا المواطن انتصارا وهميا لم يدركوا معناه الاّ بعدهزيمة 1967 التي ادت الى اغلاق قناة السويس فزاد سكان مدنها فقرا وبؤسا.اعاد فتح القناة رجل سعى الى مصالحة مصر مع نفسها ومع المصريين ومع ومحيطها. كان اسمه انور السادات. لم يستطع السادات اخراج مصر من مازقها على الرغم من توصله الى اتفاق سلام مع اسرائيل واستعادة سيناء. قضت عليه القوى التي اراد استخدامها للتخلص من مخلفات نظام عبد الناصر ذي الطبيعة الامنية الذي تسبب في تخريب جزء لا بأس به من العالم العربي، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان...فشل حسني مبارك حيث فشل السادات. لم يستطع تغيير شيء في طبيعة المجتمع المصري واعادة الحياة الى الطبقة المتوسطة التي كان يمكن ان تعيد الحياة الى المدن والريف. اكثر من ذلك، قرر الاستسلام امام النشاط الذي كان يمارسه الاخوان والثقافة التي كانوا ينشرونها. قمعهم ظاهرا، لكنه لم يقاوم عمليا الثقافة التي سعوا الى نشرها.ولذلك، نجد طبيعيا اليوم ان يستمر الاخوان في نهجمهم الهادف الى تغيير طبيعة المجتمع المصري بعد نجاحهم في خطف "ثورة 25 يناير" وتهميش الذين كانوا بالفعل وراءها.ما هو طبيعي اكثر انطلاق العصيان المدني من مدن القناة. هذه المدن تتذكّر ايّام العز. وتتذكّر خصوصا ان لديها امكانات هائلة مرتبطة الى حد كبير بقناة السويس وقربها من منطقة الخليج المهمّة من جهة واوروبا من جهة اخرى. هذه المدن تمثّل حاليا مع شباب مصريين رمزا للتعلق بمصر منفتحة على العالم، مصر القادرة على المراهنة مجددا على ثروة اسمها ثروة الانسان، مصر التي انجبت محمد عبدالوهاب وام كلثوم والسنباطي وعشرات آخرين... مصر المنتفضة في وجه العسكر سابقا والاخوان حاليا والذين ليس لديهم ما يقدمونه سوى الشعارات الفارغة التي لا هدف لها سوى احكام السيطرة على مفاصل السلطة.هل يبرر الشبق الاخواني الى السلطة استعادة تجربة العسكر في مصر؟
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
100%
الحمصي -
نعم يا سيد خيرالله يجب محاربه الجهل المتمثل بالخلفه عيل واحد لكل عيله زي الصين بدايه وقف السير الى الخلف في احسن الظروف او ابطاء السير الى الخلف ريثما ايجاد حل اقتصادي
100%
الحمصي -
نعم يا سيد خيرالله يجب محاربه الجهل المتمثل بالخلفه عيل واحد لكل عيله زي الصين بدايه وقف السير الى الخلف في احسن الظروف او ابطاء السير الى الخلف ريثما ايجاد حل اقتصادي
تقييم صحيح تماما
جملوكي -
مقال متوازن وواضح وله مصداقية لا يمكن التشكيك فيها. افضل ما في المقال انه اسكت (حتى الان على الاقل) حفل الشتائم الذي يتبع كل مقال ينتقد الاخوان. هذه المرة لم يجد الاخوان شيئا يهاجمونه. الاجابة على سؤال الكاتب حول شبق الاخوان للسلطة هو ان افراز تجربة العسكر سوف يتكرر على شكل اسوء. فمن خالف العسكر في الماضي اعتبره خائنا، والان ما يخالف الاخوان فهو خائن وكافر ايضا.
والله أنت المتخلف...
مواطن عربي -
والله أنت المتخلف...
والله أنت المتخلف...
مواطن عربي -
والله أنت المتخلف...
;عيش تسمع العجب
*** سلطان *** -
_ ألستم من مساندي ثورات الربيع العربي!؟ !؟ !؟ فلما العجب من نتائجها وأنتم تعلمون علم اليقين وقبل سقوط الأنظمة أن الحكام الجدد أكثر فاشية وتطرفا وعنفا وجهلا من مبارك وبن علي وبشار والقذافي ومن تبعهم !؟...... يقال "الثورات يقوم بها الأبطال ويسرقها الأندال والإنتهازيون", وللأسف السرقة في الحالة العربية كانت منظمة ومخطط لها قبل بداية مايسمى كذبا وجزافا "بثورات الربيع العربي"، قنوات عربية تقوم بسكب الزيت على النار وتأليب الرأي العام الإسلامي والعربي والعروبي والعالمي ضد الأنظمة "الجمهورية" حصريا ولا تتكلم عن فساد الأنظمة "الملكية" (جلها عبارة عن قواعد غربية)، ودول تمول وتسلح جماعات دينية متطرفة مذهبيا وفكريا وتساندها إعلاميا بفتاوي مشايخ الفضائيات وبصحفيين وكتاب وإعلاميين وسياسيين معارضين (عملاء) من عبيد السلاطين لإختراق الحكومات عند سقوط الأنظمة، ومن بعدها يتعجب ويستغرب البعض من وصول الفاشيين من السلفيين والإخوانجيين (أعداء الديموقراطية والحرية والبشرية) للحكم ومن تصرفاتهم وسياساتهم العنصرية والفاشية لتقسيم الشعوب مابين مؤمنين وكفار، من أهل السنة (السلفيين والإخوان) المبشرين بالجنة أو من العلمانيين والمسيحيين والصوفيين وغيرهم من المبشرين بجهنم، من العرب الأقحاح الوطنيين أو من العجم الخونة (حسب تفكيرهم) وقائمة طويلة من صكوك الغفران للمتطرفين من أمثالهم ومن فتاوي التكفير والتبشير لجهنم لمن يخالفهم الرأي.............مليون مبرووووووك للمطبلين لثورات "الإعصار التكفيري" حلفاء "هنري ليفي" عراب الثورات ولن نقول لمن ساند هذا الإعصار التكفيري الفاشي إلا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" وكما تدين تدان وسيأتي الدور عليكم، فكل من ساند الفتن وسفك الدماء سيدفع الثمن في الدنيا قبل الآخرة.
;عيش تسمع العجب
*** سلطان *** -
_ ألستم من مساندي ثورات الربيع العربي!؟ !؟ !؟ فلما العجب من نتائجها وأنتم تعلمون علم اليقين وقبل سقوط الأنظمة أن الحكام الجدد أكثر فاشية وتطرفا وعنفا وجهلا من مبارك وبن علي وبشار والقذافي ومن تبعهم !؟...... يقال "الثورات يقوم بها الأبطال ويسرقها الأندال والإنتهازيون", وللأسف السرقة في الحالة العربية كانت منظمة ومخطط لها قبل بداية مايسمى كذبا وجزافا "بثورات الربيع العربي"، قنوات عربية تقوم بسكب الزيت على النار وتأليب الرأي العام الإسلامي والعربي والعروبي والعالمي ضد الأنظمة "الجمهورية" حصريا ولا تتكلم عن فساد الأنظمة "الملكية" (جلها عبارة عن قواعد غربية)، ودول تمول وتسلح جماعات دينية متطرفة مذهبيا وفكريا وتساندها إعلاميا بفتاوي مشايخ الفضائيات وبصحفيين وكتاب وإعلاميين وسياسيين معارضين (عملاء) من عبيد السلاطين لإختراق الحكومات عند سقوط الأنظمة، ومن بعدها يتعجب ويستغرب البعض من وصول الفاشيين من السلفيين والإخوانجيين (أعداء الديموقراطية والحرية والبشرية) للحكم ومن تصرفاتهم وسياساتهم العنصرية والفاشية لتقسيم الشعوب مابين مؤمنين وكفار، من أهل السنة (السلفيين والإخوان) المبشرين بالجنة أو من العلمانيين والمسيحيين والصوفيين وغيرهم من المبشرين بجهنم، من العرب الأقحاح الوطنيين أو من العجم الخونة (حسب تفكيرهم) وقائمة طويلة من صكوك الغفران للمتطرفين من أمثالهم ومن فتاوي التكفير والتبشير لجهنم لمن يخالفهم الرأي.............مليون مبرووووووك للمطبلين لثورات "الإعصار التكفيري" حلفاء "هنري ليفي" عراب الثورات ولن نقول لمن ساند هذا الإعصار التكفيري الفاشي إلا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" وكما تدين تدان وسيأتي الدور عليكم، فكل من ساند الفتن وسفك الدماء سيدفع الثمن في الدنيا قبل الآخرة.