فضاء الرأي

صفعتان يتلقاهما جون كيري..

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


يزور الوزير الجديد للخارجية الأميركية منطقتنا للترويج للسياسات المترددة والمتناقضة والمائعة لإدارة اوباما، وهي السياسات التي لم ينجم عنها غير تشجيع قوى التطرف المعروفة بعدائها للقيم والمبادئ الديمقراطية، ولحقوق الإنسان ولاستقرار المنطقة والأمن العالمي.
الزيارة تأتي بعد فشل مفاوضات كازخستان مع إيران، واستمرار فضح المحاولات الإيرانية لتهريب السلاح لليمن، وللتدخل في البحرين، وتقديم حكام إيران أدلة جديدة على المماطلة والتلاعب والمناورة مع المجتمع الدولي لكسب مزيد من الوقت ولمباغتة العالم بالقنبلة النووية. وتأتي الزيارة مع المزيد من افتضاح الميول الدكتاتورية الشمولية والإقصائية للإخوان المسلمين، المسيطرين على السلطة في مصر، وهي ميول لم تكن خافية على أحد بحكم تاريخ الإخوان وأيديولوجيتهم، التي تتلخص في" الإسلام هو الحل"، وتسويغ كل الأساليب للوصول للهدف.
أما الدرسان، فأولهما جاء في مواجهة وزير خارجية السعودية لجون كيري حول المفاوضات مع إيران، وتصريحه أمام كيري ووفده ب"أن طريقة التفاوض مع إيران ستضعنا أمام سلاح نووي." وحسب علمي، فإن هذا أول تصريح عربي واضح وحازم في نقد سلسلة المفاوضات الدولية والسداسية والأميركية مع نظام الفقيه منذ 2006، والتي لم تبرهن على أية جدية وحسن نية إيرانيتين، بل، برهنت على العكس، حيث استخدمت تلك السلسلة التي لا تنتهي من جلسات التفاوض و" الحوار" لتعزيز القدرات النووية الإيرانية، مع المضي في التدخل في شؤون دول المنطقة وزرع الجواسيس والمخربين وتسليح المليشيات ونشر الطائفية، ودعم جزار سوريا. وصدق الوزير حين قال إن الإيرانيين واصلوا التفاوض لمجرد التفاوض، أي كأن التفاوض هو غاية بحد ذاته. والمأمول أن يستمر هذا الموقف السعودي الواضح وأن يجد ترجمته في المواقف العملية، سواء من طرف السعودية أو مجموع دول الخليج والدول العربية الأخرى غير السائرة في الركب الإيراني.
أما الدرس الثاني، فتلقاه كيري في القاهرة من السياسية المعارضة جميلة إسماعيل عند لقائها به ووفده. وللعلم فإن كيري، وبعقليته وعقلية رئيسه وسفيرتهم، لم يتعلم شيئا مما يجري اليوم في مصر، أو لا يريد تعلم ما هو واضح لمن يريد أن يرى ويحكم بلا تزويق. فكيري لم يستنتج مما يجري غير أن كل شيء بخير لأن مرسي طمأنه عن ديمقراطيته العتيدة!!أما السيدة جميلة، فخاطبتهم بكل جرأة قائلة:
" تتصورون كقوى كبرى أن بإمكانكم صنع رئيس ديمقراطي من فرعون، لكننا لم نعد نُقبِل على حفلات تنكرية. المصريون لم يقوموا بثورتهم ليغير مسؤول البروتوكول في سفارتكم أجندة تلفوناته." ومضت لتتهم الإدارة الأميركية بالمساهمة في بناء ما وصفته ب " النسخة لمصرية من دولة ولاية الفقيه."
صفعتان بحق، ولكنهما غير كافيتين لكي يتراجع أوباما وطاقمه عن السياسة الكارثية التي ينتهجونها في المنطقة. فالدول الخليجية لم تبرهن حتى اليوم على موقف واضح ومتفق عليه تجاه الخطر الإيراني، ولم تتخذ التدابير والإجراءات والسياسات الضرورية للضغط على الإدارة الأميركية، ولمزيد من الاعتماد على نفسها أمنيا. ولا نزال نذكر حضور احمدي نجاد اجتماعات مجلس التعاون و تراكض المسؤولين العرب إلى طهران بمناسبة ما سمي بمؤتمر حركة عدم الانحياز. كما أن قيام الدول الخليجية أو بعضها بالدعم القوي للإخوان المسلمين في دول الانتفاضات العربية، ومنها سوريا، لا يسهم في تخفيف التوترات وتقوية القوى والتيارات القادرة على الوقوف أمام العنجهية الإيرانية، وهذه الدول مثلا تترك الأردن في ضائقته الاقتصادية والمالية فتتشجع إيران على مغازلته، مثلما تغازل مرسي الإخواني، مباشرة أو عن طريق حكومة المالكي. ففي النتيجة، سيصطف الإخوان مع نظام الفقيه عندما " يجد الجد"، أي في المواقف الحدية، وسوف تكون دول الخليج في مقدمة ضحايا هذا الاصطفاف!
الحكيم من اعتبر بالتجارب- وما أكثرها! وقد قيل "ما أكثر العبر وأقل الاعتبار!"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أعتقد أنه يفهم مايعمل
Almouhajer -

من غير المنطق أن نقول أو نروج لمقولة , أن أمريكا غير واعية لما يجري في المنطقة الشرق أوسطية . أعتقد أن الأصح القول , أنها تعي تماماً مايجري , لابل هي تساعد على ما يجري . وإذا قبلنا أن الموقف الأخير هو الأصح , فلابد من التحليل والتفكير , لماذا تريد أمريكا لإيران الحصول على القنبلة النووية ؟ أو لماذا تساعد أمريكا على وصول قوى الظلام للحكم ؟ في الفكرة الأولى , ليس لدي تصور معين الآن . أما في الفكرة الثانية فالأمر واضح وضوح الشمس , ألا وهو مصلحة إسرائيل مقابل هذا التغير . لأن هذا التغير يعيد خير أمة أخرجت للناس مئات السنين إلى الوراء وبالتالي يسهل التحكم بها أكثر وأكثر .

.....
alaa -

تحليل تافه تفوح منه رائحة اموال النفط.. من الذي يصفع امريكا ايها الغبي ال سعود ام ال خليفة ام ال نهيان... .. انهم يقدمون عمالة مجانية لاسترضاء امريكا واسرائيل.. وللعلم ايها الشيوعي القديم والقبلي الجديد.. سوف تكون هناك صفقة ايرانية امريكية يكون اسيادك ضحيتها ولن تجني منها انت غير صخام الوجه بالطبع اذا كان هناك مكان للمزيد من الصخام!!

ومالو
سعدو -

والنووي الاسرائيلي ليش ما حدا يجيب سيرتو

أليست قلة أدب؟
متابع -

ألا يخضع التعليق رقم ٢ إلى شروط النشر المتمثلة بعدم الإساءة للكاتب؟ إنه ليس فقط إساءة بل قلة أدب أيضاً.

ايران قادمة لا محالة
حسين الناهي -

خلاك ذم.....متطلبات العيشة غير "المبادئ"

POLICY
adam chwall -

وهل حقا قادة دول منطقة الشرق الاوسط ،يمتلكون الاراده السياسيه ،لاتخاذ قراراتهم ،دون اجندات اقليميه..؟ امريكا، وحلفائها ..لهم القدره الفائقه لتلافي كل مايطيح بسياستها الخارجيه،واستجابتهم بسرعه لكافة المتغيرات في انحاء العالم...السيد الكاتب الذي اجله واحترمه ،يعي ذلك كثيرا، ابتداءاً من الحرب البارده ،وما قبلها وما بعدها......

نعم امريكا غبية
معلق قديم -

أحيانا الناس تضطر الى مسايرة الشخص الغبي و الإشادة به عندما يكون قويا أو غنيا و عنده سطوة هذا هو بالضبط موقف الدول العربية من موقف الأمريكان الغبي من ما يجري في الوطن العربي من ثورات ضلامية تهدف الى إرجاع الوضع في الدول العربية ١٤٠٠ سنة الى الوراء و الذي يدل على ان الأمريكان لم يتعظوا من الدرس التي تلقوه في ١١/ سبتمبر بعدما ساعدوا على تأسيس جماعةالمجاهدين الأفغان و شجعوا الشباب العربي على تأسيس منظمة القاعدة و الذين انقلبوا على امريكا و ضربوها ضربة لم تتلقاها منذ تأسيسها و قد يميل البعض الى تفسير موقف الأمريكان هو ناتج عن كونهم براغماتيين و يعرفون ان الاغلبية في الدول العربية تريد التخلف و العودة الى الوراء و كإن لسان حال امريكا يقول دعهم يرجعوا الى الوراء الى الايام الخوالي و يطبقون الشريعة الاسلامية ما دام انهم لن يتحارشوا بإسرائيل و انا اعتقد ان هذا الموقف ايضا ناتج عن غباء التقليل من الخطورة التي تشكلها تلك الحركات على السلم العالمي و عدم المعرفة بطبيعة الحركات الاسلامية التي تتنصل من تعهداتها و تنقلب على الذين ساعدوها لكن الأغلبية من الناس في الدول العربية تؤمن بنظرية المؤامرة و تعتقد ان كل ما يجري في العالم وخصوصا في الدول العربية هو مخطط أمريكي و ان امريكا لا عمل لها سوى التآمرعلى الدول الاسلامية و لا شيء يحدث بدون رضاها و موافقتها.و هذا حقهم فهم يتصورون ان امريكا قادرة على فعل كل شيء و لا احد يستطيع ان يقف بوجهها و ان يرد لها طلب

صفعتان يتلقاها جون كيري
ابو سليم -

استاذنا عزيز الحاج وهل تعتقد انه يوجد عداء حقيقي بين امريكا وايران ولا تعتقد ان ايران هي اليد الطوله للامريكان في المنطقة لماذا لم يسمحو للعراق بامتلاك الطاقة الذرية وتم تدمير مفاعله النووي والسكوت على ايران وما يجري امام نظر امريكي اسرائيلي اوربي صادرات ايران للعراق عشرو ملياردات دولار سنويا اين الحصار الدولي على ايران وها تعتقد ان العراق تخلو عنه الامريكان حقا بالعكس امريكا تدير العراق من خلال ايران الملالي فاصحو يا كتاب ويا مثقفين رجاء وكفى ان تخشون الناس

to no. 2
majida -

YOU ARE REALLY IGNORANT AND UNEDUCATED TO ATTACK SUCH A GREAT PERSON