أصداء

تغيير يبدأ من المرأة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدعوة الملفتة للنظر الى التغيير في إيران هذا العام و التي أطلقتها السيدة مريم رجوي، ليست مجرد دعوة عادية او مجرد کلام منمق و براق کما هو معهود مع العديد من الانظمة الراديکالية و الشمولية وانما هي دعوة في منتهى الجدية و الحزم و ترتکز على أسس و منطلقات سيتم تجسيدها على أرض الواقع.

حقيقة و واقعية الدعوة الى التغيير و جديتها تجسدت لي في يوم السبت 9 من آذار، الجاري وانا أحضر مؤتمرا حول المرأة في باريس عقدته المقاومة الايرانية بحضور جمع حاشد من الشخصيات النسوية من مختلف المجالات و من کل أنحاء العالم، خصوصا عندما رکزت السيدة رجوي على إشکالية قضية المرأة في إيران في ظل النظام الحاکم الذي يصادر حرية و حقوق الشعب بصورة عامة و المرأة بصورة خاصة، وأکدت على أن تحقيق حرية المرأة و إستحصال کافة حقوقها و مساواتها بأخيها الرجل يشکل جزءا اساسيا من بناء إيران المستقبل على أنقاض هذا النظام الذي يعادي المرأة و حقوقها بشکل سافر و يسلبها من أبسط حقوقها و يستهين بکرامتها و ماهيتها الانسانية.

الذي لفت نظري بقوة و أثار إنتباهي و أثلج صدري صدري هو مطالبة السيدة رجوي بإلغاء عقوبة الرجم الظالمة بحق المرأة و التي فرضها النظام الايراني الى جانب عقوبات جائرة أخرى على عموم الشعب الايراني، ولاسيما عندما نجد أن هذا النظام القمعي قد إشترط لتنفيذ هذا الحکم اللاإنساني أن يدفن کامل جسد المرأة المرجومة ماعدا رأسها في التراب و من ثم ترجم بحجارة محددة الحجم کي تنال أکبر قسط من التعذيب الجسدي حتى تموت في حين أن هذا النظام قد حدد عقوبة الرجم للرجل بأن يتم دفن جسد الرجل الى منطقة الخاصرة حتى يتمکن من النفاذ بنفسه في الوقت الذي لم يضع أي مجال للخلاص للمرأة، وقد إقشعر بدني کثيرا لبعض من الصور لنساء إيرانيات تم رجمهن بکل قساوة و وحشية و تمنيت في وقتها أن أسمع يوما دعوة صريحة للمطالبة بإلغاء هذه العقوبة الوحشية فتحققت الامنية على لسان السيدة رجوي عندما أطلقت دعوة صريحة لإلغاء هذه العقوبة و عقوبات"قرووسطية"أخرى.

الظلم الذي وقع و يقع بحق المرأة من جانب النظام الايراني کبير و فاحش لأنها و الى جانب تحملها کل الظلم و القمع العام الواقع على أبناء الشعب فإنها تتحمل الى جانب ذلك الظلم الخاص الموجه ضدها وان تحرير المرأة الايرانية من هذا الظلم الفاحش سيکون کفيلا بإيجاد الارضية المناسبة لإطلاق قدراتها الخلاقة لتحقيق إنسانيتها و تأدية رسالتها السامية في الحياة.

suaadaziz@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف