كذب المُنجمون ولو صدقوا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فريق ليس كالفرق الكروية الرياضية ولا فرق الجمعيات الهادفة أو المستندة لأنظمة وأعراف لائقة، بل رهط من الناس وقفوا على صف واحد أمام القضاء في السعودية منافحين عن مبادئ يؤمنون بها، بينما لاحظ البعض التفاف الكثير حولهم، ومتابعة الإعلام الدولي لمحاكمتهم، وكذلك بعض مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعية المعروفين وغير المعروفين في أوساط البلاد.
هذا الرهط من الناس أو ما أطلق عليهم وسم "حسم" في موقع تويتر، لم تكتمل حكايتهم بالنجاح -برأيهم- ولكن من يلحظ تبعات القضية والأحكام التي صدرت بحقهم قضائياً يتسائل: لماذا؟! ألم يكونوا على حق؟ وهم من كانوا طلقين خارج أروقة السجون، بينما هم يخضعون للمحاكمة العلنية التي تتابعها وسائل إعلامية محلية ودولية، عوضاً عن وسائل التواصل الإجتماعية والمعرّفات التي تتداول وسم "حسم" في تويتر، في حين تعاطف معهم من تعاطف وتريث أمام مبدأهم من تريث؟
كل الحكاية تتلخص في جولة سريعة لو تقومون بها على موقع تويتر، ووسم "حسم" خلال الأيام القليلة التي تبعت صدور الحكم عليهم، وبعد أن بات الوسم ورواده الثلاثة خارج الملعب، فلم نعد نرى غيرهم ممن كانوا يركضون فيه ويعلقون وينافحون ويزايدون بإسم القضية الهادفة كما يزعمون.
تويتر وتحديداً وسم "حسم" لم يتداوله الكثير في تلك الأيام القليلة، وكأن الوسم مات في مهده والقضية "عاقر" لا تلد، وهو ما خلق الشكوك التي باتت أقرب للحقيقة، وهي أن معرفات رواد "حسم" الثلاثة هي الوحيدة التي كانت تنادي وتنافح طيلة الفترة الماضية، بينما الكثير من المعرفات التي كانت في معيتهم وهمية، وهم من يحركها ويقف خلفها لكسب أكبر قدر من الرأي العام ومن يركب الموجة معهم من المتابعين البسطاء أو -المدرعمين- كما يحلو للبعض إطراءهم.
المعرفات الوهمية في تويتر قد تكون سلاحاً ذو حدين، ولكنها بوعي المُستخدم لن تكن نبراساً للعقول وحقائق للعيون، هكذا كانت معرفات التحريض الوهمية الإلكترونية إثر قضايا الإرهاب واعتصام بريدة، ومعرّفات "حسم" وأخواتها، بل ربما يكون هناك معرفات مضادة وإعلام توعوي خفي... ولكن المستخدم الذكي من يتعامل مع المعرِّف بعينه وليس مع المعرِّف المُستظرف، ولنا في "حسم" أكبر مثال إذ كذب المُنجمون ولو صدقوا.
* كاتب سعودي
Saeed@elaph.com
التعليقات
الحقوق والاصلاح للجميع
شهاب -حسم وغير حسم يهدفون الى الاصلاح ومأخذنا عليهم ميلهم لفكر تيار بعينه ونسيان او عدم الانفتاح على تيارات اخرى.