أصداء

حرية.. ولكن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


سوريا تصرخ من أرض البشرية، تصرخ من ميادين الحرب الدامية وبؤر الموت الحامية، عامان مضوا، ولم يسمع أحد هذه الصرخة المرفقة بالآلام والأوجاع، بمآسي ومعاناة السوريين، عامين كأنهما قرنين، يقارع ويصارع فيهما المواطن السوري آلات القتل والفتك، والدمار والظلم والظالمين، جسدياً، عسكرياً، سياسياً، فكرياً واجتماعياً.. أرجعوا سوريا إلى ما قبل التاريخ، سياسيون أنذال وتجار موت أولاد زناة، مجموعات فاشية متطرفة لا إنسانية، تختبئ وراء أقنعة شوهت وجه الدين، و تستعمله كسلاح وذخيرة لقتل المجتمع والشعب والدولة، ومرتزقات تعتاش على دماء السوريين، وما يملكه السوريون، يفتتون ويفتكون، يشردون ويغتصبون، يخطفون ويقتلون، كل هذا تحت نفس المسميات، يحللون ويحرمون كما يشاؤون وكيفما يحبذون، حسب تطور الأمور والتغييرات، حسب الإمدادات والحيثيات، وقوة السيطرة والتحفيزات، ويجب أن لا ننسى مستوى الدفع والتبعيات، مسميات يؤمنون بها فقط هم، أو حتى لا يؤمنون بها.. ولكن؟..

ولكن؟.. هنا نتوقف، وفي هذه الكلمة البسيطة و الملغومة، نتعمق ونغوص، وفي زواياها ومتاهاتها نجد الحل والنجاة ولكن نحوص..
ولكن؟.. ولكن؟.. ولكن؟..
أبنة تصرخ يا أبتاه، وأم تنادي وا ولداه.. أب يحمل نعش أبنه، وطفل يبحث عن قبر والده..
عائلات تشردت ما بين دول لا ترحم ولا تعرف معنى الجوار..
سوريا تصرخ من الألم، وأي ألم، أي معاناة، ولكن.. هل هناك آذان صاغية..
عن ماذا يبحثون، وما الذي يريدون؟..
الحرية؟..

أنا لم اعد أريد حريتي، ولا أريد سيادتي، لا أريد ديمقراطية ولا أريد أن تتكلم عني بالوكالة.. أريد والدتي، أبحث عن والدي، أريد أخوتي، أبحث عن أصدقائي وأقاربي، أريد مدينتي أبحث عن حارتي، أريد وطني أبحث عن دولتي..

ما الفائدة إن عشت بحريتكم، وأهلي وأقاربي وأحبابي غائبون أو مشردون، ما فائدة الحرية حين لا أجد أصدقاء أتبادل معهم آرائي وأتقاسم معهم أفكاري.. ما الفائدة إن مارست ديمقراطيتكم وحارتي مدمرة وذكرياتي دموية، ما هي فائدة الديمقراطية ودولتي ممزقة، ماذا تنتظرون مني؟.. ما الذي سأقدمه للوطن؟.. وذكرياتي لا تحمل إلا الألم.. ما الفائدة من كل هذه الشعارات والمصطلحات الكاذبة، إن كان الإنسان مدمراً.. الحرية لا تعطى، فإما أن يكون الإنسان حراً أو لا يكون، ولا تأتي الحرية في يوم وليلة على بال أحدهم فيقرر أن يخرج من العبودية ليكون حراً، فالحر لا يكون بالأصل عبداً..
فأنا سوري، والسوري يولد حراً ويشهد علي التاريخ.

و"سوريا حرة"، كانت وستبقى كذلك لأنها تستمد قوتها من شعبها.
وإن كانت حريتكم هكذا.. فتباً لكم ولحريتكم التي ستقتل كل أبنائي وتفتك بجسدي..
اتركوني أعيش بحريتي، فحريتي أنبل وأسمى مما تملكون ومن ما تريدون أو تدعون، أتركوني أشتم رائحة حارتي وبلدتي ومدينتي، أمتع روحي برؤية أهلي وأقاربي وأصدقائي وأحبائي، أشبع رغبتي بالنظر لجمال بلادي، وأغوص في أعماق تاريخها وحضاراتها ومقدساتها، فلم أعد أحتمل رؤية هذه الصور المفزعة، وخطاباتكم الكاذبة، وصوركم القبيحة، ولم أعد احتمل رائحة الموت والدم والقتل والدخان والبارود والدمار...
اشتقت لسوريا ولحرية سوريا وجمال سوريا وطيبة شعب سوريا..

بروكسل..
p.petrossian@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
طائفي حقود
للحرية ثمن -

للحرية. ثمن لا يعرفه العبيد ارجع الى وطنك أرمينيا

الى الرقم 1
مراقب -

بل انت الطائفي والحاقد يامعشر التكفيريين والمتاسلمين تقتلون كل شئ ايه حياة بتخلفكم وجهلكم. ياعبدة بن لادن.

الحرية وثمنها
جلال -

واين وطنك يا مدعي الحرية؟ اليست هي الجزيرة وطنكم الاصلي؟ فماذا تفعلون في البلاد التي تم غزوها وإحتلالها وتدميرها تحت جريمة اسمها الفتوحات؟ وهل سيرجع الكاتب الى ارمينيا التي احتلها ودمرها وغزاها الاتراك وذبحوا عل الطريقة الاسلامية مليونا ونصفا من ابريائها من النساء والاطفال والعجائز والمعاقين, من الوريد الى الوريد على الطريقة الاسلامية, ام الى ارمينيا الحالية التي تستعد كلا من تركيا المجرمة واذربيجان الارهابية الانقضاض عليها ومحوها من الوجود؟ اما عن العبيد, انتم تدعون انكم دين المساواة, وعن بلال الحبشي وغيره, ولكن للاخرين فهم عبيد, إثبات اخر انكم تمتهون الكذب والارهاب والقتل والتطهير العرقي ولا تعرفون غيرها. رائحتكم تزكم الانوف للقرون الاربعة عشرة الماضية ولا تزال.

عاشق العبودية 1
jj -

حررو انفسكم يا عبيد من ولي امركم الوالي العثماني اولا.

حلوا عن الشعب السوري
معاوية -

يا عمي حلوا عن الشعب السوري ، الثورة خُلِقت من الصفر، منذ سنتين فقط لم يكن هناك من يستطيع حتى فتح فمه، كانت عصابة الأسد الإرهابية واثقة من أن الشعب السوري في سبات أبدي، وصرح المجرم بشار مراراً بأن سوريا لن تحلم بربيع، ولهذا كانت ردة فعلهم عنيفة بقتلهم أطفال درعا لأنهم كتبوا على الجدران الشعب يريد إسقاط النظام، ورد محافظ درعا على طلب أشرافها بإخلاء سبيلهم كان من الحقارة والبذاءة لا تليق حتى بقواد ، وسلخوا جلد أكبرهم ١٣ سنة الشهيد حمزة الخطيب. دفعت الثورة الشعبية التي جاءت من تجمعات عفوية وتضامنية مع أهالي القتلى بتحول الجنازات الى مظاهرات استنكار سلمية على هذه الوحشية وظهرت التنسيقيات أيضاً للحد من الضحايا التي واجهت بصدورها العارية آلات الإبادة الجماعية، وظهور أصوات علنية ضد العصابة الأسدية الإرهابية سواء في الداخل أو الخارج كان ضرباً من المستحيل لشراسة وعنف وقمع وتصفية فورية ومقابر جماعية ومجازر إجرامية رهيبة، فما نراه هو معجزة تحققت والجيش الحر على أبواب القصر الجمهوري والإئتلاف في الخارج ينتزع الإعتراف بالثورة رغم وجود كم رهيب من الأعداء والحاقدين والشامتين والمتفرجين والنائين والمغنين والإنتهازيين والمندسين وووووو...وقد دفع الشعب بسببهم ثمناً رهيباً لتوقه الى الحرية والعزة والكرامة، فحلوا عن هذا الشعب أيها الناعقون أياً كانت صفتكم ولتقولوا خيراً أو تخرسوا، إذ أن كل ذو بصر وبصيرة ومروءة وشهامة لا يسعه إلا أن يقف إجلالاً وإكباراً لهذا الشعب العظيم الذي أطاح بأصنامه بيديه ودمه. يعني بالمشرمحي، العمى ضربكم مين السبب بالخراب والدمار؟ ٤٠ سنة من القتل والنهب والقمع والإرهاب ، ومن ثم تلومون الضحية وتطالبون الشعب بمزيد من الذل والخنوع ، لو لم يتحرك من حلاوة الروح مع الربيع العربي وفي ظل هذا التسلط والتجبر الرهيب لآل أسد لقيل عنه أنه أجبن وأذل شعب بالعالم ولا يستحق حتى الحياة والموت أستر له.

انتهى الدرس يا بيتروس
عبد الله عبد الدايم -

وهل هناك أثمن وأغلى من الحرية يا سيد بتروسيان؟ لو لم يكن للحرية ثمن لما دفعت أوروبا الملايين من أرواح شعوبها في حربين عالميتين وما خلفتاه من دمار وخراب. يفتخر الغرب وامريكا بأنهم دفعوا ثمناً باهظاً لحريتهم وديمقراطيتهم ولن يتخلوا عنها، ولو سمعوا نصائح بتروسياناتهم لعاشوا تحت حكم النازية والفاشستية الى الأبد. ومع ذلك، ما تقوله أصبح في عالم النسيان فالثوار على أبواب القصر الجمهوري وليلة القبض على هتلر سوريا بات قوسين أو أدنى، وستعمر سوريا الحرة بسواعد أبناءها وستعود ألف مرة أفضل مما كانت عليه وستعود أنهارها للجريان وسيعبق نسيم الحرية ليختلط مع رياحينها وياسمينها وسنترحم على شهدائنا الأبرار.

إلى عبد الدايم
يا فهمان -

انت قلت يا استاذ عبد الاوروبيين وليس العرب وهل يعرف العرب معنى الحرية و الديمقراطية ولكي يصل العرب للديمقراطية في البداية يجب عليهم التخلص من الدين مثل الاوروبيين وليس بالجهاد والعمل المتطرف العرب يلبقلهم الديموخرافية وليس الديمقراطية لانهم لا يفهمون معناها ومو حرام على هذا الشعب المسكين اللي عم بيموت يوميا على يد المتطرفين والتكفيريين فالنازية ارحم منهم والصحيح في كلامك فقط ان سوريا سوف تعمر على يد ابنائها وليس على يد القطريين والاتراك والخليجيين

الى عبد الله عبد الدايم
مراقب -

اوروبا الحرة التي تتحدث عنها لن تجلب حكم المرشد او ميلشيا تكفيرية لحكم اروربا. الا تتفق ان عصابات التكفيريين والاسلاميين شكل من اشكال النازية والفاشستية ؟