فضاء الرأي

الاسد وخامنئي ... وبينهما أوباما!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لا أكتم أنني عاجز عن رؤية بصيص ما لحل عادل وواقعي للمعضلة السورية، التي تحولت، كما يقول الراشد، لحرب إقليمية كبرى. لم تعد الحالة مجرد ثورة على نظام متعسف دموي، بل هي اليوم حرب إيرانية بامتياز، جنبا لجنب مع النظام السوري. وهي حرب بمشاركة قطر والسعودية والعراق وحزب الله والقاعدة، تسليحا وبشريا وتمويلا ودبلوماسيا واستخباريا، و دون أن ننسى الدور التركي الفاعل. أما إذا نفذت دول كفرنسا وبريطانيا وعود تقديم السلاح لفرقاء معينين في المعارضة، أي من العلمانيين، فهذه الحرب ستتخذ أيضا طابعا دوليا قد يتسع لا محالة. ما يجري مزيج أو مركب مرعب من الحسابات والمصالح والخيارات، فيما ينهمر الدم السوري بلا انقطاع، وتستمر أفواج السوريين بمغادرة البلاد، ويزداد تفكك البلد والانهيار الاقتصادي وخطر الصدامات المذهبية والدينية والعرقية.إن إيران هي الدولة الأكثر تدخلا لحد اعتبار القضية قضيتها هي وأمنها هي، بعد أن تحولت سوريا عندها لمحمية، أو فلنقل لإحدى المحافظات الإيرانية.إنها هي التي تقود حرب الإبادة ضد الشعب السوري، بحرسها الثوري ومخابراتها وأموالها والمليشيات العراقية واللبنانية التابعة لها، جارة معها حكومة نوري المالكي الذي ما فتئ يهدد بحرب طائفية.على مدى سنوات، كان من رأيي أن رأس أفعى مشاكل المنطقة هو في طهران، وان تساهل إدارة اوباما ويدها الممدودة لطهران باستمرار هما من وراء تعنت نظام الفقيه والإمعان في الغطرسة وتحدي المجتمع الدولي وتهديد امن المنطقة. لو كان قد تم كبح غطرسة إيران وردعها بموقف أميركي قوي كموقف ريغان، عندما أنذر إيران حول الرهائن الأميركيين فرضخت أمام الإنذار الجدي؛ أقول لو تحقق ذلك لما جرؤ الأسد على التمادي في الاستهتار بالأرواح، ولسقط في وقت مبكر لو أصر على الاستهتار. ولكن أوباما يواصل سياسة النعامة، خصوصا بقدر ما يتعلق الأمر بإيران. فإذا مدت نفوذها البحري العسكري للمحيط الهادي وزادت من قوتها البحرية وأقامت قاعدة في المياه الباكستانية وهددت باب المندب، قامت إدارته بتقليل الخطر والتهوين منه. ولا يزال اوباما مهووسا بعقدة بوش الابن، المتهم عنده بداعية حرب، في حين قد اختار لنفسه دور حمامة سلام وملاك رحمة- ولكنها رحمة تشجع قوى وأنظمة العنف والتطرف والعدوان. وفي الأزمة السورية اختار اوباما الانتظار من بعيد مع أن هيلاري كلينتون ووزير الدفاع السابق بانيتا ورئيس وكالة المخابرات السابق كانوا مع تسليح انتقائي للمعارضة[ أي حسن اختيار لمن تعطى الأسلحة]. وها هو كيري يصرح بأن أوباما " يشعر بقوة أن الحل الفوري ليس التمكين من مزيد من القتل." وأضاف كيري أن أوباما يعتقد أن الأفضل " محاولة إبلاغ الرئيس الأسد بان هناك حلا." لكن ما هو هذا الحل!! وكيف الطريق لوقف القتل المرعب غير إنهاء حكم الجزار وردع سادته في إيران؟!أن أي موقف غربي جديد يأتي متأخرا، دون أن نعني أنه لن يكون مؤثرا. فالسعودية وقطر تمولان وتسلحان الإسلاميين، والقاعدة اخترقت الحدود ممثلة في جبهة النصرة وبقوة مسلحة يعتد بها ومدربة على عمليات التخريب. و قد وقعت بالفعل مناوشات بين عناصر مليشيات عراقية ولبنانية شيعية وبين سلفيين قرب ضريح السيدة زينب. واحتمالات الصراع الطائفي تقوى. وللمعارضة رئيس معلن هو من الإسلاميين. والسؤال هو عن مدى قوة ونفوذ الفئات العلمانية المؤمنة بالديمقراطية بين المعارضة المدنية والجيش الحر، والتي تقول الأنباء بان فرنسا وبريطانيا تنويان تقديم أسلحة متطورة لها.أجل، إن رؤيتي مشوشة عن آفاق المسار السوري، ولكن هواجسي كثيرة وقلقي بالغ. وحزني كبير لمآسي السوريين وخصوصا المهاجرين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تصحيح
جورج يعقوب -

اذا كان السيد عزيز الحاج يقصد بالرهائن هؤلاء الذين احتجزهم " الطلاب الايرانيون" في السفارة الامريكية في طهران حينها اقول: لم يكن لريغان اية علاقة بتحريرهم ، واعلنت ايران عن تحريرهم بعد لحظات من اداء ريغان اليمين٫ وذلك امعانا منهم في اذلال الرئيس كارتر٫ ،لكي لا يُِسجل تحريرهم على قائمة نجاحاته. مع فائق الاحترام

ماهذا الحقد الدفين ...
من تويتر... -

على أسيادك في جمهورية الإسلامية في إيران...العجب كل العجب ،،، عجبا من الوجوه التي جف ماؤها لم تزل فاغرة !!!! وعجبا من الجيوب التي أتخمت من الحرام لم تزل شارهة ،،،،، وعجبا من المتأسلمين باسم الدين سيوفهم على الدين مشرعة ،،،،، وعجبا من عجبي الذي ما أعجب طلاب دنياً فانية..

نشاركك الرأي!حضرة الكاتب
Almouhajer -

هذا صحيح بكل المقاييس !! فضعف رئيس أقوى دولة في العالم -باراك أوباما- وعدم حزمه , يضاف إلى ذلك حيرة الدول الأوروبية , وجبروت قوة الدافع الحقيقي لعدم التدخل في سوريا حسب أهم مهام مجلس الأمن الدولي . هذا الجبروت الصهيوني الإسرائيلي , الذي يريد إنهاء سوريا كدولة واستنفاذ أو إستهلاك إيران عبر سوريا ومن ورائهما حزب الشيطان في لبنان . كل هذه العوامل أوصلت سوريا إلى ما هي عليه الآن والوضع لم ينتهِ , بل هو مستمر إلى أجل غير مسمى , لأن المعتوه بشار الأسد , إما أنه يعي مايحصل وبالتالي يكون مشاركاً في تدمير بلاده , أو لا يعي الأمر وقد أعمته السلطة والتحكم بسوريا , لتكون سوريا الأسد , كما بدأها والده المقبور ويكمل الطريق هذا الأبله المتهور .

هي فتنة وحرب طائفية
وسترتد على من أيقظها -

من الذي إقتلع شاه ايران طفل الغرب المدلل من جذوره وأرسل مكانه الخميني ولماذا؟ من أوصل حافظ أسد للسلطة ؟ بدون لماذا، لأن ما نراه اليوم يفسر بوضوح السبب . من اخترع المقاومة الوهمية الايرانية في لبنان ولماذا؟ من يجيب على هذه الأسئلة يعرف ماذا يخطط للمنطقة. من يعرف كم من الحقد يحمل أهل الحقد من ملالي قم ضد العرب والاسلام يجد تفسيراً لكل هذه الألغاز. ملالي قم أوهموا الشيعة بأنهم يثأرون لمقتل الحسين عليه السلام في عاصمة الامويين، وكل سوري هو يزيد في نظرهم، لذا رأينا هذا التجييش الأسدي والخامئني والمالكي وحسن الايراني والغرب المتصهين يعرف ذلك جيدا فوقف يستمتع بمنظر أنهار الدماء التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، والغريب أنهم أعلنوها حرب طائفية ويتخوفون من أن يعتبرها العالم السني حرب طائفية حتى لا ينتفض ضدهم ويبيدهم عن بكرة أبيهم وينقرضوا الى الأبد بفتنتهم التي أيقظوها بأيديهم هذه المرة.

تعليق علر تعليق
جورج يعقوب -

ثمة أشياء يصعب عليّ فهمها ومنها تقييم نصٍ كتبته (تعليق رقم ١) يتعلق بما كتبه الأستاذ عزيز الحاج. فقد كتب "لو كان قد تم كبح غطرسة إيران وردعها بموقف أميركي قوي كموقف ريغان، عندما أنذر إيران حول الرهائن الأميركيين فرضخت أمام الإنذار الجدي...." وأنا لم أُقيّم المقال بل أردت أن أصحح معلومة فإمّا أن تكون المعلومة التي أوردها الكاتب صحيحة أو معلومتي . لذلك لا أفهم لماذا تخضع معلومة للتقييم بمعنى الإعجاب من عدمه في شيء لا يحتمل ذلك. أما آن لنا أن نفكّر عقلانياً ومنطقياً فيما نقول ونكتب؟ أكرر وأضيف أنّ تحرير الرهائن الأمريكية تم بالتحديد بتاريخ 20/1/ 1981 وهو اليوم الذي تسلّم فيه ريغان مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لم يكن هو من أنذر إيران وحرر الرهائن. جورج يعقوب

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

الاسلاميون جاؤوا إلى سدّة الحكم وهم يحملون أكفانهم بأيديهم، إذ إنَّ صعودهم (إلى سدّة الحكم) هو تمهيد لسقوطهم. وما نراه في مصر لا يخفى على كل ذي لبّ، وما سنراه في العراق وسوريا وتونس لاحقاً لن يختلف قيد انملة. والسبب بسيط للغاية وهو إنّ الأديان والآيديولوجيات عموماً لا تصلح للسياسة. ففي خطاب بائس للرئيس الاخواني محمد مرسي أما قادة العالم في ألمانيا قال إن (تناول) الكحول وقيادة السيارة لا يتناغمان. وقد علّق على تلك العبارة مقدم برنامج البرنامج باسم يوسف قائلاً إنّ الدين والسياسة لا يلتقيان أو لا يتناغمان أيضاً في إشارة إلى أخونة المجتمع المصري. والسبب بسيط للغاية وهو أنّ الدين مقدّس والسياسة مدنّسة. الأمر الذي يعرفه الاسلاميين جيداً أكثر من غيرهم. غير أنّ المشكلة العويصة التي تواجهها الشعوب المصدومة هي أنّ الساحة تفتقر إلى العلمانيين الليبراليين وهذا يعني أننا سنعود إلى حكم العسكر أو النظم الديكتاتورية مجدّداً بعد سقوط الاسلاميين.