فضاء الرأي

لاعزاء للثورة إلا النصر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لقد ثبت، بما لايدع مجالاً للشك، أن سذاجة تصورات السوريين عن طبيعة النظام السياسي الذي يحكمهم، وتصوراتهم البسيطة عن طريقة إنجاز ثورتهم، شكلّت معطيات مضللة أدى البناء عليها إلى أخذ الثورة إلى سياقات أخرى غير واقعية، كان من نتيجتها تلك الغلّة من الحصاد المرّ.
كان على الثورة إستغلال كل ممكناتها، وأولها الإستفادة إلى أقصى درجة من عنصر المفاجأة، والعمل على الثورة من قلب الوحدات العسكرية، لا من الجوامع، هذان عنصران كانا كفيلان بإنجاز ثورة أقل أكلافاً وأكثر جدوى، لا أن تترك الأمور للنظام يشكلها على هواه ويبني على كل أمر مقتضاه، فيأخذها إلى التسلح في الزمان والمكان الذي يختارهما هو، مثلما سيأخذها، بعد فترة ليست بعيدة، إلى مرحلة الكانتونات والدويلات الطائفية، وهكذا تصبح الثورة أفضل مَن ينفذ خيارات النظام ويترجم خططه وإستراتجياته.
ضيّعت الثورة السورية وقتاً غالياً وهي تحلم بالوصول لساحات الأمويين والعباسيين، ولم ينتبهوا أن ساحاتهم الحقيقية هي معسكرات الجيش التي كانت تزنّر أحياؤهم وطرقاتهم، وضيّعت وقتاً ثميناً أيضاً وهي تقطف الورود تهديها لعسكر النظام، الذين لم يتهيبوا قتل حملة الورود، غياث مطر ورفاقه، وتتابع ألتهم العسكرية دوس كل مافيه روح وحياة، من بشر ونبات وحيوان، وحتى الحجر، في حين كان الأولى بالثورة أن توزع على أبناءها بنادق بدل الورود؟.
تلك كانت أكبر أخطاء الثورة التي تسببت برجم الشعب السوري بكل تلك الويلات، وقد يقول البعض أن ذلك لم يحصل وعاشت سورية كل هذه الويلات فكيف لو تسلّحت الثورة منذ البداية؟، الجواب على ذلك أن هذا النظام مثله مثل أية قوى في الكون يحتاج سقوطه وزوال مفاعيله وتأثيراته إلى قوة تكافئه وتتفوق عليه، وحينها ستكون تداعيات سقوطه أقل أثراً ومن الممكن معالجتها بزمن ليس طويل، إن على مستوى الخراب في الإعمار، حيث لن يتسنى له إحداث هذه المراكمة من الخراب المستمر، او الدمار في النسيج الوطني، حيث تُرك يعبث على هواه في النفوس والعقول، كان من الممكن الوصول إلى صيغ منطقية تلقى حداً أدنى من التوافق عليها لعبور مرحلة ما بعد النظام.
أما وقد تُركت الأمور على غاربها، فإنه بات على قوى الثورة اليوم العمل على معالجة تداعيات الحدث وإعادة صوغ الأهداف بما يتفق والوقائع والمعطيات المستجدة وكذا مواجهة خطط وإستراتيجيات النظام حتى لا يستمر بأخذ الثورة إلى حيث يريد هو، وذلك يتطلب ما يلي:
-الإستمرار بالثورة المسلحة وتزخيم وتيرتها، بإعتبارها خياراً ووسيلة ثورية مشروعة في وجه نظام فقد شرعيته، وإعتباره المسؤول الوحيد والحصري عن كل ما حصل في سورية، وهذا يتطلب عدم المساومة على رحيل النظام بكامله والإصرار على محاكمة كل أركانه، فالقضية ليست حرباً أهلية، حتى لو إعتبرها طرفاً ما كذلك، ومن شأن فتح باب المساومة، في ظل واقع دولي منحرف، تحويل المسألة برمتها إلى شكل من أشكال التمرد!.
-عدم تنازل القوى المحركة للثورة، المدنية والديمقراطية والعلمانية، عن دورها، بوصفها القائد الفعلي والمحرك الأساسي للثورة، حتى وإن تعسكرت الثورة اليوم وكانت كلمة الميدان هي الفصل، وحتى ولو نجحت القوى المحلية التي تشكلت على هامش الحدث، في إدارة وتسيير بعض الشؤون، فإن ذلك لايلغي دور قوى الثورة الأساسية، لأنها ببساطة هي الضامن الوحيد لبقاء الوطن السوري موحداً.
-الإصرار، ورغم الجرح الفاغر فاه، على تغيير المنظومة القيمية والبنى التي أنتجتها، ذلك أن البنى التقليدية خير ضامن لإعادة إنتاج الإستبداد.
على أبواب العام الثالث، وأمام هذه الحصيلة الوافرة من الدماء والدمار، لايزال ثمة أمل يرتسم في أفق سورية، إذ الثورات ليست مثل التعهدات يتوجب إنجازها بتواريخ وأزمنة معينة، الأمل في ان تطور الثورة أدواتها وفاعيلها، وأن يتولى الإشراف على فعالياتها محترفين في العسكرة والسياسة، يجيدون إستثمار الوقت والمجهودات، وإلا سيستمر الهدر في البشر والحجر بدون معنى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بلا أخلاق
Simon -

المشكلة تكمن في أن الشعب السوري برقيه و وجدانيته .. ،،، و رغم معرفته بهدا النظام السافل و جبروته ،، لم يتوقع أن تنعدم الأخلاق لديه لهذه الدرجة... إعتقد بأنه يمكن أن يكون لدى أحد من أفراده بعض من الوجدان و الضمير .. لذلك استخدم الآسلوب السلمي .. لأنه لم يكن يريد سفك الدماء . حتى اجبره النظام الأسدي جاهدا على حمل السلاح... و لنتذكر قول المهاتما غاندي """ لم يكن الجيش البريطاني على درجة من الأخلاق لم تكن لتنجح ثورتنا بسلميتها أبداً ""

بلا أخلاق
Simon -

المشكلة تكمن في أن الشعب السوري برقيه و وجدانيته .. ،،، و رغم معرفته بهدا النظام السافل و جبروته ،، لم يتوقع أن تنعدم الأخلاق لديه لهذه الدرجة... إعتقد بأنه يمكن أن يكون لدى أحد من أفراده بعض من الوجدان و الضمير .. لذلك استخدم الآسلوب السلمي .. لأنه لم يكن يريد سفك الدماء . حتى اجبره النظام الأسدي جاهدا على حمل السلاح... و لنتذكر قول المهاتما غاندي """ لم يكن الجيش البريطاني على درجة من الأخلاق لم تكن لتنجح ثورتنا بسلميتها أبداً ""

نعم، عزاؤنا هو النصر
صبراً آل أمية -

أصبح انتصار الثورة حقيقة حتمية وأقرب من أي وقت مضى، بعد أن كان مجرد الهمس بكلمة إعتراض على الوضع حلماً أو ضرباً من الخيال. واجه الشعب عصابة طائفية إرهابية حاقدة نازية ستالينية مافياوية متجذرة في أركان الدولة ، تخريب وتدمير مبرمج وممنهج للمجتمع دام عقود يتم تلقيمه للمواطن ليل نهار عبر جميع الوسائل سراً وعلناً ومن يفتح فمه يذهب وراء الشمس، لا بل ويتحرشون بالمواطن بعد أن خمد ، إعتقدوا أن الأمر قد إستتب لهم الى الأبد، لذلك كانت ردة فعلهم تجاه أطفال درعا عنيفة بقتلهم وسلخ جلد أكبرهم الطفل الشهيد ذو ال ١٣ ربيعا حمزة الخطيب، ورد محافظ درعا على طلب أشرافها بإطلاق سراحهم والذي يخجل من قوله قواد فكيف بمسؤول؟ الثورة بدأت من الصفر بتجمعات عفوية وردود فعل عكسية ذكية وعبقرية تناسبت طرداً مع أفعال النظام الذي لم يترك وسيلة قمع تعتب عليه وبتصعيد رهيب وبإعتماد كامل على ملالي قم الذين أوحوا للشيعة العرب أنهم في حروب ثارات الحسين في عاصمة بني أمية، ولا ننسى إعلان بشار أسد في بداية الثورة عن قائمة تضم ٦٨ ألف ناشط، ولو أخمدت الثورة في حينها لجرى إعتقالهم مع من قال لهم مرحبا في يوم من الأيام وتصفيتهم ، أي لإنتهت بمجازر ومذابح وتصفيات شبيهة بتدمر وحماه وبمليون شهيد ، لذا أعتقد بأنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان والثورة حققت نجاحات كبيرة صنعت رموزها وحطمت أصنامها بأيديها ، ونرجوا من الله أن يوفق قادتها ويتغمد شهداءها برحمته.

نعم، عزاؤنا هو النصر
صبراً آل أمية -

أصبح انتصار الثورة حقيقة حتمية وأقرب من أي وقت مضى، بعد أن كان مجرد الهمس بكلمة إعتراض على الوضع حلماً أو ضرباً من الخيال. واجه الشعب عصابة طائفية إرهابية حاقدة نازية ستالينية مافياوية متجذرة في أركان الدولة ، تخريب وتدمير مبرمج وممنهج للمجتمع دام عقود يتم تلقيمه للمواطن ليل نهار عبر جميع الوسائل سراً وعلناً ومن يفتح فمه يذهب وراء الشمس، لا بل ويتحرشون بالمواطن بعد أن خمد ، إعتقدوا أن الأمر قد إستتب لهم الى الأبد، لذلك كانت ردة فعلهم تجاه أطفال درعا عنيفة بقتلهم وسلخ جلد أكبرهم الطفل الشهيد ذو ال ١٣ ربيعا حمزة الخطيب، ورد محافظ درعا على طلب أشرافها بإطلاق سراحهم والذي يخجل من قوله قواد فكيف بمسؤول؟ الثورة بدأت من الصفر بتجمعات عفوية وردود فعل عكسية ذكية وعبقرية تناسبت طرداً مع أفعال النظام الذي لم يترك وسيلة قمع تعتب عليه وبتصعيد رهيب وبإعتماد كامل على ملالي قم الذين أوحوا للشيعة العرب أنهم في حروب ثارات الحسين في عاصمة بني أمية، ولا ننسى إعلان بشار أسد في بداية الثورة عن قائمة تضم ٦٨ ألف ناشط، ولو أخمدت الثورة في حينها لجرى إعتقالهم مع من قال لهم مرحبا في يوم من الأيام وتصفيتهم ، أي لإنتهت بمجازر ومذابح وتصفيات شبيهة بتدمر وحماه وبمليون شهيد ، لذا أعتقد بأنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان والثورة حققت نجاحات كبيرة صنعت رموزها وحطمت أصنامها بأيديها ، ونرجوا من الله أن يوفق قادتها ويتغمد شهداءها برحمته.

الضمير و النفط
مصري حقيقي -

سيادتك لسه مسميها ثورة ...بالمناسبة يوجد علي النت فلم للأرهابين القتلة أقصد الثوار بتوع سيادتك وهم يذبحون سبعة رجال ذبح الخراف ثم دحرجوا رؤسهم المذبوحة بأرجلهم بدعوي أنهم من مؤيدي النظام و ما راي سيادتك في ذبح المسيحيين و الشيعة و الدروز في المناطق التي سيطر عليها الأرهابيين المجرمين أقصد الثوار بتوع سيادتك و هذا كله مسجل علي النت بالصوت و الصورة أما بيانات العصابة الأرهابية أقصد ثوار سيادتك فحدث و لا حرج بيانات طالبان نفسها أقل أرهابية مبروك عليك النساء السوريات رمز التحضر العربي بعد أن دفن في أكياس سوداء بلا وجه و لا كينونة في مناطق الأرهابيين أقصد الثوار علشان ما أزعلش سيادتك ..سوريا دمرت و لكن حقدكم لم يبرد بعد ..و هل سيادتك تفتكر لو كان الأسد يملك ذهبآ و نفطآ كان الأعلام العربي و مشايخ السلاطين أثاروا شعبه عليه و شهروا به فكم من حكام العرب من هو أسوأ منه بمراحل و لكن و لا كلمة من كتاب ايلاف و لا من سيادتك طبعآ.و بالمناسبة سيادتك سوري ...و لا ........بلاش علشان مازعلش حد

الضمير و النفط
مصري حقيقي -

سيادتك لسه مسميها ثورة ...بالمناسبة يوجد علي النت فلم للأرهابين القتلة أقصد الثوار بتوع سيادتك وهم يذبحون سبعة رجال ذبح الخراف ثم دحرجوا رؤسهم المذبوحة بأرجلهم بدعوي أنهم من مؤيدي النظام و ما راي سيادتك في ذبح المسيحيين و الشيعة و الدروز في المناطق التي سيطر عليها الأرهابيين المجرمين أقصد الثوار بتوع سيادتك و هذا كله مسجل علي النت بالصوت و الصورة أما بيانات العصابة الأرهابية أقصد ثوار سيادتك فحدث و لا حرج بيانات طالبان نفسها أقل أرهابية مبروك عليك النساء السوريات رمز التحضر العربي بعد أن دفن في أكياس سوداء بلا وجه و لا كينونة في مناطق الأرهابيين أقصد الثوار علشان ما أزعلش سيادتك ..سوريا دمرت و لكن حقدكم لم يبرد بعد ..و هل سيادتك تفتكر لو كان الأسد يملك ذهبآ و نفطآ كان الأعلام العربي و مشايخ السلاطين أثاروا شعبه عليه و شهروا به فكم من حكام العرب من هو أسوأ منه بمراحل و لكن و لا كلمة من كتاب ايلاف و لا من سيادتك طبعآ.و بالمناسبة سيادتك سوري ...و لا ........بلاش علشان مازعلش حد

ثورة
محمد علي البكري -

في بداية الأحداث قيل أن الثورة في العالم العربي جاءت ضد فساد الحكام وغيّهم وخيانتهم، ولكن بالنسبة لسوريا لم نكن نسمع بأنها جاءت ضد الخيانة، بل ضد حكومة مفسدة، ولم نكن نعتقد بأن أحداً سيطلق طلقة رصاص على جندي سوري مهما بلغ الثمن، وحتى لو مارست الحكومة كل قمع الدنيا، ولكن ما أن بدأت الأحداث حتى بدأنا نلمس أن رواد الثورة هم من الأخوان المسلمين، ثم أخذنا نسمع الاسطوانة الطائفية وهي أن سوريا محكومة من العلويين ويجب على الأكثرية السنية إزالتهم، وكذلك نسمع فتاوي بعض الشيوخ تطالب بقتل الدروز ، وتشير بأنهم يرسلون الداعرات إلى درعا، ثم بدأنا نشاهد سيل السلاح يتدفق من كل حدب وصوب وخصوصاً من الدول التي كنا نوقن بأنها بمنتهى الرجعية والعمالة، وكذلك بدأنا نسمع شعارات الله أكبر من جبهة النصرة والقاعدة وتوابعها وأساليبها الممقوتة ، وهذا لم يكن بالحسبان، فكيف لنا أن نسميها ثورة والحال كهذه؟! إننا قمنا أصلاً من أجل الديموقراطية وحرية الأحزاب وتعددها وضد حكم الفرد الواحد ، ولكن سرعان ما ضاع هذا الهدف، فأية ديموقراطية تنتظرنا مادامت المعارضة المسلحة ترفع الأعلام السوداء منذ الآن وتهدد بالقضاء على كل الطوائف والأحزاب الأخرى في بلد معروف بتعددية طوائفه وبكثرة العلمانيين فيه، ومن ثم فمثلما نريد محاسبة النظام على أخطائه الجسيمة وقمه وعنجهيته، يتوجب علينا محاسبة قادة المعارضة والواقفين وراءهم من قطر إلى السعودية إلى تركيا إلى أمريكا إلى فرنسا وهلم جرّ، فلنا أن نسألهم ماهذا الخراب ، أولم تكونوا قبل أن تهبّوا قد حسبتم حساب الدمار؟ وما دام عندكم كل وكالات وأجهزة وأدوات الاستخبارات في العالم فكيف تفاجاتم بصمود الجيش والحكومة السورية لمدة سنتين وعدم ظهور أية ملامح على امكانية انهيارها الوشيك أو المتوسط المدى، أونسيتم قول الإمام محمد عبده أن غلطة القائد خيانة، أوليس خطأكم في الحساب خيانة لمن وقف وراءكم معتقداً أن ثمن الديموقراطية المنشودة سيكون بضعة شهداء وبضعة أشهر ؟ أوهل تريدونا أن نعتقد بأن كل هذا الخراب كان بسبب الحكومة فقط، لقد كانت سوريا تعيش حالة فساد متفش وحكم مستبد، ولكن الناس كانت آمنة في بيوتها وتعمل وتأكل وتشرب وتدرس ، مع أن البلد لا يملك ثروات كالخليج ومع أن مواقف الحكومة المناهضة للغرب ولإسرائيل كانت توقع البلد ضحية الحصار الاقتصادي، يعني أن المطلوب كان مكافحة الفساد ، وتحريك عجل

ثورة
محمد علي البكري -

في بداية الأحداث قيل أن الثورة في العالم العربي جاءت ضد فساد الحكام وغيّهم وخيانتهم، ولكن بالنسبة لسوريا لم نكن نسمع بأنها جاءت ضد الخيانة، بل ضد حكومة مفسدة، ولم نكن نعتقد بأن أحداً سيطلق طلقة رصاص على جندي سوري مهما بلغ الثمن، وحتى لو مارست الحكومة كل قمع الدنيا، ولكن ما أن بدأت الأحداث حتى بدأنا نلمس أن رواد الثورة هم من الأخوان المسلمين، ثم أخذنا نسمع الاسطوانة الطائفية وهي أن سوريا محكومة من العلويين ويجب على الأكثرية السنية إزالتهم، وكذلك نسمع فتاوي بعض الشيوخ تطالب بقتل الدروز ، وتشير بأنهم يرسلون الداعرات إلى درعا، ثم بدأنا نشاهد سيل السلاح يتدفق من كل حدب وصوب وخصوصاً من الدول التي كنا نوقن بأنها بمنتهى الرجعية والعمالة، وكذلك بدأنا نسمع شعارات الله أكبر من جبهة النصرة والقاعدة وتوابعها وأساليبها الممقوتة ، وهذا لم يكن بالحسبان، فكيف لنا أن نسميها ثورة والحال كهذه؟! إننا قمنا أصلاً من أجل الديموقراطية وحرية الأحزاب وتعددها وضد حكم الفرد الواحد ، ولكن سرعان ما ضاع هذا الهدف، فأية ديموقراطية تنتظرنا مادامت المعارضة المسلحة ترفع الأعلام السوداء منذ الآن وتهدد بالقضاء على كل الطوائف والأحزاب الأخرى في بلد معروف بتعددية طوائفه وبكثرة العلمانيين فيه، ومن ثم فمثلما نريد محاسبة النظام على أخطائه الجسيمة وقمه وعنجهيته، يتوجب علينا محاسبة قادة المعارضة والواقفين وراءهم من قطر إلى السعودية إلى تركيا إلى أمريكا إلى فرنسا وهلم جرّ، فلنا أن نسألهم ماهذا الخراب ، أولم تكونوا قبل أن تهبّوا قد حسبتم حساب الدمار؟ وما دام عندكم كل وكالات وأجهزة وأدوات الاستخبارات في العالم فكيف تفاجاتم بصمود الجيش والحكومة السورية لمدة سنتين وعدم ظهور أية ملامح على امكانية انهيارها الوشيك أو المتوسط المدى، أونسيتم قول الإمام محمد عبده أن غلطة القائد خيانة، أوليس خطأكم في الحساب خيانة لمن وقف وراءكم معتقداً أن ثمن الديموقراطية المنشودة سيكون بضعة شهداء وبضعة أشهر ؟ أوهل تريدونا أن نعتقد بأن كل هذا الخراب كان بسبب الحكومة فقط، لقد كانت سوريا تعيش حالة فساد متفش وحكم مستبد، ولكن الناس كانت آمنة في بيوتها وتعمل وتأكل وتشرب وتدرس ، مع أن البلد لا يملك ثروات كالخليج ومع أن مواقف الحكومة المناهضة للغرب ولإسرائيل كانت توقع البلد ضحية الحصار الاقتصادي، يعني أن المطلوب كان مكافحة الفساد ، وتحريك عجل