قراءة في عقل أوباما وهو يزور إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الاعلام الاسرائيلي منقسم حيال وصف زيارة الرئيس الامريكي لتل أبيب، زيارة سياحية، هكذا وصفته بعض وسائل الاعلام الاسرائيلي، فيما ترى وسائل اعلام اخرى انه وصف ساذج، اوباما ليس سائحا، بل رئيس اكبر دولة في العالم، الحليف الاستراتيجي لاسرائيل، وبالتالي، هي زيارة استراتيجية، رغم ان من مصاديق الاستراتيجية اليوم هو عدم الاستراتيجية على حد تصوير اصحاب الوصف الاول!
الرئيس الامريكي اكد دعم امريكا (المطلق) للدولة العبرية، كان ذلك منذ نشاتها قبل 67 عاما ولحد هذه اللحظة، وفيما اشار في خطاب الاستقبال الى ضرورة حل الدولتين فيما يخص القضية الفلسطينية كان يؤكد على ان اسرائيل ينبغي ان تكون قوية بما فيه الكفاية، واكتفى بوصف وردي للدولة الفلسطنية المامولة في تخطيطه ومشروعه، فمن حق الفلسطينين بدولتهم، لكنها دولة معاش، وليس دولة بالمعنى الحقيقي كما افرزه الفكرالسياسي الحديث!
اوباما يحمل همّين كبيرين في زيارته لاسرائيل،الاول الهمُّ الايراني، والثاني الهمُّ السوري، او بالاحرى، مشكلة الملف النووي الايراني، والمعضلة السورية.
فماذا قال؟
كان دقيقا غاية الدقة في اختيار كلماته، لقد قال ما معناه أنه يامل أن لا تعود اسرائيل لواشنطن في مسالة التعامل مع التهديد النووي!
القراءة السياسية لهذا التصريح تتعدى الظاهر، هل يعني هذا بان واشنطن اعطت الضوء الاخضر لاسرائيل في حقها بضربة استباقية لإيران دون الرجوع إليها؟
هذا ما توصل إليه محللون سياسيون، وهو الامر الذي طالما يؤكده نتانياهو في اكثر من مناسبة، فكثيرا ما كان يصرح،وما زال، بان تل ابيب قد تجد نفسها مضطرة ان تتخذ الموقف (المناسب) من ايران حتى وإنْ اختلفت مع واشنطن، وربما من غير اعلامها مسبقا!
هذا الإذن الامريكي اقترن بكلام تحذيري من ان تصل ايران الى امتلاك السلاح النووي، مقترنا بتاكيد على ان امريكا ما زالت تفضل (حلاً دبلوماسيا، ولا يزال ثمة وقت للقيام بذلك)، فهل الإذن الامريكي السابق مؤجل الى حين تتجاوز ايران الخط الاحمر؟
يبدو هذا هو التفسير الاقرب لكل هذه المعطيات التي تبدو متناقضة ولكن التدقيق فيها ربما يكشف عن توافق ضمني، يفيد بان لاسرائيل حق الضربة الاستباقية فيما تجاوزت ايران الخط الاحمر من دون العودة لامريكا!
ولكن متى؟
اوباما ونتانياهو متفقان على ان ايران يمكنها ان تصل الى سلاحها النووي خلال عام، فهل تصبر إسرائيل عاما كاملا حيث تستكمل إيران سلاحها النووي فتقوم بـ (حماقتها) النووية ضد ايران؟
منطق السياسة الاسرائيلية يجيب بالسلب، فمن غير المعقول ان تؤجل اسرائيل (ضربتها) الاستباقية حتى ذلك الحين.
اوباما كان حذرا في حديثه عن موضوع استخدام الاسلحة الكميائية في سوريا، ولكنه الحذر غير المحايد! فامريكا تراقب هذه القضية عن كثب، وتحقق فيما أُستخدِمَ السلاح الكيمائية حقا؟ ولكن من جهة أخرى يصرح بانه (متشكك بعمق) من ان تكون المعارضة هي التي استخدمت هذا السلاح، وفي الاثناء يؤكد بان الرئيس السوري بشار الاسد فقد صلاحيته او شرعيته، حان انْ (يرحل)، اليس هذا تناقضا مع تصريح وزير خارجيته كيري قبل ايام ان على المعارضة والنظام ان يجلسا معا الى طاولة المفاوضات؟
إن تصريح كيري السابق يبدو تعرض للخرم، وذلك بعد ان قررت واشنطن عدم معارضتها لاي جهة دولية تبغي تسليح المعارضة السورية، ويشكك كثير من المحللين بالموقف الامريكي الذي جاء على لسان كيري القاضي بضرورة جلوس الاسد والمعارضة على مائدة المفاوضات، فإن ممكناته تكاد مفقودة، ثم ألا يتعارض هذا مع تدريب امريكي لآلاف السوريين في الاردن وربما تركيا؟ ومن ثم اين نضع دعوة السعودية وقطر الى وجوب تسليح المعارضة السورية حيث من الصعب ان يكون ذلك من دون تفاهم مسبق مع الولايات المتحدة الامريكية! فضلا عن تسليح كل من السعودية وقطر للمعارضة جار على قدم وساق؟
كان كلام اوباما واضحا،الاسد فقد شرعيته، وفي خصوص الملف النووي وعلاقته باسرائيل كان كلامه ايضا واضحا، لاسرائيل حق الضربة الاستباقية...
ماذا تخبيء الشهور القريبة القادمة؟
التعليقات
أي عقل ؟
abulhuda -هو ليش موجود عقل حتى تكون هناك قراءة ؟
أي عقل ؟
abulhuda -هو ليش موجود عقل حتى تكون هناك قراءة ؟
تعقيب
رحاب قدورة -اولا السعودية لم تزود المعارضة السورية بالسلاح كما يزعم الكاتب - وثانيا كل التحليلات السياسية الواردة من اميركا والعواصم الغربية تشير الى ان اوباما حرص على عدم اعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل لمواجهة ايران - فلا نعلم هل الكاتب شايف لو حلم
تعقيب
رحاب قدورة -اولا السعودية لم تزود المعارضة السورية بالسلاح كما يزعم الكاتب - وثانيا كل التحليلات السياسية الواردة من اميركا والعواصم الغربية تشير الى ان اوباما حرص على عدم اعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل لمواجهة ايران - فلا نعلم هل الكاتب شايف لو حلم