فضاء الرأي

هيتو واوجلان والبوطي... أي رابط؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تلاحقت الأحداث "الكردية" في سوريا والمنطقة أو بعبارة أدق ذات الباعث والمنزع الكردي لتصبغ يوم النوروز الذي يحتفل به الأكراد في المنطقة والعالم، ومعهم بعض دول الجوار، بالإثارة والتفاؤل.. وختاماً بالدم الأحمر القاني!
انتخاب الأستاذ غسان هيتو الكردي السوري، والمنتمي إلى واحد من أشهر الأحياء الدمشقية "الكردية" في سوريا، وليس في دمشق وحدها، "حي ركن الدين" بدلالته الرمزية وبجذوره الإخوانية والإسلامية التي لم تخف نفسها في لهجة خطابه وأسلوبه، كان من وجهة نظر كثير من المراقبين، ضربة قوية إلى النظام السوري في ظل انفراط عقد الطوائف والأقليات التي كان يدعي حمايتها، وبداية هجرتها خارج سوريا، خوفاً من هواجس انتقام لاحقة بسبب اصطفاف بعضهم (لا كلهم) مع النظام، وتخوفهم من حالة الفوضى المحتملة والمقبلة، حتى الطائفة العلوية شرعت في لملمة ما تبقى لها في مناطقها الجغرافية التقليدية في جبال الساحل ويممت وجهها نحو دبي في الإمارات العربية المتحدة بالنسبة للأغنياء منهم، وإلى دول الجوار وخاصة لبنان والعراق، بالنسبة للفقراء الهاربين من إخطارات الاستدعاء المستمرة إلى التجنيد الإلزامي.
تسمية هيتو أو انتخابه رئيساً للحكومة المؤقتة تسبب في بعض النزاعات بين أعضاء الائتلاف، ومتى انتفت الخلافات بينهم أصلاً!، لكنه ولد شعوراً بالارتياح داخلياً بوصفه ضامناً لمنع تقسيم سوريا أو انقسامها، تلبية لمطالب قومية كردية سابقة، وشابه الأمر المشهد العراقي الذي تم فيه منح الأكراد مزيداً من الامتيازات مقابل استمرار بقائهم ضمن الجسد العراقي، لا سيما أن أكراد دمشق من دون بقية الأكراد في سوريا معروفون بندماجهم الاجتماعي والسياسي ضمن النسيج السوري من دون أي ترسبات أو عوائق.
إعلان أوجلان إلى أنصاره في ذكرة عيد النوروز وقف القتال مع الحكومة التركية الإسلامية المنزع برئاسة أردوغان، نقطة تضاف إلى رصيد أردوغان في مواجهة خصومه "الطائفيين" في معظمهم بعد ان تكشفت وجوههم في ظل الأزمة السورية، كما يدشن مرحلة جديدة في العلاقات التركية الكردية وهو بكل المعايير إنجاز تاريخي لكلا الطرفين، لا سيما ان الحزب الذي كان يتزعمه أوجلان كان يتمول من دول الجوار وبالذات سوريا، لمواجهة الأتراك، قبل أن تفضي مفاوضات تنفيس الاحتقان بين سوريا وتركيا إلى تسليمه إلى الأتراك لتجنب حشد عسكري تركي كان يهدد باجتياح الشمال السوري عقاباً على الدعم السوري له.
رسالة أوجلان إلى الأكراد دعت إلى وقف العنف وفتح صفحة جديدة وفوق كل ذلك، أعلن فيه تأييده لمطامح كل شعوب المنطقة في مسعاها نحو التحرر والاستقلال والديمقراطية، فيما اعتبر رسالة صريحة إلى الشعب السوري في مواجهة نظامه، وإعلان البراءة التامة من تحالفه مع دمشق في مواجهة تركيا، وهو أمر سوف يكون له انعكاس سريع على المواجهات العسكرية في الشمال السوري ومنطقة الجزيرة تحديداً والتي يشكل الأكراد غالبيتها، بعد أن وقف حزب العمال الكردي إلى جانب النظام السوري في مواجهة الثورة، ثم تراجع بعد عدة تحالفات واتفاقات ليلتزم الحياد الإيجابي إزاء تمدد الجيش الحر في منطاق نفوذ الأكراد التقليدية، ليأتي إعلان أوجلان ويكشف عن تحالف مستقبلي متوقع بين الأكراد والثوار من بقية الأعراق والمكونات الطائفية في المنطقة، في مواجهة الجيش النظامي، وبالتالي احتمال انهيار الشمال السوري برمته وخروجه عن سيطرة دمشق.
رد الأخيرة (دمشق) في يوم عيد النوروز وكذلك على الإعلان "الاوجلاني" الخطير والتاريخي جاء من خلال "التضحية" بأحد الرموز الدينية الأكثر ولاء للنظام من المكون الكردي، وهو الشيخ البوطي، الذي اغتيل (ياللعجب!) في نفس اليوم وضمن ذات المعطيات، ليكون "كبش فداء" التضحية به الرد على الضربتين الكرديتين الموجعتين خلال ساعات قليلة، لا سيما أن ظروف وملابسات الاغتيال والتفجير الانتحاري الذي تولى التلفزيون السوري تغطتيه مباشرة وخلال دقائق (كالعادة) وقع في منطقة امنية شديدة التحصين في نفس مكان تفجير جسر الحياة الشهير قبل فترة وجيزة، وبالقرب من فرع حزب البعث أو ملاصقاً له للدقة، وخلف السفارة الروسية الموصوفة بالقلعة الأمنية المنيعة، فهل يعقل أن يضرب البرق مرتين في المكان ذاته؟!
كما أن صور التفجير المزعوم يبدو أنه كان يحمل مزايا الصداقة للبيئة فلم يخلف أي حريق أو آثار انفجار، والجثث المعروضة لم يبد عليها سوى آثار التصفية من قرب وبالرصاص، فيما لم يعثر على جثة الشيخ البوطي (حتى لحظة كتابة هذا المقال)، ما أطلق موجة من التعليقات المنتقدة للبوطي نفسه من قبل الموالين للنظام على صفحات الانترنت خوفاً من عملية انشقاق يدور الحديث عن الإعداد لها في كواليس أسرة البوطي، كما يقول المؤيديون أنفسهم!
في يوم عيد النوروز.. جاء الدور على الأكراد ليشكلوا محور الحدث في يوم من أهم أعيادهم السنوية، في محاولة أخيرة لاستجداء ولائهم والتفافهم بشكل فاشل بعد أن صدرت الإدانات من قبل المعارضة نفسها على حادث التفجير، رغم عداوتها مع فكر الشيخ البوطي لا شخصه، ما يعني أن محاولة تحويل البوطي إلى أيقونة شهادة خاصة بالنظام.. ربما تنقلب عليه.. قريباً.


... كاتب وباحث
HICHAMMUNAWAR@GMAIL.COM

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أكثر ما أغضب الترك
Rizgar -

أكثر ما أغضب الرئيس التركي و رئيس وزراءه كان عدم رفع العلم التركي في أحتفالات نوروز لهذة السنة و التي كانت أحتفالات السلام و مباردة أوجلان. في العام الماضي و لكي تسمح الدولة التركية بأقامة مراسيم نوروز كانت اللجان المشرفة على أحتفالات نوروز مرغمة على رفع العلم التركي و لو في زاوية من زوايا منصات الاحتفالات. بمجرد بدأ المباحثات بين أوجلان و حكومة أردوغان، ارتفع العلم الكوردستاني و ليس فقط أعلام حزب العمال الكوردستاني في شمال كوردستان و أختفى العلم التركي و بدلا من تجمع الالاف صارت التجمعات الكوردية بالملايين. الشئ الذي لم يستطيع أي حزب كوردي في أي جزء من كوردستان القيام به. بتأييد أمريكا و الاتحاد الأوربي لمبادرة أوجلان و لمباحثات السلام أدخلت تركيا نفسها في مأزق كبير أسمه حتمية أزالة الدولة القومية الاتاتوركية و قبول مبدأ المساوات بين القوميات و هذا يعني تحويل تركيا الى دولة القوميات المتساوية و ليست دولة القومية السائدة. ليس المهم في السياسة ما يعترف به عدوك من حقوق لك بل المهم ما سيكون على أرض الواقع.

الكاتب التركي
Rizgar -

قال الكاتب التركي "بولنت كناش"، في مقال له ، نشر أمس إن "هناك احتمال تأسيس كيان مشترك بين الإقليم الكردي في شمال العراق، ومناطق يتركز فيها الأكراد في شمال سوريا، إضافة إلى احتمال تشكيل كيان مشابه بين منطقة الأنبار السنية العراقية، ومناطق سنية في الجانب السوري من الحدود، في حال تحقق سيناريو التقسيم هذا".وكشف الكاتب أن "خريطة العراق التي رسمت عقب الحرب العالمية الأولى، كانت تمثل واقع الشرق الأوسط في ذلك الحين"، لافتا إلى أن "الحديث عن احتمالات حدوث تقسيمات جديدة، وإعادة رسم حدود الشرق الأوسط، بعد انتهاء صلاحية اتفاقية "سايكس بيكو"، التي جرت بين الفرنسيين والبريطانيين، عام 1916 من أجل تقاسم المنطقة".

أخطاء كثيرة
خالد العيدي -

للأسف الكاتب ومع احترامي له جانب الكثير من الصواب ، وكأنه يعمل في الاستخبارات الامريكية لعلم كيف قتل وأين جثته وأن عائلته كانت ستهرب.خاطبوا الناس على قدر عقولها وتحدثوا بأشياء تدخل العقل ، وابتعدوا عن التحليلات الخيالية

جلال طالبانی
ابولهب -

هیتو جلال طالبانی الثانی فی سوریا مصنوع لطعن الامل الکردی ولا اکثر .

الجهل مليئاً بالجهل
سامي بن محمد -

ربط مميز ورصين حول طريقة وتصرف عصابة دمشق الارهابية الحاكمة، هكذا كانوا على الدوام يتصرفون، وسنذهب الى أبعد من ذلك سيميولوجياً ( أي طريقة تفكير التصرف وتسميته لغوياً ولنسمها بالطريقة التصويرية ) من خلال هذه الاشارات ... إيران : هو بلد طائفي مؤلف من خمسة أنسجة ربطت بالعقد، وما عليك لفهم سجادهم سوى النظر اليه بالمقلوب لا الوجه الذي تراه وهذا مثال لا الحصر على واحدة من مركباتهم العقلية كما هو حال الدين الذي وفد اليهم وعللوه بالتقية .. ومثل قردهم الذي ذهب الى الفضاء وكذلك طائرتهم التي صنعت بالفوتو شوب .. وهكذا، والمشكلة العقيمة هو أن هذا البلد أو هذه الامة أعتادت هذا الخبث الدائم الذي هو سر صيتها، فيها من الكذب ما طرق الحداد ومن الغش ما يُخجل الغش ذاته، ... وما علينا سوى النظر الى مقولات تاريخية جداً في عالمنا الاسلامي ولنرجع الى " يا ليت بيني وبينهم جبل من نار " .. بل أشهر الفاروق الدواء اللازم لضحد كسرى من خلال كتاب الله عز وجل، وليس غريب أن يُنكل بالدين الاسلامي الى هذا الحد الجارف مرة بالتقية وبشيمة آل البت والاتهام وغيره، .. ولاغرابة البتة من كل هذا، ويلزم في هذا الصدد العودة الى تاريخ هؤلاء الى ما قبل الاسلام والحرف العربي وقياسها تماماً مع حسينياتهم ... ؟لماذا الحسينية والجامع موجود .. ولماذا قم ومكة موجودة، ولماذا المرشد وخادم الحرمين موجود، ولماذا أية الله وروح الله .. والله حي يرزق لايموت .. هذا في الوقت الذي يموت فيه الخميني وخامنئي وغيره .... أعتقد أن على العرب والعروبة ولغتهما أن تتنبه الى علم الكلام ... ومن هنا تحاك الاشياء وتفهم وتبين المقاصد في وقت ضرب الجهل أمتنا بأطنابه ضرباً مبرحاً، هذا في الوقت الذي أصبحنا أذكياء بالسرقة وجلب المال والتشتت كالحصير .. عفواً السجاد الايراني ... وبدل الحق أصبحنا الباطل وماعليك بسوى فهم القصد حتى ترى أننا سُذج من العالم الذي نعيشه وفي العالم الذي نعيشه، ... مؤسسة الفكر العربي تُطبل في مكان والامة العربية ترقص في آخر بقاع الارض ... نعم، راجياً أن لاينسى الناقد أن هناك ونيف العشرين مليون كردي في إيران وهم سنة، على سنة الله ورسوله مثلهم مثل البوطي وهيتو وأوجالان بل مثل صلاح الدين وهم يغارون على دينهم على عكس كل من يتصور ولايرضون البتة الانتقاص من الخلفاء الراشدين لابل ويضعون الفاروق وكأنه شعرة في صدر الرسول ولايعطون علي

هيتو واوجلان والبوطي
sori kurdi -

موضوع غير مترابط

حتى اسرائيل
شاء من شاء -

أوجلان والبوطي هم آلة مبرمجة حين الطلب للشيطان الأصغر الأسد . بينما هيتو والأسد ليسو سوى حجرة شطرنج لخدمة المارد الأمريكي . وكل المستجدات التي حصلت بهذه السرعة الكلية من زيارة أوباما كان لهامدلولآ واحدآ أنا هنا وليس سواي شاء من شاء وأبا من أبا والمايعجبه أيبلط بالبحر حتى اسرائيل البنت المدللة لأمريكا رضخت بالأعتذاروالمصالحة .

باسيد هشام
رائد الأيوبي -

من السيء أن ينشئ الكاتب مقاله على كتابات الفس البوك التي لامصداقية لها أو على مسموعات وماأكثر المسموعات الخاطئة.كردياً ليس هناك أي تقبل لهيتوأوجلان ثقافته مبنية على أسس ماركسيةالتحليلات تقول أن التفجير الذي أودى بحياة البوطي تشبه تفجيرات القاعدة في العراق، تفجير بالمسامير... بالله عليك الكتابة يجب أن تكون محترفة، نحن بحاجة إلى معلومات نثق بها ونعتمد على مصداقيتهابعد هذه المقالة سأتجنب كل مقال لك، لأني وجدت في كتابتك هنا إنشاءاً سيئاً إلى أبعد حد، اسوا من المسلسلات التركية المدبلجة

عرب وين وطنبورة وين؟
رائد الأيوبي -

بالله عليك أنت عارف شو عم تحكي؟ وشو علاقة الجريدة التي كتبتها بالمقال؟متى سنتعلم أصول القراءة والردود وأن الغاية هي أن نستفيد وليس أن نرمي كل مابجعبتنا في المجلس